تمهيد:
فيما اضافت الرحلة العربية الاسلامية للجسم المعرفى الانسانى مالا يقاس، سفكت اوربا الغربية دماء لا تحد فيما يسمى الاكتشفافت الجغرافية الكبرى. و"يقيض الدم الذى سفكته المسيحية الغربية (لتنصير البشرية-او في ابادتهم) بحارا قمينة بان تسع اساطيل العالم اجمع: مارك توينMark Twain (1835 – 1910). وحيث سفك الدم على مر التاريخ غير المكتوب فذلك لان السردية الغربية وسردية اعراب الشتات لم يقيض فضحها حتى وقت قريب. على انه من المفيد تذكر ان المؤرخين المراجعين ما ينفكون ينخرطون فى كل مكان فى إعادة كتابة التاريخ و"تصحيح" الاصحاح القديم مجددا، كما فى كل مرة، من وجهة نظر اعرب الشتات من الصهاينة الجدد والرأسماليين الماليين ما بعد الصناعيين والمصرفيين والاوليجاركيين العولميين وازلامهم، خصما على تاريخ كل من عداهم مجددا كما فى كل مرة. وقياسا ينغى إعادة كتابة سردية او تاريخ من عدى الاخيرين حماية للشعوب من الابادة. ذلك ان مشروع ابادة الامم يبدأ بمحو كل اثر لتلك الامم مثلما حدث لغيرها شعوبا وثقافة على مر التاريخ غير المكتوب. وقد عرف اعراب الشتات والصفوات بكراهية الشعوب دائما وكانت صفواتهم تعبر عن نفسها كما الخنفساء التى تسبق العقرب الى الضحية(2). وليس اشد ما يثير تطير الصفوات واسيادها ان تنظم الشعوب نفسها، او تفكر لنفسها وحسب، وانما ان تشارك تلك الاعداد الزائدة عن الحاحة الصفوات الارض والموراد ناهيك ان يقر لها بجدارة ان تشيد حضارات عظمية.
مقدمة:
تجادل هذه المناقشة أهمية إعادة قراءة، والتعين على تحقيق، الرحلة العربية الاسلامية بحق ودقة غياتهما تكريس دور الرحلة العربية الاسلامية فى المواجهة التاريخية الحضارية والاقتصادية الراهنة بين شعوب الشرق والهيمنة الغربية. وقياسا اجادل أن سجلات الرحلة العربية الاسلامية من أهم ما يعول عليه فى إعادة كتابة تاريخ المنطقة العربية والاسلامية والشرق عموما. ذلك ان مناهج البحث التى تتعين عليها الاكاديميا الغربية تكرس استحالة البحث فى امور الشرق، مما اتأمله طويلا وكثيرا. ومما يرفع من اهمية تلك الوسيلة الهائلة ان جماعات من المنتصرين غالبا ما تتعين على كتابة تاريخ تلك المنطقة، خصما على الشعوب المهزومة فى كل مكان. وحيث كتب المنتصرون التاريخ على هواهم فقد شوه تاريخ الشعوب كافة فبقي التاريخ كذلك حتى اليوم. حيث حضارات الشعوب مشاعا وينكرون عليها منجزاتهم جميعا.
فقد باتت الاندلس يهودية، وباتت طيبة عبرية. ففى مثابرتهم على إعادة كتابة تاريخهم يدعى اعراب الشتات طيبة-ممالك وادي النيل الافريقية الجنويبة صاحبة حضارة صهر الحديد فيدعون فيما يدعون انهم هم اللذبن صهروا الحديد فى طيبة. ومن المفيد تذكر ان القصة الحقيقية وراء اسطورة شمسون ودليلة تؤكد ان ضغينة الاسرائيليين على غزة لم تكن جرا ء وقوع احد كبار قضاتهم فى غرام امرأة غزاوية، وانما لأن غزة كانت قد تخصصت فى صناعة السلاح، وقد برعت فيه واشتهرت بصناعة السيوف باحتكار صهر الحديد. وكان اعراب الشتات بحاجة لسرقة مناجم الحديد وسر صناعة السيوف لحسابهم، مثلما يفعلون بشأن الاسرار الصناعية والنووية تباعا. ذلك انهم كانوا اكثر من كان يستخدم العنف فى تلك المنطقة. ولعل سردية ان داوود وكان يمتهن حماية قبائل المستقرين من بعضهم، والاحرى من اعراب الشتات، مثلما تفعل لامريكا -الصهيونية العالمية - العرب بشراء اسلحة بمليارات الدولارات لحمايتم من اشباح، وكان داؤود الاعرابي المترحل بخاطره ومهنته يكترى من قبل القبائل لحماية المستقرين من القبائل البدوية مقابل أتاوات اجبارية يدفعونها صاغرين خاضعين فى مواقيتها. وحيث كان داوود يقايض القبائل على حمايتها من بعضها احتمى به اخيش ولم يلبث الاخير ان زوجه من ابنته فورث داوود مملكة جاهزة بين المجدل والفالوجة بدون شرط او قيد.
الرحلة وتاريخ المنطقة:
تزعم هذه المناقشة على ضوء ما تقدم وما تجادله تباعا ان مقارنة الرحلات العربية الاسلامية ورحلات المكتشفين الغربيين ممن تعين على ما يسمى الاكتشافات الجغرافية الكبرى باتت مهمة محورية مرة للكشف عن وتعريف مفاهيم الرحلة العربية الاسلامية، ومرة لفضح نظيرتها الغربية التوسعية. والى ذلك تجادل المناقشة ان التحقيق فى الرحلة العربية بهذا الوصف هو من أهم السبل التى قد تقيض إعادة كتابة تاريخ المنطقة العربية والاسلامية فى لحظة تواجه فيها تلك المنطقة اشرس ما مرت به عشية سقوط غرناطة نهاية القرن الخامس عشر على الاقل وتباعا. وقياسا تتأمل هذه المناقشة تعالق القضايا التى طرحتها الرحلة الشرقية وما ترتب على استحواذ الغرب على محصلات الرحلة الشرقية و/أو ادعاء معظم ان لم يكن كافة ارث الرحلات الشرقية المعارفي الذى راكمه الرحالة العرب والمسلمون. وحيث ما يبرح الاستحواذ الغربي ماثلا ومكرسا بصورة يلاحظها الناس فى كل مكان فان مغبة الينة alienation او تغريب العرب والمسلمين فكريا وتنظيميا وموارديا مجددا يستحق الكشف عن سفر تكوين بعض ابعاد منه بقيت غير مطروقة كشرط مركزي لاستعادة العرب والمسلمين لايمانهم بانفسهم مجددا. ذلك ان ما استحوذ عليه الرحالة الغربيون لم ينفك ان وظف فى سرديات اوقفت انجازات العرب والمسلمين على رأسها أو/و الاحري انكرتها على اصحابها مما ساهم فى خلق شرط احساس العرب والمسلمين بالدونية وبانهم يستحقون قدرهم.
