إلى روح محمود درويش
سيد الشعر الذى منح الحياة لأمة خلعت ملامحها وغابت فى جحور الذاكرة سيد الشعر الذى نثر البنفسج والزنابق بإمتداد جروحنا سيد الشعر الذى زان النهار بطعم أول قبلة بطزاجة العشق المنمق بإرتعاشات الشفاه أنت الذى من روحه نفخ البكارة فى حروف الأبجدية كى تعاود صدقها المفقود فى سوق الدعارة أنت الذى منح البشارة والإشارة قد كانت الرؤيا إذاً: طفل يحلق صوب أطراف التلال ليقتفى أثر البلاغة والقوافى فى حقول البرتقال جاب المدائن يرتجف من هول ما أوحى به جرح القصيدة ونزيف هالات المسيح على الخريطة يا شاعر الركن القصى وقد حملت الى المدى زاداً من الأمل المصفى وإرتباكات البراءة للسماوى الشريد سيد الشعر الذى رفعت يداه الى الأبد ظل المقاتل فوق فوهات النشيد. * * * ياشاعر الأرض السليبة, كم تبقىّ فى الخرائط من تضاريس تقاوم كى يراودك الحنين؟ كم يبتعد حلم الرجوع... وكم سينزف من سنين؟ ماذا تبقىّ من قرابين نقدمها ولم نبخل بلحم صغارنا سقناه أشلاءً بأحزمة وعلب ناسفة؟ هل من مزيد من كوابيس تصول ومن شجون نازفة؟ قابيل يعبث بالدماء وبالأغانى والمصير فكم غراب ننتظر بسماء غزة كى نوارى سوأة الفعل المهين؟ علمتهم درر الكلام وفى الصباح تلعثموا وتناحروا فى حضرة الحلم الأخير ماذا لدينا من دواء لإنطفاءات الأمانى فى عيون اللاجئين؟ ماذا نقدم من عزاء حين ينقطع السبيل برحلة عبر الشتات الى حقول الياسمين؟ حين يرتحل الرجال إلى السماء ولم يُقدَّر أن يروا حلم الرجوع إلى الربوع بما تبقى من حنين. * * * اليوم أتممت الرسالة وإكتمَلت إلى الأبد. إغفاءة الموت التى رفعتك قديساً شهيداً كى تحلق فى سماء المجد حراً بعد خذلان الجسد. حلق هنالك حيث تحتضن الغيوم بقايا حلمك الصافى إرحل ولا تنظر لمجد ضيعوه وشتتوك إلى العواصم والمنافى لا تكترث لردائك الأرضى أو شريانك التاجى لا تبتأس لتتابع الطعنات فى قلب طفولى نحيل لا تنتظر رجع الصدى, لا تشتهى طعم الوصال فقد عشقت المستحيل لا تنتبه لبكاء من ظنوك إنسياً وباحوا بحبهم وبحسرة الحزن النبيل إرحل ولا تنظر وراءك للذين تيتموا هذا المساء إصعد إلى نبع الصفاء الشاعرى ككوكب شق السماء اليوم قد واتت رياحك وإستويت على صليب الغربة المغروس فى تيه الضياع اليوم أتممت الرسالة فلتغادر رسمك الأرضى, لا تترك خطابا للوداع. * * * عندما تصعد هنالك فى الفضاء السرمدى إمنح ورودك للجموع من الرجال الغائبين ولكل من نطقوا الشهادة وإستقوا من أغنياتك ما تيسر ثم فاضوا راحلين بارك بظلك فى الأعالى من تناثر جسمهم وتأجلت أسماؤهم من الصغار اليانعين يوماً سنرجع من رموز الحلم من نبض القصيدة سنخصب الأرض الحبيبة من تراتيل الفراق ومن رفات الراحلين ما أحسبنك يا صديقى غائباً يا من خلقت من الحضور عوالماً وعلى الجدار نقشت قاموس الوجود لا أحسبنك يا صديقى ميتاً بل شاعرٌ رهن التوهج والخلود. * * *
سيد الشعر الذى منح الحياة لأمة خلعت ملامحها وغابت فى جحور الذاكرة سيد الشعر الذى نثر البنفسج والزنابق بإمتداد جروحنا سيد الشعر الذى زان النهار بطعم أول قبلة بطزاجة العشق المنمق بإرتعاشات الشفاه أنت الذى من روحه نفخ البكارة فى حروف الأبجدية كى تعاود صدقها المفقود فى سوق الدعارة أنت الذى منح البشارة والإشارة قد كانت الرؤيا إذاً: طفل يحلق صوب أطراف التلال ليقتفى أثر البلاغة والقوافى فى حقول البرتقال جاب المدائن يرتجف من هول ما أوحى به جرح القصيدة ونزيف هالات المسيح على الخريطة يا شاعر الركن القصى وقد حملت الى المدى زاداً من الأمل المصفى وإرتباكات البراءة للسماوى الشريد سيد الشعر الذى رفعت يداه الى الأبد ظل المقاتل فوق فوهات النشيد.
