خمس قصائد

إبراهيم داود

 

وظيفة مناسبة


تراب قديم علي المكتب
يزاح بسهولة
والمفاتيح بدون عناء
تفتح
وكل شيء في مكانه

صور علي الحائط
تؤكد أن للتاريخ أظافر
ويوجد زرع في غرف بعينها
ولاتوجد رائحة للناس

خلوة


هواجسه معتقة
وذكرياته في الادراج
بينها..
صورة له وهو سعيد
كان يقف جنب حبيبته
بذراعين كاملين
في مواجهة القصف

بار ستلا

تتساقط أصوات علي رؤوسهم
أصوات مكتومة
لاتري
بسبب الدخان ورغوته
بسبب الحوائط التي تترعرع
بين الاقدام

كل الذين ماتوا
يذهبون كل ليلة
ليطردوا الأشباح
عن وسط المدينة

***


يتحدث الآخرون عن الليل
الذي يجمع الأرواح
علي طاولة

الآخرون الذين هربوا
إلي صورتهم
ليفخر التاريخ بهم
التاريخ الذي لايعني أحدا
عندما يشتعل الخمر..
ويبحث كل واحد عن صوته
في الدخان.

وزن زائد


عندما أفرغ مما أنا فيه
سأتخلص من نباتات الظل
التي أجهدتني
وجعلتني لا أحب السفر

وأخرج في اتجاه البحر..
أشتري مدينة 'قديمة'
أنشر عليها ملابسي
واتجول وحدي فيها
مدينة ساحلية خضراء
تتسع كلما اقتربت منها

سأتخلص من الوزن الزائد
الذي أصاب ذاكرتي
وجعلني اتحدث
مثل الحكماء
وابحث عن مناطق
آمنة:
كنت فيها 'كما ينبغي
أن أكون'
'وحيدا' يصيب ويخطيء
ويعاقب نفسه طوال الوقت
بالموسيقي
ويبحث عن صوته
في الكلام البسيط
الكلام الذي لاشيء فيه
النقي
الذي يخرج مع الفجر
الذي يخرج مع البحر..
القديم
الذي تبرأ من الماضي

سأتخلص من الهزائم التي حاصرتني
وجعلتني أتفادي وجوه العابرين
في الصباح
وربما استعدت بعضا من الفواكة
التي ضاعت
في القري
لأفتح عندما أفرغ مما أنا فيه
صفحة جديدة
مع البساتين
وأغير رأيي
في السفر



الشارد


الذي يهرب في النساء

***
الرجل الذي ابيض شعره
فجأة
وهو في الحانة
يبحث كل عام
عندما ينزل الشتاء علي لسانه
عن كلام جديد