بلغة شفيفة قادرة على البوح تفتش الكاتبة الاردنية (محاسن الحمصي) في سراديب قصصها الموغلة في البحث عن أنا المرأة المتشظية حد النزف، لتجد أنها مضطرة للخوض في عوالم الأنا الغارقة في الغياب، محاسن التي تعجن مفرداتها بدراية نادرة، لتبني عوالم متفردة للأنا الغارقة في أنويتها، المتكئة على الوجود الجمعي، لا لتذوب فيه بل لتؤكد تفردها، ولتصر على أن أناها هي الملجأ الأخير لها، ويتضح ذلك من خلال انتقاءها لعنوان مجموعتها(لم يعد لي إلا أنا) والتي ستصدر الشهر القادم عن دار فضاءات للنشر والتوزيع – عمان.
ومن أجواء المجموعة التي سبق أن نشرت «الكلمة» عددا من قصصها نختار قصة تفتيش:
أخلع الأساور، الخواتم، العقد الفضيّ، أخرج من حقيبتي الهاتف الجوّال، سلسلة المفاتيح، قارورة العطر، زجاجة الماء ..
أضعهم في السلّة أمامي، وأمر عبر الجهاز الإلكتروني ..
يستوقفني رجال الأمن: لا يمكنكِ العبور!!
- جواز سفر ساري المفعول، الفيزا مفتوحة، التذكرة ...!!
- تحملين ممنوعات..!!
- مااااااااااااااااذا؟؟
وتضم المجموعة في فهرسها قصص قصيرة: لم يعد لي الا أنا، سماء تنذر بشتاء قاس، من وحي الاخبار، رسالة من امرأة، حوار على وتر مقطوع، من جيب قلبي .. لك وردة، وكسرت أرجل الخوف، مطرب برسم البيع، على قلق كأن الريح تحتي، نصف ساعة... ونصف،.. ويطول الدوار، على سفر، خط الأحلام، رشفة قهوة بطعم الذكريات، مشاهد من عرس الدم، الصعود العكسي، نهايات، لوحة على جدار القلب، وبي رغبة في البكاء، من وحي جلسات بوح نسائية.
اما في قصص في حجم الكف والتي اتبعت تقنية القصة القصيرة جدا فوردت العناوين التالية: عكاز، المعلم، انتظار، وجع، وجبة سريعة، مرور، من الحب ما قتل، فوتوشوب، عصيان، العائلة السعيدة، جيران، قبضة ريح، رومانسية، تفتيش، مقامات، العار، كبرياء، إحباط، لهفة، العسل المر، بطالة، ميراث، فكرة، شيخوخة، كنز، صداقة، الحوت، ضيف.