تشتغل هذه المداخلة على ببليوغرافيا قصصية صادرة سنة 2003 والتي بلغ عدد مجاميعها القصصية ثمانين وثلاث مائة مجموعة توزعت بين (وادي الدماء(1947)، وبين (2003)[النصل والغمد] ل(محمد شويكة).
واستندت هذه المحاولة إلى قراءة عناوين المجاميع القصصية عبر المحاور التالية:
§ - محور الزمان .
§ - محور المكان.
§ _محور التفاؤل.
§ _ محور التشاؤم.
§ - التركيب الفعلىز
§ _التركيب الإسمي.
§ _التركيب الفعلي.
§ _ المعرفة والنكرة.
§ _الصياغة المباشرة أو الجمالية.
§ _وأخرى.
1ـــ في المحور الأول، أي محور العناوين المحتفلة بالمؤشرات الزمنية، وجدنا مجاميعها القصصية التي لم تتجاوز اثنتين وعشرين مجموعة (22مجموعة)، بنسبة (5,78)في المائة. وهي أقل نسبة في هذه الببليوغرافيا.وللأمر دلالته ، من خلال الملاحظات التالية:
أ-تركيز القصة القصيرة على الظاهرة، أو النموذج،من جهة ، وعلى الإسثتنائي من جهة ثانية.
ب-التركيز على اللحظة ، في جانبها الإنفعالي، وتداعياتها الملموسة في المرئي والمحسوس‘ فضلا عن المجرد.
ج- ارتباط "الزمنية" بالتحول والتطور والتعدد. وهذا ما لاتتسع له القصة الفصيرة الخاضعة لقوالب شائعة تكرس نوعا من الثبات في المرجعية القصصية المتداولة.
2-أما بالنسية لمحور المكان، فالنسبة السليقة وصلت الضعف حيث وصلت المجاميع القصصية إلى إحدى وأربعين مجموعة(41مجموعة) بنسية(10,78) في المائة. وهذا يسمح بإبداء الملاحظات التالية:
أ-المكان أداة لإبراز الشخصية الإنسانية التي تعد مربط الفرس في القصة القصيرة.
ب-المكان ثابت ، والقصة القصيرة اقتناص للحظة، كلمة،سلوك،زاوية ، ظل...
ج-المكان فضاء ،والقصة القصيرة بؤرة تتموقع في زاوية من زواياه، دون أن تكون معنية بالرصد المفصل، أو الإحتواء الشامل لمختلف جنباته.
3ـ في محور التفاؤل, وصل عدد المجاميع القصصية اثنين وثلاثين عنوا نا, مشكلة نسية(8,42) في المائة. وهذا يدل على:أ_ عدم امتهان القصة المغربية للفرح.
ب ـ تحتفل بالظل وبالمختفى والغائب.
ج_ تعكس حنينا ما إلى " نوستالجيا" متجددة.
4_ وهذا يساعدنا على تبرير الإرتفاع المهول لنسبة العناوين المشوبة بصيغ من التشاؤم والسوداوية.عدد هذه المجاميع ما ئة وثلاثة وتسعون عنوانا‘أي بنسبة (50،78)في المائة مجسدة بذلك نصف المجاميع الواردة في الببليوغرافيا.وتجدر الإشارة إلى أن الطابع التشاؤمي ما زال مهيمنا إلى الآن, كما جسدته عناوين بعض المجاميع القصصية الصادرة في2009، والمنشورة في موقع "فوانيس الإلكتروني:
( اسثتناء-قليل من الملائكة_قتل القطط_ طوفان...الخ).
والقارئ لهذه العناوين المتشائمة، يلمس انتشار "المأساوي" في العالم، إنسانا ونباتا وحيوانا.حدثا واسترجاعا، موقفا أو رؤية.
واحتراف القصة للحزن يعكس أسلوبها المميز في مطاردة المنفلت في الزمان والمكان‘ الذي يتحول إلى إحساس ممض بالوحشة المنتشرة في الداخل( الذات) والخارج (العالم).وهذا يولد ، في النهاية، عجز الكائن عن إعادة ماكان في ماهو كائن، وفي ما يجب أن يكون.القصة القصيرة لسان المهمشين والمغمورين والمخدوعين والحالمين. لسان النممكن من المستحيل.
5ـ وبلغت نسبة المجاميع التي استخدمت الجملة الفعلية- وعددهاأريع وعشرون مجموعة-(6،39) في المائة. وهي نسبة متدنية بالقياس إلى العناوين المستخدمة للجملة الإسمية التى بلغت نسبتها(83،42) في المائة, أي ما يعادل ثلاث مائة وسبع عشرة(317) مجموعة قصصية. وهذا رقم دال يقتضي التفسير والتبريروالتأويل:
أ ـ استعمال الإسم، بحكم طبيعته غير الزمنية، عكس الفعل، يجعل منه ظاهرة، أو نموذجا دالا. والقصة القصيرة تفضل تقديم الظواهر الدالة على وضع ما يغلب عليه الخلل واللاتوازن.
ب. الإسم ‘ عادة‘ يعكس الثبات‘ وليس الحركة، مما يسمح بالتبئيرلالتقاط الجوهري دون العرضي.
