تقرير من فلسطين

استحقاق ايلول ... بين الرفض والقبول !

داعس أبو كشك

منذ اشهر والشعب الفلسطيني مشغول بأستحقلق شهر ايلول والجميع ينتظر ذلك بفارغ الصبروسط تناقضات في المواقف الدولية فمنها ما يؤيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس ومنها يعارض ذلك حتى امريكا التي اعطت الوعد على لسان رئيسها باراك اوباما نفضت يدها من ذلك وباتت تهدد باستخدام حق النقض الفيتو اذا تم عرض القضية على مجلس الامن بالاضافة الى التهديد بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية .ورغم كل ذلك استطاعت الدبلوماسية الفلسطينية ان تحرز نجاحات في تحشيد الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية بعدما وصلت المفاوضات الى طريق مسدود بفعل السياسة الاسرائيلية التي لم تذعن للقرارات الدولية او تنفيذ ما اتفق عليه مع السلطة الوطنية الفلسطينية .وراحت اسرائيل تسابق الريح في قطع الطريق امام قرار السلطة الفلسطينية في الذهاب للامم المتحدة .كما ان اللجنة الرباعية اخفقت في التوصل الى قرار بخصوص ذلك بسبب الضغط الامريكي الذي يقف الى جانب اسرائيل ولكن ذلك لم يثن الفلسطينيين عن التوجه الى هيئة الامم المتحدة وفي هذا السياق يقول نمر حمّاد المستشار السياسي لرئيس السلطة محمود عباس: "إنَّ القرار بالذهاب للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية بالمنظمة الدولية لا رجعة عنه"، مشيرا إلى أهمية مضاعفة الجهد العربي السياسي والدبلوماسي لدعم هذا الهدف وإنجاحه.
وأوضح حمّاد في تصريحات صحفية للوكالة الرسمية "وفا" على هامش زيارته للقاهرة: "إن حصول فلسطين على أصوات ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يجعلها بوضع أفضل مما هو الحال الآن حتى في حالة استخدام الفيتو في مجلس الأمن".
وأضاف: "في هذه الحالة يصبح وضع فلسطين كما هو وضع دولة الفاتيكان بالأمم المتحدة، أي تصبح دولة غير عضو بالأمم المتحدة، ولكن دولة حدودها مقبولة ممن اعترف بها، وبهذه الحالة تصبح (إسرائيل) دولة محتلة لأراضي دولة أخرى".

وتابع: "هذا يعطينا إمكانية الاستفادة من آليات عديدة في الأمم المتحدة، ولذلك (إسرائيل) منزعجة كثيرا من هذا الأمر وتسعى بأية وسيلة لإعاقة توجه العرب والفلسطينيين للأمم المتحدة".

وأشار إلى أن رئيس السلطة عباس سيلتقي سفراء فلسطين في الخارج في تركيا قريبا بهدف حشد التأييد ودعم الدول المعتمدين لديها من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعم التوجه الفلسطيني والعربي للأمم المتحدة.

ومضى يقول: "سنطرح على الأمم المتحدة التعهد المكتوب الذي قدمه رئيس وزراء (إسرائيل) الأسبق اسحق رابين لنا والذي تضمن عدم قيام تلابيب بأي إجراءات أحادية في القدس، وسنذكر العالم بأن (إسرائيل) تهود المدينة ومقدساتها وتغير معالمها وتغلق مؤسساتها العربية دون مبرر، وبشكل يتنافى والاتفاقات الموقعة".

واستدرك قائلا: "نحن نخوض صراعا سياسيا كبيرا، والمصالحة الفلسطينية تخدم هدفنا بالتوجه للأمم المتحدة، ومن هنا يجب ألا نبقى معلقين الأمر بهذا الشكل، وليس من الخطأ بأن نؤجل بعض القضايا المختلف عليها إلى ما بعد الانتخابات".

ومن جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة في الجامعة العربية: "إن الجامعة انتهت من إعداد طلب لتقديمه للسكرتير العام للأم المتحدة بان كى مون منتصف أغسطس القادم من أجل حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة".

وكشفت المصادر في تصريحات إعلامية، أن الجامعة العربية شكلت لجنة قانونية وسياسية ستجرى اتصالات مع الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل العمل على حشد التأييد الدولي للحق الفلسطيني المشروع.

وأعربت المصادر عن خشيتها من أن يصطدم الأمل العربي في الحصول على موافقة الأمم المتحدة على الأمم بالاعتراف بفلسطين وبعضويتها الكاملة في المنظمة الدولية باستخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو للحيلولة دون الموافقة على ذلك.

لقد تعودنا على ان الأمم المتحدة تكيل بمكيالين في التعامل مع القرارات الدولية المتعلقة بالحق الفلسطيني، وتجاهل عشرات القرارات المتعلقة بالحق الفلسطيني.

انه مع اقتراب شهر أيلول/ سبتمبر يترقَّب الجميع ما ستسفر عنه المعركة الدبلوماسية والسياسية التي تدور رحاها في محاولة لاستخلاص اعتراف هيئة الأمم المتحدة بدولة فلسطين على 20% من مساحة فلسطين التاريخية.

