يلخص عنوان هذه الدراسة موضوعها، إذ تدرس فيها الباحثة السودانية ظاهرة «المتثاقفون» أو المثقف الذي تحول إلى أداة للشر الكوني، وبرع بتخاتل مراوغ في التواطؤ على اخفاء الجريمة التي تدور على مستوى عالمي، يروح ضحيتها الشعوب المستضعفة والتي لايدافع عنها مثقفيها وهي في أمس الحاجة إليهم.

النخب والشر تحت ألوية نبيلة

محاولة في فهم خدلان جماعات غامضة للشعوب

خديجة صفوت

تقديم: اسمعوا واعوا:
أعد هذه الدراسة للنشر وليبيا تسقط بغواية عصابة بيرنار هنري ليفي BHL التنويعة الفرنسية على لورانس العرب وعلد الله بن السوداء من قبلهما. ويقول بيرنار ليفي، وقد عاد لتوه من ليبيا صباح سقوط طرابلس، انه فخور بأن الشعوب العربية تتحرر، وتقيم مجتمعات ديمقراطية ينعم الكل فيها بالرفاهية. ويضحك على ذقوننا هذا الأفاك وهو يتلاعب بالكلمات التي تزوق فتقول الكلمات ما لا تعنيه، بل ما هو عكس ما قد يفهم. فهم يتحدثون عن الديمقراطية ويفكرون في النفط والغاز، وعن ازدهار ويقصدون ازدهارهم هم. وكانت الاذاعات والصحف وحلف الاطلنطي قد شنت حربا اعلامية وسرسع بالإشاعات والاشاعات المضادة في الليلة السابقة بالنيران التي استمرت دون توقف طوال الليل والنهار. وتختلف الانباء عن سقوط طرابلس و(سيناريو تحرير ليبيا) ما بين ال ار تي RT (Russia Today) والبي بي سي BBCوالقنوات المشبوهة، فيما يجأر بيرنار هنري ليفي بأن تحرير ليبيا ليس كتحرير العراق. ولا يملك أي كان الجرأة على التصريح بأن الرأسمالية المالية بسبيل اعادة استعمار افريقيا بامتياز، بدؤا بالسودان بشقيه وليبيا وربما مصر في تنويعات غير معرفة بصورة كافية بعد. ولست في دفاع عن اي حاكم مستبد أو حاكم يتلفع بعباءة ديمقراطية متخاتلة أو عن اي متثاقف أو نخبوي أو حتى صحفي بتواطأ على الشعوب بذريعة حماية المدنيين أو ايقاع الشر كل الشر بالشعوب تحت ألوية نبيلة لحساب الاوليجاركيات المالية.

فقد كانت النخب عبر التاريخ غير المكتوب حصان طروادة لحساب الاوليجاركيات. ذلك انه يستحيل- والعدو يعرف انه يستحيل- اجتاح دولة او- و اختراق صفوف الشعب والثوار الا بتجسس وتواطؤ بعض من يطلقون على انفسهم النخب أو الصفوة أو المثقف- و الاحرى المتثاقف - المحلي وحلفائهم واسيادهم من العصابات الخارجية. ذلك ان كل شئ بات عولميا طييعا من العمل الحى والحكومات ومعظم المفكرين ومعظم النخب وبعض المثقفين والصحافين المرقدين في احضان جيوش الاستباق الدفاعى والضمير والاخلاق الا ما خلا الحركات الشعبية. وربما كان استعصاء الحركات الشعبية على التطويع مما يثير زعر العولمة والنخب جميعا. فان لاتجد العولمة سبيلا إلى تطويع الحركات الشعبية التلقائية تصمها بالغوغائية الدهمائية فيما تتواطأ النخب على فبركة حركات بديلة تحل مكان الحركات الموضوعية. واموت وبي شئ من النخب والصفوات والمتثاقفين.(1)

ففيما ينكر بيرنار هنري ليفى ان ليبيا تعيد انتاج العراق، تحل عصابة التواطؤ الاوربي الامريكى والنخب المحلية اجندة لا تزيد عن استبدال طاغية باخر، وهى تجأر بأن على الاسد ان يفهم ما الذي يحيق بالديكتاتور. وتسوق تلك العصابة ورائها في ليبيا وسوريا وغيرها شعوبا مخلصة في الثورة من اجل الحرية والكرامة والخبز الكريم، زاعمة ان العالم قد تغير، وان قوانين اللعبة قد تغيرت. ولا تقول العصابة ان الذي تغير هو ان الناس- الشعوب- العرب – العامة يستدرجون إلى خوض حروب نيابة عن الرأسمالية المالية وازلامها، ولا تقول العصابة ان مئات الاف عامة شعوب العرب تروح خسائر موازية. ويرفض حلف الاطلنطي وقد سوغ له تاريخ طويل من القرصنة والتحايل على نهب ذهب ومال ليبيا وخصخصة البنك المركزي (الوطنى المؤمم) الليبى وحرمان حلم الوحدة الافريقية من مليارات ليبيا الخ، يرفض ذكر اعداد قتلى نيران الحلف من المدنيين العزل، وانكار كل حادثة تسجل المذابح كما في كل مرة. فلا يقر عدوان الرأسمالية المالية بمسئوليته عن الخسائر الموازية في حروب تشعل بالوكالة، من اجل تغيير النظام تحايلا على قرار مجلس الامن. وقياسا لا يسقط سوى صحفي أو مصور تليفيزيوني واحد أو اثنين من اعضاء تلك العصابة من النخب والساسة. وحتى الجنرال عبد الفتاح يونس يموت في ظروف غامضة(2). وفيما تقترف تلك العصابة جرائم بحق الانسانية من كل نوع وفى كل مكان على رؤوس الاشهاد، لا تتورع عن المطالبة بتقديم من لا تسحبهم – ما ان تقرر تلك العصابة انها لا تستحبهم - للمحاكمة بتهمة جرائم بحق الانسانية.

وفي المقابل تغنم الرأسمالية المالية ذهب ليببا بالمجان تقريبا، بلا ان تنفق ما يذكر أو ينسى لقاء ذلك. وتخصص البنك الاهلي الليبى، وهو الوحيد المؤمم، وتستحوذ غاز ونفط ليبيا. وسوف تترك الرأسمالية المالية الليبيين ليصفوا حساباتهم القبلية والجهوية والشخصية من تلك التي خلقها شر الحرب الاهلية المشبوهه، تلك فيما تقف الرأسمالية المالية تتفرج عليهم، وتجأر بانهم ليسوا سوى برابرة لا يستحقون الحرية التي ساعدتهم على نيلها. واجادل كما جادلت كثيرا ان النخب المحلية تقف وراء ذلك السيناريو وهى التي يسرت تلك الكارثة المحيقة بالشعب الليبي فيما قد تغنم النخب فتات سلطة لا طائل ورائها فقد تفرغها الرأسمالية المالية من محتواها مثلا مثل غيرها من المسمرين في المراكمة الرأسمالية المالية.

النخب والخديعة:
لماذا لا يحلل المثقفون العرب والمسلمين المثقف العربي والمسلم بعد جرامشي بل وباريتو وموسكا تاريخيا؟ لماذا لا يتعينون على إمعان النظر في المثقف والنخبوي ودور الاخير خاصة في السلطة والمعارضة وفى الحركات الشعبية؟ ولماذا يعشق الغرب النخب وما ينفك يحل جماعات منها مكان اخرى مثلما يبدل العملاء من الحكام وغير الحكام؟ وكيف لا يرعوي الاخيرون وهم يرومون مصير اسلافهم على مر التاريخ؟  يرفع اؤلئك الضعفاء من احساس أو وهم الانجلوساكسوني خاصة بانه هو الذى يخلق ويدمر ويمنح ويمنع بوصفه محور الكون. وكان بعض العرب يمارس هذه العادة السرية. فحتى في زمان ازدهار الخلافة العباسية مثلا كان امثال ايتاح الخزرى، والمملوك صالح بن وصيف (لاحظ الكنايات) مستشاري المتوكل، ومصعب الزبيرى، واسحاق بن ابى اسرائيل، والقاضي أحمد بن دؤاد، وبشر المريسي وثمامة بن أشرس، واحمد بن أبي خالد، ويحيى بن أكثم يؤكدون وجودهم على من هم افضل منهم. فقد عانى علماء وفقهاء ومفكرين مثل الحلاج والامام أحمد بن حنبل والامام محمد بن إدريس الشافعي ومحمد بن نوح، وابي ذر الغفاري أو/ وقضى بعضهم تحت التعذيب. وقياسا يعشق الغرب الرأسمالي كل من يوفر له توكيد امتياز الفرد الغربي. فكل ضعيف او–و معوق- ذهنيا- يشوق الفرد الغربي -الانجلوساكيوني خاصة - اذ يكرس الاول لدى الاخير الاحساس بالاهمية وباللزوم. واحادل وقد حاولت نأمل تنويع ذلك الانجلوساكسوني الذي يمنح ويمنع ويخلق ويدمر في تأمل علاقة الاخير يالغريب-البربري-اللاجئ المهاجر-و احساس الاجلوساكسونى بالتمييز والاهمية خصما على من عداه.

مادة هذه المجادلة:
تعود بعض مادة هذه المجادلة بعد وفوق كل شئ إلى توليفة من المعايشة والملاحظة والمعاصرة المستمرة للحياة وللاسفار ولسنوات النضال الطويلة والمتصلة من اجل المفقرين والمستلبين وضد المظالم وضد الذاهلين بخاطرهم عن المظالم وعن موضوعها. وتصدر هذه المجادلة عن معاصرة وملاحظة مشاركة وبحث متصل في ظاهرة المثقف النخبوي اكثر منه الذى غالبا ما يكون قد خان طبقته في تضامنه مع ما يسمى العامة الدهماء. فهذه المجادلة في محاولة فهم قصور الفكر التنبؤي هي في معظمها من تجربتى الخاصة مع بعضهم وبعضهن. وفي هذه المجادلة افرق بين المثقف المنتمي إلى طبقته والمتماهي مع الطبقات الشعبية في وقت واحد وغير المستعر منها، والاهم المتماهي مع الناس العاديين في مواجهته اليومية للحكام والسلطة القائمة- و بين ذلك الذي ينزع إلى اللحاق بالنخبة ويقضى عمره الادبي - ان وجد- وقد بات ملئيا بنفسه  Full of himselfجراء نشوئه أو توهمه انه نشاء إلى مرتبة أعلى فيحاول اعادة انتاج نفسه حتى يليق بالحكام، وقد صورت له اوهامه تباعا واعتقاده في نفسه وكأنه اهل للسلطة. وغالبا ما لا يصدق ذلك الفرد حظه Cannot believe his luck وهو ينفي صلته بطبقته الاصلية فيحتقرها. ففيما يتبادل بعض المثقفون النخب العامة الزراية لا يدركون كم يزدريهم العامة مما يفسر كيف ان الاخيرين عندما ينتفضون أو يثورون لا يكترثون بتلك النماذج، بل يتبرؤون منها مما يسقط في ايدى النخب فتروح تبحث لها عن مكان مواصلة للتتعين على الثورة المضادة. وقياسا تنقلب النخب على خصومها الازليين-الشعوب كما في مصر وسوريا وتونس وليبيا واليمن مما يلاحظه الناس في كل مكان. واخشى ما اخشاه ان تكون بعض ابعاد السيناريو الماثل الآن قد اعدت ومصر في خاطر اعراب الشتات ايضا. فقد بدأت مناوشات اسرائيل على الحدود وعند خطوط التماس. ولعلي لا اغالي ان قلت ان ربما كانت غاية كل ذلك الزخم وما يسمى الحراك الآن هو احدى أو كلا الجائزتين سوريا وام الجوائز مصر.

وقياسا وفورا فالمثقف المتماهي مع العامة يقف في معارضة السلطة القائمة فيما تتماهى النخب مع السلطة القائمة واسيادها مرة. وقد تطرح النخب نفسها مرة اخرى بديلا للحكام. ويؤكد جرامشي ان المثقفين –النخب-يرتهنون بطبقتهم الاصلية مهما حاولوا التنكر لها ومهما حدث. وقياسا قد يغدو المثقف الذى خرج من رحم الطبقات الدنيا مهووس بنفي صلته بطبقته الاصلية من خشية ان يسقط إلى مرتبه دنيا تعيده إلى طبقته الاصلية. فان كانت طبقة الفرد كجلده ولون عيونه فان سادة الكون يدركون ذلك تماما فيعملون بمقولة لا تثق في جائع شبع بل لك ان تثق في شبع جاع. ولعل الاخيرة من اقوال اعراب الشتات المأثورة.

ما هو تعريف مفردة النخبة أو الصفوة؟ ومن الذى عرفها حقا؟
هل تعنى النخبة الانتخاب من دون من عداها؟ وهل تعنى الصفوة قياسا الاصطفاء خصما على من عدى الصفوة؟ ومن يصطفي الصفوة ؟ أهي الطبيعة أو القدرة الالهية. لعل النخب والصفوات تعتقد انها منتخبة ومصطفاه فلا يطالها في ذلك الاعتقاد اي شبه من تواضع. بل العكس تؤكد نخبويتها وصفوويتها خصما على العامة الذين تأنف من ان تقيس نفسها بهم؛ فيما يخالجها شعور كعصاب تسلط الافكار والافعال Obsessive neurosis بأنها ربما كانت جديرة بقياس نفسها بالحكام. ويدفعها عصاب تسلط الافكار والافعال ذاك إلى قبول الخدامة لدى الحكام بغاية التمحك بالسلطة، وربما الوصول إلى السلطة ولو بالقيام بصناعة الملوك  King Makingفي الزمن الضائع للوراثات المتعسرة. كان من اوائل من كتب في الصفوة الصوفيون الكلاسيكيون. ورغم نسب الاخيرين إلى اثينا الا انهم من سلالة صوفية شبه القارة الهندية وفارس ووادي النيل الاسراتي. وكتب في الصفوة الفلاسفة الاثينين في القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عنهم باريتو وموسكا في القرن التاسع عشر وكتبنت عنهم مارجريت ميد Margaret Mead 1901-1978 وانطونيو جرامشى Antonio Gramsci 1891 -1937- في القرن العشرين. وكان فيلفريتو باريتو  Vilfredo Paretoيعتقد في القدرة السيكولوجية المتميزة للنخبة، بوصفهم اكثر من غيرهم قدرة على الانحياز في أي مجال وقد صنف بعض علماء الصفوة كباريتو ورايت ميلز النخبة في نوعين النخبة الحاكمة والنخبة غير الحاكمة. وقالا ان النخبة يمكن ان تتحور فتغدو خارج النخب how one can circulate from being elite to nonelite.

ولعل ثمة شرائح أو طبقات من الصفوة أو النخب ومنهم الصفوة السياسية وتحتكر الاخيرة السلطة الاقتصادية والسياسية تعبر عن نفسها دون تعريف أو وعي بوصفها جماعات أو شرائح وسيطة Mediating. على ان النخب السياسية الاقتصادية تعتقد انها اقدر من يكرس السلطة وذلك لاتفاق مصالحها حول مفهوم السلطة النخبوية. وتتعين هذه المجادلة وغيرها على تأمل ظاهرة تلك الشرائح الوسيطة وهي من المفهومات التي انتحتها تباعا. ولعل الاخيرة حرية بأن تقف كما يلاحظ بين الليبراليين الجدد والعقلانيين الجدد ونظائرهم السابقة كحالة مؤقتة ومهتزة ومترددة، ومن ثم ميالة للانتهاز ومذعنة لحاجة متصلة ترغمها على التخاتل. فالنخب أو الجماعات الوسيطة بين الحكام المحكومين ليست طبقة بهذا الوصف بخاصة في المجتمعات السابقة على الطبقات أو التي ما تبرح في مرحلة الطقبات الرخوة. وقياسا تغدو تلك الجماعات الوسيطة اقرب تعريفا إلى ما يعبر عن نفسه في مقولة النخب. لعل تعريف تلك الجماعات يشارف مفهوم الطبقة الوسيطة فقد يناسب الاخيرة كونها ليست طبقة الا بقدر ما تتوسط طبقتين ماثلتين على مر مراحل وانماط الانتاج وهما طبقة الحكام وطبقة المحكومين. وتسمسر تلك الجماعة -الطبقة النخب عقلانيا لحساب خطاب الحكام غالبا.