* * *
ياشاعر الأرض السليبة, كم تبقىّ فى الخرائط من تضاريس تقاوم كى يراودك الحنين؟ كم يبتعد حلم الرجوع... وكم سينزف من سنين؟ ماذا تبقىّ من قرابين نقدمها ولم نبخل بلحم صغارنا سقناه أشلاءً بأحزمة وعلب ناسفة؟ هل من مزيد من كوابيس تصول ومن شجون نازفة؟ قابيل يعبث بالدماء وبالأغانى والمصير فكم غراب ننتظر بسماء غزة كى نوارى سوأة الفعل المهين؟ علمتهم درر الكلام وفى الصباح تلعثموا وتناحروا فى حضرة الحلم الأخير ماذا لدينا من دواء لإنطفاءات الأمانى فى عيون اللاجئين؟ ماذا نقدم من عزاء حين ينقطع السبيل برحلة عبر الشتات الى حقول الياسمين؟ حين يرتحل الرجال إلى السماء ولم يُقدَّر أن يروا حلم الرجوع إلى الربوع بما تبقى من حنين.
اليوم أتممت الرسالة وإكتمَلت إلى الأبد. إغفاءة الموت التى رفعتك قديساً شهيداً كى تحلق فى سماء المجد حراً بعد خذلان الجسد. حلق هنالك حيث تحتضن الغيوم بقايا حلمك الصافى إرحل ولا تنظر لمجد ضيعوه وشتتوك إلى العواصم والمنافى لا تكترث لردائك الأرضى أو شريانك التاجى لا تبتأس لتتابع الطعنات فى قلب طفولى نحيل لا تنتظر رجع الصدى, لا تشتهى طعم الوصال فقد عشقت المستحيل لا تنتبه لبكاء من ظنوك إنسياً وباحوا بحبهم وبحسرة الحزن النبيل إرحل ولا تنظر وراءك للذين تيتموا هذا المساء إصعد إلى نبع الصفاء الشاعرى ككوكب شق السماء اليوم قد واتت رياحك وإستويت على صليب الغربة المغروس فى تيه الضياع اليوم أتممت الرسالة فلتغادر رسمك الأرضى, لا تترك خطابا للوداع.
عندما تصعد هنالك فى الفضاء السرمدى إمنح ورودك للجموع من الرجال الغائبين ولكل من نطقوا الشهادة وإستقوا من أغنياتك ما تيسر ثم فاضوا راحلين بارك بظلك فى الأعالى من تناثر جسمهم وتأجلت أسماؤهم من الصغار اليانعين يوماً سنرجع من رموز الحلم من نبض القصيدة سنخصب الأرض الحبيبة من تراتيل الفراق ومن رفات الراحلين ما أحسبنك يا صديقى غائباً يا من خلقت من الحضور عوالماً وعلى الجدار نقشت قاموس الوجود لا أحسبنك يا صديقى ميتاً بل شاعرٌ رهن التوهج والخلود.