احتفاء بالإبداع المغربي واتجاهاته الجديدة

رسالة المغرب الثقافية

عبدالحق ميفراني

انتهت يوم الأحد 18 فبراير 2007، فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء. المعرض الذي نظم في الفترة الممتدة مابين التاسع الى 18 فبراير<شباط> 2007 بمحوره (الإبداع المغربي ـ الاتجاهات الجديدة)، إضافة الى حضور بلجيكا منطقة "والوني بروكسل" البلجيكية كضيف شرف. وقد عرف المعرض جدلا ونقاشا قبل بدايته، اختلط فيه الثقافي بالسياسي، وعوض أن يتحول معرض الكتاب الى لقاء معرفي وفكري، وفضاء لتداول الكتاب. ظل الجدل القائم حول "الكتاب الديني" ونقطة حضوره من منعه، قطب رحى نقاش وتراشق إعلامي، أثر بشكل سلبي على موعد ثقافي بامتياز أريد له أن يكون نقطة ارتكاز للإشعاع الثقافي والتلاقح المزدوج بين الثقافات المتعددة. وقد وصل الأمر الى حدود نشر وزارة الثقافة المغربية والمكتب الثقافي السعودي تكذيبا لما أورده تيار أصولي مغربي. وقد أعربا في بيان مشترك "عن اندهاشهما للأكاذيب والمغالطات المنشورة". و قد زاد من غليان النقاش إثارة جريدة مغربية محسوبة على تيار أصولي موضوع ما وصفوه "بمنع طال عددا من الكتب الدينية ودور نشر سعودية بالخصوص تهتم بالكتب الدينية". و هو ما نفته الوزارة الوصية وزارة الثقافة المغربية. التي أكدت على ميثاق أن يكون المعرض "فضاء للقراءة والمعرفة"، مع خلق فرصة للتواصل بين المهنيين من مختلف شعب صناعة الكتاب في المغرب والخارج، كما يشكل المعرض فرصة للقاء والحوار بين الناشرين والكتاب والقراء، كما يساهم المعرض في تشجيع الإنتاج المشترك وتيسير حقوق التأليف والترجمة بين المهنيين في القطاع..

وإضافة للحضور البلجيكي كضيف شرف في هذه الدورة. شارك في المعرض 58 بلدا و615 ناشرا. يمثلون مختلف الآفاق المعرفية، من بينهم 79 دار نشر متخصصة في مجال المعارف العامة (فهارس وموسوعات..)، و24 دار نشر متخصصة في الفلسفة، و200 دار نشر متخصصة في مجالات العلوم الاجتماعية والاقتصادية والإدارية، و85 دار نشر متخصصة في العلوم التطبيقية والبحثة، و86 دارا للنشر متخصصة في فنون الهندسة والمعمار، و64 مختصة في اللسانيات وفقه اللغة و90 في المنشورات الموجهة للطفل، و14 متخصصة في الكتب النفيسة والجميلة...وأقيم المعرض على مساحة 18 ألف متر مربع، وقد تمثل الحضور الإفريقي المشارك، إحدى أهم إضاءات المعرض هذه السنة، ومن بين الأسماء التي شاركت في تنشيط فعاليات المعرض الدولي للكتاب هذه الدورة: المفكر المغربي عبدالله العروي والشاعران السوري ادونيس والفلسطيني محمود درويش. إضافة للكتاب عبدالكريم غلاب ومحمد برادة والتونسي عبدالوهاب المؤدب. والأدب المغربي الجديد ممثلا في أسمائه الشابة سواء في مجالات السرد والشعر والنقد، كما شاركت مصر في ندوة "الرواية الجديدة في مصر" من خلال الروائي سعيد الكفراوي، ومنتصر القفاش. هذا بالإضافة الى ثيمات محورية وموائد مستديرة احتضنتها رواقات الراحلة مليكة مستظرف، والمحجوب الصفريوي...

وقد تميز المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء هذه السنة، بالتنوع المعرفي. وببرنامج ثقافي شارك فيه نحو 300 شخصية من مختلف أنحاء العالم، ومن بين محاوره "التوجهات الجديدة في الإبداع المغربي"، "النظرة الجديدة للإسلام والعالم الإسلامي" ..وبانعقاد هذه الدورة يكسب المعرض تحقيق رهان انتظام فعل الحضور بفعل تحوله الى دورة كل سنة عوض سنتين. كما أن الإقبال الجماهيري للمعرض بدأ يصل للذروة، إذ عرف المعرض السنة الماضية <2006> ما يعادل 720 ألف زائر. فبالإضافة للمشاركة المتميزة للعارضين من مختلف البلدان. كان اختيار منطقة "والوني بروكسل" البلجيكية كضيف شرف للمعرض، "لاعتبارات مهنية وثقافية ودبلوماسية، منها التعدد الثقافي واللغوي للمنطقة وانفتاح ناشريها على المنتوج الثقافي غير البلجيكي ورصيدهم المهم على الصعيد الأوروبي في مجال منشورات الأطفال والشباب، بالإضافة إلى دورها في العلاقات البلجيكية المغربية". وضمن فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب ، احتضن المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، يومه الجمعة 16 فبراير 2007، في الساعة الثامنة مساء، أمسية شعرية للشاعر العربي محمود درويش، وقد كان اللقاء مناسبة أخرى، لتجديد التواصل الجمالي الذي طالما أثثه الشاعر الكبير مع متلقيه. كما عرف معرض الكتاب، وبتعاون مع وزارة الثقافة، حضورا آخرا متميزا استضافت من خلاله كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني المحمدية. الشاعر العربي الكبير أدونيس. والذي قدم أمسيته الثانية بعد لقاءه بآكادير.