وتتماهى تلك النخب والنخبة العسكرية مما قد يفسر مسارعة النخب السياسية والاقتصادية للحلول العسكرية. وحيث تتوافق وجهة نظر النخب بتنويعاتها رغم الفوارق الاقتصادية والسباسية بين تراتبات النخب فانها تدين في كل مكان وبغض النظر عن مراحل تطور مجتمعات تلك النخب بما يسمى عالمية الرؤية World View . وتبدو شرائح النخب بهذا الوصف وكأنها الماتروشكا Matryoshka -تلك الدمية الروسية التي تتألف من عدة دمى واحدة داخل الاخرى بدءا بالماتيورشكا الكبرى أي الام. وتشبه كل واحدة التي داخلها الماتروشكا الام حتى الدمية الرابعة أو االخامسة. ذلك ان التمييز يتصل بوضوح الرسوم والرموز والالوان بين الدمية الثالثة أو الرابعة ثم يتوقف بعد ذلك كثيرا. لذللك تجد انه يمكن احلال الدمي الصغيرة مكان اخرى كلما صغرت.(3) وقياسا فلعله كلما هبطت مكانة تنويعة من النخب في سلم التراتب النخبوي في مجتمع أو في زمان بعينه كلما سهل الاستغناء عن الاخيرة واستبدالها بغيرها او-و احلال غيرها مكانها. وتدرك بعض النخب انها قابلة للاستغناء مما يكرس لديها حس المغامرة وينمي قدرتها على الصراخ . فهي مثلها مثل اعراب الشتات لا ولاء لها للدولة ولا للشعب، مما يدفها إلى اللواذ بالخارج قبل ان تبحث عن حلول؛ بل هي ليست معنية بالحلول الداخلية يوما. فقد تواطأت بعض النخب العربية منذ اجتياح العراق وتباعا على شعوبها باستعداء الخارج عليها بكل الصور. ودعت الدبابات ابراهام 8 واستقدمت جماعات مشبوهة من قناصة فوق الأسطح وبلاطجة أو بلطجية بلا انتقاء. بل ان بعضهم كفر قائر ان بلده المحرر اكثر كاثوليكية من الكاثوليك فقد تحررت باسم الاب والابن والروح القدس(4) .

وتلاحظ(ين) كيف تستعدى بعض النخب العربية مايسمى المجتع الدولي - هذه المفردة غير المعرفة قصدا - اذا لا تعنى اكثر من الولايات المتحدة ومن تسميه تحالف الراغبين The collision of the willing واذرعها العسكرية-تستعدي بعض النخب العربية قوات حلف الاطلنطي على مجتمعاتها. ويقول بعضهم انه لا يرى ما يسوءه في تهمة التماهى مع امريكا. ذلك انه ان يرى مصالحه ومصالح امريكا تتفقان فانه لا يتحرج من مناشدتها لما يسميه انقاذ بلده من حاكم مستبد. ولا يرى من يدعي الفكر والذكاء والمعرفة في امريكا/ الرأسمالية المالية/ الصهيونية العالمية/ ما هي عليه. بل يصدق بلا نزاع ما تجأر به الاخيرة وراء مصلحة هي وصولا إلى السلطة خصما على شعب بلاده باسم الدفاع عن الشعب من عدوان الحاكم الماثل. ويسوق بعض النخب ومن يسمى بالمثقفين الشعوب إلى حتفها بالتسويق لخراب ليبيا وسوريا رغم انهم اجتروا ما حاق بالعراق.

سفر تكوين النخب النغلة:
تشوق تلك الجماعة-من الافراد سواء تعرفوا عقلانيا على انفسهم كطبقة أو لم يفعلوا-تشوق تلك الجماعة الاوليجاكريات المالية وتستهويها كون تلك الجماعات ة كانت دائما ضائعة في التاريخ رغم انها تكتب أو تدعى انها تكتب تاريخ من عداها. وقد تعينت تلك الجماعات على تكريس الميروتقراطية أي ما يعرف بالقدرات المالية خصما على النسب والحسب وكان ذلك المفهوم قد نشأ باكرا على يدى الصوفيين الكلاسيكيين وكان معظمهم من المهاجرين من كل مكان إلى كل مكان وراء الغذاء الروحي والفكري. فقد قال الاخيرون في القرن الخامس قبل الميلاد بتجاوز الاصل والنسب والمولد والمركز العائلي بتسويغ الاحقية في كسب المال والنجاح. فالمجد والشهرة تباريا مع الاثينيين الاحرار. وقد ضرب مفهوم الحراك الاجتماعي مفهوم المجتمع الاثيني المتراتب طبقيا وإثنيا وجنسانويا في احشائه. ولعل المفهوم أثار حفيظة سقراط وارسطو. وقد ناصب الاخيران الصوفيين العداء وكانهما تنويع على النخب المعاصرة. وقد ادعت علمانية غير معرفة لانها تبقى دائما غير مفهومة في السياق وغير مهضومة من ثم بل تطرح كفزاعة او-و لفبركة ما يمكن ان يفرق بين النخب والاسلاميين تكاذبا فكلاهما يسعى إلى السلطة في سياق العولمة وليس لاي من الجماعتين برنامج خارج الرأسمالية بتنويعاتها. وكلاهما يتطير من الاشتراكية بوصف ان الاخيرة مما يتطير منه اسياد النخب ومما يراه الاسلاميون برنامجا اقتصاديا فيما ان الاسلام مشروع متكامل لكل شئ وكل زمان.

المهم فورا ناصب سقراط وارسطو الصوفيين الكلاسيكيين العداء الا انهما ونظائرهما لم ينفكا ان راحا يأخذان عن الصوفيين. ولعلك إن امعنت النظر تلاحظ ان النخب تأذذ عن الاسلاميين ولو من حيث التقرب إلى السلطة/ دون مجادلة الاخيرة فيما تفعل أو تترك.  ولعله من المفيد تذكر ان جماعات الفلاسفة والصوفيين الكلاسيكيين ظلوا في صراع فيما ينبهم رغم ان الفلسفة كانت حرية بأن تأخذ عن الصوفية وربما العكس ايضا،. ذلك ان الفلاسفة الاثينيين مثلا كانوا يناصبون الصوفيين الكلاسيكيين العداء فيما كان بعضهم يأخذ عن الصوفيين. وافترض ان الصوفيين كانوا يسوغون قول الرب أو الطبيعة مما عصمهم .من الارتزاق مرة ومرة اخرى اسلمهم احيانا لغضب الحكام، وبالمقابل ربما كان معظم الفلاسفة يزوقون مفهوم السلطة وقد يتقرب بعضهم منها وربما شارف بعضهم -مثل ارسطو مع عرش مقدونييا- عضوية الدائرة الداخلية لشرائع السلطة بوصفه مسوغ للسلطة أو-و متوافق معها مثلا. ورغم ان الصوفيين الكلاسيكيين لم يكونوا مرتزقة الا انهم كانوا يقولون باحقية كسب المال طالما كان الفرد يقدم أو يقوم بخدمة مفيدة في مساعدة المواطنين الاثنيين العاديين على اقتناص الفرص الجديدة فبلوغ غايات وتبوأ مراكز في المجتمع بغض النظر عن مولدهم أو مكانتهم الاجتماعية. وكان الصوفيون يتعينون على نشر العلم بين الشباب وتوسيع مداركهم-حيث كان التعليم الاثيني ينتهى في سن الرابعة عشر- كما كان الصوفيون حريصين على توسيع نطاق التعليم فلا يحصر في صفوة ارستقراطية سلالية صغيرة(5). كما كانوا يشجعون ادخال التقن في حيات الناس العاديين فيما كان الاثينيون يتطيرون من كل ما من شأنه ان يطلق طاقات الاغلبيات فيدفعها إلى التطلع إلى والتطور والنشوء(6). ومع ذلك تلاحظ(ين) ان الصوفيين لم ينكروا مفهوم الاوليجاركية تماما الا انهم نادوا بتنويع عليها. فان كان الصوفيون الكلاسيكيون وربما معظم الصوفيين جوابون رحالة لا يستقرون ومن ثم لا ينتمون إلى المجتمع الذي يحطون فيه لنشر اراءهم فلعلهم كانوا اميل إلى الا تقتصر الاوليجاركية على نبلاء اثينا أو على الارستقراطية الاثينية دون سواها. وقياسا فربما الفت افكار الصوفيين بهذا الوصف سفر تكوين الميروتوقراط ولعلهم كانوا الاباء الاوائل لمفهوم اصحاب المال الجديد والعلاقات العامة والديمقراطية الغربية الليبرالية.

مفهوم المثقف أو النخبوي الحديث:
لم تلبث مفردة النخبة أو الصفوة ان استبدلت بمفردات مثل الميرروتوقراطيا والطبقات الاجرائية والثرثارة وغيرها من المفردات غير المعرفة والمستهتر بمن يمثلوها ضمنا أو علنا. وتلاحظ(ين) انهم هم انفسهم الذين كانوا في البدء قد كتبوا عن انفسهم. فلم يك الا ان يستعلون على من هم دونهم-العامة-رغم ان بعض الاخيرين كان غالبا منهم وربما حتى من البرابرة المتوحشين والغرباء وحتى من العبيد. ولم يكن واردا ان تضاه تلك الكائنات بينها وبين الحكام الا انها كانت معنية بأن تطرح نفسها بوصفها غبر قابلة للاستغناء عنها حتى لا تسقط إلى درك العامة الغوغاء الدهماء. وقد اهالت النخب على العامة كل الصفات حتى ضاهتم بالبهائم. فقد كرست النخب أو الصفوات ما ادعت انه الطبيعة المعوقة لأغلبيات الاخيرين. وفيما خلا جرامشي الذى قد لا يعرف معظم من يلحقون انفسهم بتلك الشريحة المشبوهة غيره فيتشدقون بمصطلحي جرامشي المثقف الوظيفي والمثقف العضوى دون ادراك كافة ما عناه جرامشي في تعريف المصطلح من استهانة ضمنية بتلك الكائنات - فيما خلا جرامشى فقد نشأت الجرامشية الجديدة، وقد تتماثل نظريات الصفوة ما بعد الليبرالية وما يسمى اليوم بالجرامشية الجديدة. ذلك ان تاثير جرامشي على علم السياسة المعاصر بالذات يعبر عن نفسه في فضاء الفكر النخبوي السياسي فيما يسمى اليوم بالجرامشيةالجديدة His influence is particularly strong in contemporary political science، on the subject of the prevalence of neoliberal thinking among political elites، in the form of Neo-gramscianism

وكان جرامشي من أهم إن لم يكن أهم واوائل من الحق تلك الكائنات صراحة بالحكام سواء حكام وضعيين أو دينيين وهو مدرك تماما بواقع تاريخ ايطاليا الكاثوليكي الفاتيكاني النهضوي بالمعنى التاريخي وليس المزوق. فقد كانت النهضة بابوية. فكان افضل ما خلعه جرامشى على المثقف أو النخب أو الصفوة هو اعتبار تنويعات من المثقف بمثابة تابع وأحيانا بلا قوة سوى قوة القدرة على الانتهاز. وقد جعل بعض فلاسفة الصفوة تلك الكائنات مسخرة أو مجعولة ان تخلق اصلا وتقصدا لاستباق نشوء العامة إلى اعلا كون العامة قصر بحاجة دائمة إلى من يقودهم ويتعين على تسويس علاقتهم بالحكام. فكأن الصفوة أو النخب ليست سوى صمام عازل او-و ارض عازلة  Buffer Zone بين الحكام والمحكومين. والى ذلك فليس من المنطق جمع كل من يوصف أو يدعى النسبة إلى تلك الجماعة النخبة بهذا الوصف. فمعظمهم لا يزيد على مضيعة كوميدية Comical Waste. اما المندس بين ادعياء النضال فيعبر عما فقد لا يفوق الفضلات السامة Toxic.

موقع النخب من التراتب الطبقي؟
ذكر افلاطون الرجال الاحرار الحكماء بوصفهم الحكام وذكر اصدقاء الاخيرين كانداد- فكريا وليس بالضرورة اجتماعيا اقتصاديا-للاثينين الاحرار. وذكر الجنود وذكر المرأة الاثينية بوصفها زوجة الرجل الحر تنجب له الذراري الذين يرثون السلطة والثروة في اثينا. ولم ينس افلاطون ذكر المومسات المثقفات اللواتي يسلين ويرفهن عن الرجل الحر الحكيم الحاكم مما تنزل في ثقافة الرجال الفرنسيين المتميزين ربما. وذكر افلاطون الاجانب أي غير الاثينيين بوصفهم برابرة ومتوحشين. وقد قال افلاطون "لنا اصدقاء انداد فكريا-الصفوات والنخب ولنا نساء يرفهن عنا -ما يشارف العاهرات المثقفات-و لنا نساء يلدن لنا الذراري - المرأة الاثنية الحرة ولنا نساء يخدمننا-الاماء. فكأن اصدقاء الرجال الاحرار من النخب والمومسات المثقفات والاماء كلهم بدرجات المقياس في مصاف بعضهم وكلهم مكلف بمهمة يؤديها للرجل الحاكم الاثيني الحر. ورغم ان معظم من فلسف أو سفسط بشأن المجتمع الكلاسيكي (الغربي تكاذبا) منذ اثينا وجمهورية افلاطون وصولا إلى المدينة الفاضلة كان من النخب والصفوات الا ان مكانة ودور النخب والصفوات لم يات ذكرها بصورة واضحة في تراتبات جمهورية افلاطون ولا في المدينة الفاضلة. واجادل ان النخب والصفوات تمأسس نفسها فوق ما يشارف ما اعرفه بمفهوم الطبقات الوسيطة Mediating classes- بين الحكام والمحكومين. قياسا فهم يهذا الوصف جماعة لا مكان لها حقا بين الطبقتين الاساسيتين المتناظرتين-الحكام والمحكومين- الا بقدر ما تسمسر النخب والصفوات في عملية تسويغ سلطة الحكام لدى المحكومين او-و تدعي-تخاتلا- تمثيل الاخيرين لدى الحكام مما قد يعبر عن الخديعة بامتباز.

وكانت النخب والصفوات في المجتمع الاثيني هي الفلاسفة وربما الصوفيين وكان معظم مع اشتهر من الاخيرين اجانب أي برابرة الا بقدر ما اشترى بعضهم حريته فنال شرفا اثينيا اجتماعيا كانت اليته function and or medium of  توفير خدمات للحكام. وكان انخراط سقراط في صفوف القوات الأثينية قد رفعه حتى حظى من بعد-كونه بات من قدامى المحاربين-على مرتبة فوق مكانته الاجتماعية المتواضعة. وربما كان سقراط عبدا معتقا مقاتلا. ولا نعرف من هم العبيد او البرابرة غير الاثينيين اللذين كانوا يؤلفون عصب اقتصاد اثينا ويشكلون بعض افراد قواتها المحاربة فذلكم ديدن التاريخ الرسمى للحكام مما تنزل في الخارجة الذهنية ومعمار لغة الانجلوساكسون وغيرهم من الاستعماريين المستكبرين منذ القرن الخامس عشر بمغبة ما يسمى الاكتشافات الجغرافية الكبرى، وقد عبر ذلك عن نفسه اكثر ما عبر في المجتمع الفيكتوري وتباعا. المهم فورا لعل العلاقة الغامضة بين تنويعات بعينها من النخب وحكام اثينا –وتنوعات الاخيرين جميعا-عبرت عن نفسها فيما يشارف التعاقد غير المكتوب والمسكوت عنه حتى اليوم عبورا بالإقطاع الغربي حيث كان العبد يشترى حربته فيقتنى السلاح ليقاتل في صفوف الحاكم أو الامير الاقطاعي اعداء الحاكم أو الامير الاقطاعي. وينبغى توسيع معنى القتال هنا. فليس القتال دائما بالسيف أو البندقية فقد يقاتل العبد المعتق أو المقاتل بهذا الوصف إلى جانب السلطة فيكرسها او-و يقيض شرط الوراثات العسرة كما رأينا فى حالة ابناء حسنى مبارك ابناء القذافي وابناء على عبد الله صالح وزوجة بن علي رغم ان اي من تلك الوراثات لم يكتب لها التحقق. هذا وما يبرح من يسعون إلى نيل مكانة اجتماعية بالنتيجة في كثير من المجتمعات السابقة على الطبقات والمجتمعات الطبقية معا-بين من هم في مصاف المحكومين بالضرورة-ان يتعينوا على الخدامة Servitude المذكورة .

فحتى يغدو الواحد منهم من النخب أو الصفوات يتعين عليه اقتناء سلاح هو الكلمة المكتوبة أو المسموعة ليقاتل في صفوف جند الحاكم عبورا بطالبي البطاقة الخضراء. ويقاتل في صفوف الحلفاء في تنويعات لا متناهية على نظائر سابقة ولاحقة. واعرف الاخيرين بالربابي البلاطيين  Court Hostages والعبيد المعتقين والمقاتلين  Manumitted and military slavesوالمحظيات الملكيات Royal Concubines  والاخيرون غالبا أو اطلاقا اجانب/ وبرابرة/ مجازا - منذ سقراط وارسطو وافلاطون نفسه. وكان افلاطون- تلميذ سقراط - فقال بدوره بتراتب المجتمع بين احرار وعبيد وبين رجال ونساء احرار(7) على نحو معسكر Regimented. ولم يلبث العالم ان بقى من وقتها معسكرا بالاستقطاب الطبقى على الاقل-كون العسكرة تؤمن بالتراتب والضبط والربط أو-نظام الطوائف والمنبوذين الخ. ويكرس مفهوم السلطة بهذا الوصف العقاب الرهيب على "الخروج عن الصف".

ولم يجرؤ افلاطون على التصريح بكل ما قاله سقراط، وكان الاخير اكثر جسارة وصفاقة واستفزازا واستماتة في تطلب شهرة يعوض بها عن اصله المتواضع الذى لم يغفره له الاثينيون فقتلوه سما. وكان سقراط صنو ارسطو- المقدوني وكانت مقدونيا في حرب مع اثينا مما خلق شرط استلاب سقراط وصولا إلى فراره في وجه احتمال محاكمته على غرار سقراط. وكان معظم الصوفيين الكلاسيكيين امثال أناكساجوران Anaxagoran.و بروتاجوراس Protagoras واناكساجوراس Anaxagoras كما ذكرنا مترحل سواح مابين شبه الجزيرة الهندية وفارس ووادي النيل الاسراتي-بامارة ان معظمهم طرد من اثينا في القرن الخامس قبل الميلاد. واقيس الاخيرين بوصفهم اجانب وبرابرة بيوسف بن يعقوب وصولا إلى باراك اوباما غيرهما عبورا بحكام المجتمعات المستقطبة في المراكمة الرأسمالية المالية. ومع ذلك فقد كان بعض البرابرة الاجانب الربابي الملكيين الخ يلحق بالعرش ويضم إلى شراح السلطة في ازمنة الشدة غالبا بوصفه ربيب أو عبد معتق الخ.

الا ان ذلك العتق والالحاق بشرائح السلطة القائمة لم يعنى شيئا للعبيد في المجتمع الاثيني العبودي أو في نظائره من بعد ولعل ذلك وراؤ عشق الرأسمالية وبتنويعاتها لتلك الجماعات الوسيطة. فقد كان ترفيع الربيب والعبد والمحظية الملكية يكرس النمط العبودي بامتياز. ذلك ان اعتاق بضعة نن تلك الكائنات لم يكن ليعنى أعتاق العبيد والاماء فيما انعكست ء ظاهرة العبد المعتق والمحظية الملكية بهذا الوصف على اوضاع العبيد بالسلب غالبا. وفيما قد يتوفر الظن في ان العبيد ينشأون إلى اعلى الا ان العبيد المعتقين ما ينفكون يسوقون العبيد. وليس ثمة من هو اشد قسوة من عبد معتق-و حتى سيد العبيد-فى سياقة العبيد.

المحظيات الملكيات ويوتوبيا الاستقطاب العنيف:
قياسا ازعم وكنت قد جادلت في دراسات سابقة لظاهرة الربيب البلاطي والعبد المقاتل والمعتق والمحظية الملكية- وتظهر الأخيرات في تمثلات المومس المثقفة. ان تلك الظواهر عبرت عن نفسها في تنويعات اليوتوبيا وفى المدينة الفاضلة وماتنفك تنويعات على المومس المثقفة ماثلة بخاصة بين الهولات المجنحات/ النسوقراط/ امثال مارجريت ثاتشر ومادلين اولبرايت وهيلارى كلينون وكرواسان اكينو واديث كروسون في فرنسا ومدام كامبل في كندا وانجيلا ميركيل المستشارة الالمانية التي تنكرت لكل من المانيا الشرقية ولراعيها هولموت كول الذى ساعدها في الصعود إلى مراتب الحزب، فاخلت به عبورا بكارلوتا شامورا في نيكاراجوا، ومسز اكينو في الفلبين ورئيسة وزراء بولندا وكريستينا فينتديز كيرشنر التي اعقبت زوجها نيستر كيرشنر مثلما اعقبت كل من ازابيل بيرون وايفا بيرون زوجهما خوان بيرون على التوالى في الارجنتين(8) .وهناك رئيسة وزراء تركيا وكافة النساء اللواتى حكمن أو يحكن واللواتى في مناصب عليا في جنوب شرقى اسيا وفى شبه الجزيرة الهندية إلى امريكا اللاتننية ومجتمعات النمط الشرقي. وتلاحظ(ين) ذلك النموذج في البيجام خليدة في بنجلاديش، والسيدة باندرنايكا وابنتها- شاندريكا من بعدها، وبونازير بوتا في الباكستان، والسيدة انديرا غاندى ابنة نهرو وزوجة ابن غاندى. وحسينة واجد رئيسة حزب عوامى المعارض، ورئيسة بنجلاديش السابقة، وخالدة ضياء رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة ايضا- وكلتاهما متهمة في قضايا قتل وفساد). وهناك كونداليس رايس وهيلاري كلينتون فما اعرفه بنمط اللاانتاج الشمالامريكى يشارف نمط الانتاج الشرقي اذ يتمأسس كلاهما على العبودية، سواء بالالوان الطبيعية أو بأسمال بالية. ويصدر الاول عن الاوليجاركيات ويسمسر الربابي والعبيد المعتقين والمقاتلين والمحظيات الملكيات بوصف الاخيرين تنويعات على النخب الشرقوية.

وازعم ان الجماعات الوسيطة حرية بأن تدعي الانتماء إلى الميروتقراط مما تشجع الاوليجاركيات عليه عقلانيا فتخايل لتلك الجماعات بغواية دور في صناعة التاريخ والفكر الخ. ذلك ان تلك الجماعة تبقى اشد استهدافا للغواية كونها مجهولة الهوية رغم استدعائها دورا ومكانة يخصمان غالبا على الطبقات الدنيا وعلى العامة الغوغاء الدهماء الشعوب خاصة. ولعل مثل ذلك الخصم يجمع تلك الجماعات مع الصفوات الاوليجاريكية. ولا تناصب الاخيرة العامة الخ العداء وحسب انما تنكر عليها اعادة التوزيع الذى يوفره العامة الاغلبيات المنتجة للكفال والحياة في كل مكان بفائض انتاجها وبالضرائب والاتاواة التي تفرض عليها. وقد يفسر ذلك كل من :
1-استغناء الاوليجاركيات المالية عن تلك التراكمات العددية التي لا وجوه لها.
2-ذراية النخب بتلك الاغلبيات بلا انتقاء.

النخبوية والاوليجاركية:
كان ارسطو قد قال بوحشية الانسان وتأصل الشر فيه، وقصد بذلك الفرد من غير اعضاء الصفوة الاوليجاركية. وليس غريبا ان تتعالق الاوليجاركية والنخبوية - الصفووية والارسطية مما بقى كامنا في مسام المجتمعات الاوربية الغربية وغير الغربية وكان الاثينيون يخشون مغبة التكنولوجيا من حيث انها قد تيسر حراك العامة. وكان الاثينيون وبعدهم الرومان يحرمون على الحرفيين الصغار والعامة تطوير ادواتهم حتى لا يؤدى ذلك إلى حراكهم إلى اعلى. وقد تمأسست اوليجاركيات -"علمانية" افتراضا- فى البندقية على مقولات اخذت بالرق المنقول والربا وتمأسست فوقهما. وحيث تتعين الاوليجاركية على تكريس المراكمة بالربا وبخالص العمل العبودى المنقول لا يعرف الاوليجاركيون عن الثروة سوى انها ممثلة للمال وفيه. فالاوليجاركية تتوجس من الانتاج السلعي وقياسا فان تدهور قطاع الانتاج السلعي ان انتهى إلى الجمود فان تطور التقنية حرى بأن ينتفى بدوره او-يصدر الانتاج السلعي عقلانيا إلى الهوامش بعلاقات عمل عبودية وكان ذل تنويعا باكرا على ما يحدث في امريكا اليوم وما في الهند والصين والفليبين والبرازيل وفى مناطق التجارة الحرة Free trade Zones(FTZs) ومناطق ضمان أو التحكم في الجودة الصناعية الكويز QUIZ في معظم المجتمعات العربية. ذلك ان الاوليجاركية تتعين على الابقاء على العمل الحى في مصاف الرق وقد بقى الرق كامنا في مسام المجتمعات المضيفة لاعراب الشتات على مر العصور رغم اللوحة الخماسية. وان تأملت تحور المجتمعات المستعمرة عشية الاستقلال تلاحظ(ين) ان الصفوات التي نشأت في المستعمرات السابقة كانت في الواقع خادمة اوليجاركيات قبلية وطائفية كما في السودان والعراق واليمن مثلا. والاوليجاركية هنا تعنى حكم جماعة قليلة أو اسرة تتوارث السلطة خصما على المحكومين أي العامة من اعضاء القبائل الضعيفة أو حتى اعضاء القبيلة الام أو حواري شيخ الطريقة بوصفهم اتباع مسخرين للعمل على ارضه حيث يذهب جعل معين من فائض عملهم إلى شيوخهم نيابة الله وعن الاستعمار الراحل وبعد ان يرحل. ولا يغير في الامر شئ ان نشأت الدولة القومية(9) .

العامة والنخب والاوليجاريكات:
لم يتم التعيين على تعريف العامة كثيرا الا بقدر ما اشير اليهم باستهانة وضغينة واتهام بالبربرية والاجرام وتلويث المجتمع(10). قد بقي مفهوم العامة يعنى منذ فلاسقة اثنيا عبورا بفلاسفة العرب فالغرب باعا "الرعاع" و"الدهماء" أو/و حثالة المجتمع. وكان معظهم الاخيرين بتدني مع الازمات المنوالية إلى ما هو اقل العبيد من حظ بعض العبيد المعتقين. وفيما خلا الاخيرين فقد بقيت الطبقات الحاكمة تناصب العامة خصومة غير معلنة رغم ان الطبقات الحاكمة لا تملك الوجود بدون العامة بل بدون ما يسمى حثالة المجتمع وسكان العشوائيات. فمن يقود للحكام سياراتهم وينظف لهم بيوتهم وينتج لهم سلعا ويأكل باقى طعامهم ويجمع قمامتهم الخ واكثر ذلك ان العامة هم الذين يدورونRecycle فضلات الاغنياء مما يجعل العشوائيات اقل تلويثا للبيئة من أي مكان اخر. Slums are responsible for the least polluting food prints  فيما يسقط الاغنياء ما يوقعونه بلا ورية أو اكتراث بالبيئة من تلوث على العامة فيتهمون العامة وبخاصة عامة شعوب المجتمعات المستقطبة في النظام الرأسمالي بتلويث البيئة جراء تكاثرهم بجنون. هذا وعندما لا يوجد عامة بهذا الوصف تستورد المجتمعات عامة ودهماء وعبيدا كما في العالم الجديد والخليج العربي وغيرهما، هذا وتستورد مجتمعات اخرى عامة وعبيد حتى مع وجود عامة وعبيد محليين لإحلال جماعة لا حقوق لها على الدولة القائمة مكان العامة المحليين.

وتتعين معظم الدول إلى ذلك على خلق تلك الجماعة سواء من العامة والعبيد المستوردين لتقوم الاخيرة مقام العامة الذين يدعون حقوقا كالعمال. فقد بقيت جنوب افريقيا العنصرية وناميبيا تستوردان عمالا لقطاع صناعة التعدين من موزانبيق ومن انجولا لضرب الطبقة العاملة السوداء. وتستورد امريكا عمالة مهاجرة من امريكا الوسطى ومن كل مكان لتحييد حراك العامة من السود والهسبان. وقد بقيت شرائح السلطة الاوربية فالأمريكية تتطير منذ روما من حركات العامة الرعاع والعبيد، أكثر من أي شيء آخر- أي من الحركات الشعبية. هذا وقد تخلق بالمقابل طبقة نغلة مما اعرفه بالطبقات الوسيطة Mediating classes . وغالبا ما تتألف الاخيرة من تنويعات معينة من العامة ممن قد يقيض لهم حراكا مشبوها إلى اعلى جراء مواضعات مركبة منها رغبة الحكام في وجود جماعة تنوب عنهم في التعامل مع العامة او-و في خلق عارل بين الحكام والعامة الشعب. ولعل ذلك قد يفسر ضغينة تلك الجماعة على العامة-الشعب فيما تدعى تلك الجماعة الحديث باسم الشعب والنيابة عنه.

وأجادل ان ضغينة الجماعة المذكورة قد تفسر كل من:

- بقاء مفردة الشعب غير معرفة ومسمطة بوصف ان الشعوب تصنف في كل مكان وعلى مر التاريخ وكأنها بدئال مسمطة لبعضها

- أن الشعب يوصم بالتجانس البهيمى وكأنه من القطعان التي لا ارادة لها. وان عبرت الشعوب عن اراده تتهم الارادة الشعبية الجميعة بالعاطفية والجنون وباللاعقلانية مما يسوغ قمعها قورا بعنف.

- نقيض تلك الضغينة، وكانت قد قيضت منذ بدء التاريخ المكتوب، ايقاف النخب أو الصفوة معظمها من تلك الطبقات الوسيطة المشبوهة، بوصفها فائقة على العامة. وبوصفها تملك خصائص يعجز العامة الدهماء-القصر الذين يشارفون التخلف العقلي-عنها مما يسوع العصف بها ما في كل مرة. وقياسا فلعله من المفيد تأمل مفهوم الشعب تلك المفردة السهل الممتنع الميسرة معا. فكلمة أو مفهوم الشعب هو تلك الكلمة العجيبة -الغريبة التي لم بتوقف معظمنا بعد فيتأملها مليا ويعرفها على مر التاريخ. وتعنى مفردة الشعب فيما تعنى:

- التنوع واللاتجانس رغم توحد معظم مكوناتها حول امان ومصالح وغايات وطموح يحدوه النزوع للحرية والكرامة. ولعل تللك الأماني والمصالح والغايات وذلك النزوع الجمعي هو الذى يثير تطير الطبقة الحاكمة والطبقات الوسيطة معا. ذلك ان تحقق تلك الأماني والمصالح والغايات وذلك النزوع إلى الحرية والكرامة حريا بأن يخصم على كل من الطبقات الحاكمة والوسيطة بها الوصف،

- الديمومة ومقاومة الفناء والتحول والتزايد في مواجهة الابادة والتكاثر في مواجهة التعقيم والسموم.

- أنه كلما تفاقمت مواجهة اعداء الشعوب للشعوب كلما ابدعت الشعوب وسائلا للبقاء مما يثير تطير اعداء الشعوب وعلى رأسهم اعراب الشتات وتنوعاتهم الاوليجاركية واتباعهم من النخب في كل مكان. ويثقل افتراض برامج اعادة التوزيع مهما كانت فارقة كاهل أي مشروع اوليجاركي لتقاسم السلطة والثروة.

- مثابرة المؤرخين الرسميين من النخب الوظيفيين على تزييف تاريخ الشعوب لحساب سردية متكاذبة.

تعالق النخب والاوليجاركيات والعبودية:

1. الاوليجاركيات والرق:
يعتقد بعض من عرف بفلاسفة الصفوة في القرنين الثامن والتاسع عشر مثل فيلفاردو باريتوVilfredo Pareto وجايتانو موسكا  Gaetano Moscaوتوماس داى Thomas R. Day وروبرت ميتشيل Robert Michels  ان الانظمة السياسية حرية بأن ولعلها في الواقع تنكص إلى اوليجاركيات ـ ويسمى ذلك النكوص أو تلك العملية القانون الحديدى للاوليجاركيةThe Iron Law of Oligarchy

الخاصة أو الصفوة والعامة عند المعتزلة. من اهم خاصة صفوة أو نخب المعتزلة السياسيين-و ان كان بعضهم ادعى الادب والشعر-على ايام المأمون بشر المريسي وثمامة بن أشرس وأحمد بن أبي خالد ويحيى بن أكثم، وأحمد بن أبي دؤاد أحد. ولم تتضح ملامح معظم صفوة المعتزلة بصورة كافية في حينها وربما بعد جراء الجدل الذى ما يبر ثائرا حول ظاهرة المعتزلة نفسها وحول كبار المعتزلين. على ان مرور الزمن قد ييسر وضع تلك النخب في مكانتها الطبيعىة من التاريخ أو لا يضعها في أي مكان يمكن العثور عليها فيه مثلما فعل التاريخ وبفعل تباعا مع عيرهم.

وازعم ان شهرة بعض نخب المعتزلة كانت وظيفة التشهير Notoriety بمعنى الشهرة جراء التشهير ابان الخلافة العباسية. ولم يكن بعضهم نخب أو صفوة المجتمع سوى بالتعريف المعتزلي الي يمنع ويمنح أي بترويع من عداهم متمثلا فعل بعضهم مع كل من اختلف معه او-و كل من غمط بعض المعتزلة علمه وكبره وترفعه على المال والكثرة الولاية والاذعان كالإمام احمد بن حنبل. واجادل في بحث طويل تعينت عليه لسنوات طويلة ان بعض المعتزلة - وهم اسلاف المحافظين الجدد الباكرين كانوا يرددون مع اسلافهم المذكورين ما معناه ان "الله وحده الذى يملك انقاذ اغلبية البشر، وبخاصة عامتهم، من مغبة التجديف. فالضلالة قسمة لا يملك البشر(بمعنى العامة فالبشرية انتقائية من وقتها) ردها" ويعود ذلك إلى مغبة قصور البشر وبخاصة العامة الدهماء الغوغاء عن بلوغ العقل فالتعين على الخير" وهكذا. وقياسا حيث يركز بعض المعتزلة على الشر الفردي يجعلون من الشر الجمعي-اى شر العامة الرعاع وخصومهم من الفئالت الشعبية من الدهماء والغوغاء -امرا متضمنا وحسب قياسا على البروتستانتية الغربية التي تسقط الشر مباشرة وبدون تضمين على الخصوم وبخاصة مجاميع العامة بلا انتقاء. فالشر لدى المعتزلة "إما من الإنسان، أو لا يكون شرا. وقياسا يقول المعتزل متأثرين بالرواقيين ربما بالتمييز بين قيمة الخير وقيمة الشر- "هناك أشياء خيره وأشياء شريرة وأشياء بين البينين. ولعل هذه هي فكرة المعتزلة عن الحسن والقبح والخير والشر بالقول بمنزلة بين منزلتين إذ تأثروا بالرواقيين وقد تشكل الإعتزال كمذهب في القرن الثاني. على انه من المفيد تذكر ان المأمون الذى انحاز إلى المعتزلة خصما على خاصة وعامة المسلمين وجد في قبله ان يتذكر الرعية قبيل موته فاوصى بهم خليفته المعتصم قائر "لا تغفل الرعية ، الرعية ، الرعية العوام ، العوام فان الملك بهم وبتعهدك المسلمين والمنفعة لهم الله ، الله فيهم وفى غيرهم من المسلمين.

العامة  الدهماء  الشعب:
كانت افكار أرسطو قد سوغت النمط العبودي والربا. وكان ارسطو يرفض فكرة ان الله خلق الانسان على شاكلته وان لكل انسان روح لان ما عدى ذلك من شأنه ان يقف عائقا في سبيل التمايز بين الناس فينتفى من ثم حلول شرط العبودية. وتتعين العبودية على خلق شرط سيرورة العبد قابلا للاستغناء عنه طالما لم يبق فيه رمق فيما تسوغ العبودية انهاكه حتى الموت فتلك قسمته ونصيبه وقياسا فذلك هو مفهوم القدر الجلي Divine Destiny. ذلك ان العبد محض الة بشرية بالكاد. وكان الاوليجاركيون الاثنيون يقولون ان حروب طروادة من شأنها ازاحة حمولة البشرية الزائدة من فوق صدر امنا الارض. وحيث قال ارسطو بالربا مما من شانه خلق شرط اتناج واعادة انتاج العبودية فقد كان الربا حريا بأن يدفع الناس للاعتماد على المال بدلا من التعامل فيما بينهم بالإنتاج السلعي والتوزيع والتبادل واعادة الانتاج. فالربا يخصم على العلاقات الانسانية. وقياسا فان قال الميروتقراطيون ومن لف لفهم بأن كل من يخالفهم معتوه أو معوق عقليا فقد كان ابن رشد-رغم خلافه مع بعض الخوارج والمعتزلة والمتكلمين يرى أن ينبغى التفريق في قدرة العقل على الاستيعاب بين الخاصة والعامة.

يقول المعتزلة ان "الإنسان لا يولد عليم ثم يصبح عليم (وطبعا يقصدون بالعليم السادة وعلية القوم دون العامة الدهماء الغوغاء) ، ز لا يقول المعتزلة ومن درج على فلسفتهم مثل مفكري التنوير والمبدأ الانسانوى مثلما فعل أو لم يفعل فلاسفة اثينا أي انسان يقصدون حين يشيرون إلى الانسان باطلاق. ذلك ان المعتزلة من انصار الفكر الصفووي النخبوي الذي يحتقر العامة ويذري بهم. فصفات الانسان العليم ليست زائدة عن الذات إنما هي عين الذات الإلهية (العلم–القدرة–الإرادة –الحياة–السمع– البصر–الكلام) سبع صفات للذات. ومن تلك الصفات صفات الفعل. ومنا صفات العقل. ويردد المحافظون الجدد احفاد المعتزلة "ان "الرب وحده الذى يملك انقاذ اغلبية البشر وبخاصة عامتهم من مغبة التجديف. فالضلالة قسمة لا يملك البشر ردها جراء أو بمغبة قصور البشر وبخاصة العامة الدهماء الغوغاء عن بلوغ العقل فالتعين على الخير" وهكذا.` وقد ترجع ذلك فيما يسمى القدر الجلي Devine Destinyتسويغا لاستلاب العامة الدهماء وكافة شعوب العوالم المستقطبلة في الرأسمالية بتنويعها وبخاصة الاوليجاركيات المالية التي تخصص الربح وتؤمم الخسارة كما جادلت في دراسة اخرى مما يلاحظه الناس في كل مكان(11). وقد اخذ الغرب عن الخوارج ونظائرهم بمفهوم الجبر والقدر. وكان الاخيرون وراء انتشار ذلك الفكر بعد مقتل عثمان وبيعة معاوية.وربما كانت تلك المفاهيم وراء بيعة الا ثنين ومقتل الاخير. هذا فما ان بدأ الخوض في مفهوم المقدر Manifest destiny لم ينته فقد تعينت فكرة الجبر على خلق مفهوم الصفوة وتكريسها بصورة غير مسبوقة. وقد بات مفهوم الصفوة-دون التوقف عند تعريفه طويلا-بات فكرة محورية تحدرت من بعد إلى مفهوم السلطة وتكرست بصورة لا مباشرة في الانظمة العسكرية-حتى بملابس مدنية.(12)

ابن رشد ونخبوية الامازيغ:
ليس معلوم ان كان ابن رشد يرجع بعض ما قاله المعتزلة من زراية بمن عداهم من المفكرين والعلماء والشعراء. فقد عرف عن المعتزلة انهم مغالين في الاعتداد " بانفسهم وبمبادئهم وافكارهم وبائتمانهم، إلى الحد الذى جعلهم يتهكمون على كل من عداهم، ويسخرون من سلوكهم ومعتقداتهم وأفكارهم".(13) ولعل ذلك الاعتداد وصل حد الصلافة فالتعالي على من عداهم وعلى العامة جميعا. وكان ابن رشد قد ولد ابان عهد الامازيغ الموحدي وكان الامازيغ يستقطبون المفكرين. وكان الكندي وابن سينا بعد ابن رشد والفارابي – الذى اكتشف ارسطو- بينهما قد تبنوا فكر ارسطو. وكان ابن رشد قاض وكان طبيبا وفيلسوفا بالمعنى الواسع وعالما في الفلك والفيزياء والطب. وكان ابن رشد يقول ان البشرية لها عقل أو فكر واحد أو طاقم فكرى ومبادئ واحدة حول المدركات العامة والظواهر الطبيعية فالعاصفة هي العاصفة والريح هو الريح وغير ذلك مما يعبر عن نفسه في التماثل المعرفي بين الناس بشأن مفهومات عديدة وظواهر طبيعية. الا انه فيما قال المتكلمون والخوارج ونظائرهم بأن كل من يخالفهم معتوه أو معوق عقليا فقد كان معاصروهم من المعتزلة امثال ابن رشد يرون أنه ينبغي التفريق فيما يتصل بقدرة العقل على الاستيعاب بين الخاصة والعامة.

وكان الامازيع يستقطبون المفكرين لأسباب تخصهم ورغم تشددهم فقد حض الموحدون على الفكر ورعاية الفلسفة مما يعتبر امرا مثيرا للتساؤل. وكانت الموحدية نتاج علم ابن تالموط. وكانت الموحدية بدورها ذات خصوصية معينة من اتباع ابن تولماط تقول بأن صفوة صغيرة من الموحدين من اتباع ابن طالموت هم الاجدر بفهم القرآن وان العامة غير مؤهلين لذلك وقد كرسوا الفارق بين الصفوة والعامة من حيث الكشف الربانى لمعنى النص القرآنى للصفوة خصما على العامة. وحيث قال الاخيرون بأن الفلسقة من شيم قلة من النخبة فقد قال الغزالى في تهافت التهافت ان ليس ثمة تبرير لاقحام الفلسفة على البرابرة الهمج الجهلة(14) .وكان ابن تالموط قد مأسس فكره على فهم ما يعنيه الله في كتابه مما انتج مكانا لم يكن موجودا للفلسفة لدى العروش. وكانت حركة الترجمة من اليونانية إلى العربية في القرن الثامن إلى العاشر قد وفرت علوم وفلسفات كاملة حول معظم اهم فلاسفة الاثينيين بخاصة سقراط وارسطو وافلاطون وزنيوفون تلميذى ارسطو وغيرهم. كان افلاطون-تلميذ سقراط- قد قال بتراتب المجتمع بين احرار وعبيد وبين رجال ونساء احرار(15) على نحو معسكر Regimented. فالعالم كان حريا بأن يغدو معسكرا بالاستقطاب الطبقى على الاقل-كون العسكرة تؤمن بالتراتب والضبط والربط أو-نظام الطوائف والمنبوذين الخ. ويكرس مفهوم السلطة بهذا الوصف العقاب الرهيب على "الخروج عن الصف".

لصوص الكلمة المسفسطون sophisticated robbers:
ولم تكن روما السابقة على الامبراطورية سوى قرية من اكواخ الطين والقش قبل ان تهزم روما قرطاج لتتعلم روما كل شئ من قرطاج والاستحواذ على كل شئ في قرطاج. ولم تنفك روما ان اشعلت النار 3 سنوات طوال في قرطاج فأحرقتها عن بكرة ابيها تدميرا للدليل على السرقة. فاذا لم يملك السارق احراق المسروق منه فانه يسعى بجنون إلى مصاردة وجوده او-و التشكيك في مصداقيته To discredit him or her وقياسا فحيث بلغ اهل الاعتزال في عهد المتأخرين من الخلفاء الراشدين والمتقدين خاصة مبلغا غريبا من الثراء حتى يقال ان ثراء بعضهم فاق البرامكة ثراءا وسلطة.(16) وقد وظف ذلك الاثراء وتلك السلطة بالضرورة في التسلط على الخليفة وتكريس تلك الاخيرة للعصف بخصوم المعتزلة قاطبة بصوفهم خصوم الخلافة. وكانت بعض تلك الخصومة قد بلغت الجريمة جراء تزيق تلك الخصومة وكانها خصومة للخلافة. ولم يمنع ذلك بعضهم من سرق مثلا شعر بعض ضحايا وخصوم المعتزلة ليزجوا في السجون او-و يعزلوا حتى لا يسمع بهم احد من بعد. وكان بعضهم يتصور انه يقبض بذلك شهرة متفردة في غياب اصحاب ذلك الشعر. ومع ذلك بقي كل ما يعمل بعض المعتزلة أو يترك لا يغيير من امرهم شيئا. بل ان امر بعضهم افتضح لدى الكافة قبل الخاصة وكانوا يهزؤون منهم من وراء ظهرهم ويتناقلون اخبارهم فيما يظهرون لهم الود خشية بطشهم حتى ثار العامة عليهم مرارا في ثورة الزنج والبابيك مثلا. ففي ضياع بعضهم بحثا عن مجد لم يكن ليقيض لأمثالهم كان بعضهم يتعين على اختراع نفسه ويعيد كتابة سيرته المتواضعة فينسب نفسه لعلية القوم ويدعى بطولات خارقة وما ينفك يصدقها كمثل ما يفعل سكوبياتي ثقيل الظل يتصور انه خفيف الظل أو كطفل يتقرب إلى زوجة ابيه أو زوج امه. وكان يغيظ بعضهم اللا يقول فيهم عالم أو فقيه أو لا يكتب فيهم كاتب أو ناقد مشهور. وكان بعضه يسترخ خصومه لدى الخليفة حتى ينفيهم إلى بيداء المعارضين للإمامة. فلأمثال هؤلاء قدرة في الابداع في التهوين من المهم والخطير.

قياسات على المثقف الفاعل في الحياة والفكر(17) :

كان محمود درويش مثله مثل بابلو نايرودا وفريدريكو غارسيا لوركا وناظم حكمت وقاسم امين ومحمد عبده والافغاني- بغض النظر عما تثيره اخر ايام الاخير من جدل- وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتى ويبقى مظفر النواب كاتبا كبيرا ومفكرا وناشطا سياسيا وثائرا. وقد اشتهر بعضهم مثل فريديريوكو غارسيا لوركا في الثورة الاسبانية، ومظفر النواب في الثورة الاريترية. ويقول المستعرب الاسبانى الاسباني بدرو مارتينث مونتابث ان اكثر المبدعين في البانوراما العربية المعاصرة ليسوا وحسب كتاب أو رواة أو شعراء بل مثقفون كبارا، وكتاب نثر بارع أيضاً، كان عظماء المبدعين على حد رأي شاعر اسباني هو Jorge Guillén (1893-1984)  خورخي غيين حين قال: "إذا أردت أن ترى عظمة شاعر ما، فاقرأ نثره". وهو أمر نراه في بعض ما كتب نزار قباني من نثر، والكثير مما كتبه محمود درويش. ويقول المستعرب الاسباني بدرو مارتينث مونتابث ان أول كتاب ظهر في لغة غربية حول ما كان يعرف بـ"شعراء المقاومة"، أو "شعر المقاومة"    ذلك الذى صدر في مدريد بالاسبانية في 1978-1979"

فان يقول بدرو مارتينث مونتابث ان شعر درويش يحضر ما هو أندلسي واسباني أيضا ًفان في شعر درويش "نصادف الحنين إلى قرطبة. ففي شعر درويش والبياتي وقباني وغيرهم " تحضر بسمات مؤسطرة"مما يمثله خير مثال حضور صورة Federico García Lorca (1898-1936) فيدريكو غارثيا لوركا". وأقول انه طالما لا يحاول العرب شعراء وكتاب نثر ورواة حماية الاندلس ممن يتعين على ادعاءها صباح مساء فلعل الحنين إلى الماضي وحده كما يقول مونتابث قد لا يقيض الاحتفاظ بالاندلس. ويستدعى مونتابث محمود درويش الذى رف الفقد اليومي الماثل في فلسطين حيث قرر الا يبحث عن الاندلس. ذلك ان الأندلس التي يبحث عنها العرب فلا يتنازلون عن "مناداة الماضي والحنين إليه تغدو كما قال محمود درويش حالة يستحيل معها على العرب -المصريين والسوريين والعراقيين- أن "يداوموا على العيش في حنين أبدي" وهكذا يهجس الماضي للمثقف المتماهي مع الناس العاديين كما ينزع ذلك المثقف إلى الفعل في مستقبل يتشاركه والشعوب في كل مكان بوصفه واحد منهم وليس فائقا عليهم. فماده ابداع ذلك المثقف هي هم الحياة التي يهبونها له. وبالمقابل يستدعى النخبوي حالة من التفرد والتنائى بوصفه فوق واهم من الشعوب لانه معني بقيادتها إلى العقلانية والصواب.

