للصديق عادل الزيتوني - تونس
جائنا من تونس السجن الكبير
حيث الربيع المنحني للطاغية
طيرٌ تولى أمر شعب لانعتاق الأغنيات
واليمام الشريد.
باريس لم تعط الحنين المشتهى
للَّاجئِ المنفيِّ من نسر الكلام الحرِّ
والأوراق تبكي منذ تشتيت الحمام
قلنا لوادٍ يعطف الذكرى بقلبٍ يهزم النسيان
ها قد أتانا ثائرٌ يروي لمجدٍ فكرُهُ الكثبان.
والثلج يمشيه الهوينا على وحي الطريد .
فاعطف على عقل يباري الضيم منذ الهجرة
الأولى، تُنادي لي ملاذا للسؤال المعتصي
علَّ السؤال الذي يروي نجاة الدموعْ
يقتات من رحلةِ الموتى لمرسى الخلودْ
ماهيَّتي، جرحُ أجدادي على بلدةٍ
تغفو على رجم بيتٍ مثل نوم الجَنينْ.
قلبي كوَتهُ اغتيالات الحنين الطليقْ
من صاحبٍ أو ذوي القربى وحُكم الرغيفْ.
ماذا دهاني إذاً في رحلة التونسيِّ
للواد في قرية اللجون مثل الغزالْ.
ماذا نغني لضيف القرية النائمة
والدمع يستدرج القتلى لذكرى اللجوءْ.
حطت فراشات الربيع التونسيْ فجراً على أحلام أبي.
والعصافير غنت مواويل جور الانتظار
هنا النعناع يختال من لهفة الضيف .
والياسمين استل ريحان الزهور
للموكب الذي يمشي بمسرى الوجوم .
لم نأخذِ المعنى لإنشاد العصافير
من قواميس الصغار الحالمين
لماذا إذا يبحث العدل في جذع
زيتونة عن أغاني أبي في بلاد
العروبة ومستقبل التونسيّ
ماذا تريد الصحاري من جفاف الربيعْ
والوادُ لم يثقل الذكرى بناي السرابْ
لا ضير يا صاحبي، ليستْ سدىً رحلةُ
المرءِ السؤولْ، ربَّ بوعزيزي وليدُ الطريق.
دعني أحيك الكلام المرَّ مثل الدواء السقيم.
نعلين تبني على أهداب أبناءها
ضيم الجدارْ والثكالى تقتضي التعزية.
في معجم المعركة حول الجدار الذي
يستلُّ ما في رؤى الفتيان من تضحية
نشتم غازا ويدعونا شهيدٌ ليروي
قصةً عن دم القتلى يغطي حجرْ
لا بد لي من دموع المجد في الأغنية
يُملي اصطحاب الحجرْ... أيقونةً للسفر.
لا يترك الطفل الشهيد العهد
إلا برسم أبنائي على ذات لحجر.
ها والدي يأتني عند المنام, يصدحُ
الإنشادَ, للعُربِ أوطاني ومسكَ الكلامْ.
زيتونةٌ ظلّلَتْ عين المضيفْ، واسمكَ
البرهانْ، وفي موسم الزيون غنى أبي:
أرض العروبة للحب والعربْ
والتونسيٌّ النرجسُ الأقحوانْ.
عين الزيتونة : منطقة في جبال أم الفحم فلسطين يظللها الزيتون. يسكنها السيد علي احمد حماد محاميد حيث استضافنا في حفلة وداع الأخ عادل الزيتوني عند مغادرته فلسطين سنة 2009. في موسم الزيتون غنى والدي دائما عند قطف الزيتون : أرض العروبة للعرب.