وخصصت الدورة الثالثة عشرة من معرض الكتاب والنشر حيزا لثقافة الطفل من خلال إقامة ورشات وحصص تأطير في محترفات للصباغة والرسم والشريط المرسوم والمسرح والكتاب والقراءات أيضا. وتحضر بعض دور النشر بإصدارات مهمة مخصصة للطفل، إذ تقدم عناوين كثيرة في مختلف المجالات التعليمية والمعرفية. ولا يمثل تنظيم المعرض الدولي للكتاب تقليدا دأبت وزارة الثقافة والفاعلون الثقافيون بكل مستوياتهم على ترسيخ تنظيمه، بل إن الأمر يتعدى هذه الرؤية الضيقة والتي غيبت بفعل دفع المعرض الى هامش النقاشات العقيمة والتي لم تتأثر ندواته بها. فالمعرض هو فضاء للإنتاج الثقافي والرمزي، ومن هذا البعد يمكن طرح الأسئلة التي تهم طبيعة حضور الكتاب اليوم، بموازاة هذا المد الرقمي، لكن، في الجانب الآخر من المعادلة يمكننا تلمس رؤى مزدوجة ترتبط فيما ينتظره المثقف من جهة والقارئ من جهة ثانية من تنظيم معرض للكتاب، هو بحيرة متحركة من الثقافات المتعددة. ولا ننسى أن الوضع الثقافي في المغرب ولعله ليس استثناءا يخصه.. بدأ يعرف السنوات الأخيرة انحسارا خطيرا على مستوى المقروئية، وقد وصل الأمر الى أرقام مخيفة...وبالعودة لعلاقة المثقف بالمعرض يؤكد الأستاذ الناقد والروائي محمد برادة < والذي خصه اتحاد كتاب المغرب باللقاء الاحتفائي> ضمن فعاليات الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب. "الشيء الأساسي في كل معرض، هو تقديم الكتب والكتاب، لكي يتعرف عليهم الجمهور، وهذه علاقة جيدة يجب أن تربى على أمد طويل، أي علاقة الكاتب بالقارئ التي تعتبر العنصر الفعال، والخطوة الأولى لاستقلالية الكاتب ماديا، فهو عندما يصبح متوفرا على عدد واسع من القراء يستطيع أن ينتج بحرية أكثر.." أما الكاتب حسن إغلان فيؤكد " إن ما يستفزني حقا وما يجعلني ألعن ورطة الكتابة والكتاب هو هذا التعامل الفظ بين الكتاب وذواتهم، اعتقادا مني أن من يحس بقلق الكاتب هو الكاتب ذاته لكن في زمننا الحالي ما يضيف قلقا على قلق هو الكاتب ذاته، فلا مناص إذن من خلق جبهة حقيقية للكتاب للإنصات لبعضهم البعض والتشارك في الطبع والتوزيع والقراءة واقتناء الكتاب بدل إهدائه ورميه في الرف ووضعه في سلم الانتظارات الغير ممكنة..".

من بين اللقاءات التي نظمت ضمن فعاليات المعرض. اللقاء الاحتفائي بالكاتب المغربي محمد برادة، الاحتفاء الذي دأب اتحاد كتاب المغرب على تنظيمه <الدورة السابقة الكاتب عبدالقادر الشاوي>، وقد اعتبر الناقد والروائي محمد برادة، خلال اللقاء الذي احتضنه فضاء المحجوب الصفريوي، بمشاركة متميزة للكتاب والنقاد : بينوا دونيس، منتصر القفاش، محمد الشحات، وإبراهيم السولامي، محمد الداهي، إبراهيم الخطيب، شرف الدين مجدولين، عبد الرحيم جيران، عبد الكريم الجويطي، ربيعة ريحان، محمد معتصم وتسيير عبد الرحيم العلام، "أن الأقرب إلى النفس، هو أن نتمكن من القفز على حيثيات اللقاء ودواعيه التكريمية، لكي نجد أنفسنا منغمرين داخل حوار.. مذكرا بمجموعة من الأسئلة خصت مسار تجربته الأدبية والفكرية على امتداد خمسين سنة، وعلاقته المثيرة والمعقدة مع الأدب والفكر.. معتبرا، أن هالة الناقد الشامل، المؤثر بقوة في مجموع الحقل المجتمعي، قد تلاشت لأسباب موضوعية تتصل بالتبدلات التي عرفتها الثقافة ووسائطها، وكذلك الأدب بمختلف أشكال التعبير.. وفي سياق حديثه عن أسئلة مستقبل النقد،أشار إلى أن السؤال الذي يلاحقه وأظن أنه يلاحق آخرين في المغرب والمشرق، هو: كيف نعيد، راهنا، تحديد الوضع الاعتباري للنقد على مستوى النظرية والممارسة، بترابط مع موجات الإبداع المتدافعة، على ضوء اختلاط الخطابات وتشابكها، ومزاحمة الوسائط الرقمية التعبيرية، وفي ظل شروط إنتاج الأدب والنقد داخل مجتمعاتنا؟..".

برنامج دسم، وتعثر في البرمجة:
سواء بقاعة المحجوب الصفريوي بالمعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء، أو قاعة مليكة مستظرف، فإن البرنامج العام المقدم عرف تعثرا على مستوى البرمجة، مما جعل بعد الندوات تخرج عن مواعيدها الأساس، إضافة لتغيير البرمجة، دون إعلان مسبق..ناهيك عن الاعتذارات التي عرفتها بعض الأروقة التابعة لدور النشر.. نسوق هذه الملاحظة كي ندلل على ضرورة إعادة النظر في البرمجة وفي تداولها الإعلامي.. من بين الإصدارات التي عرفها المعرض، صدور الترجمة العربية لكتاب عبد الكريم الخطابي، ملحمة الذهب والدم سبع سنوات بعد صدور النسخة الأصلية باللغة الفرنسية للكاتبة المغربية زكية داوود.. الأستاذ محمد الشركي، الذي أشرف على ترجمة المؤلف، اعتبر أن هذا الكتاب يعطي رؤية جلية وإدراكا شموليا لعلاقة المقاوم بكل مكونات عصره المتصادمة، من خلال اعتماد مراجع ودراسات حديثة وشهادات حية لأشخاص عايشوا تلك الفترة من تاريخ المغرب.. الكتاب غني بحمولته التاريخية، إذ يتناول مرحلة حاسمة من تاريخ المغرب، ويتصدى لشخصية تجسدت فيها كل سمات الوطنية وآنفة الإنسان المغربي الذي يأبى إلا أن يعيش حرا رغم اضطهادات المستعمر وإغراءاته.

كما كان للكاتبة المغربية زكية داود لقاء حول كتابها 30 سنة من الصحافة بالمغرب: سنوات لاماليف بمشاركة : محمد الطوزي، رضا بنشمسي، وإدريس كسيكس. أما كتاب الناقدة المغربية رشيدة بنمسعود في جمالية السرد النسائي، فكان محور لندوة قدمت بفعاليات المعرض الدولي، الكتاب الذي جاء حسب الباحثة "لسبر أغوار جديدة في الرواية والقصة التي تكتبها المرأة، ودور الذات باعتبارها الحضن المخزن للكلمات حيث يتبين لنا دور المرأة في الغواية عبر الحكي.." وكان الناقد المغربي محمد الداهي قد أشار قبل ذلك، إلى أن رشيدة بنمسعود سبق لها أن أصدرت كتابا حول المرأة والكتابة دافعت فيه عن خصوصية الكتابة النسائية، كما دافعت عن دور المرأة في الدفاع عن نفسها عبر الكتابة، كوسيلة لا يقل دورها عن الجمعيات النسائية والنقابات..، وأكد الداهي على كون رشيدة بنمسعود لا تضع فصلا تعسفيا بين الرجال والنساء، بل تعتبر الأدب بصفة عامة ككل لا يقبل التجزيء مع طرح خصوصية الكتابة النسائية داخل هذا الأدب العام.. أما الناقد الأدبي محمد معتصم، فقد اعتبر أن رشيدة بنمسعود رائدة في مجال الكتابة النقدية النسائية في المغرب، مشيرا إلى شبه غياب في الساحة النقدية لكتب تتناول الكتابة النسائية بالنقد..

المفكر الجزائري مالك شبل ظل في مواجهة الاختلال القائم بين النص والممارسة الدينية، في عرضه المقدم ضمن فعاليات المعرض. وزاد المفكر الجزائري في التأكيد أن حرب المفاهيم حول الإسلام مازالت لم ترتخ، وكل الكلمات لها معاني متحركة ومرتبكة وفق صراع التأويلات والمرجعيات.. ليس هناك صراع مواقف مغلقة، بل هناك صراع أفكار تتلاطم في ما بينها، وتتحرك وتتطور وفق منطق المجتمع والتاريخ والإيديولوجات المتصارعة.. ويعترف مالك شبل أنه حاول أن يتناول في كتابه بيان مستنير لإصلاح الإسلام، رغم أن منتقدي الكتاب هم بحاجة إلى التغيير وليس الإسلام.. فالبعض حاول إعطاء قراءة خاطئة للكتاب وتصويره على أنه محاولة لتغيير الدين، يقول المفكر الجزائري "فأنا في هذا الكتاب لا أتحدث عن أربعة ثوابت أساسية، وهي الله والرسول والقرآن والإيمان لأنها شؤون مقدسة، ولا يجب المساس بها بأي حال من الأحوال.. وكانت رغبتي هي أن أتطرق لمسالة التطبيق الفعلي للدين الإسلامي، وفي الكتاب قلت إننا تراجعنا عن أصول الإسلام التي كانت مطبقة في القرن الحادي عشر، فالمسلمين في القرون الأولى للإسلام كانوا أكثر تقدما وتحضرا على ما نحن عليه الآن.." بهذا الوضوح، كان مالك شبل يحتج ضد التأويل الأصولي المتطرف للإسلام، وضد احتكار مجموعات معينة للكلام باسم الدين..

الكتابة المغربية في المهجر كانت ممثلة بثلاث تجارب في محور لقاء نظم حول كتاب الشتات المغاربة وجمع كلا من ليلى غاندي وطه عدنان وعيسى آيت بليز، وعرفت ليلى غاندي، وهي من مواليد الدارالبيضاء، الكاتبة والمصورة الفوتوغرافية المقيمة بباريس، نفسها بأنها بنت بطوطة بامتياز، شكل السفر جزءا لا يتجزأ من حياتها منذ الطفولة، إذ تنصهر في أنماط عيش السكان في كل منطقة تحط بها الرحال. أما طه عدنان، فهو شاعر من جيل الشباب اختار بلجيكا أرضا للإقامة والإبداع، قدم عصارة تجربته في مجال الكتابة.. ويقف قارئ قصائد ديوان شفافيات لطه عدنان، الذي صدرت ترجمته إلى الفرنسية، على أجواء الاغتراب التي تواجه مغربيا يقيم ببلجيكا ولكن بشيء من السخرية تضفي على المواقف حدة أكبر تجعلها أكثر شفافية..ويبرز طه، الذي اختار الكتابة بالعربية، أن هذه اللغة أصبحت جزءا من المعيش اليومي لبروكسيل ،إذ استطاعت تملك الفضاء والسياق لتصير أداة للتعبير عن الواقع اليومي وإعادة إنتاجه في فضاء وسياق جديدين سرعان ما تأقلمت معهما..الكاتب عيسى آيت بليز بلجيكا أيضا منبتا لأدبه، فقد أكد أن كتاباته تروم التأثير على القارئ من خلال لغة فرنسية متميزة، تمتح من روافد إسبانية وأمازيغية وعربية هي نتاج لما اختزلته ثقافته..

مائدة مستديرة حول الهندسة والمعمار، ولقاءين مع سيلفان استيبال وانطوان أسفير.. كيف يمكن مواجهة الهيمنة الثقافية الأمريكية الزاحفة على العالم؟ هل قدر العرب الاستمرار في تحميل الآخر مسؤولية تخلفهم؟ عن هذه الأسئلة الجوهرية، وأخرى، تركز اللقاء مع أنطوان أسفير حول آخر كتبه الشرق المعقد، حيث أكد أنه باستطاعتنا مواجهة أمريكا ثقافيا، لكن مواجهتها عسكريا أمر مستحيل، داعيا الى ضرورة التخلص من الوصايات شرق أوسطيا ليُفسَح المجال للحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. وبالإضافة الى تقديم كتاب الكاهنة لجيزيل حليمي، المحامية المناضلة في الحياة والكتابة.. تم تقديم الرواية الأخيرة للمفكر المغربي الكبير عبد الله العروي الآفة .. وسط حضور كثيف ولافت بالقاعة، وقام بتقديم الرواية الناقد نور الدين صدوق الذي قدم العروي مجنسا روايته في صنف الخيال العلمي وراسما معالم مساره الفكري والروائي وآثاره الأساسية و صرح المفكر العروي أن روايته تنتمي لنوع خاص من التعبير الأدبي، هو الخيال العلمي..وزاد قائلا "وأنا لا أتخيل أشياء بعيدة جدا هروبا من الواقع، فأنا أجد هذا الواقع في ما أتخيله.. والمسألة كلها مسألة تعبير وأسلوب وتأويل" .

روائي آخر التقى جمهور المعرض إنه الفرنسي جان ـ كريستوف روفان، صاحب رواية عطر آدم .. وروفان طبيب وفاعل جمعوي في الحقل الإنساني، ومؤلفاته عربون، حسب عبد الله الستوكي، على أن النقاد الفرنسيين مخطئون وهم يزعمون موت الكتاب الفرنسين الكبار.. روفان، الذي حصلت روايتاه السالفتان على جائزة غونكور، هو صانع حكايات. كما وقع الكاتب الجمالي موليم لعروسي مؤلفه اتجاهات الفن التشكيلي بالمغرب..الى جانب كتاب الحقيقة الملتبسة للناقد محمد الداهي. الكتاب قراءة في أشكال الكتابة عن الذات، وتكمن أهمية هذا المؤلف في كونه يجمع بين مشاريع ذاتية مختلفة تبين مدى التباس وتعقد العلاقة بين الكتابة والحياة (السيرة الذاتية، السيرة الذاتية الذهنية، محكي الحياة، اليوميات، المذكرات والتخييل الذاتي).. كما أنه يقارب متنا موسعا يشمل مؤلفات عديدة، موزعة بين القديم والحديث، وبين مشرق العالم العربي ومغربه، وبين العرب والغرب، إلى جانب إعادة الاعتبار إلى الكتابة عن الذات في مختلف تجلياتها وأشكالها، مبينا نسبية حقيقتها والتباسها، ومراهنة أصحابها، بدرجات متفاوتة، على اختلاف أحداثها أو حذفها لأسباب وبواعث متعددة.