ج_ الصياغة الإسمية مبنية على النكثيف الملائم لطبيعة القصة القصيرة.
د_والصياغة الإسمية تقوم على نوع من التماثل بين أطراف الجملة‘ومراعاة أبعاد التماسب بين أقسامها مما يمنح العنوان الإسمي إبقاعا موسيقيا مؤثرا في عملية التلقي.
ه_تتوزع الصياغة الإسمية بين الدلالة القريبة( اسم العلم المتداول) وبين الدلالة البعيدة خلصة إذا نظرنا إلى الإسم من موقع الصفة المسبهة‘أي الموقع البلاغى والدلالي.
6. أما بالنسبة للمجاميع التي قامت عناوينها على اسم العلم ‘فإنها جاءت على الشكل التالي:اسم العلم معرفأ(مفردا أو جمعا): باغت عدد مجموعاته إحدى وعشرين مجموعة(21مجموعة) بنسبة6،39 في المائة. أما بالنسبة لإسم العلم النكرة- مفردا أو جمعا-ضميرا أوصفة.....فقد بلغ عددها اثنين وثمانين مجموعة( 82مجموعة) بنسبة)21،57)في المائة. والمقارنة بين النسبتين تكشف عن ارتفاع نسبة اسم العلم النكرة بالقياس إلى اسم العلم المعرفة الأسباب التالية:
أ_ يشخص اسم العلم النكرة الوضع الإنساني العام دون حصره فيب نموذج معين.
ب_يحقق، بسبب ذلك، كثافة رمزية عالية تمنحه الإستمرار والشمول.
ج_ يرفع من عنصلا الإثارة‘ والرغبة، من جهة أخرى، في الكشف والإكتشاف.
7_وبلغت المجموعات المعنونة بعناوين مباشرة،أو تقريرية،أربعا وثمانين مجموعة ‘ بنسبة(22،10) في المائة، وهي نسبة متوازنة تعكس ارتباط النص باليومي ، أو الواقعي،بالقياس إلى العناوين السعرية ذات الصياغة الجمالية التي وصلت إلى سبعين مجموعة بنسبة (18،42) في المائة، مما يؤكد على ارتباط النص بالملموس أكثر من المجرد.
8_يأتي المحور الأخير الذي انضوت تحته المجاميع القصصية البعيدة عن التصنيفات السابقة، والتي أطلقنا عليها( وأخرى) ، بعد أن بلغ عددها مائة وتسعا وخمسين مجموعة، بنسبة84،41في المائة وهي نسبة تسمح لنا بإبداء الملاحظات التالية:
أ-رفض القصة القصيرة للتنميط. فهي جنس أدبي متمرد. بناؤه من زجاج، وليس من إسمنت وحجر كما هو شأن الرواية.
ب-إمكانات القصة ةالقصيرة في توظيف كل ماهو حيوي في العالم من عناصر وصيغ وأساليب وطرائق الكلام.وهذه الديناميكية المتواصلة تجعل من هذا الفن نهرا لانسبخ فيه مرتين..
وتجدر الإشارة إاى أن قارئ هذه الببليوغرافيا سيضع يده على تحولات المجتمع المغربي، من خلال هذه العناوين ، التي عكست طبيعة القضايا السائدة طوال هذه المرحلة، علما أن الموضوع الإجتماعي ظل قاسما مشتركا بين النصوص الصادرة. ولو حاولنا ترتيب هذه الموضوعات عبر تواتر هذه النصوص فسنجد الآتي:
&- الموضوع الوطني/الإجنماعي( منة أواخر الأربعينيات إلى أواسط الستينيات).
&-الموضوع الإجتماعي إلى بداية التسعينيات.
&-الموضوع الإجتماعي/ الجمالى إلى نهاية التسعينيات.
&-الموضوع الجمالي مع بداية الألفية الثالثة.
وبالإضافة إلى هذا وذاك، قدمت الببليوغرافبا صورة تقريبية عن وتيرة الإنتاج الفصصي من خلال المحطات التالية: عرفت فيه أواخر الأربعينيات(1947) صدور مجموعة واحدة( وادي الدماء ل" عبد المجيد بنجلون")، وشهدت سنوات الخمسين صدور خمس مجموعات قصصية، وسنوات الستين ثلاث عشرة مجموعة، وسنوات السبعين سبعا وأربعين مجموعة(47) وسنوات الثمانين تسعا وخمسين مجموعة(59) وسنوات التسعين مائة وخمسا وخمسين مجموعة(155).
وأخيرا ، وليس آخرا، قدمت بداية الأبفية الثالثة مائة مجموعة قصصية. والملاحظ أن مسار الإنتاج القصصى يأخذخطا تصاعديا‘ على مستوى التراكم الكمي{2}،علما أن الجانب الكيفي يحتاج إلى وقفة أخرى،الذي لم يلتفت إليه النقد إلا في جانب ضئيل‘ وفي سياق ملابسات معينة.
هوامش:
1_ ل" محمد قاسمي.
2_ عرفت سنة2009، على سبيل المثال، صدور مايزيد على الثلاثين مجموعة في سياق الإنحياز إلى الصياغة الجمالية في العنوان والبناء لبقصصي.