كيف قامت أوربا الغربية على معطيات الرحلة الشرقية
اسلمت الرحلة المشرقية والمغربية العربية والاسلامية تراثها والقها وانسانية مفاهيمها وقيمها تباعا لما بات الية توسع الاقوام الراقية فيما يسمى بالفضاء الحياتى، وما يسمى الاكتشافات الجغرافية الكبرى، وحق الفتح خصما على من عدى غير الغربى غير الآري - الرجل الابيض. وقد صاغت المسيحية الغربية تلك الحركات ومولت بعضها بغاية تنصير واسترقاق أو/و ابادة اصحاب الارض. وقد قال مارك توين وهو واحد من أكبر واشهر الكتاب الامريكان «إن الدماء التى سفكتها المسيحية الغربية باسم الرب خلقت محيطات تمخرها اساطيل العالم The blood spilt by (western) Christianity created oceans for the fleets of the world.» ورغم ان مارك توين توفي منذ 100 عام الا ان علماء ومفكرين غربين ما يبرحون(3) يسوغون المحارق بحق الشعوب تباعا. وقياسا ما ينفك معظم المؤرخين المراجعين Revisionist Historians يعيدون تزويق نفس السردية، استباقا لما قد تتعين عليه الشعوب من إعادة كتابة تاريخها.(4)
هل ثمة مغبة للرحلات فى سقوط الخلاقات الشرقية وقيام الامبراطوريات الغربية؟
كان الاسلام المشرقي قد حوصر منذ القرن الثالث عشر-750ه/1258م- وتبعه الاسلام المغربى فى القرن الخامس عشر 1492 ثم سقطت الخلافة العثمانية فى القرن التاسع عشر عشية الحرب العالمية الاولى. وازعم أن الذى افرز انكسارا عاما للغة العربية - وكانت لغة العلم حتى القرن الثامن عشر - والثقافة العربية الاسلامية تساوق والبدايات الاولى لما يسمى النهضة فى 1150 وقد اطلق عليها النهضة الفطيرة Proto Rennaissance عبورا بالنهضة الفرنسية الباكرة Early French Renaissance 1385-1520 والنهضة الاوربية الباكرة Early Rennaissance في القرن الرابع عشر والنهضة العليا Higher Rennaissance فى القرن السادس عشر. ويقر معظم المؤرخين الغربيين ان النهضة ما كانت لتشأ لولا الاكتشافات الجغرافية الجسورة the "Renaissance" on the whole -could not have occurred where and when it did without these first years of increasingly bold explorations فكأن احدا قبلهم لم يكتشف تل الفضاءات وكأن اصحاب الارض المكتشفة لم يكن لهم وجود قبل ان يكتشفوا غربيا.
وما يبرح بعض المؤرخين الغربيين يدعون ان النهضة التى نشأت اول ما نشأت فى ايطاليا كانت وظيفة سقوط القسطنيطينة للعثمانيين وهجرة المبدعين اليونان الى فلورانسا والبندقية. وقياسا يتعين ذلك الادعاء على ربط نهضة اوربا باليونان بوصف الاخيرة اصل الحضارة الغربية وبذلك ينكرون على العرب والمسلمين كل اسهام فى اصل النهضة الاوربية الغربية. المهم لعل القياس التاريخي بين الاحداث المذكورة اعلاه قد يتضح معه اكثر ما يتضح تعالق نهاية الرحلات الشرقية وازدهار الرحلات الغربية حيث كانت الرحلة الشرقية المحدثة قد تعاصرت وأوجح ازدهارها وازمنة نشوء الخلافات الاسلامية صاعدة بازعة. وفيما لا اعود الى رحلات صوفيي ورحالة وجنرالات رجالات دول وادي النيل الاسراتى مثل بيانخى وتهرقا ولا الى نظائرهم فى فارس ولا في شبه الجزيرة الهندية الخ. فقد كانت الرحلة الشرقية المحدثة بهذا الوصف وظيفة نشوء المجتمع والحضارة العربية والاسلامية. وقياسا ازعم ان الرحلات الغربية تساوقت وانكسار الغرب ومثول ما يسمى العصور المظلمة - بمعنى غياب الغرب - اوربا الغربية فى سردية الحضار الانسانية كما تتزوقها اروبا الغربية - فيما اطلق عليه العصر الكلاسيكي الجديد تكاذبا. فلم تصعد اوربا الغربية الا على حساب الخلافات الشرقية.
وقياسا ازعم ان انقضاء زمان الخلافات الاسلامية كان حريا بان يقيض نهب المغامرين الغربيين لمحصلات الرحلة الشرقية وكان هم الاخيرين الاستحواذ على فكر واعمال غيرهم من رحالة ومفكرين وفلاسفة. ولعل ذلك كان وراء نهاية ما يشارف كل اثر للثقافة والفكر العربي الاسلامي. فقد انتحلت اوربا الغربية حضارات من عداها ولم تنفك ان انكرت على من عداها كل ما انجزه وابدعه. فقد راح معظم خصوم العرب والمسلمين يخفي تلك الانجازات والابداعات وراء ادعاءات مختلفة أو/و انتحال تلك الانجازات والابداعات. وازعم ان الرحلات و"الاكتشافات" والابداعات المنتحلة من قبل اعراب الشتات وحلفائهم كانت حرية بان تعبر عن نفسها فى مشاريع غامضة تعين عليها ما سمى ابطال قوميين وبناة الامبراطوريات-البريطانية مثلا واسرائيل-امثال سيسيل رودز Cecil Rhodes 1853 –1902 وروثتشايلدز 1744 – 1812 وقياسا ففيما تعين سيسل رودس وماير روثتشايلد Mayer Amschel Rothschild على إعادة تشكيل اقريقيا من شمالها الى جنوبها والشرق الاوسط بالتماس فقد كانا يبشران بما يسمى الامتياز العرقي الانجلوساكسوني الذى يعنى ان توسعهم فوق البسيطة حري يخلق عالم افصل بكثير فقد كان روثتشايلد يؤمنان بكل من الفضاء الحياتى مما ذكرنا فى مكان اخر والميركانتالية lebensraum and mercantilis.(5 (وبالمقابل تعينت كل من جيرترود بيل Gertrude Bell ولورانس العرب على إعادة تشكيل العراق - سوريا الكبرى - شبه الجزيرة العربية تيسيرا لقيام اسرائيل.(6) وكانت حيرترود وربما لورانس العرب قد نحتا مفهوم الشرق الاوسط يومها حتى نشوء مفهوم الشرق الاوسط الكبير مع الالفية الثالثة.
قياسات الرحالة العرب والمسلمين والصينيين والمكتشفين الغربيين
تحاول هذه الدراسة فيما تحاول التوفر على:
(1) اطار فكري لمقاربة بعض الظواهر الرحالية الشرقية والغربية بغاية عقد قياسات بينها.
(2) بعض نماذج الرحالة التاجر المرابي الغربي ممن تعين على ما يسمي "اكتشاف" فالاستحواذ على ما اكتشف ونسبه الى اسمه او نسبته الى اسمها.
ذلك ان اولئك الرحالة والتجار والمغامرون كانوا يطلقوا اسماء الملوك واسمائهم هم واسماء حبيباتهم واسماء مدن دولهم على ما اكتشفوه. فمفهوم الاكتشاف عند الغربي يشارف اسم الرأسمالى للمرابحة فى كل شئ. فهو مفهوم لا يقل عن مفهوم الاستحواذ. فكل ما يكتشفه الغرب من ارض ومدن وحشرات وحيوان وحتى بشر يتحول الى ملكية خاصة سواء فردية او تابعة للعرش او الامبراطورية ويسجل المكتشف (مبنى للمجهول) باسمه هو او هي او او باسم الامبراطورية الخ. وتقف اسماء مدن ومواني الولايات المتحدة وامريكا الجنوبية وكندا استراليا ونيوزيلندا وبعض أجزاء افريقيا واسيا دلائل واضحة وفاحشة على مثل ذلك الاستحواذ وعنوانا عليه.
