ولكنْ سمعت هنودا قدامى ينادونني لا غدَ في الأمس يقول: والهوية قلت لقد غدا الحنين صراعًا على الحاضر، وهو صراع يخوضه المفكّر دفاعًا عن حق الشعراء في الغد والذكريات معًا الوصية لمن يصونها، هكذا يوصي إدوارد سعيد قبل رحيله درويش ببلوغ المستحيل، وقال: إذا متّ قبلكَ (من قصيدة أنت منذ الآن غيرك،وكذلك المقتبسات التالية) لا أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف. ولكني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن خلدون.
لا تثق بالحصان ولا بالحداثة
لا ضحية تسأل جلادها: هل أنا أنتَ
فلتتقدمْ إذا
قد يكون التقدم جسر الرجوع
إلى البربرية
أنا من هناك
أنا من هنا
ولست هناك ولست هنا
قال دفاع عن الذات
إن الهوية بنت الولادة
لكنها في النهاية إبداع صاحبها
لا وراثة ماض
أوصيك بالمستحيل
سألت:
هل المستحيل بعيدٌ؟
فقال: على بعد جيل
الدرويش الذي أبدع هويته