ان تغافل الأطراف على ان ( إسرائيل) قامت بقرار من هيئة الأمم المتحدة، ثم أهدرت مئات القرارات الصادرة من هيئة الأمم المتحدة لصالح الفلسطينيين، وهو الأمر الذي يقطع بأنهم يكيلون بمكيالين، ويهدرون أهم مبادئ الأمم المتحدة من عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة".
وأن الغرب يهدر كل مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، ويشارك في أعمال غير إنسانية، مثل حصار غزة .

إن الغرب يقف أيضًا ضد حق الفلسطينيين المشردين في العالم في العودة إلى ديارهم، هذا في الوقت الذي يسمح فيه لأي يهودي في العالم الاستيطان داخل فلسطين".

وأن هذه القضية تحتاج إلى المصالحة بين الفلسطينيين أنفسهم؛ حتى تتوحَّد كلمتهم وسياستهم وإرادتهم في مواجهة الظلم العالمي، كما أنها تحتاج إلى أن تتحمَّل الدول العربية مسئوليتها إزاء هذه القضية، وكذلك الدول والشعوب الإسلامية؛ خاصة وأن فلسطين قضية العرب والمسلمين جميعًا. واننا نتوجه  إلى الأحرار والشرفاء في العالم كله حتى ينحازوا للحق المظلوم والمهضوم، وللإنسان الفلسطيني المشرد والمحاصر والمعتقل والمحتلة أرضه حتى يعود إليه حقه.

ومن ناحية اخرى قالت مصادر اسرائيلية ان الحكومة الاسرائيلية تركز في جهودها الدبلوماسية حاليا على مجلس الامن الدولي وليس على الجمعية العامة للامم المتحدة باعتبار ان "الاعلان عن اقامة دولة فلسطينية لن يكون له مفعول قانوني اذا لم يأتِ في أعقاب توصية من مجلس الامن".
واضافت هذه المصادر: النشاط الدبلوماسي تركز عليه اسرائيل في مجلس الامن، بهدف اقناع الاعضاء فيه باسقاط مشروع القرار أو عند انعدام البديل الاعتماد على فيتو أميركي.
وبحسب هذه المصادر فان "جهدا دبلوماسيا اضافيا يركز على تحقيق كتلة تتكون من 40 ـ 60 دولة، بمن فيهم دول مؤثرة كدول الاتحاد الاوروبي وكندا واستراليا واليابان لتعارض خطوة احادية الجانب او تمتنع عن التصويت".

وقالت صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية: "ومع ان مثل هذه الكتلة من المعارضة لن تمنع اتخاذ القرار، الذي من المتوقع أن يقر بأغلبية 120 دولة، الا انه كفيل بأن ينزع الشرعية عن الخطوة الفلسطينية".
وتشير الصحيفة الى انه "في اسرائيل وان كانوا يواصلون الاعداد للتصدي لامكانية أن تعترف الامم المتحدة بدولة فلسطينية الا انهم يعدون الارضية للفشل ناقلة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله في اجتماع للجنة الخارجية والامن البرلمانية الاسرائيلية: "ليس بوسع أحد أن يمنع القرار بالاعتراف بدولة".

واشارت الصحيفة الى انه "في هذه الاثناء يخوض الاميركيون جهودا لبلورة صيغة تعيد ابو مازن ونتنياهو الى طاولة المفاوضات في محاولة أخيرة ربما لمنع التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة في أيلول".
وقالت: "خلف الكواليس يدير الاميركيون اتصالات مع مكتبي رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس السلطة ـ في محاولة لتحديد مبادئ متفق عليها للمفاوضات. الاتصالات تتقدم في اقناع ابو مازن للتخلي عن الاتفاق مع حماس او في محاولة ضمان ان تقبل حماس شروط الرباعية وتكون شريكا شرعيا في الحكومة الفلسطينية. وبرأي محافل ضالعة في الاتصالات، فان الاحتمالات ليست عالية.

واذا حملنا شهر ايلول كل امنياتنا التي من الممكن ان تتحقق او لن تتحقق فان المعطيات تشير الى ان تحقيق هذه الامنيات بعيد المنال بسبب الموقف الامريكي الذي يجند دولا اخرى لمعارضة الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتهديد باستخدام حق النقض الفيتو والتلويح بقطع المساعدات كل ذلك من شأنه ان يؤدي الى تداعيات جمة تشعل المنطقة وتعيدها الى المربع الاول .

ان المطلوب من الادارة الامريكية واذا كانت راعية بصدق للمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ان تترجم رؤية الرئيس اوباما على ارض الواقع في اقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وانهاء الاحتلال الاسرائيلي وحل قضية اللاجئين والمياه والمستوطنات وان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية واطلاق سراح الاسرى  وان تأخذ فلسطين مكانتها كعضو عامل في هيئة الامم المتحدة وهذا ان تحقق سوف يعم السلام العادل في المنطقة ، ولكن الغريب في الامراننا نسمع جعجعة امريكية ولا نرى طحنا !!!