الغيتوهات النخبوية:
لا يقيس النخب انفسهم بالعامة الا بقدر ما يهجس لهم التطير من السقوط مجددا إلى صفوف الاخيرين وقد اتى معظمهم منهم. فهم في فزع دا\ئم من الانحطاط إلى مصاف العامة نكوص إلى العامة فيما لا يجأر النخب على اعلان توقهم إلى فلا يصرحون باعتقادهم بانهم انداد للحكام. وقياسا يتعفف المثقف الشريف حتى عن تصور اي علاقة بينه بين الاخيرين ويرفض أي "تكريم" أو ولاية. وكان احمد بن حنبل ائمة السنة الاربعة كاتب وفقيه ومحدث رائع واكبر من جمع الاجاديث (في المستد) وكان انسانا رائعا ايضا وترفعا عزافا عن المجد ويستحي بل يغضب ان اشار احدهم إلى علمه وهو الذين قيل فهم من المحبرة إلى المقبرة. فالكاتب أو الشاعر أو الراوى أو حتى الناثر الجيد انسان جيد. فلا يبدع بل لا يكتب ادبا أو شعرا أو رواية أو نثرا جيدا انسان ردئ ناهيك عن مجرم مثل بعض معتزلة زمان المأمون تنويعاتهم الاشد هوانا. وقياسا فقد كان بن حنبل مثلا يعتبر تكريم من لا يرى فيهم ما يجمعه معهم محنة عليه ان يواجهها بمغبة ما قد يكون. وقد بقى المتوكل يحاول تولية بن حنبل وهو بعلم ان الاخيرة لن يقبل الولاية وبقى يسترضيه فيرسل له العطايا والمال. الا ان الامام بن خنبل حرض على الا تدخل عطية الخليفة بيته فراح يستقبلها عند عتبه داره ويتصدق بها فيوزعها من فورها(18). فقد ظل بن حنبل تقيا زاهدا في الكثرة وفى الشهرة يخفي علمه ومقدار توفره عليه. وحين بلغ الخليفة المتوكل عزوف بن حنبل عن كل ما عرض الخليفة عليه احترمه الخليفة وقدره ولم يناصبه العداء. فقد قاتل بعض معتزلة المأمون الامام احمد بن حنبل ضغينة على موهبة وابداع الامام اللذان لم يكن أي منهم ليطالهما ولم يزد ذلك الاخيرين سوى ان اثار حفيظتهم على بن حنبل ولا يملكون إلى منافسة الامام بن خنبل سبيلا. وكان صمود وكبرياء الامام بن حنبل يفاقمان من غيظ هؤلاء.(19) وقد بقي الصمت من جهة الذين دفعتهم الخشية من بطش خصوم بن حنبل وقدرة بعضهم الهائلة على انتقامية Vindictivness- كما دفع بعضهم الجبن والارتزاق بدورهما إلى الصمت- بقي ذلك الصمت بحيط بما حاق بالامام بن حنبل خاصة وامثاله عامة. ولعل مثل ذلك الصمت اشد شرا من التواطؤ والخيانة بل هو التواطؤ والخيانة بعينهما جبنا وطلبا للسلامة ولا سلامة.

ويصنع النخب جزرا اثنية وايديولوجية حصرية Exclusive فيما يشارف المعنى الضروري Essentialist  للحرية الامريكية وتيسر بعض النخب في كل مكان سياسات الاستعمار والدكتاتوريات وبخاصة الاوليجاركيات حتى تنتهى مهمة تلك النخب أو يحل موعد القائها من فوق الرف مثلها مثل السلع الغذائية التي تنتهى مدة صلاحية استخدامها هي بدورها ايضا. فتلك الكائنات معدلة جينيا مما ييسر اعادة انتاج تنويعات على تلك الكائنات في كل مرة. وبالمقابل قد لا يزيد مصير المترفعين عن الخدامة من المثقفين عن العقاب بالحرمان من الحياة فوق رف مخازن السلع الثقافية والتعبيرية القابلة للبوار تلك ما ان يحل اجلها ومدة صلاحيتها للاستعمال. ويقع الفرق بين المثقفين البريطانيين والفرنسيين في ان الاخيرين يصدرون عن الفلسفة مفهوم الحاكم الفيليسوف حتى منتصف سبعينيات القرن العشرين على الاقل. وقد عبر ذلك عن نفسه اخر ما عبر عن نفسه في نموذج جورج بومبيدو Georges Jean Raymond Pompidou 1911-1974  ولد في كوميون في مونتباونديف  Montboudif في وسط فرنسا تشارف ما يسمى المدن الداخلية Inner cities في بريطانيا وتعرف في فرنسا بالضواحى أو اطراف المدن. وكان بومبيدو قد شغل اطول مدة لرئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية في تاريخ فرنسا. وكان فرانسوا ميتران  François Maurice Adrien Marie Mitterrand1916 -1996 وميتران بدوره من الحكام المثقفين وكان رئيس وزراء الفرنسي الوحيد من اليسار تحت الجمهورية الخامسة. وأجدنى اتذكر حركات التحرر التي عاصرتها واسماء رفاق وصداقات كانت حصيلة تلك التجربة وما تلاها. وقد بقى من الرفاق من بقى على قيد الحياة اصدقاء ونتواصل احيانا. ومنهم مارسيلنوا دوس سانتوس وقد بات الامين العام لحزب فراليموا FRALIMO ومعناها جبهة تحرير الموزانيق Frente Revolutionria Da Libracao Mozambicana  ورفاق من جنوب افريقيا كان منهم البى ساكس وكانت قوات الامن الجنوب افريقية قد استهدفته بحادث حركة كاد يقضى عليه، ولم يلبث ان تركه مشوه الوجه وعلى درجة من العجز البدنى وقد بات البى ساكي النائب العام القائم في جنوب افريقيا. وكان البي ساكس Albie Sack قد الف ورفيقه اندريس نياندو Indris Niandoo كتاب حول تجربتهما في سجون جمهورية العزل العنصري بعنوان جزيرة في الاغلال An Islan in Chains بوصفهما السجين رقم 885\63 والسجين رقم 63\885 وكأنهما حملا نفس الرقم وربما كان رقم الزنزانة(20). ومن الرفاق والاصدقاء ايضا الفريد مانجيزى النقابى الكبير وارشى مافيدجى الاكاديمي البارز وجو سلوفو  Jo Slovo وكان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الجنوب افريقى وزوج روث فيرست عضو اللجنة المركزية ايضا ومؤلفة كتاب من فوهة البندقية The Barrel of the Gun:Power in Africa and the Coup D’Etate. حول الانقلابات العسكرية في افريقيا وقد نشر 1972

هذا وفيما تنتشر اسرائيل اسطورة ان ليس ثمة كتاب عرب مكافئين لنظائرهم الاسرائيليين مثلما تجأر حكومة الفصل العنصري بأن ليس ثمة مفاوض كفؤ لادارة مباحاثات السلام الخرافية تلك الا ان هناك رشيد الخالدى ومحمود درويش وادوارد سعيد ومصطفى برغوتى ومريد البرغونى. وقياسا بقيت حكومة الفصل العنصري الحنوب افريقية تقول البعض ان المثقفين الجنوب افريقين لم يؤثروا في سقوط الحكومة العنصرية لان الاخيرة اختارت ان تحل نفسها بنفسها. والواقع ان ربما سقطت الاخيرة جراء عدم قدرتها على المواصلة وقد باتت غير عملية وغير قابلة للاستمرار. على ان بريتوريا تعنيت على تصفية المثقفين الثوريين امثال روث فيرست وحاولت اغتيال البي ساكس واعتقلت وسجنت معظم المثقفين والثوريين السود والبيض المتعاطفين مع الاخيرين او-ودفعت امثال الفريد منجيزي واوليفر تيمبي وغيرهما إلى المنافي مما خلق شرط غيتوتاهات المنافي بالنتيجة. وازعم ان اسباط واعيان وتجار اعراب الشتات يفهمون كيمياء المنفى اكثر من غيرهم وما يفرزه بين المخضعين له من قصور أو ابدع حسب ما يتفق او-وما يفعل-بشد وكسر العين-من اليات بعينها. فهم الذين تعينوا على خلق غيتو في المانيا وبولندا وغيرهما مثلا بغاية تحجيم حراك عامة اليهود لحساب اعيانهم واسباطهم وتجارهم. وقياسا فقد تعينت بريتوريا بتواطؤ الرأسمالية المالية على خلق طبقة وسيطة سوداء تولت من بعد وراثة الثوار والمثقفين الثوريين في عملية تيسير حلول اقتصاد السوق مكان مرحلة تطور اوتخلف جنوب افريقيا بهذا الوصف. فقد نشأت طبقة وسيطة انتهازية واعية تعرف من اين يؤكل كتف جنوب افريقيا ما بعد تصفية الثورة وخلق شرط الانقسامات واشاعة الفضائح وإشانة سمعة الثوار فوق المراودة على قادة الثورة المجيدين. وان طال ببعض الاخيرين عهد السجون والمعتقلات المنافي ازعن بعضهم لمواضعات العولمة فكان ان وقعوا عقودا قاسمة لظهر الاقتصاد الوطنى لحساب المكدنة Macdonalisation الكوكلةCocalisation الخ.

و كنت قد عاصرت نهاية الثورة من على على موزنيق وزيمابابوي ابان عملي بكليهما تباعا وخلال معرفتي وصداقاتي مع بعض الثوار امثال روث فيرست وجو سلوفو والبي ساكس واندؤيس نياندو والبيرت مانجيزي و. المهم فما ان واجهت الهزيمة الافريكانر وحدقت بهم فلم يكن ذلك الا لان الرأسمالية المالية كانت قد باتت في غنى عنه فلم تعد وقتها بحاجة لاثرياء ورجال اعمال وكبار المستوطنين الزراعيين الافرايكانر. فقد كان الاخيرون قد بقوا-جراء نمط انتاج واعادة انتاج أقتصاد الاستطيان- يتمأسسون فوق مرحلة تطور أو نكوص لم تزد-جراء الاستيطان الابيض على ان تترد بين الاقطاع والعبودية ورأسمالية التعدين في الماس والذهب وغيرها من المعادن النفيسة. وكانت الاخيرة على كل حال قد بقيت احتكارا باكرا لاعراب الشتات منذ القرن التاسع عشر على الاقل.

ولا يعنى ذلك ان كافة المثقفين الثوريين أو الذين يدعون ذلك منزهين من كل عيب. فقد قابلت ثوريين لا يقلون جنونا أو عصابا عن نظائرهم من النخب ما بعد الليبرالية. قال لي ثوري عربي قابلته في بولند ايام حركات التحرر وكانت بلاده تمر بانقلابات صبيحة التخلص من النظام الملكى وكان يمشي مزهوا بنفسه معتقدا انه خرج لتوه من بين دفتي كتاب لجوركا أو لعله بات من ابطال رواية والفولاز سقيناه. قال لي انه اشترك في انقلاب على نظام برجوازي اقطاعى- وكنا وقتها نتعاطى تلك المفردات بشراهة اطفال يتقاذفون بجمر ملتهب دون ان يخطر لهم كم يمكن ان تضرهم تلك الجمرات التي يتراشقون بها مغتبطين لقدراتهم الثقافية التي لا تضاهى. قال لى انه طلب منه واخرون ان يقتل كل منهم اقطاعي وكان عليه هو ان يقتل احدهم وكان الاخير والده. فزعرت وكدت اسقط رغم ادعاء تلك الرفيقة الآتية من ادغال افريقيا للقاء الرفاق الرائعين الصلابة. ولم املك ان اقل شيئا وبقى هو صامتا صمتا متلذذا بحرجي طويلا ينتظر في مازوكية يجيدها الاتون من تلك البلاد-رد فعلى وانا لا املك الحركة ثم قال "الا ان الحزب الغى قرار قتل الاقطاعيين قبل الفجر. ولم املك سوى ان اساله ان كان سيقتل اباه ان لم يلغى الحزب القرار؟ قال طبعا فهو عدوي الطبقي. وكرهت نفسى وكرهته وكدت اكره النضال. وتذكرك هذ الحادثة برواية ميتافيزيقية كتبت عشية الثورة البلشفية بعنوان بيترزبيرج Petersburg لاندريه فليييه فيما اذكر. وابطال الراوية متطرفين وكان على ناشط منهم ان يقتل خائنا وكان الاخير ابوه. وكان ت اس اليوت قد قال في العدو الطبقى واصفا اياه بالبرجوازية- قال كم تبدو البرجوازية فارغة ومفرغة بخاصة الرجل البرجوازي. تراه فارغا ينتصب على نفسه كالفطر خارجه املس وداخله ليس اكثر من قلب الطحلب يرغي بالديدان ولا شئ حقا(21). فلماذا لا ننفضه بمحض بركلة واحدة فنعيده إلى الطين الذى جاء منه؟ ولكننا اليوم - لكنى اليوم- أجدنى اتحسر على البرجووازية الصناعية فان لم تكن اكثر من كطحلب الا انها كانت منا على الاقل كانت طبقات قومية وكنا نعرفها ونعرف اسمائها واين تسكن وما تكسب وماذا تفعل بأرباحها. فمن كان يتصور ان يأت اليوم الذى اتحسر فيه على البرجوازية النغلة امام الرأسمالية المالية الشيطانية.

تواطؤ النخب في كل مكان على التاريخ الموضوعي للإنسانية:
أجادل انه حيث للحضارة - المتكاذبة بالذات - جلد رهيف جدا فما ان تخدش سطحه حتى يظهر ما هو نقيض الحضارة تماما أي البربرية الطافحة فان معظم المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين لا يجرؤون على خدش جلد الحضارة الاوربية أو الامريكية. بل يتعين بعض المثقفين أو المتثاقفين ومعظم النخب على الاصدار عن سطح الاشياء الحضارية الاوربية الامريكية المدعاة .. و يتوقف التاريخ الرسمي – أي تاريخ الحضارة الغربية المتخاتلة - الانجلو ساكسونبة بخاصة عند محطتي الفراعنة وهتلر. فتدريس الاول يعفى الغرب من تهمة التحزب للغرب فيما يقيض للغرب التماهي مع ملوك وملكات وادى النيل المبيض لحساب ما يسمى الهيكسوس تسويغا لنظرية الملوك الرعاة التي تتوارى خلفها نظرية اشد تكاذبا ولحساب البطالمة خصما على شعوب وادى النيل الأسراتي وعلى حقيقة ان الحضارة الوادي نيلية افريقية. وتقيض المحطة الثانية اشفاء ضغينة الرأسمالية المالية التي لا تشفى على البرجوازية الصناعية نطريسا لسردية جديدة أو مجددة كما في كل مرة لا اكثر ولا اقل تحت راية محاربة الفاشية او-و النازية والدفاع عن الديمقراطية وقد بقي الحلفاء يتعاملون معهما حتى النهاية- مثلما تعاموا مع الطغاة اللذين صنعوهم او-واغمضوا العين عنهم طويلا ثم لم ينفكوا ان اشعلوا حروبا تحريرية للتخلص منهم تحت راية تحرير الشعوب العربية.

وفيما تفبرك اوروبا الغربية وامريكا الشمالية التاريخ فانهما تصدران عن نرجسية تموحور الكون حول الرجل الابيض- والمرأة البيضاء مؤخرا وحسب - وصولا إلى تخنيث أغلبيات الرجال غير الاثرياء غير الحكام ممن يقع خارج شرائح السلطة والحاق نساء مسترجلات يحظين برضى الرأسمالية ويخدمن السوق بحواف الدائرة الخارجية لشرائح السلطة. ومع ذلك ما يبرح بعض المفكرين والمثقفين والكتاب العرب والمسلمين ينطلقون من مقولات متخاتلة تقول بأن اوروبا الغربية على الاقل ديمقراطية ليبرالية تقف في مواجهة غيرها من الانظمة غير الديمقراطية. والواقع لم تكن اوروبا ديمقراطية ولا ليبيرالية أو غير ليبرالية ولا كانت المجتمعات التي ادعت انها تمتعت بالديمقراطية الليبرالية قد تمتعت بتلك الديمقراطية الا وجيزا. فقد بقيت المانيا وايطاليا حتى نهاية الحرب الثانية واسبانيا حتى موت فرانكو في 1976 والبرتغال واليونان حتى منتصف السبعينات ديكتاتوريات وقد بقيت فرنسا تحت الاحتلال حتى هزيمة المحور فلا يبقى سوى بريطانيا التي لم تتمتع بالديمقراطية الليبرالية الليبرالية الا لبضعة سنوات بعد الحرب العالمية الثانية كما قلا اعلاه ذلك انه سرعان ما تحورت الاخيرة إلى ديمقراطية ما بعد ليبرالية جراء استطاب اقصاد بريطانيا بصورة اوسع من غيرها في السوق المعولم. وبالمقابل بقيت أوربا العجوز المانا وفرسنا وهولندا وبقية اعضاء المجموعة الاوربية السابقة على سقوط المنظومة الاشتراكية بقيت المجموعة الاوربية تقاوم الاستقطاب في الديمقراطية الليبرالية.