(3) نموذج الرحالة الغربيات اللواتى تعين بعضهن باكرا على خدمة الاستخبارات الاوربية الغربية-الصهيونية العالمية بالتماس-و هاتيك المستشترقات اللواتى كرسن جهدهن فى "تحرير" المرأة غير الغربية بغاية ابلستها وحضها على التشهير بثقافتها مثلما تفعل النسووقراط تباعا.
وقياسا تنقسم الرحلة/ الدراسة الى:
(1) الرحالة العرب والمسلمين وهم اول من بادر بفكرة ومشروع الرحلة وانتح محصلات معرفية هائلة من ورائها وكرس علاقات بين الامم باكرا. وتعنى الرحلة العربية الاسلامية تكريس تعارف الشعوب والامم ومراكمة المعرفة بينها مما قد يعنى التسامح والرحمة.
(2) تعنى الرحلة الغربية الاكتشاف ويعنى الاخير الاستحواذ وتحاول الدراسة تتبع تنويعات المغامرين الفراديين Indiviual Adventurers الذين يتعينون على القيام برحلات فردية بصحبة طاقم من المرتزقة يستخدمونهم بغوايتهو بالكنوز والغنائم التى يمنون انفسهم باكتشافها والاستلاء عليها. وكان كبار الرحالة الغربيين امثال فرانسيس دريك يخرج فى رحلات من هذا النوع ما بين رحلات ملكية بامر الملك(ة)-كاليزابيث الاولى 1533-1603 مثلا-او-و لحسابه الخاص.
(3) الرحالات الغربيات اللواتى كن مرة مستشرقات ومرة جاسوسات ومرة متنزهات ومغامرات. وكان معظمهن يتعين فى كل الاحول على ما يشارف ما تعين عليه نظائرهن من الرجال الغربيين مما اتطرق اليه وجيزا ادناه.
(4) تمهيد منهجني : لزوم ما يلزم تماما:
(5) تحاول هذه المناقشة كعادتى تعريف المفهومات فتعرف الرحلة والرحالة اجرائيا بتنويعاتهم العربية الاسلامية والرحلة-و الرحالة المغامر المكتشف المبشر التاجر المرابى- الاوربي الغربي فى سياق وكمياء كل من ازدهار الحضارة العربية الاسلامية فسقوطها ونشوء ما يسمى الحضارة الغربية صاعدة الى سيادة العالم خصما على ما ومن عداها.
(6) تتأمل المفاهيم المحورية للرحلة بوصف الاخيرة باتت اداه للاستحواذ والمراكمة منذ الصليبات وبخاصة الرابعة واجتياج القطسطنطينة\ بيزنطة عبورا بشركات الهند الشرقية البريطانية The honourable Britis East India companies والهولندية (و الفرنسية الوجيزة). وشركة جخوب افرقيا البريطانية The Britrish South Africa Cojpany (BSAC)
الرحالة العرب والمسلمون:
كانت الخلافات الاسلامية من الاموية حتى العباسية وصولا الى العثمانية فى القرن الخامس عشر قد ازدهرت بالرحلات وراء المعرفة ومراكمة العلم بالعالم وبعلم الفلك وبالقلم والفن الرفيع والمعمار والخط الذى يعبر فى اجمل اشكاله عن كلمة الله وليس بالسيف.(7) وكان الرحالة الشرقيون عربا ومسلمين من علية القوم وسادتهم وعلمائهم واشرافهم حتى. وقد كتب كبار الرحالة والمكتشفين العرب والمسلمين مثل الادريسي وابن ماجد وابن بطوطة وكان من كبار الجغرافيين كتبوا في التاريخ، والأدب، والشعر، والنبات ودرس بعضهم الفلسفة، والطب، والنجوم، والجغرافيا، والشعر وقد عاش بعضهم ما بين عواصم الخلافات من دمشق وبغداد الى قرطبة. وكان ابن فضلان وابن حوقل والإصطخري والمسعودى وابن الأثير والمقدسى وما يبرحون من أهم ان يكن أهم المصادر حول شعوب منطقة القفقاز ونهر الفولجا مثل المجر والروس والخزر. وقد اخذ عنهم امثال من يطلق عليهم المستشرقين البرتغاليين وامثال جابريل فران وتيودور وكراتسوسكي وارثر كويسلر Koesler.
وقياسا اجادل فيما يلي ان الرحالة المشرقيين والرحلات المشرقية كانوا وراء العلم وربما الترف. واجادل ان الرحلة الشرقية كانت وظيفة او محصلة مد او صعود وازدهار الثقافات الشرقية كالخلافات الاسلامية والامبراطوريات الصينية مثلا. ويلاحظ ان الرحالة الشرقيين كانوا موفودين عن ومبجلين لدى دولهم وكانوا علماء وشعراء ومؤرخين ودبلوماسيين ورجال دولة وقواد اساطيل قومية. وكان الرحالة العرب والمسلمون يصدرون عن واقع انهم اصحاب حضارة زاهرة وفضاءات واسعة فكان الرحالة العرب والمسلمون حريون بالا تكون غايتهم من وراء الرحلة سوى المعرفة وكانوا الى ذلك قمينون بان يحملوا معهم استعدادا متحمسا للبحث عما "هو موجود في الديار التي يحلون فيها". وحيث كانت اوربا الغربية تضيق بشعوبها وملوكها وبالبابوية فى تنافسهم جميعا على مساحات محدودة وموارد اكثر محدودية فقد كانت الديار الاسلامية مقابنة "متسعة تبدأ من مكة والمدينة ولا تنتهي عند مشارف الصين فقط، فكان العلماء والتجار على طرق التجارة القديمة يتنقلون براً وبحراً على طريق الحرير وطريق التوابل وطريق الذهب ومختلف الطرق الاخرى. وكان الرحالة العرب والمسلمون يتجولون في الديار الاسلامية ويتجولون في الديار غير الاسلامية" بروح امثال أبن فضلان-و رفاقه-ورؤيته للرحلة ومثابرته على البحث عن المعرفة والسعي الى التواصل مع الشعوب فيما يكرس تعارف الشعوب وقبول الشعوب بعضها البعض. وبتأمل الرؤية العربية الاسلامية للرحلة –تلاحظ(ين) كيف انتجت طبيعة الثقافة العربية والاسلامية في عصور معينة "رؤية تعترف بغير العربي والمسلم ولا تستعلي عليهم وتقر بالاختلاف" ةحترمه. فقد كانت تلك الرؤية "ذات بعد انساني جمالي وفكري وفيها شئ من الرحمة، وتقدير للاختلاف عن من عدى العرب والمسلمين. فحتى ضعف الحالة الانسانية في مكان ما او تخلفها، كما كان الحال بالنسبة لابن فضلان عندما وصف الصقالبة وتخلفهم ووضعهم الضال الا انه لم يصفهم باستعلاء" كما فعل لاحقاً الرحالة المغامرين المكتشفين تكاذبا التجار المرابين الاوربيين الغربيين"الذين وصلوا الشرق ولم ينقلوا صورة امينة كما نقلها العرب والمسلمون قبلهم بالف عام او اكثر.(8) وفيما كان نظائرهم الغربيين توسعيون تبشيريون استعماريون نهابون غايتهم الاستحواذ على ثروات كل من عدى الغرب المادية وغير الماديية
تعريف الرحالة التاجر المرابي/ المبشر غربيا:
تتعامل هذه المجادلة مع الرحالة الغربى بوصفه كان غالبا تاجر مرابي مبشر مغامر مكتشف. وقياسا كان الرحالة التاجر المرابي المكتشف كان فى معظم الاحوال من جماعات القراصنة الرسميين Official pirates بمعنى انهم كانوا مفوضين للقيام باعمال قرصنة بترخيص ملكى وشراكة ملكية او بابوية معا. وكان بعض الاخيرين يعيين من قبل الملك ويطلق عليهم صفة المخصخصين Privateers. ويعنى ذلك ان الاخير قرصان الملك(9) a privateer is appointed by the monarch. مما يشير الى ان العروش كانت شريكة اولئك القراصنة فى الغنائم ويمنحها ذلك حقا "شرعيا"-تخاتلا- فى سيطرة تلك العروش الغربية على الفضاءات التى توسع فيها القراصنة مما انتشرت معه اساطير حول القوة البحرية لبعض تلك الدول.(10) وكان بعض اؤلئك القراصنة اما يقود حروب بلاده التوسعية أو/و يشارك فى تلك الحروب تحميه جيوشا امبراطورية فما ينفك يتحول الى قرصان رسمي مثلما حدث مع فاسكو دى جاما وابيه وكريستوفر كولومبس فرانسيس دريك-1545-1596 Francis Drake وقياسا لم تنفك انجلترا واسكتلددا ان راحتا تنخرطان في مغامرات بحرية وراء التوسع فى فضاءات بعيدة مثل استرلاسيا وجنوب شرقى اسيا وشبه القارة الهندية وجزر الهند الغربية كجزيرة الساندويتش.(11) وكانت الرحالات الغربيات امثال الانجليزية جيرترود بيل والمغامرات ونظائرهن زوجات الديبلوماسيين والمبشرات يتوسعن فيزقيا اجتماعيا وسياسيا فى المجتمعات التى تعين على اختراقها فى القرن التاشع عشر وبداية القرن العشرين مما اناقشه وجيزا بدوره ادناه.