وصدر للشاعر المغربي محمد عنيبة الحمري، ديوان شعري جديد بعنوان انكسار الأوان..ويتضمن العمل الشعري نصوصا عنوانها الشاعر ب:كون عام، كون خاص، ندامات، هامش.. طبع الديوان بمطبعة دار القرويين. وعن دار البوكيلي، صدر للأستاذ محمد وقيدي، مؤلف بعنوان البعد الثقافي. المؤلف طبع بدعم من وزارة الثقافة، تضمن مجموعة من العناوين منها: البعد الثقافي، الثقافة بين التراكم والحوار، الثقافة والنقد، التطور الفكري وحرية التفكير، استقلال المجال الثقافي.الكتاب ، هو جملة من المقالات التي تتعلق جميعها بالبعد الثقافي في المجتمع، ويشكل الكتاب في مجموعة متابعة لمضمون كتاب سابق عنوانه الكاتب بالبعد الديمقراطي.المؤلف، حاول الإشارة الى مجموعة من المشكلات تتطرق الى صيرورة المجتمع والتوازن المجتمعي والثقافي الذي يمكن أن يأخذ مجال أوسع في علاقته بسلطة المثقف...

وقالت ليلى شهيد مندوبة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، إن العرب في طريقهم لخسارة فلسطين ما لم يترجم تضامنهم مع القضية الفلسطينية بتحرك ملموس.وأضافت المسؤولة الفلسطينية في لقاء نظم في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، حول "فلسطين اليوم : الأسئلة والآفاق" أن إسرائيل والفصائل الفلسطينية والفاعلين الإقليميين والدوليين يتحملون مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في الداخل الفلسطيني من اقتتال داخلي... كما شاركت منظمة العفو الدولية ـ فرع المغرب في المعرض الدولي الثالث عشر للنشر والكتاب، وتهدف مشاركة منظمة العفو الدولية في المعرض هذه السنة، إلى حث المبدعين والكتاب على ضرورة منح الأولية للأبحاث والأنشطة الإبداعية الموجهة للتعبير عن القلق بشأن الانتهاكات الجسيمة التي تمس الحق في السلامة الجسدية والعقلية، وحرية التفكير والمعتقد، والتحرر من التمييز، في إطار إبداع يزود الناس بالقوة والأمل من أجل بناء عالم تحترم فيه حقوق الإنسان..