و يجأر بعص المؤرخين الرسميين والنخب بأن اوروبا الشمال غربية تعينت على بناء ديموقرطيات حولها الا انها لم تنفك ان كرست تنويعة من دكتاتوريات عنيدة. ذلك ان انقلابا وقع في اسبانيا عام 1975 واحبط اخر في ايطاليا في 1976 وفى 23 فبراير 1981 اقتحم 200 من جنود الحرس المدني Guardia civil قبة البرلمان الاسباني واعتقلوا عددا من النواب. وكانت الرأسمالية تحالفت مع فرانكو ضد الثورة الاسبانية ومع حكومة الجبهه الوطنية الفرنسية ضد الحراك الشعبى الفرسى في الثلاثنيات. ومع ذلك كله بقيت امريكا مرتاحة على تحالفاتها مع السلطات اليمينية والانظمة العسكرية في امريكا اللاتنينة لا تحرك ساكنا فيما انطلقت اوروبا الغربية تتحرك. الا ان اوروبا نفسها باتت-و قد حجمها مشروع مارشال مثلما يفعل صندوق النقد الدولي مع غيرها فراحت اوروبا تغلق منافذ الديمقراطية لتقف حائلا دون تحققها وذلك لحساب نموذج معين من الديمقراطية حيال ديكتاتوريات اسبانيا والبرتغال اليونان.

اقليمية المثقف الغربي واصطفاء الغرباء:

تعلم الانجليز كره المثقفين والناجحين من اليهود من غير اليهود فيحتفلون بسقوط المثقف لناجح او-و يثقفون متفرجين عليه وهو يصعد بل قد يسادون على ترفيه ثم يتسمتعون بسقوطه الذي يكون مدويا بالنتيجة على عكس الفرنسيين اللذين يحتفلون بالنجاح. ومن اهم واخطر ما افسد المثقفين الاوربين ان معظمهم لا يقرأ باللغات الاوربية عير لغته ومن ثم فد كرسوا نوعا من الاقليمية. Provincialism. ويترتب من ثم اللا يعرف الانجليزي حتى المثقف الانجليزي وربما العالم منهم كثيرا وريما شيئا على الاطلاق عما عدى عالمه هو الا انه يجزم بصورة غير علمية تماما بأن ما يقوله هو منتهى الحكمة او-و افضل أو اصدق أو اجمل ما هو موجود على الارض قاطبة. وتستحب الطبقات الوسطى أو الوسيطة الانجليزية وخاثة المثقف منها كل من هو أو هي مغرقة مغرق في كل من عادية التفكير Intellectual mediocrity اوعدمه. ويبدع الاخيرون في التعاطى مع الليبراليين الجدد كيما يروقوا لسادتهم وهم يريلون هكذا فكريا to intellectually Salivate ويصطفي اليسار الانجليزي الخائب-و اعرف بعضا من اعضاء الاخير واعمل معهم- وسأكتب في النخب البريطانية التي عرفتها مرة-المهم يتسحب الاخيريون عديمى الموهبة ممن يملكون ادعاء مساعدتهم وتبنيهم من تنويعات الذبين واللواتي يسعون إلى الشهرة بالتشهير باهلهم وثقافاتهم كتلك الصومالية الكئبة والخونة لحضاراتهم ن شعوبهم مثل سلمان رشدي. والمخيف ان معظم تلك الكائنات تصدق انها مبدعة فتتطاول على مبدعي العرب الاصيلين كمظفر النواب ومحمود درويش وغبرهما من الققم العربية معتقدين ان اقزاما تصنعها الصحافة الغربية مثلما تصنع الفقاعات المنوالية والبراديجمات الفصلية لتستغنى عنها تباعا-يتتوهمون انهم يطالون تلك القمم الشامخة.

الشعر والنضال اليومي مع الشعب والكونية:
يقول المستعرب الاسباني بدرو مارتينث(22) مونتابث أحد كبار نقاد محمود درويش ان شعر محمود درويش يتم تناوله بمقتضى درجات التوافق بين هذه الأبعاد الثلاث .. فدرويش هو المثال الواضح لشاعر ثلاثي الأبعاد، هذه الأبعاد الثلاث تتداخل ضمن سياق جدلي باستمرار، بمعنى أن شعر درويش تسيطر عليه حالة الصراع والجدل بين أبعاد شعريته الثلاث على حساب الاندماج والاتفاق فيما بينها مما يمكن فهمه كون درويش فلسطيني تسود في شعريته ديمومة الصراع على حساب مفتاح الحلّ. فكيف لمتثاقف لا ينخرط في النضال اليومي لشعبه ان يتنافس مع ناهيك عن ان يتطاول على امثال درويش. هذا وان كانت الابعاد الثلاث المذكورة تؤكد البعد الكوني للشاعر المثقف الناثر المفكر محمود درويش-واعتذر عن الكتابة في تلك القمة الشاهقة بأن الوذ بمن كتب فيه بصورة رائعة حقا-ان كانت الابعاد الثلاث تؤكد البعد الكوني لدرويش فكي فذلك المتثاقف سبيل إلى أي كونية وهو لا يملك ناصية لغة توصله إلى الكون ابعد من العربية؟و لا يعنى ذلك استهتارا بالعربية اطلاقا الا ان العالم بات اكثر تركيبا وقد تحدث الشعراء الكبار وكتبوا بلغاة ويكتبون بلغاة عدة منها الاسبانية والفرنسية الانجليزية والعبرية.

وقياسا ينخرط المنبتون بالمقابل في سرقة عمل من عداهم وينفقون حياتهم في التعين على اصدار حكم باالاعدام المدني بحق المجني عليهم ان كان الاخيرون احياء اخفاءا للجريمة.(23) وينتحلون اشهر مقولات الاموات اشهر مثلما يسرق عاطلون عن الموهبة مقولات محمود درويش او-و ادعاء معرفته بالتلصق به فيجأر احدهم ان الشاعر يولد ويموت مع كل قصيدة وان لم يفعل فقد ما يكتب قيمته. وحيث يجزم بدرو مارتينث مونتابث المستعرب الاسباني ان الشاعر العظيم مفكر وناشط والاهم ناثر عطيم يؤكد ان ه يتميز كمثل ما يتميز محمود دوريش مثلا بابعاد ثلاث. واجادل ان العجر في موازنة الفكر والتنظيم بهذا الوصف حري بأن يعبر عن مغبة تعين بعض النخب و(المتثاقفون) على تفريغ الفكر والتنظيم معا من كل طافة أو رمق. ذلك انهم في النحليل الاول والنهائى جزء من الثورة المضادة وكانوا كذلك على مر التاريخ الحديث. واجادل انهم تنوعوا على نظائر في تاريخ الاسلامي منذ فتنة عثمان وربما منذ حياة النبى صلعم. وتجدي(ن) ان احدا فيما خلا الخوارج والمعتزلة مثلا لم يكتب له صيت. وقد تعينوا على ان لا يذكر ممن عداهم الا وقد اشتهر بتهمة التطرف. ومن الاخيرن واجلهم وانبلهم واشهرهم الامام احمد بن خنبل الذي وصم بالتطرف فباتت الحنبلية مرادف للاصولية بالمعنى المشوه.

اليسار والجماعات الوسيطة:

كان اليسار عريضا فيما بين الحربين وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية وعشية غيض النبع مع الستينات الزاهرة. وقد اتسع اليسار لما سمى بالطبقات الوسيطة وبالقوى الحديثة وغيرها من الفئات غير المعرفة. فقد كان كل من شوهد في خندق اليسار يساريا. ورغم نشوء ظاهرة اليوروماركسية فان الاحزاب الشيوعية والنقابات العمالية الاوربية الغربية عبرت عن نفسها فوق ساحة السماح الفائض من قبل البرجوازية الصناعية أو بدى الامر كذلك. وقياسا ازدحمت الاحزاب اليمينية واليسارية وبخاصة الشيوعية بالنساء والشباب. فقد عمر الحزب الشيوعي السوداني مثلا بشباب انتفاضة اكتوبر 1964 التي اودت بالحكم العسكري الاول 1958-1964 وان لم تقضى الانتفاضة على النظام في تنويع على بعض تمثلات ربيع العرب. فقد تواطأت الدولة المصرية على نحو نشط وكانت قد جدت نخبا عسكرية شابه نجحت في استباق الانتفاضة بحركة الضباط الاحرار. واستعادت الاحزاب التي كانت ممنوعة بعض الحرية وكسبت الاحزاب عضوية شابات شوهدن لاول مرة في ثيابا-قومية زاهية -بمثابة دولاب الزجاج-وقد طلين اظافرهن فيا كانت عضوات الحزب القدامى ما زلن يلبسن الفراد-ثوب قومى مصنوع من القطن المنسوج في البيت أو من انتاج ما يشارف اقتصاد الكوخ تقوم عليه النساء والرجال، وكانت اللواتي لا تلبسن الثوب السوداني قد يقين يرتدين ما يشارف مراول المدرسة وقد حشرن ظفائرهن داخل البلوزات في عز الحر. على انه ما ان حل الحكم العسكرى الثانى حتى هرع كثير من الشباب رجالا ونساءا إلى صفوف الامن القومى وباتت قمصان ماحيلات سلوى بوتيك عنوانا عليهم.

القفز العامودى إلى الطبقة الوسيطة أو القوى الحديثة:
اكتفى معظم المثقفين كما وصفهم فرانز فانون بالجلوس وراء المكاتب بالاحياء الاكثر حضرية من العواصم والمدن الكبرى. وكان الحزب يوفر لبعض من جاء من "الضهارى" ولم ير معظمهم ماسورة ماء جار في حياته - ليس وحسب منفذا إلى الحضر وانما إلى الخارج في "بعثات" علاجية وترويحية ودراسية. ويقيض له ذلك "النشوء" العامودى إلى الطبقة الوسيطة أو القوى الحديثة بليل. وحيث كانت الدول الاشتراكية تستقبل تلك العناصر الوافدة من افريقيا استقبال الابطال اللذين لم يتجاوزا مرحلة تطورهم وحسب وانما صمدوا في مواجه ديكتاتوريات عسكرية تعيد إلى قلوب الرفاق الاوربيين الشرقيين ذكرى التعقب الموصوف في ادب العهود القياصرية. وكان الرفاق يتعينون على اكرام الوافدين من العوالم الثالثة والعصر حجرية فيستقبلون بعضهم عند سلم الطائرة فلا يمرون بجمارك أو قسم جوازات ليجدوا انفسهم في افخم القنادق. واذا كان احدهم من قادة الحركات السرية أو الثورية فانه ينزل في رقم 32 وهو مكان يسع الكون وما عليه من المناضلين في كل مكان. وقد استضاف رقم 32 كل ثائر منذ وصول البلاشفة إلى السلطة من هوشى منة إلى جيفارا وكافة الابطال السطوريين للثورات الشعبية وتنويعات خائبة عليهم من كل مكان. ويسع رقم 32 كل شئ وكل ما يلزم المرء والمرأة من ماسح الاحذية والسوق الخاص الذى قد يفيض بما لا يملك اهل البلد الحصول عليها الا بالعملة الصعبة إلى السينما والمسرح بحيث لا يحتاج إلى الخروج. وسرعان ما كانت تلك المعاملة تصعد إلى رأس الرفيق أو الرفيقة؛ فيحسب فعلا وحقا انه الها.

فحتى اليوم يبدو وكأن معظمنا لم يعن بتحليل الفئات التي حفل بها اليسار في كل مكان. ذلك اننا في الجنوب الكوني لم نبدع كلمة واحدة في وصف وتحليل واقعنا فيما بقينا نأخذ في ترديد كلام زوجة ابينا المؤسسة السياسية الغربية وابنائها اعضاء المؤسسة الاكاديمية الغربية في الوطن (الام) والصفوات النغلة. بل اننا نصف حالنا بمفردات خصومنا منذ سقوط الخلافة العثمانية وقد ناصبناها العداء واهلنا عليها النعوت واعلنا عليها الزراية وهى كلها فائض أنتاج أو مخلفات عداوة الغرب لها. هذا رغم ان العربي والمسلم-امثال سلمان رشدي-لم يزد سوى ان انتعل احذية الولاة والبايات العثمانية في الامتدادات السابقة للخلافة دون ان يغير شيئا. وكأن الغرب فعل بالخلافة العثمانية ما فعله بالعراق من حيث نشوء دولة داخل الدولة العثمانية وما يفعله بليبيا ويهم بأن يفعله بسوريا. ففى حالات بعينها قام الغرب بتكريس شرط نشوء ما استعمره من تلك الامتدادات. وقد بقى معظم المؤرخين والدارسين يرددون ما تعلنه السياسات الاستعمارية ويعيدون انتاج ما يكتبه الانثروبولوجيون والسوسيولوجيون وغيرهم من المغامرين من اعمدة الامبراطوريات الغربية من امثال رادكليف براون وايفانز بريتسارد Evans Prichard والزوجين ريفرزRivers سليجمان وسليجمان Seligman and Seligman فمن المعروف ان بعض الاداريين الاداريين انثروبولجيين أو سرعان ما ادعوا انهك كذلك وكذ كان الاداريون مثل ماكمايكل Mc Markel هولت Holt وغيرهما مؤرخين. وقد انتحل الاكاديمين والعلماء سواء ماركسيولوجيين أو ليبراليين من بعد مقولاتهم بلا انتقاء. فان قال الاخيرون ان التقدم ملحاح اعتقد معظمنا انه يتم بمرور الزمن وان كل ما هو لاحق على ما سبقه تقدم على الاخير. ويوصف معظمنا التحولات الحالة في العالم العربى بلغة خطاب الليبراليين الجدد ونظائرهم بعض النخب المحلية وقد انتحل سماسرة خطاب المحافظين الجدد لغة التقدم المزعوم.

ولعل بعضنا من كثرة ما ردد ما يقوله اسياده بلا تفكير بات ببغاء يرجع ما يقوله الأخرون دون ان يدرى حتى معنى ما يقول. وكأنه منوم مغناطيسيا، بل مخمور أو مسطول والعياذ بالله. فقد شاهدت بعينى وسمعت بأذني من يتغنى بمشروع الشرق الاوسط الكبير، ويصف ما يحدث في العراق بآلام مخاض أو ضريبة التقدم. ولم أصدق اذني، الا انني صدقت وفجعت. وكانت مقولة ان التطور ملحاح يتم بمرور الزمان قد اسلمت بعض المثقفين وقادة الحركات اليسارية إلى ذهنية الخدمة المدنية والترقي بالأقدمية. وكلما طالت مدة خدمة احدهم كلما اعتقد في نفسه مثلما يحدث لأعضاء حزب تطول سلطتهم فيعتقدون في انفسهم وكأنهم مبعوثو العناية الالهية. فكلما احتكر حزب السلطة كلما خسف بما عداه الارض سواء معارضة حضرية اوحركات شعبية بحيث يغدو كل من عداه بنظره جدير بما يحيق به مثلما يغدو ذلك الحزب واعضائه جديرون بالسلطة. وبالمقابل يحق للمثقفين التابعين لذلك الحزب ومواليه اطلاق الكلام بلا مسئولية وربما بقدر ما يحكم السجع. وما ينفك الاخيرون يغدون لا مبالين لا يكترثون لما يفعلون ويتركون وقد اجادوا لغة كلام لا يقول شيئا في افضل احوالهم وفى اسوأها يتعاطون الكلام كما يأخذون السلع من فوق ارفف السوبرماكيتات بل ان بعضهم لا يرى غضاضة في ان يدلى السبت من فوق البلكونة للبقال في اسفل العمارة للحصول على بقالته من الكلمات البائتة او تلك التي فات وقت استهلاكها sell by date. وقياسا فان المثقفين الثوريين امثال بعض قادة الحركات الشعبية وزعماء بعض مجتمعات افريقيا واسيا امريكا اللاتينية والمجتمعات العربية يحيطون بكل من ويتشاركون والجماهير المعارضة وممارسة السلطة في وقت واحد ويتبادلون مواقع كل منهما مثلما يفعل هيو شافيز رئيس فينزويلا الذى يقود الاحتجاج على منظمة التجارة العالمية في كانكون - شمال المكسيك - مثلا ويشارك في اجتماع رؤساء الدول.