وقد سوغت حركات التوسع الاوربية الغربية باسم الصليبيات والاكتشافات الجغرافية الكبرى وحق الفتح والفضاء الحياتى للاقوام الراقية اجتياح ونهب عواصم ومجتمعات كمثل ما سوغت الصليبية الرابعة اجتياح القسطنطينة-بيزنطة-عاصمة الامبراطورية الرومانية الشرقية سابقا فى 1201-1204. وكان سلطان مصر قد دفع للبندقية رشوة عظيمة حتى تبقى الصليبية الرابعة خارج القدس. ولم تكن الصليبية الرابعة من وجهة نظر انسانية سوى مأساة كاملة حيث لم يكن ثمة تبرير لها اصلا وكأنها اجتياح العراق. وكان الصليبيون معدمين خرجوا ليراكموا ثروات أو/و يصنعوا امجاد باسم مملكة الرب والثواب فى الرب وانقاذ رفاة العذراء من ان يدنسها الكفار. وقد اقامت اوربا دوقيات فى الشام باسم حماية الاماكن المقدسة والعذراء من تدنيس الاقوام البربرية الوثنية المتوحشة على غرار القوعد العسكرية فى العراق وافعانستان وغيرها لحماية المصالح الغربية. فحماية العذراء تزويق لحماية المصالح الغربية كما فى كل مرة. كان مفهوم الحرب الصليبية من اجل تحرير القدس تزويقا لحملات نهب ثروات القسطنطينة- وقد ظلوا يطلقون عليها الاسما القديم بيزنطة-و القدس ومدن الشام مثلما كان الاستباق الدفاعى واسلحة الدمار الشامل ذريعة لاجتياح العراق والحرب على الارهاب بغاية توسيع الامبراطورية الامريكية ونهب ثرواة المجتمعات الاسلامية والعربية وغيرها كلما خرج المغامرون للكشف او الفتح او تنصير الاقوام الوثنية. ومن المفيد تذكر ان اوربا الغربية كانت مفلسة فى القرن الثالث وحتى بداية الرابع عشر كما ذكرنا فى مكان اخر، كمثل امريكا اليوم على شفى الافلاس، وكان الصليبيون شذاذ افاق مثلهم مثل اعضاء الشركات المشبوهة كبلاك كووتر Black Water وساند لاين sand line وغيرهم من العسكريين المسرحين جراء الازمات الافتصادية المالية. وكانت اوربا تواجه تغيرات اقتصادية اجتماعية فى بعض المدن الدول فى جنوب القارة زيادة على تحولات ديمغرافية ونوازل سياسية أو/و اقتصادية وكوارث طبيعية واوبئة الى اضطرابات سياسية وهجرات عنيفة من والى اوربا الغربية والشرقية. الا انه حيث كان الصليبيات حملات اشفاء لمشاكل محلية فقد تمثلت فى هجمات بربرية وتدافعا نحو ثرواة الشرق الا ان تلك الحملات البربرية تلفعت بعباءة التقوى والجهاد فى سبيل الرب. وقياسا أطلقت مفردة التوسع على النهب والسلب والاكتشاف على الاستعمار وبات الفتح حقا Right of Coquest تحت تنويع باكر على تغيير النظام كما بشأن افغانستان والعراق الخ.(12) وفيما اختلقت ذرائع تغيير النظام فقد كان الاكتشاف قد زوق فى حضرنة civilizing غير الغربي وانتشاله من وحدة البربرية.
المكتشفون بناة الامبراطورية غواريو الثورة المضادة على الاهالى الاصليين:
اختلق الرحالة المغامر المكتشف تكاذبا، التاجر المرابي الغربي، "صوراً للشرق وللافريقي خاصة اراد ان يرى فيها من عاداه وبخاصة الشرق على حال ادنى منه، فيسوغ ما يلحقه بالشرق والشرقيين. وكان ذلك المغامر راغب فى رؤية غير الغربي متخلفا ومختلفا عنه فى كل شئ" مثلما فعل الغربي من بعد مع من عداه. ذلك ان الرحالة المغامر المكتشف تكاذبا التاحر المبشر ونظائره من شذاذ الآفاق الغربيين واعراب الشتات كانوا يزينون انفسهم "كما يريدون هم ان يرونها وهي ليست كنظرتهم لاحد غيرهم". وكانت رحلات الرجال الاوربيين الغربيين تقاس بكل من طول الخط الاحمر على خارطة العالم فقد كانت تقاس وهو الاهم بحجم الغنائم التى يعود بها الرحال المكتشف المبشر غواري الثورات المضادة على الشعوب المكتشفة(بفتح الشين) التى لم تكن راغبة في ان تكتشف. هذا وكانت رحلات المكتشفين الاركيولوجيين تكاذبا المغامرين التجار المرابين الغربيين تقاس بهذا الوصف بالفضاءات التى اكتشفها الرحال الاركيولوجي المبشر الخ لحساب العروش أو/و الكنيسة. فقد كات الكنيسة تمول المغامرين والمبشرين الاصوليين خاصة لينصروا السكان الاصليين ثوابا فى الرب. ولم تكن الكنسية ولا العروش تكترث ما اذا استعبد المغامرون السكان الاصليين فعادوا بهم سبايا ورقيق للكنيسة أو/و قضوا عليهم اضاح بشرية على مذبح المسيحية الغربية المتطرفة. ويغدو بعض رسل التبشير قديسين مثل القديس باتريك Saint Patrick وكان من بريطانى من اصل من الروم الكاثوليك ة القديس كيليانSaint Kilian وهو من اصل ايرلندي والقديس ريد Saint Reed وكان تشارلز حورج غردون Charles George Gordon، 1833 –1885امدمن الخمر المثلى الملحد قد الحق اسمه بالخرطوم فبات اسمه غردون الخرطون Gordon of Khartou قد اعتبر قديسا، وبالمقابل اعتبر سيسيل رودز رودز Cecil Rhodes 1853 –1902 كذلك رودز ورفيقه فى الاعمال ماير روثتشايلد Mayer Amschel Rothschild 1744 – 1812 من اشهر الابطال القوميين بوصفهما مكتشفين وتوسعيين ومنقبين عن الاثار وعن المعادن النفيسة من النفظ الى الماس وتجار واعمدة وبناة الامبراطورية البريطانية ورجال اعمال كبار الخ. وكان سيسيل ردز مكتشف بمعنى امبريالي توسعى كذلك. وقد مولت عائلة روثتشايلد التنقيب عن النفط وعن الماس وعن الاثار الفرعونية(ادناه). هذا وحيث بات سيسل رودز من أكبر مكتشفى افريقيا جنوب الصحراء وربما شمالها حتى القاهرة فقد منحه الاكتشاف الحق فى اقطاعية بموجب امتيار من الحكومة البريطانية بمنطقة المناجم فى روديسيا الجنوبية وما بين نهر الزامبيزي الى البحيرات الكبرى وسط افريقيا.