ونظمت دار توبقال للنشر مائدة مستديرة لتقديم كتاب حسن نجمي: غناء العيطة الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب، شارك في تنشيطها كل من سعيد يقطين وعبد الجليل الناظم. الكتاب الذي اعتبره الناقد عبد الجليل الناظم عمل تحدده ثلاثة مكونات الأول أن حسن نجمي إلى جانب كونه مولوع بفن العيطة وعاشقا كبيرا لها فإن هذا لم يحل دون أن يقدم بحثا أكاديميا رصينا بكل ما يتطلب ذلك من موضوعية وتجرد عن الذات، والمكون الثاني أن نجمي معروف بعمله الصحافي معنى ذلك أن الممارسة الصحافية مكنته من التواصل، والمكون الثالث من مكونات هذه المتعة هو عنصر المعرفة، إذا فالجوانب الثلاثة الإبداعي والتواصلي والمعرفي متوفرة في هذا العمل. أما الناقد سعيد يقطين فاعتبر موضوع الكتاب غير ممكن التحدث عنه قبل عدة سنوات بحكم أن هذا الفن ظل موضوع أحاديث خاصة في مواطن خاصة، لقد كان اهتمام الثقافة الشعبية اهتماما مغيبا صحيح إن الجامعة اهتمت بأنماط أخرى من الثقافات الشعبية كفن الملحون والموشحات والغرناطي لكن ما قام به حسن نجمي يعد الأول من نوعه من حيث القيام بعمل أكاديمي رصين وجدي حول أحد أهم التعابير الشعبية الفنية إلا وهو فن العيطة، طبعا هناك الأعمال التي قدمها حسن البحراوي، وعلال الركوك وما جاء في بعض المجلات والملاحق، لكن كتاب حسن نجمي يمكن اعتباره لبنة تحاول أن تكون شاملة في هذا الفن، ماقام به حسن نجمي يدشن لمرحلة مهمة في مجال البحث داخل ميدان ظل مهمشا.. و تقدم الشاعر والباحث حسن نجمي بورقة تلخص محاور الكتاب مؤكدا في بدايتها "أن الاهتمام بهذا الميدان بدأ منذ الستينات من القرن العشرين لقي اهتماما من لدن الباحثين الاثنلوجيين المتخصصين في موسيقى الشعوب". ويشير الباحث "إن العَيْطَة فن بالأساس، فن شعري وفن موسيقي غنائي، لكنه فن تمت صياغته اجتماعياً شأن كل تعبير فني شفوي وكل تعبير فولكلوري، وليست هذه الظاهرة مرتبطة بفن العيطة بل نجدها في باقي أنماط التعبيرات الشفوية المغربية الأخرى، لقد انشغل الباحثون في حقل الدراسات الفولكلورية والتراث الأدبي الشفوي بتشييد أنساق منهجية أو بتكييف المناهج المتوفرة مع خصوصيات وسمات أشكال التعبير الفولكلوري والشفوي، والواقع أن المنهجية البنيوية هي التي كانت قد استأثرت أكثر بالاهتمام النظري والتحليلي والنقدي، نظراً لميل طبيعي وضروري لدى هؤلاء الباحثين إلى الإحاطة بعناصر التماسك التي يتوفر عليها المنطق الداخلي الخاص بكل شكل تعبيري، لكن هذه السطوة البنيوية لم تستجب مع ذلك لحاجة الباحثين إلى فهم السيرورة التاريخية، أو الأطر والسياقات السوسيوثقافية لهذه الأشكال الفنية والجمالية الشفوية، من هنا، لاحظنا ميلاً متنامياً لدى الباحثين، وبخاصة منهم الأنثروبولوجيون والإثنوغرافيون والإثنوموزيكولوجيون، نحو المقاربة الوظيفية للآداب الشفوية، وذلك لوصف وضبط مستويات العلائق بين التعبير الشعري والموسيقي والحاجات السوسيوثقافية والتاريخية إلى حدّ ما، بمعني، محاولة فهم الطريقة التي يدرك بها الشعب نفسه من خلال ما ينتجه من متون ونصوص وأشكال وطرائق تعبير واحتفال وفرجة. وبالتالي، فإن هذه المقاربة رغم اهتمامها أساساً بالتجربة الثقافية والاجتماعية للتعبير والتمثيل الشفوي، لم تهمل مع ذلك مكتسب المقترب البنيوي الذي يولي الاعتبار للأنساق الداخلية لكل تعبير أو تمثيل. واليوم عندما نتأمل تحققات الفعل الإبداعي العيطي، حيث يتحقق كنص شعري، ونص موسيقي، وغناء، ورقص، ثم يتحقق أيضاً كعناصر مصاحبة ومحيطة السياق، الزمن، الجمهور، فضلاً عن تحققه المتواصل على مستوى التلقي والامتدادات.. أي كنص فرجوي مركب مما هو شعري، وما هو جمالي، وما هو اجتماعي وثقافي، لا يبدو لنا من محيد منهجي عن الإمكانيات التي يتيحها علم موسيقي الشعوب L'Ethnomusicologie للإمساك بكل هذه التحققات، ولتظل هناك إمكانيات أخرى أمامنا كي ننفتح على المجري التاريخي للعيطة، وكي نظل على صلة بالجغرافيا الثقافية لهذا التعبير، وبمختلف تخاطباته وتعالقاته، وأوضاعه التلفظية، ووضعه الاعتباري وأنساقه الدلالية والرمزية.. وما إلي ذلك فالعَيْطَة ـ منظوراً إليها كتراث ـ تندرج ضمن سيرورة التنشئة الاجتماعية والثقافية من حيث تشكيل الوجدان وإثراء المتخيل الفردي والجماعي، هذا فضلاً عن عنصر المشاركة الذي يهتم به علماء الاجتماع كثيراً، أي أن العيطة تعبير أدبي فني اجتماعي وجماعي تشترك في صياغته الجماعة الاجتماعية رغم الاعتبارات الفردية المساهمة ـ بالتأكيد ـ في ميلاده وتبلوره وتنوعه و تراكمه.. ويقول حسن نجمي إن تاريخ العيطة ليس مكتوباً لنستأنس بقراءته فننصرف مباشرة إلى ما يهمنا، وإنما علينا أن نؤرخ لما لم يؤرخ له تقريباً، أن نتغيَّا إعادة بناء ذاكرة تفتَّتَت.. وأن عَمَلنا ما زال غير تام وفي حاجة إلي المزيد من الجهد والوقت والاطِّلاع والتحرِّي الميداني، ضمن وجهة النظر التي ارتأينا أن نقارب من خلالها هذا الموضوع، قد يبدو أننا مازلنا لم نُحقِّق النتائج الكاملة، وإنْ كانت النتائج الأولية واقعيةً وتؤكد بأن رهاننا كان يستحق علي الأقل، أن نطرحه وأن نخوض فيه بدون أدنى تردُّد ..والأمل أن يكون ما حققناه مجرد لبنة في بناء كبير يستحق تعدداً في الكفاءات والتخصصات، ويحتاج إلى دَعْمٍ تقني ومادي من لَدُنِ الجِهَات الوصية على قطاعِ الثَّقافة، بل إلى تفكير جدي في مشروعٍ عِلْمي شامل لإعادة الاعتبار لموسيقي تقليدية مغربية مهدَّدة كالعيطة وصيانة مُتونها الشعرية والموسيقية والفُرْجَوية.. وهنا فإنني أسير في الاتجاه الذي تحدت عنه سعيد يقطين بضرورة تدوين النصوص والمتون لهذ التراث الشفوي وجمعها خصوصا وانها معرضة للتلف والنسيان وآمل أن أكون قد قدمت لبنة أولى حدودها لها نقاط ضعفها وقوتها والعمل الذي قمنا به لم يكن فقط مرتبطا بالمراجع بل أيضا مرتبط لبحث الميداني الذي قمنا به في مختلف مناطق المغرب.."

