يشارك 85 باحثا من العرب والأجانب المهتمين بأدب الرحلة في مؤتمر دولي الشهر القادم بالعاصمة القطرية يجمع "لأول مرة" مترجمي الرحالة العربي الأشهر ابن بطوطة ويلقي أضواء على إنجاز الرحالة العرب خلال ألف عام. ويعقد مؤتمر "العرب بين البحر والصحراء" بالتعاون بين "المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الآفاق" و"الحي الثقافي" في الدوحة ويشارك فيه باحثون عرب وأجانب من الهند وإيران وتركيا وماليزيا وإندونيسيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وألمانيا وجنوب إفريقيا وكينيا والصين. وقال الشاعر السوري نوري الجراح المشرف على المركز :" إن المؤتمر الذي يفتتح في السادس من ديسمبر/ كانون الأول القادم يرصد الأدوار الثقافية والحضارية للعرب والمسلمين في علاقتهم بجوارهم الشرقي وبالآخر الغربي من خلال نصوص أدب الرحلة ورؤى الرحالة وكتابات الجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين" خلال جلسات تستمر أربعة أيام. وأضاف أن المؤتمر يسلط الضوء على مضيق هرمز والشواطئ العربية والآسيوية والإفريقية والرحلات عبرها والغزوات البرتغالية والهولندية والبريطانية للمنطقة وانعكاس الوجود العثماني في نصوص السفر ودور العرب في تاريخ العلوم البحرية والفلكية وريادتهم في التأسيس لعلم الجغرافيا ولأدب الرحلة ودور رحلات الحج في نقل العلوم والمعارف والأفكار الجديدة. وتابع أن البحوث تشمل أيضا العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية بين العرب وكل من الصين والهند وفارس وتركيا وإفريقيا وأوروبا كما يشهد المؤتمر "للمرة الأولى لقاء يضم عددا من مترجمي رحلة ابن بطوطة إلى لغات أوروبية وآسيوية مختلفة.. سيقدمون شهادات حول تجاربهم في نقل الرحلة إلى لغاتهم" إذ ترجمت رحلات ابن بطوطة إلى نحو 50 لغة. والمركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق الذي يرعاه الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي ينظم سنويا ندوة عن أدب الرحلة في بلد عربي أو أجنبي. واستضافت الندوة في السنوات الماضية عواصم منها الرباط والخرطوم والجزائر.
ومن محاور المؤتمر "التواصل التجاري والدبلوماسي والثقافي بين العرب والشرق الأقصى من خلال نصوص الجغرافيين والرحالة والتجار والعلماء القدامى والمحدثين" و"دور الحج إلى مكة والمدينة وبيت المقدس ورحلاته في نقل العلوم والمعارف والأفكار الجديدة بين أطراف آسيا وبين آسيا وافريقيا" و"نظرة العرب إلى أوروبا وانطباعات النخب العربية المثقفة عن أوروبا من خلال نصوص المندوبين والعلماء والرحالة وأدباء الشرق إلى الغرب" و"تأملات ونظرات وأفكار في ملامح ومعالم القارة الأمريكية من خلال الرحالة والمندوبين والمغامرين العرب مشرقا ومغربا" و "البحرية العربية وعلاقتها بالبحريات التجارية والعسكرية الأوروبية والآسيوية" و"الهجرات العربية الجنوبية من اليمن وعمان ودورها في التطور الثقافي والحضاري لجنوب شرقي آسيا". وقال الجراح إن المؤتمر يغطي أيضا ملامح من الرحلة المعاصرة واهتمامات الرحالة المعاصرين من خلال شهادات وأفكار وأبحاث حول نصوص الرحلة المعاصرة "بوصفها تقارير صحفية وتجارب ومغامرات إبداعية" كما يتضمن أمسيات أدبية يقدم فيها رحالة معاصرون جانبا من تجاربهم وشهاداتهم.
وأضاف أن المؤتمر سترافقه ثلاثة معارض تضم مئات الصور والخرائط والكتب هي "الرحلة العربية في ألف عام" ويضم الكتب التي أصدرها المركز العربي للأدب الجغرافي طوال عشر سنوات في مجالات تحقيق المخطوطات والدراسات في أدب الرحلة والرحلة المعاصرة والرحلة الصحفية واليوميات. ويقام المعرض الثاني تحت عنوان "الريح تكتب.. شعرية الصحراء" في حين يحمل الثالث عنوان "على خطى الرحالة العرب.. من فاس إلى أصفهان" ويضم صورا للطرق التي سلكها الرحالة العرب من المحيط الأطلسي في أقصى الغرب إلى بلاد فارس مرورا بالجزائر والسودان وتونس وليبيا ومصر وشبه الجزيرة العربية والشام. ويشهد المؤتمر عرض أفلام وثائقية على خطى ابن بطوطة وغيره من أعلام الرحالة العرب إضافة إلى تكريم 13 فائزا بالدورة السابعة لجوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي وحفلات توقيع للكتب الفائزة.