و لم يلبث سيسيل رودز ان حصل على امتيازات تطوير استخراج الماس. وقد تعين رودز على عقد معاهادات مع الزعماء الافارقة المحليين فىLewanika ميوانكا وكازامبي وكاتانجا فى 1890. وكان سيسيل وردس قد اسس فى 1889 شركة جنوب افريقيا البريطانية British South Africa Company (BSAC) على غرار شركة الهند الشرقية البريطانية تحت اسم اعمال دي بير De Beer كاكبر مركز لاستخراج الماس. وقد احتكر 90% من صناعة وتجارة الماس فى العالم. بادارة المنطقة فحكمها فبات كاكما بارمه فى المنظقة برمتها فوق انه سميت باسمه فى كل من رديسيا لاشمالية والجنوبية. وقد جند سيسيل ردز الشرطة لحراسة اعماله ومناجمه وابعادياته وكان رودز عينفا وقاسيا يسخر العبيد فى استخراج الماس.
Cartoon by Edward Linley Sambourne، published in Punch after Rhodes announced plans for a telegraph line from Cape Town to Cairo.
فرضية تعالق الرحلات الغربية ومراكمة رأسمالية جمهورية البندقية الحرة:
قياسا فيما تعينت الرحلة الشرقية على مراكمة المعرفة، فقد تعينت الرحلة الغربية على مراكمة الثروة والسلطة، بل ولعل بعض الرحالة والتجار/ المصرفيين الماليين/ المرابين احيانا/ بات حاكما بامره كما فعلوا فى شبه القارة الهندية. وقياسا افترض ان المراكمة العلمية والمعلوماتية التى وفرتها رحلات العرب والمسلمين على مر اكثر من الف عام يمكن ان توضع فى خانة رأس المال المادي وغير المادي. واسس هذه الفرضية على حقيقة ماثلة يلاحظها الناس اليوم اكثر من اى وقت مضى وهى ان الرحلات الشرقية لم تقض على المجتمعات التى عايشتها، ولم تخلق شرط القضاء على الامبراطوريات المساوقة للامبراطوريات الشرقية. وقياسا قضت الرحلات الغربية على المجتمعات التى حل بها الرحالة والتجار أو/و شوهتها كما نرى فى افريقيا جنوب الصحراء خاصة، وفي العالم الجديد وفى شبه القارة الهندية. فقد قضت الامبراطورية الاوربية الغربية على ما عداها منذ بداية القرن السادس عشر حتى الحرب العالمية الاولى، وقضت نظيرتها الانجلوساكسونية فالانجلوامريكية بعدها على الكيانات القومية تباعا، فيما كانت عدة امبراطوريات تتعايش من قبل.
وافترض ان ربما امكن ارجاع الرحلة الغربية الى ازمنة جزر او انحسار ثقافى حضارى واقتصادي جميعا. فقد كان اغلب الرحالة والتجار الغربيين مبشرين وجواسيس ومعامرين وشذاذ افاق ومرتزقة وصيارفة يقايضون اندفاعهم اجتياح فضاءات من عداهم كما حدث مع فاتحي العالم الجديد. وربما كان الاخيرون من قوات جيوش او يقودون قوات فاتحة او/و تتبعهم الجيوش منذ الصليبيات وتباعا وفيما سمى بالتدافع نحو افريقياِThe Scramble for Africa (13) وحيث قيضت تلك الممارسات ثروات عظيمة وغير مسبوقة للغرب فقد راحت مفهومات مثل القدر الجلي او القسمة البائنة Manifest Destiny والفضاء الحياتى Lebensraum (German Habitat or Living Space) للاجناس (ألآرية البيضاء الراقية) تنتشر فتكرس ذهينة تشارف ذهنية اعراب الشتات حول احقيتهم دون من عداهم هم فيما فوق الارض وما تحتها وفي الفضاء الخارجي خصما على من عداهم.
رأس مال الرحلات الغربية وشركة الهند الشرقية:
ازعم ان مصورات وخرائط ومجسمات اول كرة ارضية - وكانت من نتاج عصر المأمون وغير ذلك مما اخترعه الادريسي مثل المزولة، والإسطرلاب التى اخترعها ابن ماجد العمانى، والبوصلة وعلوم البحار، استخدمت بوصفها هى ثورة لا مسبوقة، فى مراكمة ثروات مادية وفكرية وعلمية، ساهمت فيما يسمى الاكتشافات الجغرافية الكبرى. واجادل ان كلا من النهضة والتنوير الاوربيين الغربيين كانا حريان بان يتمأسسا فوق تلك الثروات غير المسبوقة. وكان ما قام به الادريسي من تحديد اتجاهات الأنهار والمرتفعات والبحيرات، وضمنها أيضًا معلومات عن المدن الرئيسية، بالإضافة إلى حدود الدول الى ذهب وفضة العرب والمسلمين، قد ساهم بصورة محورية واساسية فى خلق اخطر جمهورية واكثرها تساررا فى التاريخ، وهى جمهورية البندقية الحرة من ناحية وانقضاء جمهوريات الشرق وممالك شبه القارة الهندية بصورة قاسمة من ناحية اخرى .وقد يسرت منهوبات تلك الاقاليم بانواعها المادية وغير المادية لجمهورية البندقية القيام بدور معتبر وملحوظ فى تكريس أكبر دولتين رأسماليتين فى اوربا الغربية منذ القرن الرابع عشر هما انجلترا وهولندا حتى نشوء امريكا الامبراطورية منذ القرن التاسع عشر وتباعا. وحيث كان لانجلترا وهولندا أهم واخطر دور فى نشوء شركتى الهند الشرقية الانجليزية والهولندية مع نظيرة فرنسية وجيزة سرعان ما صفيت لحساب الشركة الانجليزية.
علم شركة الهند الشرقية: لاحظ(ي) الطبيعة التبشيرية الاستحواذية للعلم/ الشركة الذى يستدعى كل من قديسى الجزر البريطانية والصليب تزويقا للتنصير مما قد يصدر عن صليبية اقتصادية تجارية استحواذية.