بلجيكا ضيف شرف:
وإضافة للبلد الضيف بلجيكا بصفتها ضيف شرف والممثلة للجهة الفرنكفونية من بلجيكا، والمشاركة ب 46 عارضا ضمنهم دور نشر شهيرة أمثال دوبوك وبيداغوجي. وببرنامج حافل باللقاءات كالروائي البلجيكي فرانسوا لايوركانس والكاتب فرانسيس دالبيري، كما حضر كاتب بلجيكي من أصل مغربي وهو عيسى أيت بليز. وقد خصص حيز وصل إلى 360 متر مربع. حضرت فرنسا بعدد كبير من الكتاب ناهز 20 كاتبا ضمنهم كريستين أونغو وجون كريستوف روفان.. كما خصص حلقة خاصة للكتاب المغاربة كسليم جاي ومحمد لفتاح ومحمد حمودان..هذا بالإضافة إلى تميز المشاركة الفرنسية هاته السنة بحضور 10 من أكبر وأشهر دور النشر الفرنسية كـ لوسوي وفلاماريون وأكتوسيد..

الاتجاهات الجديدة في الإبداع المغربي:
الاحتفاء هذه السنة في المعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء، كان بالاتجاهات الجديدة في الإبداع المغربي، والتي جعلها المعرض محور دورته الثالثة عشر، وقدمت الوزارة لهذه الإبداعات عبر كتيب تضمن بيبليوغرافيا هذا الإبداع، الذي أكد الناقد الأدبي محمد معتصم، في تقديمه لهذه البيبلوغرافيا "إنه لا يخرج عن السياق العام لطبيعة الإبداع الذي يتميز بالتجدد والتحول. فالإبداع المغربي لم يكن بعيدا عن التحولات العالمية الخارجية، سواء التي ارتبطت بالحركة الإبداعية العربية والعالمية أو التي ارتبطت بالتيارات الفكرية والسياسية والفنية. وقال إن الإبداع المغربي ليس مجالا واحدا، بل هو مجالات مختلفة، مؤكدا أن ما لايمكن إغفاله قبل التطرق إلى الإبداع المغربي الجديد هو الحركة التجريبية في السبعينيات من القرن الماضي التي أعلن عنها المبدع المغربي في مجال السرد، سواء أكان قصة قصيرة أم رواية أم سيرة، إلى جانب الحركة التجديدية في الشعر المغربي. ففي مجال السرد، يقول محمد معتصم، برز عدد من الكتاب المغاربة، الذين تأثروا معرفيا بالحركة الفنية والأدبية الفرنسية الباريسية، إبان الحراك السياسي والفكري والاجتماعي الذي أفرزته انتفاضة 1968م، والبنيوية في تجلياتها المختلفة والمتعددة، وكذا التأثير القوي للفلسفة الوجودية على عدد من الكتاب المغاربة، الذين حققوا للإبداع المغربي خلال السبعينيات وعلى امتداد الثمانينات طفرة نوعية. وأكد على التحول الاجتماعي والسياسي، الذي أفرزته مرحلة الاستقلال، الذي ساهم هو الآخر في إفراز أفكار طموحة تدفع باتجاه تحقيق مغرب جديد مستقل وذي خصوصية محلية، موضحا أنه في هذه الفترة بالذات لم يكن المبدع المغربي ولا إبداعه الجديد، منفصلا عن القضايا الاجتماعية والسياسية الكبرى التي عاشها المغرب والعالم العربي والغربي. ففي هذا المناخ الفكري يقول محمد معتصم، تكونت الحركات الإبداعية الجديدة، ومن سمتها الخروج عن التقليدية وما يمت إليها بصلة، وربط الإبداع بالمجتمع، وغالبا ما كان المبدع يتخذ من السياسي مسافة قريبة جدا، يحتذي فيها خطواته، لكن دون إهمال جمالية الإبداع وغايات الإبداع، وقد برز ذلك التحول في الموضوعات الاجتماعية التي دخلت بقوة إلى حقل الإبداع، وشكلت جزءا مهما من المتخيل الجديد. لقد أنتجت هذه الحركات الإبداعية موضوعاتها الخاصة التي ناقضت بها موضوعات المتخيل التقليدي، وأنتجت لغتها الشعرية الخالصة، وأساليبها في القول والتعبير المختلفة عن اللغة الرصينة، حيث لم يسلم كل من البناء الخارجي والبناء الداخلي للنص من الهزات.

وأشار محمد معتصم إلى أن من ملامح التحول اللغوي استثمار المبدع المغربي في مجال السرد خصوصا اللهجة الدارجة التي وظفت في استعمالات متعددة، بهدف تهجين اللغة التقليدية التي لاتعبر طواعية عن الشخوص الروائية أو القصصية، موضحا أنه تبعا لذلك تغيرت أوعاء الشخوص وبدأ اختيار أغلبها من المجتمع ومن الأوساط الاجتماعية البسيطة، حيث نجد بعض ملامحها مثلا في كتابات قصصية وروائية للراحل محمد زفزاف، عبد الجبار السحيمي وإدريس الخوري. وتحولات في اللغة الشعرية وفي التركيب والبناء عند كل من محمد عز الدين التازي وأحمد المديني وأحمد بوزفور لقد جاءت دواوين بعض الشعراء تشكيلا شعريا ورسوما كتابية، يضيف الناقد، تحتفي بالخطوط العربية والمغربية على السواء وتحتفي ببياض الورقة وتقطيع القصيدة الشعرية لإمتاع العين، كما استثمر بعضها الموروث الشعبي والقصاصات الإخبارية وغيرها من أجل خلق قصيدة جديدة لا تحصر ذاتها في التقليدية. مع بداية الألفية الثالثة، وقع تحول كبير في المغرب وفي العالم، ترتب عنه، يضيف محمد معتصم، تحول في الوعي والكتابة، حيث برزت في الإبداع المغربي اتجاهات أو إرهاصات جديدة، سواء في ما يتعلق بالكتابة النسائية أو بمختلف مجالات الإبداع المغربي بشكل عام.