صورة نخبوي قبيح في شبابه وكهولته الفكرية الابدية:
ويصفهم ادوارد سعيد بالمرتزقة وقال سميح القاسم فيهم ما قال. فليتحسس هؤلاء رأسه فلا يتلفت باحثا عمن يصمه بما فيه وقد برع اؤلئك المهرجون فيما يبدعه كل سوقي. اذ "يدهيك ويلهيك ويسقط ما به عليك". ولعل الوقت قد حان لمحاكمة هؤلاء بوصفهم متورطين خيانة في الشعوب ا لعربية طويلا ومتواطئين مع ما حاق بالشعوب العربية. ويسوقهم التكاذب الذى اجادوه في غياب المحاسبة إلى ان ينبرى معظمهم يدعى النضال وهو الذى طالما كان في نزهة في الغرب بلا داع للجوء جاعلا من نفسه نجما ثم لم ينفك ان راح يستعدي الشعوب على الثورة والنضال موتا وهو سالم غانم ناعم البال ما يبرح يراكم السلطة والثروة وامجاد العولمة وشهرة القنوات الفضائية ويسود صحف اثرياء العرب بانتظار الولاية على الشعوب العربية مكان الديكتاتوريات البائدة وليس اشد دكتاتورية من ديكتاتورية النخب والصفوات النغلة والمتثاقفين العاطلين عن الموهبة والابداع. ي و. ففيما يستغلون القنوات الفضائية المغرضة كمثلهم فانهم يستغلون ايضا الصحف لنفث سموم ضغينتهم على المتجردين والشرفاء في اتصال محاولة التبارى مع من لم يملكوا يوما ندية معهم. ولكن الاخطر والاشر هو انهم يستعدون شعوبا عزلاء على حكامها فينقسم الناس يتقاتلون لحساب قراصنة العولمة وكأن الشعوب تنتج وتعيد انتاج نبوءات نوستراداميس شيخ صوفيي اعراب الشتات وغراب البين على العرب.

هل تسقط الدكاكين الصغيرة بانفضاح امبراطوريات التضليل الاعلامي:
لعل سقوط ميردوخ يخلق تباعا يؤلف شرط سقوط امبراطوريات صغيرة من دكاكين بقالي النخب والمثقفين الصغار وكافة ديكتاتوريات وسيرك وبهلوانات تدوير الكلام واللا أعلام –و التضليل واشاعة ثقافة متكاذبة لا تخدم سوى اصحابها خصما على الثقافة الشعبية والتاريخية الموضوعية. فالاولي تتمأسس بالضروة فوق تبادل مصالح تقف مصلحة البهلوان الاكبر على رأسها فيما تصدر الثانية بالنتيجة عن مصادرة على مطلوب مصلحة اغلبيات الناس العاديين. وتعشق الاولى الثانية. ففيما تتشاركان الفراش الا ان الاولي تبادل الثانية حبا وكرها مثل الزوجين في رواية البيرتو مورافيا "الحب الزوجي Conjugal Love" (1951) حيث يخون الزوجين احدهما الاخر مرارا وتكررا ويعلم كلاهما بالخيانة ويتوقعها الا ان الزوجين يبقيان هكذا كونهما لا يملكان الافتراق عن بعضهما.

هل نشهد نهاية أوليجاركيات وديكتاتوريات كبيرة وصغيرة؟
أفكر واحاول ان ابحث تباعا في ظاهرة (المتثافون) وهم لصوص اعمال غيرهم ويبرعون في التواطؤ على اخفاء الجريمة باصدار حكم بالإعدام المدني على المجنى عليهم. وهم في المحصلة التطورية أو النكوصية توليفة من بعض النخب والمثقفين المسطحين المنبتين ذهنيا منهم رؤساء مجالس ثقافة ومتعهدي حفلات وتظاهرات ثقافاتية مهمتهم تلميع الانظمة. واعرفهم ايضا ب(البقالين الصغار) وهم تتويع على سوبر ماركيتات بضاعة التضليل امثال نيوز كورب News Corp وFox لصاحبها روبرت ميردوخ الخ. ولعل ذلك قد يفسر قصور الثورات العربية الماثلة الفلسفي والفكرى. فذلك وظيفة تسطح الفكر العربي والعجر الفكري والتنظيمي العميق وغياب الفكر والتنظيم الفاعل إلى النهاية بصورة ماضية في مواجهة الثورة المضادة. ويؤلف متعهدو الحفلات والتظاهرات الثقافاتيه ومسوقي بضاعة التضليل طابور الثورة المضادة الخامس بامتياز وتتبناهم القنوات والمنابر المشبوهة او-و تستغلونها لنشر سمومهم وذلك مألوف دائما في زمان الانحطاط. وحيث تتعامل سوبرماركيتات التضليل بالجملة في النظريات والبراديجمات التي قد لا يهضمها أو يفهمها وانما يتباهى باستعراض اسمائهما واسماء مؤلفيها وعناوين كتبهم بعض النخب والمتثاقفون يتاجر البقالون الصغار في الفكر أو الا فكر وفي التضليل في جمل اعتراضية وبالقطاعي. وقد لا يجيد معظم البقالين لغة غير لغته الاصلية وليس في ذلك مسبة طالما ان البقال لا يدعى معرفة لغات الدنيا ويقتني كتبا باللغات يملاء بها ارففا في مكتبته العامرة. والارتزاق فنون تشارف الجنون. نحن نشهد نهاية ديكتاتوريات كبيرة وصغيرة بقيت تتلفع بعباءة الديمقراطية وحتى الثورية بغاية استباق الديمقراطية الشعبية وكسر خط بيان الثورة. الا ان الحركات الشعبية لا تني تطيح تباعا لخرافة معظم النخب والمثقفين العرب فتكشف علاقتهم بالديكتاتوريات الكبرى بوصف معظم النخب والمثقفين في كل مكان تنويع-نانوي Nano variation -مصغر للديكتاتوريات الكبرى ورديف لها. فالدكتاتوريات الكبرى تتكئ على وتمول وتكرس مئات وربما الاف من ديكتاتوريات الفرد الصغير المفرد-بشد وفتح الراء-بوصفها تنويع على وتكريس لطاقم قيم الديكتاتوريات الكبرى. وقد ازدهر وشاع طاقم قيم الاخيرة باليات المراكمة المادية واللا مادية لحساب مراكمة كل من السلطة والثروة في ايد اقل فاقل خصما على الأغلبيات المنتجة للثروة والكفاف والحياة.

ذلك ان أولئك البقالين يلوكون كلاما لا علاقة له بواقع الحركات الشعبية فيروجون فرية تزعم تنحي رئيس الجمهورية وسقوط النظام فيما لم يكن ذلك الرئيس قد تنحي وانما رحل وان النظام لم يسقط فيما يستقر طاقمه الإبليسي في مسام مجتمع الانتفاضات الشعبية تباعا بمعرفة الديكتاتوريات الكبرى. ويلاحظ الناس في كل مكان كيف تتخاتل الاخيرة فتدعى مثول ديمقراطية برلمانية في المجتمعات الغبية فيما تخترق الديمقراطية البرلمانية بالديمقراطية ما بعد الليبرالية مرة. ويخترق مشروع الحركات الشعبية الديمقراطي في المجتمعات المفقرة بعناد النظام السابق على اعادة انتاح نفسه بمعطف جديد وحسب فيما يغير البقالون الصغار الوان المعاطف فيجأرون بشعارات الانتقاضات الشعبية وهم الذين يتحفون وراء الثورات المضادة كما في بعض المعارضات العربية الماثلة غب ربيع العرب. وتسمع بعضهم يجأر صارخا في هيستريا من يطرح نفسه بديلا لحكام العرب عبر الفنوات الفضائية المشبوهة التي تروج للثورات المضادة "ان لن يتحاور "الثوار" مع النظام القائم مهما قدم النظام القائم" حتى لو خلق شرط تقسيم المجتمع بفتح الباب على مصراعيه للعدوان الأمريكي الاسرائيلي. بل ا ن بعضهم لم يعد يرى في اسرائيل عدوا وبعضهم بات يرى ان فلسطين عقبة في طريق استقرار المنطقة وفى احد اجتماعات معارضة عربية في باريس نظم له وحضره بيرنارد هنري ليفي صدر ما يشبه المرسوم بأن "الصهيونية ليست تهمة". وحيث يطرح ذلك النخبوي القبيح نفسه بديلا لحاكم القائم يثابر ذلك الدعي - وقد بات تزع امثاله لما يسمى الحراك الشعبي استكثارا له على ان يكون انتفاضة- يثابر ذلك الدعي - بليل على ادعاء انه من انصار الشعوب والحركات الشعبية وهو الذي انكر على الشعوب طويلا صفة الشعب وقد انكر تلك الصفة عليها فيشير اليها- ان اشار اليها يوما - بوصفها حركات شوارع (وانتفاضات خبز وحرامية).

فقد وجد ذلك النخبوي الدعي الزن الكافي في فراغ الساحة من كل بديل وتفريغ فضاء الفكر والتنظيم من كل فكر ونظيم بديل فراح يستبيح لنفسه فجأة -الحديث باسم الكتل الجماهيرية- وهو وجماعاته المشبوهة الانتهازية الواعية تلك لم تكن لتجد في قلبها يوما فلم تجرؤ على الاقرار بوجود الشعوب. ذلك ان تلك النخب المشوهة التي يستأجرهم اعداء والكارهون للشعوب-لم تتورع عن ان تحل نفسها مكان الشعوب ايضا. وقد بقى نشاط تلك الكائنات متساررا فيما لم يزد على الحركات المشبوهة حتى انفضحت قيادات تلك النخب المتخفية بظهور لورانس العرب الفرنسي برينار هنرى ليفي في اجتماعات اسطنبول وانطاليا -التركية وباريس وبروكسيل ومقارات المعارضين الليبيين. فقد استقوى ظهر تلك النخب باعداء العرب والمسلمين التاريخيين، وقياسا يندفع بعض تلك النخب يهستر بانتصار الجماعات المسلحة متواطئ مع الاخيرة وتلك النخب تدرك تماما ان الاخيرة صنيعة بيت الحرية والاستخبارات الاجنبية بالمال الحرام بتماس ومال إسرائيل وبعض الدويلات العربية الصغيرة وقد رصدت بعض الاخيرة مليار دولار لإسقاط نظام اقدم المدن الدول في العالم. وليس ثمة غاية وراء كل ذلك الزخم من الثورات المضادة سوى اعادة استعمار الدول العربية الافريقية ومعها باقى القارة واشاعة متقصدة لتفتيت الاوطان العربية حتى تتساوى الدول العربية الكبيرة والصغيرة واسرائيل بالصراعات الطائفية فلا يبقى احد احسن من احد. فليست اسرائيل وحدها التي تتعين على نفى شرط قيام ديمقراطيات عربية حتى تبقى هي الديمقراطية الوحيدة فتبتز العرب بتلك الميثولوجيا الفاضحة الملفقة تلفيقا.

فقد بقي يناسب العرب الصهاينة طويلا ان تتحور المجتمعات العربية العربقة إلى مجتمعات قبلية اسراتية لحساب بعض ابعاديات النفط النانوية تلك. قياسا تبلى مراكز الثقافة التاريخية فتضعضع بمال اثرياء العرب وقنواتهم المشبوهة ونخبهم المرتزقة لحسابات مراكز ثقافة ثانوية قيضت منذ اقل من ثلاث عقود من الزمن الضائع خصما على الحضارات الثقافات العربية الكبرى والمثقفين والفنانين والمفكرين العرب الشرفاء. فان غيب مبنى للمجهول) الاخيرون في زمان ومراكز الفكر والفن والادب والحضارات القديمة العريقة فقد راحت بعض جماعات في تلك الكيانات النانوية تصطنع لها ادوار كبرى عشية ربيع العرب خاصة مع انتشار الفوضى الكئيبة تلك.

قيام وسقوط امبراطوريا تدوير الكلام والنخب المشبوهة:
حيث لا يتوقع ان تستسلم امبراطوريات تدوير الكلام وسقط القول هكذا بدون معركة كبرى يتدافع البقالون بدورهم للظهور على شاشات القنواة الشريفة والمشبوهة معا كيما يؤكدوا اصطفافهم إلى حانب الثوار بل ينتحل بعضهم الثورة وهو الذي لم يسهم بشئ ابعد من تكريس مصالحه الصغيرة مع ادعاء نضال مشبوه او-و الاعلان صراحة عن انكاره مرارا لقدرة الشعوب على عمل شئ فيما قد يدعى بعضهم انه اشتراكي بل حتى ماركسي تكاذبا مما يبعث على القرف. فاؤلئك البهلوانات النخبوية اللا فكرية اكثر من يجيد اللعب على الحبال. فاللعب على الحبال من طبعه خلق وتكريس شرط تحور سياسة ونضال أمثالهم المشبوه إلى سيرك متجول يعرض بضاعته على من يدفع ثمن بطاقة الدخول. الا ان اخطر ما تتعين عليه تلك البهلوانات اللافكرية هو انها تصادر كل فكر بديل اذ غالبا ما يزحم هزال فكرها في خضم ما يسمى الفوضى الخلاقة من وجهة نظر البهلوانات والمخربة المدمرة من وجهة نظر المخضعين لتلك الفوضى.

 ومن اعراض افلاسهم ان تأتي النخب المشبوهة تلك بهذا الوصف اوعية فارغة تملا صباح مساء بفصول السردية الاعرابية فتاة وغثا وقد كلفت تلك النخب بخطاب الاخيرة وتمرير اجندتها. وان قيض لبعض تلك النخب محاولة ابداع تذكر فانها لا تملك الجرأة على النطق بشئ قبل استئذان سادتها الذين يطيبوا خاطرها بالقول بانهم هم أنفسهم لم يكونوا ليدركوا تلك الدرر التي نطقت بها بعض تلك النخب الاكثر ابداعا في الارتزاق من غيرها. وتصدق الاخيرات المسكينات فتنطلق تلقلع مفتخرة بما قاله سادة الكون لها على سبيل تشجيع طفل لم ينفطم بعد من مرولة ريالة التسنين. وقياسا فكثيرا ما يدفع الافلاس ببعض أولئك البقالين البهلوانات المرتزقة إلى سرقة فكر من عداهم ليشوهه وينكره على اصحابه و-او يعمش على فكر من عداه بعيون مفتوحة. وحتى ان كان لبعضهم بقية من ضمير فهم يدركون انه عليهم ان يفعلوا ذلك مرضاة لمستخدميهم فلا يأتون على ذكر كل من تعينوا هم او-و جماعاتهم على التعميش على وجوده واقصاءه وتشوبه سمعته بتشجيع وتواطؤ بعض القنوات الفضائية وبعض مقدمي البرامج وقد بات بعضهم يطرح نفسه بدوره مفكرا ومثقفا في منافسة مع غيره في الساحة التي تكاد تخلى (مبنى للمجهور) من كل رصين لحساب الادعياء والمرتزقة.

وتجدهم عندما يغلب بعضهم تفادي التصريح برأي حول قضية موسمية أو مناسبة تجدهم يستدعون افكار خصومهم وقد نسبوها إلى اسماء لا علاقة لها بأصحابها فقط لتمرير القول بالمناسبة المعينة مرة ومرة حتى يطرحون انفسهم كمطلعين وعالمين بالفكر الرصين. فكل شئ يجوز في ساحة الصراع الضاري على مكان تحت سماء العولمة الغائم المطير في جميع الفصول، وقد بات الصراع من اجل الوجود المشبوه ذلك صراعا كصراع الوحوش في الغابة بل ادني. واذ لا يفترس وحش طريدة الا اذا كان جائعا الا تلك الجماعات جائعة ومتعطشة لدماء ضحاياها من خشية دائمة تشارف الرهان من فزاعة المثقفين الشرفاء او-و بيداء المعارضة الرصينة والمثقفين الشرفاء. فقد ضيقت الدول والعولمة والرأسمالية المالية الساحة فلم تعد تسع الكل وما كانت لتسع الكل ابدا على غرار توازن العمالة واعداد العاطلين في سوق العمل. فتما قاتل أو مقتول حسب منظق تلك الكواسر التي بلا مخالب أو اسنان تخصها حقا. ذلك ان الدولة القائمة العولمة الرأسمالية المالية توظف في كل مكان نظرية كلب بافلوف والارغام والترهيب والتجويع ختى يغدو الفرد متضورا فقابلا لالتقاط أي فتات كانت سواء فكرية أو من الخبز أو الحرية. ويتعين ذلك الترويع والتجويع على استقطاب المعارضة بالجملة والمعارضين "فكة أو فراطة" كما يقول اللبنانيون. وبالمقابل تبدع الدولة مجالس الادب والفنون وجوائز الدولة التقديرية والتكريم وتعيين الناس في البرلمان نواب عمن لم ينتخبهم ومستشارين بالكوم.

