رام الله - تعقد جمعية نيسان مهرجاناً دولياً للشعر في قرية المغار في الجليل سنوياً كلّ نيسان، ويقوم عليه نعيم عرايدي، يدعى إليه شعراء من دول مثل روسيا وأوكرانيا وتركيا ورومانيا ومصر والأردن تموّل هذه المهرجانات من وزارة الخارجية الاحتلالية التي يقف على رأسها أفيغدور ليبرمان الذي يتشدّق دائماً بعنصرية يهودية ضدّ الشعب الفلسطيني، ويكون وراء كلّ القوانين العنصرية التي تتوالى من الكنيست، وكان آخرها قانون سحب الجنسية. ويقام المهرجان في قرية المغار الفلسطينية، في قاعة تملأ بالأعلام الإسرائيلية ويبرز فيها شعار وزارة ليبرمان بجلاء، بينما يغيب علم فلسطين عن سبق إصرار.
إنّ الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين يدين هذا المهرجان ويرفض أية تسويغات تحاول أن تبرر المشاركة فيه، من قبل بعض الكتّاب، لما في هذا المهرجان من خطورة واستهداف واستدخال للهزيمة، ولما فيه من تبرئة للاحتلال ومؤسساته واستطالاته من دم شعبنا .
إنّ الاتحاد العام للكتّاب والأدباء لا يمرّ مرور الكرام على هذا المهرجان داعياً كافة المبدعين والمثقفين والشعراء في فلسطين المحتلة العام 1948 وفلسطين، لمقاطعة هذا المهرجان البائس والمدان، وداعيا الكتّاب والأدباء والشعراء العرب، وشعراء العالم ومبدعيه، لمقاطعة هذا المهرجان الذي يمنح الاحتلال وسياقاته قفّازاً حريرياً لمحو ثقافة شعبنا الفلسطيني وهويته ولغته على أرضه التاريخية .
إن استبعاد العلم الفلسطيني هو استبعاد للذاكرة والوعي وللجذور، لأهلنا الذين ناضلوا ومازالوا للحفاظ على هويتهم وروحهم العربية الأصيلة، على الرغم من غوائل الاحتلال وممارساته بالمحو والتغريب والترغيب والترهيب لتفكيك صمود شعبنا على أرضه في فلسطين المحتلّة العام 1948.
واستبعاد العلم تأكيد على أن المهرجان المذكور يشكّل رافعة سياسية دعائية وبوقاً للاحتلال لتمرير مقولاته،. وكأنّ شعبنا غير قادر على الإبداع والشعر.
ويؤكّد الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين أن الثقافة الفلسطينية ما زالت على أُحُد الثقافة، وترفض هذه الالتفافات التطبيعية والاستهدافية لشعبنا وثقافتنا ومبدعينا في فلسطين المحتلة 1948.
وصرّح الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني بأن هذا المهرجان علامة سوداء يجب محوها وإلغاؤها لأثرها السلبي على شعبنا وثقافتنا وروحنا، لأنها تجمّل وجه الاحتلال وتعطيه ضوءاً أخضر في تعميم العدمية والإلغاء على شعبنا الصابر والثابت في فلسطين المحتلة العام 1948.
إننا نرفض المشاركة في هذا المهرجان ونرفض كافة ذرائع المشاركة، وندعو الكتّاب والأدباء والشعراء في فلسطين المحتلة 1948، إلى فضح كلّ من يشارك ويساهم في هذا المهرجان، من المبدعين والشعراء العرب، لأنه يخدم الاحتلال ومؤسساته وادعاءاته ومقولاته، ويصيب ثقافة شعبنا في مقتل.
ونحن ندعو إلى المقاطعة، لأن من يكتب الشعر ويستند إلى إرثه الثقافي العربي المعافى ويملك حسّاً وطنياً سيرفض هذه المشاركة المذلّة في هكذا مهرجانات .
وتابع السوداني: الثقافة الفلسطينية، في كل الظروف، وخلال مسيرة شعبنا المحمولة على التضحيات الجسام والدم المجيد، ظلّت في حرب غوار الثقافة، وتمسك بالمقولة وراية المنازلة لفضح الاحتلال وأدواته ومشاريعه التي توغل في البلاد نهباً وهدماً وقتلاً وتغريباً. وهي ترفض الانكسار والمنكسرين والمطّبعين والمتموّلين من مشارط الدعم الأجنبي واشتراطاته الناهبة، وترفض التراجع، لأنها تؤسس للاستراتيجيا وللحلم، وتؤكّد على ثابت البلاد وحقّها المقدس.
والمهرجان الذي يقام تحت رعاية : مجلس المغار المحلي، ووزارة الثقافة والرياضة الاحتلالية، ووزارة الخارجية الاحتلالية (أفيغدور ليبرمان)، واتحاد الكتّاب (اليهود) في إسرائيل وبدعم من مفعال هبايس (التي تبني المستوطنات)، وسلطة تطوير الجليل أي تلك التي تقوم بهدم البيوت في العراقيب وتهود الجليل والنقب . إن هذا الدعم وهذه الرعاية توضح الخلفية الشوهاء التي يستند لها المهرجان ومروّجوه وهي مدانة ومرفوضة.