حاوره سامر أبوهواش * كيف تصف نفسك في تلك المرحلة المبكرة، هل كنت هشا آو ضعيفا بين الأولاد، هل كنت تخجل من نفسك مثلا؟ * لا يزال حتى الآن هناك لاجئون في فلسطين نفسها. * أظن أن الشعر جاء في تلك المرحلة؟ * الشتيمة نفسها، المهم أنني لم أكن أدرك أن ما قلته يمكن أن يعني أحدا أو أنه شعر. * في هذه القصيدة المبكرة من كنت تحاكي، من كان مثالك أو نموذجك بين الشعراء أو الأدباء؟ * لم تكن تعرفت على الشعر العبري؟ * ليس بعد، الشعر العبري تعرفت عليه لاحقا. * من هم الشعراء الحديثون الذين تعرفت عليهم بداية؟ * تحدثنا عن عالمك الداخلي كطفل، مع المراهقة هل كنت تنظر الى شكلك، هل كنت تجد نفسك وسيما مثلا؟ * كيف هو شكل الحب في مجتمع قروي محافظ كالذي نشأت فيه؟ * كنا نشاهد الأفلام الهندية بشكل أساسي وأفلام الكاراتيه وأفلام فريد الأطرش، الأستاذ وحيد.. * هل كان يجذبك عبدالحليم حافظ؟ * ماذا عن وجهتك السياسية وقتذاك؟ * كنت متأرجحا بين الناصرية والحزب الشيوعي. * متى سمعت كلمة فلسطين للمرة الأولى أنت الذي نشأت ضمن المجتمع الاسرائيلي؟ * أي ليس الجملة الضاربة، بل النص المشغول؟ * أي البحث عن الشعر، ولكن هذه القصيدة كانت دائما بمثابة العقبة.. * تماما، هنا في بيروت أو في العالم العربي.. فكنت أخاف من أن تشكل عائقا يمنع القارئ من متابعتي. * لكن رغم ذلك للقصيدة فضل كبير عليك؟ * لا أنكر ذلك فهي التي عرفت الناس علي، لكن هذا لا يعني إن أبقى، أو أن يبقى شعري، أسيرها. * لا تزعجني، وسر انتشار هذه القصيدة أنها غنيت ولو بقيت قصيدة في كتاب لكان التعامل معها اختلف. * لكن هناك قصائد أخرى غنيت، ومع ذلك لا تحوز الشهرة نفسها أو الموقع نفسه عند الناس. * لديك مشكلة في تكرار المناخ أو العبارة نفسها، هناك شعراء يبقون أسرى التطلب الجماهيري؟ * في أية حال هذا ما جعل أعمالك الأخيرة تجد قبولا واسعا على الرغم من أنها تقوم على أرضية مختلفة؟ * لكن القارئ الأول ما زال موجودا؟ * هل كان لديهم مشكلة بسبب خلفيتهم الثقافية والاجتماعية مع كونك شيوعيا؟ * إطلاقا، لم يكن لكلمة الشيوعي معنى إيديولوجي، بل معنى نضالي ووطني. * يتبادر الي الآن إننا لا نعرف الكثير عن دراستك؟ * ولا قرأت بالتأكيد أو سمعت "أحن الى خبز أمي" لكننا لا نعرف رد فعل أمك عليها؟ * هل تدرك أنها بعد قصيدتك لها باتت أما استثنائية؟ * لا أعرف شعورها، مع أنها سليطة اللسان ولاذعة ودمها خفيف، لكنها لا تفصح بسهولة عن عالمها الداخلي. * لا، كبرت أمي في غيابي مثلما كبرت في غيابها، ولا تنس إننا لم نر بعضنا قرابة ثلاثين عاما. * كانت علاقتنا مقتصرة على المخابرات الهاتفية، ومرة رأيتها في القاهرة. * كيف تصف مشهد عودتك بعد هذا الغياب الطويل واستقبال أمك لك؟ * تبكي أي تذرف الدموع أم تخبؤها؟ * هناك علاقة مبتورة أصلا بهذا النوع من الشعر؟ * ماذا عن العلاقة الشعرية به، فهو يكاد يكون الوجه المقابل لك في الجهة الأخرى؟ * ارتبطت بصداقة بياسر عرفات، ألم يخفك ارتباط اسمك به؟ * بعض الخبثاء يقول إن "مديح الظل العالي" كتبت له؟ * هو ظل المقاتل والفدائي وهذا واضح في القصيدة. * هل تأثرت بالعمق بشعراء غربيين بمعنى هل ثمة من الشعراء الغربيين من تعتبره من روافد عبارتك الشعرية؟ * تحدثت في بداية حوارنا عن ناظم حكمت؟ * هل تشعر انك أقفلت أو فتحت أبوابا؟ * لم أفعل في الشعر العربي ما فعله إليوت، لا أدعي شيئا من هذا النوع. * لم تدخل في سجالات مع قصيدة النثر؟ * تبقى الغنائية الخارجية رغم ذلك؟ * هل تابعت السجال الدائر حاليا في مصر حول قصيدة النثر؟ * كتبت المقالة بكثرة، لكنك شعرا لم تجنح الى التنظير، هل كان هذا خيارك؟ * هذه الورطات تولد شعرا أحيانا، ورطات جدلية؟ * هل تتخلص من قصائد لا ترضى عنها؟ * ماذا تطلب من هذا القارئ العادي؟ رأيا نقديا؟ * ماذا تفعل حين تمتنع عليك الكتابة؟ * هل تشعر انك حين تريد كتابة نص جديد، في حال امتناع الكتابة، تلجأ الى مشاعر النص السابق؟ * هل زرت غرناطة مثلا بعد كتابتك عنها؟ * هل تصيبك حالات انفعالية حين تتوقف عن الكتابة، هل تصطدم بالآخرين مثلا؟ * لا تنصح اذن بان يقرأك الشعراء الشباب كثيرا؟ * كل شغلي لن يؤدي الى إشباع احد. * هل تشعر أن النقد افاد تجربتك الشعرية، هل كان هناك نقد حقيقي لشعرك؟ كنت في السابق، لكن لم يعد لدي الكثير من الوقت، تحتاج الى وقت لتستمتع بشرط الرواية، أي المتعة. * هل هناك روائي تعتبره من روافدك الشعرية؟ * أحيانا، لكن لدي شعور بان المسرح انتهى. * في العالم؟ نعرف أن هناك حركة تتجدد في أماكن كثيرة من العالم. * هل تستطيع تحديد محطات تطورك الشعري؟ * هل ستتابع في السيرة الذاتية؟ * هل كانت بيروت مؤثرة في تجربتك؟ * قلت لي في حلقة سابقة انك بدأت فتى في محاكاة المعلقات، هل ما زال طموحك كتابة معلقة؟
حوار "نزوى" مع الشاعر محمود درويش: