لا تُراودْ زليخةَ عن شمسها في المساءِ
فما دامَ قلبُكَ قدْ قُدَّ من قُبُلٍ
فصَدَقْتَ ... وكانتْ من الكاذبينْ
لا تُراود زليخةَ عن نفسها
فالسماءُ التي أمطرتكَ
زهوراً وناراً
وصخراً وغاراً
ومجداً وعاراً
تميلُ على نقطةٍ من حنينْ
لا تُراودْ زليخةَ
فالعطرُ ما زالَ ينبضُ في معصميها
وفي مقلتيها
تفحُّ فحيحَ الأفاعيَ أنهارُ سودِ العيونْ
قلبُها قبلةٌ فوقَ حبلِ الحياةِ مجفَّفةٌ
ودمائي موزَّعةٌ في الفصولِ
مفرَّقةٌ في الحقولِ
معلَّقةٌ فوقَ حبلِ سرابٍ وطينْ
لا تراودْ زليخةَ
واتركْ لعينيكَ أن تنعما بهدوءٍ رصينْ
بعدَ كلِّ الذي حفَّ روحَكَ من نارها...
آنَ أن تستكينْ
لا ترُاودْ زليخةَ عن شمسها
لا تُراودْ زليخةَ عن مطرٍ زاجلٍ في خطاها
ولا عن شذىً هاطلٍ فوقَ صحراءِ روحكَ
لا عن قميصٍ يشفُّ عن الكهرمانِ العميقِ
ولا عن رخامِ البروقِ
ولا عن بياضِ الغمامِ السحيقِ
ولا عن رؤى عاشقٍ أو نبيٍّ
فما زالَ في كاحلِ الأرضِ
وردٌ ووشمٌ لمعزوفةِ الماءِ
ما زالَ في رمَقِ الشعرِ
بعضُ حليبِ الكلامْ
دَعْ وصايا ابنِ حزمٍ
ودَعْ ما يقولُ الفلاسفةُ القُدماءُ عن الحبِّ..
والجسديِّ الذي ليسَ يوصفُ
إلاَّ بحسِّيةِ الشهدِ فيهِ
ودَعْ فرَسَ النارِ تجري إلى منتهاها
إلى مبتدى النهرِ في دمِكَ المتحدِّرِ
من رفرفاتِ اليمامْ
دَعْ وصايا ابنِ حزمٍ
ودَعْ ما يقولُ الندى الذكريُّ
لأنثى الخزام
سوفَ يلزمُها قمرٌ راعشٌ في الشفاهِ
لتقضمَ تفَّاحةَ الإثمِ
يلزمُها قدَرٌ حارسٌ
أملسٌ كنداءِ المياهِ التي طفرَتْ
من أصابعها ملءَ أسطورةِ الرملِ
يلزمُها شجرٌ عاشقٌ
خافقٌ كالقلوبِ الصغيرةِ
في كلِّ أعضائها
واثقٌ بأنوثتها... كيْ تكونْ
شاعر من فلسطين
حزيران 2011