بعد عرضها الباهر لمشروع "حوار المحبة" بين فرقتي "الهرموني" الفرنسية التي تضم 30 عازف بقيادة المايسترو تيري ويبير، وفرقة "أرابيسك" المغربية بقيادة الفنان نبيل أقبيب، الذي قدمته سيدة الأوبرا العربية بداية بتطوان ثم شفشاون وطنجة بشمال المغرب. عادت السوبرانو والباحثة المغربية سميرة القادري بعد أيام قلائل من تتويجها بملبورن بأستراليا بجائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون يوم 30 أكتوبر الجاري بمسرح محمد الخامس بالرباط، لتجديد لقائها في حوار آخر، ومحبة أخرى مع جمهورها بجنوب المملكة المغربية. قبل أن تفتتح بهذا الحوار الحضاري والثقافي مهرجان ليالي الشرف بديجون في نهاية شهر نوفمبر القادم بفرنسا.
ولعل "حوار المحبة" العمل المقتبس إحدى قطعاته من الأوبرا العالمية "كارمن"والممزوجة بطريقة أكاديمية بميزان الدرج الأندلسي ، يبقى عملا ضخما يجمع مدينتين من الشرق والغرب (تطوان وشونوف)، في سفر فني يضم أعمالا خالدة في الربتوار العالمي والعربي المعاصر. كروائع الإخوان الرحباني وزياد شحادة ومقاطع أخرى من أوبرا "كارمن" .
كما عمل العرض عن تآلف ومزج فني ضم اتجاهات موسيقية مختلفة في ثقافتيها وجغرافيتها، جمعت في سابقة جديدة حوارا بين آلات نفخية ووترية وإيقاعية مع آلات التخت العربي الممثلة في آلات العود والناي والقانون، سعيا لتحقيق فكرة المشروع: تآلف المقامات الشرقية والأنغام الغربية.
كما ستجدد سميرة القادري في حوارها هذا في مقطوعتي "لا يدوم اغترابي" و "لي بيروت" المقتبستين من موسيقى الاسباني ارنخويس التي تحاور فيها آلة العود مع الآلات النفخية ثم في القطعة الصوفية" يا حبيبي" في قوالب أخرى من الحوار بين الضفتين، حيث سينضم الناي والكلارينت ليمزجا عناصر جديدة تكسر قوالب الجمود وليحمع بين الشرق والغرب كما الحال في المقطوعة السيفردية "دوق غانديا" الموزعة بالآلات النحاسية.
كما سيجمع العرض حوار أخر في عزف قائد فرقة "أرابيسك" نبيل اقبيبب الذي سيؤدي بالكمان معزوفة schindler. قبل أن تختم سميرة القادري في حوارها بين الشرق والغرب، في أداء مقطوعة "زهرة المدائن" للسيدة فيروز، . ذلك أن سميرة القادري بفضل تكوينها، لا تجد صعوبة للانتقال من المدرسة الطربية التراثية في أدائها للموشحات إلى الكلاسيكي الأوبرالي تم إلى الموسيقى المعاصرة .