وقد صنفت شركة الهند الشرقية بوصفها مكرّمة واسمها بالإنجليزية Honourable East India Company وكان عامة الانجليز يطلقون عليها لقب "شركة جون"، واطلق عليها اهل شبه القارة الهندية اسم شركة "باهادور". وكات شركة الهند الشرقية الهولندية صاحبة المبادرة في إصدار سندات المساهمة العامة. وقد بدأت الشركة كشركة مساهمة عامة الا ان ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى أصدرت مرسوما بإنشائها في 31 ديسمبر 1600 مانحة لها سلطات احتكارية على تجارة الهند وجميع مستعمراتها في جنوب شرق آسيا لمدة 21 عاما فتحولت الى امبراطورية بحد ذاتها. فلم تلبث الشركة ان انفردت بتولي جميع المعاملات التجارية. فتحولت الشركة من مشروع تجاري إلى مؤسسة تحكم جميع الولايات الهندية وجميع مستعمرات التاج البريطاني في المنطقة وذلك بدعم سياسي وعسكري من بريطانيا. استمر حتى حلت الشركة إثر اندلاع التمرد، والعصيان المدني في الهند 1858.(14)
ومن المفيد تذكر ان شركة الهند الشرقية لم تكن تابعة لانجلترا وانما كانت انجلترا والامبراطورية البريطانية هى التى كانت تابعة لشركة الهند الانجليزية الشرقية. وازعم انه من يومها باتت الدولة رهينة بالمراكمة فيما وراء البحار، اى بجماعات رحالة ومعها رساميلها من كل مكان الى كل مكان لحساب دول خصما على غيرها فى منوال المغامرة والنهب تحت راية الاستكشاف والتوسع. ومن المفيد تذكر كيف ان شركة الهند الشرقية البريطانية كانت حرية بان تمثل نقطة تحول رئيسية في تاريخ الهند في القرون الخمس الأخيرة، حيث ساهمت بالقدر الأكبر-عبر سياساتها الاستعمارية - في تشكيل معظم أبعاد الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الهند الحديثة.(15) وكأن سفر تكوين ذلك السيناريو كان قد بدأ باختراق ممالك المغول النبلاء
كيف اودى رحالة ومغامرو الغرب بحضارة شبه القارة الهندية:
تعاصر أكبر خان، سلطان المغول النبلاء، وعهد اليزابث الاولى عاما بعام، وكان فاسكو دى جاما قد وصل الهند فى 1516 وليس ثمة مقارنة بين عهد أكبر خان وعصر اليزابيث الاولى 1533 –1603. فقد كان السلطان أكبر متسامح دينيا فسعى الى لقاء الغرب والشرق، فيما كان عهد الثانية متطرف (يطارد الكثوليك) بما يشارف احراق الساحرات، وتعقب المفكرين والكتاب حتى ان الاخيرين، وكان شيكسبير منهم، اختفوا تحت الارض حتى انقضى عهد اليزابيث الاولى، فيما احتضن أكبر المفكرين والكتاب والفلاسفة سواء من الملسمين او غيرم المسلمين ومنهم رحالة ايطاليين وغيرهم. وكانت ممالك المغول النبلاء قد امتدت من البنجاب الى فارس ومن لاهور الى دلهى وشملت كنوزا معمارية وغيرها من تاج محل الى كوهينور أكبر ماسة فى العالم.(16) وكان أكبر اخر ملوك المغول النبلاء قد احاط نفسه بشخصيات مثل الشيخ ابو الفضل.(17) وقد يسر ابو الفضل فلسفه للحكم وادارة الدولة وقدم اخرون لاكبر فلسفات مالية معتبرة لم تكن اوربا تعرف لها مثيل.(18) إلا انه حيث كان ابناء أكبر، ويطلق عليهم الجهانجية، يمرحون فى القصور الملكية بحلل غاية فى الابهة وكأنهم ممثلين. فقد راح الغربيون يرون فى ثروة وجاه البلاطات الشرقية - من ملوك المغول الى العثمانيين - وكان الاخيرون يحكمون فى القرن السابع عشر ضعف رعايا الامبراطورية المغولية - فسادا وطغيانا على العامة فى مجتمع منقسم بين اغنياء وفقراء.
ولم تنفك الرحلات الاستكشافية الغربية والمغامرين والصيارفة وشذاذ الافاق ان راحت تقضى على أهم الممالك الاسلامية فى شبه الجزيرة الهندية وفارس وافغانستان. فقد استغل المبشرون الكاثوليك والبروتستانت ليبرالية المغول وانفساح مماكهم الى ما وراء شبه القارة الهندية فراحوا ينتشرون فى ارجاء الامبراطورية شأنهم شأن المغامرين والرحالة وشذاذا الآفاق والانغال. ولم تلبث امبراطورية المغول النبلاء أن راحت تتضعضع منذ 1707 وتباعا. ذلك ان مغامروا شركة الهند الشرقية استغلوا النظام المالى لسلطنات المغول منذ نهاية القرن 18 فى تكريس توسع عسكرى غير مسبوق فى شبه القارة قضاءا على كل ما يدل عليها بكاملها وخصما على خصوصياتها جميعا ولم ينفكوا ان راحوا يدعونها بصورة فاحشة. فعندما نصب بينجامين ديزرائيلى رئيس الوزراء الانجليزي الملكة فيكتوريا امبراطورة على الهند كان يقدمها لشعبها والعالم بوصفها بديل لملوك شبه القارة الهندية النبلاء واخر المغول. وقد بقى معاصروا سقوط الامبراطورية المغولية والمحتفلون بالامبراطورية البريطانية يزعمون ان الاخيرة بدأت عند النقطة التى انتهت فيها الامبراطورية المغولية. والى ذلك ورغم ان احدا لم يقارن بعد عهد أكبر خان والعصر البندقي ازعم ان يمكن عقد قياس بينهما. كان عهد أكبر خان فى ذلك الوقت يشارف العلمانية. فقد الغى أكبر الجزية/ او الدقنية/ Poll Taxعلى غير المسلمين، وأنشأ عقيدة جديدة أسماها الدين الالهى، وفصل الدين عن الدولة. الا ان اكثر ما يذكر لأكبر هو اخر 20 عاما من حكمة، اى منذ نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع عشر حيث بات تحت تأثير طائفة ايرانية تسمى النخبوية وهى طائفة علمانية دون ان تترك الاسلام. وقد ترجم الفلسفة والعلوم وحكمة السلطة الى الفارسية وكانت لغة القصرو لم يكن غريبا على السلطان أكبر ان يرى ان البشر هم محور الكون وليس الرب وكان أكبر خان علمانى ولم يرغب فى حكم مجتمع دينى وانما فى ادارة مجتمع عامل. وقياسا كانت جمهورية البندقية تستندعى ما سمى بالمبدأ الانسانوي Humanism وكان الاخير-موضوعيا-و تجاوزا للتزويق والعقلنة والمجاز والعلاقات البروتستانتية-العامة-كان يخاتل كل من الكاثوليكية والعلمانية. وكنت قد جادلت فى دراسة اخرى ان لعل الاصلاح الدينى كان سفر تكوين المبدأ الانسانوي. وكان ديزيديرياس ايرازماس Desiderius Erasmus-1466-1536 سيد الانسانويين الهراطقة- بجأر بانه مسيحى ويحض الناس على نسيان الرب. وحيث يخلط بعضنا بين حقيقة ان النهضة والتنوير تداعيات متواترة لمشروع واحد فانه من المفيد تذكر أن النهضة والتنوير تقفان احداهما فى مواجهة الاخرى وقد تخاصمتا فى تمثلات بائنة.
