يشدنا الشاعر المصري الى تشكيل بصري غاية في المفارقة في نص مختلف، لامرأة قد لا تأسرها عناوين الإعلام. لحظة تراجيدية تخطها القصيدة بألم مضاعف، هي أبعد أن تكون استعارة بل هي أقرب من صور الحياة اليومية.

وثيقة لم تنشر في ويكليكس

محمود سليمان

مَاتت نِعْمَة

قَبْلَ أنْ تَذْهَبَ إلي ِصَنَادِيقِ الانْتِخَابِ

قَبْلَ أنْ تَجُرَ السَّمَاءَ بِيَدِهَا

وَتَسْألَ الأمْلَ

عَنْ

مُشْتَرٍ للكآبةِ

قَبْلَ أنْ تَغْسِلَ وَجْهَهَا

مِنْ غُبَار ِالْنَزَاهَةِ وَالْحَقْ

مَاتَتْ نِعْمَة

***

 

الَّتِي اخْتَلَطَ فِي دَمِهَا

الْنِسْيَان

          بِالصَبْر

وَالأَمَل

بِمَا يَجُرُهُ الَصَباح في يَده

مَاتَت ..

ولم يكن كل ذلك مهماً،

فقط ..

كان يهمنى

أن أتمشى ساعةً واحدةً على النيل،

لأعرف أي نخلٍ

سوف يُسقِط قلبه

علي الناجين

أي علامةٍ للمكان تهتف ..

ماتت نعمة

المرأة التي

ابتهجت مثل موناليزا 

ومرت مثل طفلةٍ لا تكلم أحد

وفي السابعة مساءاً

جرجر العيال جثتها

على الطريق العام

مثل كرة شرابٍ

وهم يزفونَّها ........

ماتت نعمة

مات نعمة

مثل أي شيء يموت

لكنها

ماتت ..

مثل طفلةٍ لا تكلم أحد

ومع ذلك

سحلوا اسمها في دفاتر الرصد

وزعموا

أنها لا تزال علي قيد الحياة.

 

 

m_soliman27@hotmail.com

من ديوان يصدر قيد الطبع بعنوان »يشبه محطةً في صعيد مصر»

شاعر من مصر