يتوقف الشاعر المغربي عند اللحظة الراهنة بكل تجلياتها، محاولة في القبض على نداء الوطن داخله. منتهيا عند حقيقة تاريخية ترفع شعار التحرر.

هلْ يحدثُ أنْ

محمد بلمو

هل يحدثُ أنْ

تَتزاحمَ الصُّورُ

والكلِماتُ

على بابِ قلًمِكْ

فيَنْسَدُّ عُنُقُ الكِتابَةِ

على الكآبَةْ؟

 

هل يحدث أنْ

 ترى فجْوةً في القَلبِ

والوطنُ مصْلوبٌ

على أحْلامِ الشَّعْبِ

وتَقولُ مُجرَّدُ سَحابَة؟

 

هل يحدث أنْ

 تَتقمَّصَ موْقِعَ خَصْمٍ شَرِهٍ

خلْفَ نَافِذَةٍ رَّمادِيَة

كيْ تتأكَّدَ أنَّ الصّوابَ لا يُسْعِفكَ دائما

وأنَّ إِغْلاقَ النّوافذِ تمامًا

قدْ يُحرِّرُك منَ الرِّيحْ

لكنَّهُ مُجرّدُ عتبةٍ للاخْتِناقِ والتَّحلُّلْ؟

 

هل يحدث أنْ

تَصُبَّ زُجاجَةً فارِغَةً

في كَأْسٍ فارِغْ

فتَنْتَشي تَمامًا

تَحتفي بِالمكانْ

كيْ تَعرِفَ أنَّ الامْتِلَاءَ

ليْسَ هُوَ ما يُسْكِرْ؟

 

هل يحدث أنْ

تُشْرُقَ شمْسُكَ

على ثُقوبِ فَرَحٍ

وتَغْرُبَ على غَاباتِ حُزْنٍ

ولا يَسْتَبيحُكَ الغَضَبْ؟

 

هل يحدث أن

تَبْتَهِجَ ولا تَعرِفُ

ما السَّببْ

وتَبْكي بلا جَدْوى

وتَكْتُبُ للهَباءِ

وتَنَامُ واقفًا

وحينَ تَسْتَيْقِظْ

تَجدُكَ في نفْسِ المكانْ

نُذُوبٌ جَدِيدةٌ

وتَجاعِيدُ بَارِدَةْ؟

 

هل يحدث أنْ

تَلْجأَ لِشَجرةٍ باذخةٍ

بِشَكْواكْ

فَتَقْفِزُ مِنْ مَكانِها مَذْعورةً

تَمْضي بَعيدًا عَنْ بَلْواكْ؟

 

هل يحدث أنْ

تَقْصَدَ مَقْهاكَ المُفَضّل

فلا تَجِدُ غيْر بَقايا المَكانْ

الكراسي المُتَأهِّبَةُ

الكؤوسُ

الموسيقى

النّادِلُ المُتَطيِّرُ

لا شيءَ هُنا

الأبوابُ أيْضًا اقْتَلَعوهَا

رَحلوا بَغْثَةً

وتَرَكُوكَ مُوحِشًا؟

 

هل يحدث أنَّ

الشعبَ استطاعْ

بالعقلِ استنارَ

للأملِ استدارَ

والحريةُ انتزاعْ

للعدلِ

للسلمِ

آنَ لهُ أنْ يُطاعْ

الشَّعْبُ

آنَ لهُ أنْ يُطاعْ

 

 

شاعر من المغرب