عندما تعود الى الوطن
لا توجه وجهك
صوب البيوت
والمدن
والحدائق
اعط وجهك المقبرة
هناك
هناك
ستجد الكثيرين
ممن تود أن ترى
ويودون أن يروك
ولو من تحت
تراب الذكريات
عندما تعود الى الوطن
ويقودك الحنين
الى مدرستك الأولى
لا تبحث عن رحلتك المدرسية
تلك التي تآكل عليها الوقت
وجدول الضرب والقمع
وسروالك الموشى بخرائط الفقر
بل أذهب الى أي ثكنة عسكرية
ستجد دم طفولتك
مسفوحا تحت المجنزرات
بالقلم العريض
عندما تعود الى الوطن
وتشتاق الى رفاق الصبا
فلا تبحث عنهم في الأزقة الحامضة
ولا في حانات الذنوب
بل تتبع آثارهم
في خارطة المنافي المعلقة
على طاولة القيامة
عندما تعود الى الوطن
لا تحمل ورودا لمن ينتظرك
وسط دخان الحرائق
تحت أنقاض الغد
فالورود معرضة للرياح المفخخة
وقد تجد مأوى لجثامينها
فوق قطرة دم تسلق
الشبابيك البلاستيكية
عند انفجار أقرب لغم
تتقاسمه مع حشرة أمريكية
فتسقط مضرجا بالشظايا
وب"الله اكبر".....
وتفلت الحشرة
عندما تعود الى الوطن
وتريد أن تكلم نفسك
فلا تكلمها في المقهى
أبدا
فالملثمون يشمون الذكريات
تحت الأظافر
لذا حاول أن تكلم نفسك
عبر( الإنترنت)
عندما تعود الى الوطن
لا تعد بجسدك كله
لكي لا تخطفه موجة سوداء
بل أترك روحك
تذهب وحدها
الى هناك
لكي لا تفقدها للأبد
في وطن
أراد أن يتحرر.....
........
وأرادوا أن يحرروا له
شهادة وفاة
شاعر عراقي {مقيم في مسقط}