ولا يمنع ذلك معظم النخب من بل يدفعهم إلى احتكار المنابر والقنوات الفضائية والمناسبات والاحتفالات والتظاهرات الثقافية وغيرها من بضاعة بقالات متعهدي تلك المناشط بمال اثرياء العرب ورصفائهم الصهاينة العرب مدعين زعامة الفكر والتنظيم في بلادهم او-و نيابة عن حكام بلاد غيرهم. فتجد معظمهم يسمسر في تسويغ انظمة عزلة بعض الانطمة من أي حليف بين معارضاتها الوطنية. فيناصر بعض النخب والصفوات العربية اؤلئك الحكام المعزولين خصما على معارضي اؤلئك الحكام مثلما فعل بعض المأجورين والذين اغوتهم جوازات السفر الديبلوماسية والسفر والنزول في ضيافة الحكام في فنادق الخمس نجوم وربما بالزواج المجاني دفاعا عن سياسيات أولئك الحكام وفى مواجهة معارضات أولئك الحكام. ومعظم هؤلاء معروف لسوء حظه بالاسم وللشعوب وانصارها من الشرفاء فذاكرة الاخيرن طويلة ان علم اؤلئك المرتزقة.

Obedience Training Exercise تمارين الاذعان:
يدرب الكلاب على الطاعة وتسمى الحركات التي يقوم بها الكلاب في معارض أو مسابقات الكلاب بتمارين الطاعة ويدور الكلب حول كاحل صاحبه أو صاحبته ويقوم بحركات ايقاعية على ما يفترض انها محصلة النغمات الموسيقية المصاحبة في حين ان الكلب يتبع تعليمات سيده أو سيدته التي يهمس بها طوال الوقت. فالكلب قد لا يسمح الموسقى بنفس التنغيم ونحن لا نعرف الا بقدر ما قال العالم العالم السيكلوجي الروسي ايان بافلوف Ivan n Petrovich Pavlov 1849 -1936 بشأن التكييف العاطفى أو العصبيTemperament Conditioning الفعل الانعكاسي غير الطوعي Involuntary reflex action. فالكلب يطيع سيده أو سيدته وحسب. ويقوم بعض المتثاقفين وبعض النخب في العالم الثالث والاول ابضا بما يشارف حركات الكلب اذ يدور حول كاحل اسياده في طاعة مطلقة مع ان ايقاع الموسيفى المصاحبة قد تختلف منواليا بغاية التعميش الشعوب التي يدرك الاسياد انها حرية بأن تكشف الاكذوبة كا في كل مرة وكلما طفح الكيل.

التعلق بخيوط العنكبوت:
لا يكتب بعضهم وانما ينتظر ان يكتب غيره فيسارع إلى محاسبته على كل همزة أو هفوة. فكل هم هؤلاء تتفيه ما هو شديد الاهمية Makes nonsense of a serious matter ليس وحسب بغاية ان يظهر اسم الواحد منهم وكانه اعلم من الكاتب انما وايضا ضغينة على من يكتبون بخاصة أولئك الذين يتمنى الخائبون لو انتحلوا عملهم وغالبا ما يحاولون بامل ان يغفل الزمان. فهم يدركون ان هناك قانون في البلاد التي تحترم الفكر ولو ادعاءا يحاكم على مثل ذلك اللغو الخطير. هذا وقد تكون لبعض هؤلاء الادعياء بوصفهم العرب الصهاينة غالبا جرائم اخطر هي النيل من المتجردين والرصناء لحساب الصهاينة. وحتى ان لم يدر صاحبنا مغبة فعله فان ذلك الشخص العاجز عن الموضوعية بهذا الوصف حريا بأن يندرج بالنتيجة -بلا وعى-يندرج ذلك الشخص العاجز عن الموضوعية في خانة الخونة بامتياز. فأمثاله غالبا ما يعوزه الوعى جراء انخراطه في مشروع شخصي ذاتي لا يرى سواه وقد اعمته ذاتيته الطافحة حتى الجنون عما هو موضوعى أو وطني تماما حتى بات يعتقد في نفسه فارس الوطنية وكل ما يقوم به من تلميع نفسه نضال.

وقياسا تجد بعض تلك الكائنات تعتقد في نفسها حتى يهيأ لها انها "ضمير الامة". امثال هؤلاء ليسوا سوى ابطال ما اسميه الكوميديا الفاجعة. لقد جاء زمان محاسبة تلك الكائنات باسم الحركات الشعبية. ذلك ان وجودهم يزحم فضاء الفكر الثوري بل يتهدده ويصادره ويؤخر نضوج شرط نجاح الحركات الشعبية ويصوغ فكر الحركات المضادة ويكسر الاخيرة خصما على الحركات الشعبية التاريخية في كل مكان. ذلك انهم جزء من الثورات المضادة ونخب عضوية في تكوينها وانجازها. فتلك النخب جزء منها سواء ادرك بعضهم ام لم يدرك اما سذاجة تشارف الخديعة أو تواطؤا مبينا. لماذا لا يحلل المثقفون العرب والمسلمون النخب-الصفوة والمثقف العربي والمسلم بعد جرامشى بل منذ باريتو وموسكا تاريخيا؟

مراجع هوامش على المتون وقراءات:
مراجع: يستهويني المثقفون بقدر ما يبعث بعض النخب والصفوة في قلبي الفزع. وقد عاصرت بعض المثقفين وبعض النخب العرب والمسلمين وكان الاخيرون قد تدحرجوا على بعضهم فبات مثقفون نخب وادعى نخب انهم مثقفين. ولست فخورة بتلك المعاصرة ولا تهمني في شيء بقدر ما توفر لي مادة لدراسة شريحة اجتماعية تعتقد انها طبقة احيانا. واجده مشوقا كثيرا ان الاحظ باثر رجعى مآل بعض تلك الكائنات وما استقر عليه حالها أو الاحرى لم يستقر فليس من طبع من يقضى يومه وحياته يبحث عن مكان له ولا يجد مكانا فيما يجأر صباح مساء بانه من المصطفين ان يحظ براحة البال. وان لا استحب فاكثر من لا استحبه-كون بعضهم ينكر على غيره عضوية هذه الجماعة المتساررة المتخاتلة فيما لا يدركون إلى ان احدا غيرهم لا يسعى لعضوية تلك الجماعة. ذلك ان معظمهم لا يدرك كم هي مفضوحة وعارية تلك الجماعة فيما يتدارون وراء ادعائاتهم ويبقون اخر من يعلم بما يراه الناس فيهم.

 

اكسفورد23 اغسطس 2011

 

قراءات:

The Power Elite is a book written by the sociologist، C. Wright Mills، in 1956. In it Mills calls attention to the interwoven interests of the leaders of the military، corporate، and political elements of society and suggests that the ordinary citizen is a relatively powerless subject of manipulation by those entities.

The structural basis of The Power Elite is that، following World War II، the United States was the leading country in military and economic terms.

The book is something of a counterpart of Mills' 1951 work، White Collar: the American Middle Classes، which examines the growing role of middle managers in American society.

A main inspiration for the book was Franz Leopold Neumanns book Behemoth: the Structure and Practice of National Socialism in 1942، a study of how Nazism came into a position of power in a democratic state like Germany. Behemoth had a major impact on Mills and he claimed that Behemoth had given him the "tools to grasp and analyse the entire total structure and as a warning of what could happen in a modern capitalist democracy". (C.Wright Mills: Power، Politics and People، (New York، 1963 p.174)).

 

هوامش

(1) يستهويني المثقفون بقدر ما يبعث بعض التخب والصفوة في قلبي الفزع. وقد عاصرت بعض المثقفين وبعض النخب العرب والمسلمين وكان الاخيرون قد تدحرجوا على بعضهم فبات مثقفون نخب وادعى نخب انهم مثقفين. ولست فخورة بتلك المعاصرة ولا تهمنى في شئ بقدر ما توفر لي مادة لدراسة شريحة اجتماعية تعتقد انها طبقة احيانا. واجده مشوقا كثيرا ان الاحظ باثر رجعى مآل بعض تلك الكائنات وما استقر عليه حالها أو الاحرى لم يستقر فليس من طبع من يقضى يومه وحياته يبحث عن مكان له ولا يجد مكانا فيما يجأر صباح مساء بانه من المصطفين ان يحظ براحة البال. وان لا استحب فاكثر من لا استحبه-كون بعضهم ينكر على غيره عضوية هذه الجماعة المتساررة المتخاتلة فيما لا يدركون إلى ان احدا غيرهم لا يسعى لعضوية تلك الجماعة. ذلك ان معظمهم لا يدرك كم هي مفضوحة وعارية تلك الجماعة فيما يتدارون وراء ادعائاتهم ويبقون اخر من يعلم بما يراه الناس فيهم.

(2) سمعت في ساعة لا مباركة انه كان في طريقه عائدا إلى الحكومة الليبية مخفا المجلس الانتقالي الا ان تلك الرواية لم تتكرر مرة اخرى وقيل ان جماعة غير معرفو اغتالته. ولن نعرف حقيقة ما يحدق في ليبيا كما لا نعرف حقيقة مايحدث في سوريا وغيرها جراء الحرب الاعلامية الشرسة.

 (3) فاذا كان لديك اكثر من ماتروشكا يمكنك في هذه الحال ان تضع اي دمية رابعة أو خامسة في طافم البابوشكا مكان دمية رابعة أو خامسة في ماتريوشكا اخرى

(4) نشرة اخبار الخامسة مساء الاثنين 22 اغسطس على بي بي سي راديو 4.

(5) انظر(ى)Armstrong Karen:2007:The Great Transformation: The World in the Time of Buddha، Socrates، Confucius and Jeremiah>Atlantic Books:London:PP:251-2.

 (6) انظر(ى) Armstrong : شرحه P:253

 (7) انظر(ى) Karen Armstrong: The Great Transformation: chapter 7:PP:244-261

(8) كان الاخير على صلة قوية بالنازى وبموسيلينى وكانت هدفه غواية العلماء الالمان للهجرة إلى الارجنتين. وكانت ايفا بيرون قد قابلت اهم زعماء النازي في 1947

(9) ذلك ان فردا يحل مكان زعيم القبيلة أو شيخ الطريقة بملابس عصرية وقلب تقليدى بلا عقل يخصه فهو بدوره تابع في عملية الاستحواذ على الفائض أو الريع أو الفائدة وانتاج. بضاعة الضلال المبين تعنيا على تكريس قصور الفكر التنبؤى لحساب المراكمة المالية. ذلك ان تلك النخب التقليدية وما بعد التقليدية تتعاطى مع وتروج اسطورة احبولة فرية السلام الدمقرطة الديمقراطية الغربية. ويصادر الغرب شرط نشوء غيره ويطالب غيره باخترال مراحل التطور التي اخذت من الغرب قرونا.و تدرك النخب الغربية وربما العربية انه لو كانت الديمقراطية تخلق شرط تطور أو نشوء الاغلبيات المفقرة المحكومة لما تحمست لها ولا دعت لها الرأسمالية المالية ولا اشعلت دفاعا عنها حروبا مدمرة باهظة.

(10) مما يلاحظ تباعا مع اندلاع تعبير بعض الشباب في انجلترا-فقد اقتصر احتجاج الاخيرين كما تلاحظون على انجلترا-دون ما عداها من الجزر البريطانية-عن بؤسهم وقد اتسعت الشقة بين الاثرياء والمفقرين في كل مكان بما في ذلك في المجتمعات الغنية. وكان بعض تلك الجماعات يسرق طعاما من السوبرماركيتات وفي مجتمع يعانى من تفاقم التغذية Over nutrition والبدانة. ولا اسوغ بالطبع عنف وتردي بعض الشباب في النهب والقتل.

(11) Manifest Destiny followed the war of independence on which was based the right of expansion thus the American west was conquered. There is analogy here with an earlier European notion which expressed itself in the so called right of conquest. These concepts also resonate with the German counterpart، Lebensraum meaning the Arian habitat and the living space. These concepts are further reproduced in the ally’s defence of democracy against the axis fascism، and the vilification of nationalism، the New World Order، the New American century and it’s off shoot the Greater Middle

(12) حيث تصدر الذهنية الغربية عما يشار اليه بالقدر الجلي Devine Destiny الذى يسوغ استلاب العامة في كل مكان لا يبرر القدر الجلي استلاب العامة وحدهم بل من هم فوق العامة من الطبقات الحاكمة في الامتدادات الكلونيابية

(13) انظر(ى) فالح الربيعى:2001:تاريخ المعتزلة: فكرهم وعقائدهم:القاهرة: ص:65-66.

 (14) Armstrong Karen: 2007: The Great Transformation: The World in the Time of Buddha، Socrates، Confucius and Jeremiah: Atlantic Books: London: PP: 251-2.

(15) انظر(ى) Karen Armstrong: The Great Transformation: chapter 7:PP:244-261

(16) انظر(ي) عثمان المنشاوي الاموي الحويطي الحسيني الهاشمي "بقدر ماتتدفق سيرة الامام بن حنبل بقدر ما يعز العثور على اي شئ مهما كان قليلا حول احمد بن ابي داود منتديات مكتوب على الشبكة

 (17) معظم التحليل الوارد حول محود درويش وشعر المقاومة من حديث للناقد الاسبانى بدرو مارتينث مونتابثز مع أثير محمد على بالكلمة الشهرية العدد بتاريخ يولنيو 2011 فلهما جزيل امتناني

(18) كان بعض الخيرين قد نصحوا بن حنبل بالا يرفض عطايا الخليفة

(19) لم يجد بعضهم محاولة قتل بن حنبل دبيا. ولولا قيمة وشهرة احمد بن خنبل لقتوله فيزيقيا .ذلك ان تلك الكائنات تحاول مماثلة قتل ضحاياها ادبيا بقتلهم فيزيقيا. فالواحد أو الواحدة منهم يعيش على الجثث والفضلات السامة.

 (20) Island in Chains: by Prisoner 885/63، Albie Sachs and Indris Niandoo Prisoner No. 885/63 on Robben Island. First published in 1982:Penguin Books، Limited

(21) كان رجاء النقاش رحمه الله ان احنقه احد الوصوليين قال ان ذلك الكائن له نفسية دودة .

(22) في لقاء مع أثير محمد على بـ(الكلمة) الشهرية العدد 52 بتاريخ يوليو 2011

(23) ذلك ان السارق قلما يملك التعين على الابداع الا بمواصلة السرقة والتكاذب مثلما يفعل الغرب وقد بنى سيرته على التكاذب وبقي يسوق الاكاذيب واصاف الحقائق صباح مساء. فالمبدع الاصيل كما يقول الاسباني بدرو مارتينث مونتابث تتوفر له ابعاد تنظيمية وفكرية وسياسية ويغيب ذلك المعيار للاصالة عن كل من لا يملك ناصية الابداع فينتحل ما لايفهم خارج السياق اعمال غيره ويسرق ما يبدع عداه. فامثال هؤلاء يعيشون على السرقات حتى يكاد بعضهم ان يسرق القرآن فيسرق بعضهم محمود درويش ويسرق اخرون صلاح عبد الصبور في اشهر ما كتب. وغالبا ما يسرقون الموتى وان لا يخشون الاحياء باعتقاد في قدرتهم على التهديد والترويع والابتزاز ان وجد ما يوفر لهم من ذلك سبب. ورغم ان يعض اؤلئك اللصوص مدفوعي الاجر ويملكون الاقتدار المادي على كراية من يساعدهم على الكتابة بالقروش في زمان الجوع والعوز الا أن مال الاخيرين يستهويهم بجنون. فهناك تلك التي تسرق حتى ابحاث طلابها وتؤلف كما يسلق البض وتنشر كما تفتح صنبور ماء. ذلك انها والناشر على يقين من التوزيع حيث تجبر طلابها كل عام على شراء ما تكتب مما لا يرقى إلى مقال في جريدة يومية بحال هكذا