والخلاصة: لم تعرف شركات الهند الشرقية ولا القراصنة ولا التوسع العسكرى الفيكتوري انها ملأت فراغا ثقافيا او فنيا ولا تعين اى منها على شئ يشارف انخراط المغول النبلاء الشخصي فى الاهتمام بالاداب والفنون وجمع التحف واللوحات الفنية بالرعاية الملكية. ولم يلبث الراج Raj ان اجتاح تل الحضارة واختزلها باقامة امبراطورية غلى غرار ما فعله الفاتحون الاسبانConquetadores فى امريكا الجنوبية فاستوعبوا المحكومين ثقافيا فاحلت الانجليزية مكان الفارسية مثلما ا حلت الاسبانية مكان لغاة الاهال الاصليين فى امريكا الجنوبية. وقياسا لم ينتحل الرحالة والتجار الغربيون رحلات نظائرهم العربية بل واستغلوها لحسابهم هم وحسب وانما انتحل واستغل رحالة وبحارة ومرابون اوربيون ما وجدوه.
هل كانت الرحلة الغربية تنويعا باكرا على الاستخبارات:
لعل انتحال واستغلال محصلات الرحلة العربية الاسلامية يذكر بما فعل البحارة البرتغاليون بابن ماجد حيث اجبروه على صحبتهم ليرشدهم للطريق الى رأس الرجاء الصالح.(19) ويقال ان ابن ماجد ارشد فاسكو دى جاما الى مالندي على الساحل الشرقي من أفريقيا شمال مدغشقر 1498. وسواء كانت تلك التفصيلة حقيقة او فرية فقد كان ابن ماجد "الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي "فاسكو دا جاما" في رحلته من "مالندي" على ساحل أفريقيا الشرقية إلى كالكتا في الهند سنة 1498م" (لاحظ)ي) التاريخ فهو مساوق لسقوط غرناطة اخر المدن الاندلسية). فابن ماجد "أحرى بلقب مكتشف طريق الهند".(20) وقام بن ماجد برحلات عديدة إلى شرق افريقيا والهند وجنوب شرق آسيا والصين. والى ذلك فقد صنع ابن ماجد وابتكر وطور مع اصدقائه عدة أدوات منها: المزولة والإسطرلاب ورسم ابن ماجد الكثير من الخرائط البحرية. وقياسا فقد قيض الرحالة العرب والمسلمون للغرب معلومات استخبارية هائلة وظفها رأسماليو بعض المدن الدول الايطالية كالبندقية فى المراكمة فالتوسع فالمراكمة التى لم تتوقف تداعياتها حتى اليوم. ولعل حادثة ابن ماجد مع فاسكو دي جاما تعبير عن خصوصية السردية الغربية مثلما اتصل باليات التوسع الاستحواذى الغربي معا. ولم يقف الاستحواذ عند التعين على استلاب محصلات الرحلة بل انتحال ما قام به الرحالة العرب والمسلمون من قبل كبار ومشاهير رحالة غربيين لم يزيد بعضهم على نصاب. ويرى فراس المناصير في كتابه الجديد "ماركو بولو النصاب" أن ماركو بولو الرحالة الأوروبي الأشهر تعين على عمليات تلفيق فاضحة فى كل من التاريخ وما زعم انه رآه وعاصره فى المدن التى زعم انه زارها والعروش التى تقوّل (بتشديد الواو) على علاقته بها وادعى ماركو بولو انه عين مستشارا لها الخ. وقال المناصير ان ماركو بولو كذب في سبيل تثبيت صحة رحلاته إلى الشرق على لسان البابا غريغوري العاشر كما زعم أن قبلاي خان عينه مستشارا له . ويعدد المناصير فى كتابه "ماركو بولو النصاب" عشرات من مزاعم الاخير بشأن رحلة يعتقد المناصير أنها وهمية، ويقدم المناصير في فى ذلك العديد من الأدلة والبراهين.(21)
المهم فورا توفرت معظم تلك الاستخبارات للغرب بنشاط امثال فاسكو دي جاما وماركو بولو البندقيان وقد استحوذ بعضهم او معظمهم على محصلة رحلات ابن ماجد وابن بطوطة وابن فضلان وياقوت والمسعودي وغيرهم. ولم تكن استخبارات البندقية السرية تعتمد على القوى العسكرية وانما تمأسست قوتها فوق الحرب المعلوماتية Epistemological Warfare وكان اشد ما يثر زعرهم امتلاك خصومهم عتاد معرفاتى ومن ثم دفاع معلوماتيEpistemological defence مكافئ لهجومهم المعلوماتى. ومن المفيد تذكر ان حكومة البندقية كانت تستخدم أبرع الجواسيس في أوربا، فقد نجحت فى الكشف عن كافة المؤامرات ضدها ومنها تأمر ملك اسبانيا عليها مثلا حيث قبض على المتآمرين المحليين، قد قبض ذلك درسا للعامة حيث رأى العامة المتآمرين و"هم يتدلون من المشانق في ميدان القديس مرقس، محدقين في الحمائم السعيدة بعيون انطفأ نوره ا.(22)
استخبارات البندقة السرية وسقوط ممالك المغول وبغداد:
توسعت البدقية فى البحر الابيض وكادت تحتكر معظم الموانئ الشرقية بصورة غير مسبوقة، حتى باتت الامبراطورية الرومانية مستعمرة للبندقية فى 1261. وكانت البندقية قد اجتاحت القسطنطينة فى الوقت الذى كانت قوات المغول في طريقها من كوريا الى ايران وصولا الى المجر فى 1236 الى اوربا فاستولت على كييف فى اوكرانيا فى 1240 عبورا الى بولندا ليسحق المغول القوات الاقطاعية الالمانية. وكانت اوربا فى صراع داخلى. فلولا استخبارت البندقية التى وفرت المعلومات حول تلك الصرعات لما قيضت هزيمة اوربا الشرقية الى اطراف اوربا الشمال غربية بذلك اليسر. الا ان المغول لم يتقدموا غربا لسبب غير معروف سوى انهم احتلوا روسيا حتى معركة كولوكفو على نهر الدون فى 1380. ولم تلبث ميثولوحيا عظمة الممالك المغولية ان قيضت لشعوبها القدرة على التعرف على نفسها والفخر بفسها ومواجهة خصومها. فثمة لحظات في تاريخ كل شعب يجد فيه الشعب انه قمين بان يفخر بنفسه الا ان ذلك لا يمنع شعبا ناضجا من ان يقر بمفاخر غيره. وكان ذلك ما فعله المغول مع فارسكو دي جاما ومع جمهورية البندقية الحرة. فلم يكن ترحيب بلاط كوبال بفاسكو دي جاما وصدفة ولا ثمة غرابة فى ان يغدو الاخير احد مدراء ادارة بلاط الخان العظيم. فقد كان والد فاسكو دي جاما واحد من التجار الرحالة الجواسيس لحساب كل من المغول وجمهورية البندقية الحرة. ورغم انه كان حريا بان يميل بولائه الى للبندقية ألا ان بلاط كوبال رحب بفاسكو دي جاما من بعد.
المهم كانت اخبار رحلات العرب والمسلمين حرية بان تصل البندقية والغرب عموما مما كان حريا بان يقيض مادة خام جيدة لمعرفة العالم الذى كان قد بقى مجهولا لاوربا حتى القرن الثالث على الاقل. وقد عبر ذلك الجهل عن نفسه فيما اطلقت عليه اوربا ضغينة فى الحضارات غير الغربية "العصور المظلمة" Dark Ages. وقياسا كانت استخبارات البندقية حصاد تلك المعارف مما يسر اجتياح اوربا الشرقية. وكان تجار البندقية امثال والد فاسكو دى جاما -و كان من اعضاء اولجاركيات البندقية قد يسر لجمهورية البندقية المدينة الدولة الايطالية نشوء غير مسبوق خصما على المدن الدول الايطالية اخرى وعلى روما نفسها. ولم تكن استخبارات تجار واوليجاريكات البندقية وراء تدمير جينكيز خان لاوربا وحدها بل كانت كذلك وراء تدمير مراكز الثقافة العربية فى بغداد وغيرها فى 1258.
