يمكن أن تقاس أزمة المشهد الثقافي في سورية طردا مع المسافة التي تفصلنا عن الديمقراطية، حتي أن الحديث عن أزمة في عناصر انتاج المشهد الثقافي، أو في غياب المثقفين، يبدو تضليلا للمسألة وابتعادا عن مكمن الخلل، فالكتاب والفنانون في سورية قد يكونون هم الأكثر كثافة بالنسبة لعدد السكان في البلاد العربية، لكن الاشكالية الحقيقية تكمن في غياب مناخات الابداع الحقيقي، وهو ما تتلمسه السلطة السياسية أو تعبر عنه باعتباره أزمة مؤسسات، فتغير هذا المدير أو ذاك الوزير، وليس مصادفة أن التغيير الوزاري الأخير هذا العام شمل حقيبتي الثقافة والاعلام، وهما الأكثر تعبيرا عن ذلك المشهد الثقافي المتحرك خلال عام كامل، دون أن نلمس أي تطوير في أداء المؤسسات الثقافية أو الاعلامية، فالأزمة تكمن في بنية تلك المؤسسات وعلاقاتها المتبادلة فيما بينها وبين البنية الفوقية لسلطة الدولة بتعبيراتها السياسية والأمنية، هذه العلاقة التي تسمح بتوليد الفساد ضمن المؤسسات الثقافية والاعلامية وتعميمه كنمط ادارة وعلاقات عامة، بحيث لم يعد يكفي تغيير رأس الهرم في هكذا مؤسسة حتي يتم الاصلاح الذي تدعو اليه السلطة السياسية أو ترفعه كشعار للمرحلة، لأن أي اصلاح أو تغيير حقيقي أصبح يحتاج إلي ما هو أكثر من أضعف الايمان، والي ما هو أكثر من الشعار. الاصلاح والتغيير الحقيقي يحتاج الي اعادة فرمتة تلك المؤسسات علي أساس من برنامج ديمقراطي حقيقي، يقوم علي احترام الآخر، وعلي تحديد سلطة المؤسسة وتوزيع المسؤوليات فيها.
اعتقد أننا بحاجة الي اذاعة حقيقية تعني بمشاكل الناس وهموم البلد وتنقل طموحاتهم وتعبر عن أزماتهم.
يمكن أن تقاس أزمة المشهد الثقافي في سورية طردا مع المسافة التي تفصل الواقع فيها عن الديمقراطية،لأن الاشكالية الحقيقية تكمن في غياب مناخات الابداع الحقيقي، وهو ما تتلمسه السلطة السياسية أو تعبر عنه باعتباره أزمة مؤسسات، فتغير هذا المدير أو ذاك الوزير.
الحصاد الثقافي العربي لعام 2006 في سورية