واستعرض الناقد خصوصيات الكتابة النسائية في هذه المرحلة حيث قسمها إلى نوعين، الكتابة النسوية المؤطرة برؤية فكرية إيديولوجية تجعل من الكتابة غاية ووسيلة بهما تصل إلى هدفها الرئيسي، وهو الدفاع عن المرأة ليس الكاتبة فحسب ولكن المرأة عموما، ثم الكتابة النسائية التي تغلب القيمة الفنية والجمالية على حساب الفكرة والإيديولوجية لتكتب، انطلاقا من الوعي بالقيمة التاريخية للعمل الأدبي الإبداعي. وقدم محمد معتصم أنواعا من الكتابات التجديدية التي لخصها في كتابة الامتداد وكتابة الاختراق وكتابة الذات وكتابة إلكترونية رقمية، كما وقف عند مظاهر الإبداع الشعري المغربي عبر اتجاهاته المختلفة حيث استعرض أنواعا من الكتابة الوزنية والكتابة الشذرية والكتابة اللانص وفي الرواية قال محمد معتصم إنها كانت سباقة إلى التجريب وخوض مغامرة الكتابة الجديدة وفي مجال إبداع القصة القصيرة أشار محمد معتصم إلى قدرة القاصين المغاربة الجدد على الدعاية لأفكارهم والترويج لإنتاجهم، وقد عملوا على تأسيس نواد للقصة القصيرة وجمعيات كما قاموا بتأسيس دور صغيرة لنشر مجاميعهم القصصية. وضمن فعاليات المعرض الدولي في الدار البيضاء، ثم توقيع إصدارات بعض أهم هذه الأسماء كالقاصة فاطمة بوزيان الكاتبة التي صدر لها مجموعة قصصية سنة 2001 بعنوان همس النوايا وشاركت في عدة كتب جماعية، كتاب منارات، مختارات من القصة المغربية الجديدة، سنة 2001، كتاب التخيل والتلقي في الكتابات النسائية سنة 2006، كتاب انطولوجيا القصة القصيرة 2004 .كما سبق أن نشرت مقالات ودراسات في جرائد ومجلات عربية ورقية ورقمية مثل مجلة نزوى، ومجلة قاف صاد، ومجلة آفاق، ومجلة أوغاريت، ومجلة ألواح. والكاتبة عضو في اتحاد كتاب المغرب وعضو في اتحاد كتاب الانترنيت العرب، كما لها إسهامات قيمة حول أدب الرقمية والنشر الالكتروني.وقد حظيت مجموعتها القصصية هذه ليلتي باستحسان النقاد بسبب تعدد الأنساق السردية فيها واشتغال القاصة على موضوعات جديدة تهم المفارقات الاجتماعية والعاطفية والتحولات الثقافية التي شهدتها الألفية الثالثة الموسومة بالرقمية وتعدد وسائل الاتصال والتواصل كما وقع الكاتب المغربي الدكتور نورالدين محقق مجموعته القصصية الألواح البيضاء التي صدرت عن مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، والجدير بالذكر أن هذه المجموعة قد حظيت بقراءات نقدية متعددة أشادت بمستواها الكتابي وبالتقنيات القصصية التي كتبت انطلاقا منها ومن بين النقاد الذين تناولوها بالقراءة والتفكيك نذكر على سبيل المثال لا الحصر : محمد علوط ، محمد رمصيص، مصطفى لغتيري ، عبد الحق ميفراني، شكير نصر الدين، مبارك حسني، خالد الخضري وسواهم، كما أن البعض من قصصها قد ترجم إلى لغات عالمية كالفرنسية والانجليزية.

جائزة المغرب للكتاب:
خلال افتتاح المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 13 تم تسليم جائزة المغرب للكتاب التي فازت بها هذه السنة: في صنف الإبداع الأدبي : الكاتبة زهرة المنصوري عن روايتها البوار مناصفة مع الكاتب حمزة بن ادريس العثماني عن كتابه ابن الشمس. وفي صنف الدارسات الأدبية والفنية: فاز بالجائزة الأستاذ الباحث محمد الداهي عن كتابه سيمائية الكلام الروائي.. وفي صنف العلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية: فاز بالجائزة مناصفة كل من الأستاذة مينة المغاري عن كتابها مدينة موكادور - الصويرة : دراسة تاريخية أثرية، والأستاذ مصطفى النعيمي عن كتابه دينامية الرابطات الغربية-الصحراوية.. أما في صنف الترجمة: فعادت الجائزة للأستاذ الباحث أحمد أبو حسن عن كتابه كتاب المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي لروس إدان . وتكونت لجنة التحكيم من الأساتذة : رحمة بورقية، محمد مفتاح،عبد المقصود الراشدي، أحمد بوكوس، محمد بهجاجي، محمد كونجار.