وتذكرون اننى جادل فى بحث اخر ان تصدير المصارف البندقية لفضة اوربا بانواعا افضى الى خلو فرنسا تماما من الفضة والى هروب اكثر 100 طن من الفضة من انجلترا، وذلك ان البندقية كات قد حولت ارصدتها الى الشرق الاوسط لغاية لم يتطرق اليها المؤؤخون، وقلت ان البندقية كانت لها فى القرن الثاني عشر والثالث عشر وحتى الرابع عشر مصالح امبراطورية معلنة وخفية، وقد وقفت تلك المصالح الامبراطورية وراء الصليبيات ونهب بيزنطة/ القسطنطينة مرة، ووراء حرب ال 100 عام 1337 – 1453 بين فرنسا وانجلترا على عرش كل منهما، مما خلق شروط تيسير ترحل الرساميل من كل مكان الى كل مكان مجددا كما نرى من اوربا الى بيزنطة\ القسطنطينة\ اسطنبول منذ 1453 والشرق الاوسط.(23) وقياسا كانت ازمات 1275 والقرن الرابع عشر نتيجة ممارسات مالية تعينت عليها مصارف البندقية وفلورنسا بخلق فقاعات مالية خرافية(24) لحساب مصالح بندقية فى اماكن اخرى غير اوربا الغربية. وقلت فى دراسة اخرى ان ا لبندقية كانت مدينة اندلسية وان يهود الاندلس كانوا يروحون ويجيئون اليها بحرية كما لو كانوا فى احدى مدن الاندلس(25) كما يفعل اعراب الشتات من كل مكان الى كل مكان.
وكانت كل من البندقية وجنيفا وجنوا قد تحالفت ماليا وتنظيميا فتعينت على الهيمنة على الملك فليب الثانى ملك اسبانيا. وكانت النبدقية تستدعى خدمات أهم شخصيات استخبارات البندقية السرية مثل المغامر الايطالى الكونت الليساندرو كاليوسترو Count Alessandro di Cagliostro 1743 –1795 ويقال انه ايضا Giuseppe Balsamo وكان الكونت اليساندرو يدعى نسبة ماسونية الى مصر.(26) وكان مانويل سويدينبيرج 1688–1772 Manuel Swendeborg احد اؤلئك المحتالين ويذكرك بنوستراداميس الا ان مانويل سويدينبيرج يبقى اقل شهرة بكثير واقل تاثيرا على عروش وعلى سياسة عصره.(27) المهم فورا يحتكر البنادقة والاروبيون الجنوبيون الطليان والسويسريون قى نهاية القرن السادس عشر سلطات مالية واسعة وخبرات استخبارية هامة وقدرات بحرية هائلة على المدن الدول الاوربية الشمالية والجنوبية مما غدى معه ملك ضعيف للغاية مثل الملك جيمس الاول-1603 -1625 العوبة فى ايديهم وصولا الى نهاية العهد باليعاقبة.(28) ولم تنفك الحالة ان تدهورت مع نهاية حكم جميس الاول ثم مع حكومة ابنه تشالز الاول من بعده حتى اندلعت الحرب الاهلية وانتهاء عهد اليعاقبة-.الذي يعنى عهد جيمس الاول الذى يأتي اسمه من اليونانية عن اصل الاسم باليهودية يعقوب- بازمات اقتصادية عميقة ما بين 1620 الى 1626 وكان اندلاع وباء الطاعون البابونىbubonic plague في 1625. حريا بان يفاقم الازمة بدوه.(29)
كيف تمول أوليجاركيات المغامرين وشذاذ الافاق التوسعات المشبوهة:
كان حصاد سلب ونهب القسطنطينة\ استطنبول اعظم ما جنت اوربا حتى نهب العالم الجديد. فقد مولت اوليجاركيات البندقية اجتياح القسطنطينة زحملات اسبانيا التوسيعة فى امريكا الجنوبية وجنت الاولى من وراء ذلك ما فاق استثمارها فى اساطيل فيرديناند وازابيلا ملكى قشطلة. فقد حصلت البندقية على امبراطورية من القواعد البحرية زيادة على الهيمنة على شرق المتوسط. وكانت اولجاركيات البندقية قد بقيت تحنق على روما جراء اضطهاد البنادقة فى روما على عهد قسطتنطين وغير ذلك من ميثولوجيا اعراب الشتاتالى توسع روما فى شرق المتوسط وايبيريا حتى قيض لها وراثة روما.
سفر تكوين ذهنية الرحالة التاجر المصرفي المغامر وربما المرابي:
أزعم ان الرحالة والتجار او المكتشفين والاحرى المغامرين الغربيين كانوا حريين بان يتماهوا مع اعراب الشتات وصولا الى انتحال علاقة الاخيرين مع المجتعمات التى كانوا قد وجدوا وما يبرحون يجدون انفسهم بينها أو/و يتاجرون معها وغالبا بحجة "اكتشاف" تلك المجتمعات أو/و اختراقها كما فعلوا على مر التاريخ المسكوت عنه. ذلك ان اعراب الشتات لا يعرفون من علاقة مع غيرهم سوى تلك التى تصدر عن النهب والاستحواذ بصورة منظمة ومعقدة وتتمأسس فوق عقيدة تزين ذلك الاستلاب. وازعم انه ان اردت ان تعرف الرحالة والتجار الغربيين السالفين ونظائرهم من المؤرخين والكتاب والصحفيين الغربيين فعليك ان تبحث عن سفر تكوين الذهنية المسيطرة على معظمهم. واجادل ان ما بات يسمى الصحافة المردقة او الصحفيين المرقدين embebied jouranlists والحاق الكتاب والصحفيين يجيوش الاحتلال هو تنويع على ما كان يحدث مع المبشرين والمغامرين وما يسمى الرحالة والتجارحيث كانت الجيوش اما تواكبهم كمثل ما حدث فى الصين ابان حروب الافيون ما بين 1839 to- 1842[1] ومن 1856 الى 1860 وما يسمى بحرب النهر The River War فى السودان في 1898 وفى شبه القارة الهندية مع المغول على يدي شركات الهند الشرقية وشركة جنوب افريقيا البريطانية على يدي مكتشفى المعادن النفيسة منابع النيل. وليس بعيدا قياس الرحلات الاستكشافية الى ما يسمى العالم الجديد بنظائرها السابقة الذكر، فقد مول الملوك والملكات حركات الكشف وقيضوا لها سفنا وعتادا واوصوا قباطنها بممالئة السكان وغوايتهم تيسيرا لخديعتهم مثلما فعل الكابيتين جيمس كوك الكابتين جيمس كوك James ] 1728 – 1779) المكتشف المغامر الانجليزي فى استرلاسيا وجزر الساندويتش- وهي جزر هاواي وقد اعطاها جيمس كوك فى احدى رحلاته في 1770 اسم جزر الساندويتس ثم جزر هارفى.
للدراسة جزء ثانٍ تتابع فيه الباحثة الجانب النسوي من الرحلة الغربية سننشرها في العدد القادم من الكلمة، ومعها هوامش الدراسة/ الكتاب بحلقتيها.