متغيرات المشهد العربي المتسارعة ونوافير الدم وزخات الغاز والخرطوش هي مدار اهتمام هذا المقال الذي تفكك فيه الباحثة السودانية المرموقة شبكة المصالح وترسبات التاريخ الاستعماري العنصري في الخطاب الغربي المراوغ، وتكشف عن الدلالات الأيديولوجية الخبيثة لتناقضاته المضمرة.

الدم والغاز والخرطوش

داروينية الاشمئزاز المتكاذب وفاشية اليوتوبيا

خديجة صفوت

بقى الغرب يقترف فظائع بحق البشرية انتقائيا وتسترا،(1) الا ان الصهيونية وامريكا تقترفان علنا فحشا لا انتقائي في  المقياس المدرج بين شعوب العالم قاطبة. تستخدم قوات امن معظم الدول الرصاص المطاطي (الرصاص المطاطي يشوه ويقتل حسب الطريقة التي يستخدم بها وحسب قرب وبعد الضحية وطغينة القناص) وتستخدم قوات الامن والجيوش عبوات الغاز المسماة مسيلة للدموع في  تفريق المتظاهرين في  مصر كما في  تونس وفلسطين وغيرها بما في  ذلك الولايات المتحدة على المسلمين وفى انحاء اخرى من العالم . وهذه الاسلحة ممنوع استخدامها على الحيوانات. وتنتج شركة Combined Systems Inc. (CSI) ومقرها جيمس تاون Jamestown بولاية بنسيلفانيا- هذه الفصيلة من القنابل(2). وتتخصص الشركة في تزويد الجيوش ووكالات الامن في  كافة انحاء العالم بما تسميه اليات السيطرة على التجمعات "crowd control devices".  الا انه ان يعرض الناس ويضارون في  كل مكان من تلك الاسلحة التي باعتها الولايات المتحدة لمصر وتونس وعيرهما لا يحرج اوباما الذى بقي أربعة أيام لا ينطق حرفا فيما كان المصريون يقتلون دفاعا عن حريتهم وخبزهم وكرامتهم واستقلالهم عن امريكا والصهيونية العالمية واعوانهما.

رزاز الفلفل الكيماوي:

وقالت صحيفة "واشنطن بوست (على الشبكة الاربعاء 23 نوفمبر 2011 السااعة 11.34) "انه في تطور مقلق خلال الأسابيع القليلة الماضية تم استخدام مادة رزاز الفلفل الكيماوية ضد المتظاهرين المسالمين في الولايات المتحدة، والذي يسبب احمرار وتورم وسعال ولهاث ويستمر لوقت كبير وقد يؤدي إلى تلف في الأنسجة في الجهاز التنفسي. وهي المادة التي تم حظرها في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، كما كان من بين الجرحى في فض امرأة تبلغ من العمر 48 عاما وكانت حامل بالإضافة إلى قسيس إلى جانب عدد من طلاب الجامعات الذين تجمعوا بشكل سلمي في حرم جامعة ديفيس بكاليفورنيا. وتم الهجوم عليهم في الحرم الجامعي من قبل قوات مكافحة الشغب بخراطيم رزاز الفلفل وذكر احد الطلاب أن اثني عشر طالبا سال الدم أسفل حناجرهم بعد 45 دقيقة من استنشاقهم غاز رزاز الفلفل. وكتب محمد سيف الدولة الاربعاء 23 نوفمبر 2011 في الامة العربية تحت عنوان جمعة ضد الغاز والخرطوش: "لم نعد نحتمل سقوط مزيد من القتلى والمصابين والإدانة لم تعد تكفى .. يجب ان نرغم قوات الأمن على وقف عدوانها فورا ....وبعيدا عن السياسة والانتخابات والمفاوضات والاجتماعات والبيانات ، يجب ان نحمى أولادنا مع الحفاظ على حقهم في الاعتصام السلمي ..فلنحرص على سلامة الشباب بقدر حرصنا على الثورة "(بعد انهيار الهدنة للمرة العاشرة)

وتساءل جيمس فالوز "كيف كنا نتصرف إذا كنا شاهدنا ذلك العمل من بعض وحدات مكافحة الشغب في الصين أو في سوريا " مجيبا إننا نشاهده باشمئزاز وغضب وبنظرة تعاطف مع الضحايا وبشعور عميق بالرغبة في مساعدتهم مع العلم إن الولايات المتحدة ليست هي المكان الوحيد الذي تقع فيه هذه الأمور، مشيرا إلى أن العنف هو الذي دفع الآلاف لاحتلال الساحات والحدائق العامة والجامعات بالإضافة إلى تخلى النظام السياسي عن التزاماته تجاه العامة. وقال نورم ستامبر "أن ضباط الشرطة الذين يكافحون المتظاهرين هم أنفسهم من ضحايا العلل الاجتماعية التي تعيش بها البلاد الآن".

ولعل الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية اذ تخطط او الاحرى تتواطأ على تسريع عملية حلول بعض تنويعات الاسلام السياسي في السلطة نروم تكريس شرط استقطاب طائفى وغيره بين العرب والمسلمين فيتواجه الكل مع الكل فيما يشارف حرب الكل مع الكل في تنويع على ما تمثل في  اروبا الغربية عشية حركة العقد الاجتماعى. سوى ان تلك الحرب لا تتعين على ما من شأنه ان يؤدي الى العقد الاجتماعي. فالمطلوب هو ان نتواجه فيقضى بعضنا على بعض او نكاد. وكانت الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية قد شرعت فعلا في  توظيف الحروب الاهلية التي تقيض القضاء علينا بالمجان مثلما حدث في  لينبيا والصومال وفي الكونغو وبما يخطط له في سوريا. فان وضع السلاح في  ايد البعض وجعل منهم جماعات معارضة مقاتلة في  وجه جماعات اخري فما الذي يمنع اصطراع العداء الدموي فيما تقف الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية تتفرج علينا؟ ولا تخسر الرأسمالية المالية جنديا واحدا بل قد لا تطلق رصاصة؟

وحيث لا تخسر الرأسمالية المالية جنديا واحدا ولا يصرف من ميزانلية الدفاع المتناقضة شيئا تطالب الرأسمالية المالية بتكلفة دور الناتو في  الحرب الاهلية الليبية. والاخطر هو اننا نوفر-بالتطاحن تلك الصورة التي صورتها لنا نظريات العنصرية العلمية باكرا من اننا كائنات دنيا لا تستحق ما لا يحيق حتى بالحيوان. ذلك ان ما يسمى الفصائلية يقول بان الانسان حيوان وقياسا لا ينبغى ان يفرق بين الانسان والحيوان. وان لا يستوى التفريق بين الانسان والحيوان فلا بأس بالتفريق بين البشر. اى انه لا بأس بالتفرقة بين البشر في  حين ان التمييز بين الانسان والحيوان يقرق بين البشر بكاميراتوصف ان كافة الكائنات تنتمى الى فصائل ينبغى التعين على حمايتها الا ما خلا البرابرة منها. ذلك انه ما ان نتواجه هكذا في  حرب الكل ضد الكل فسيحق علينا ان نوصف بالبربرية مما يخرجنا عن حظيرة الانسانية فتوقع بحقنا الابادة بجريرتنا تأكيدا لنظريات العنصرية scientific racism.  فدم غير الغربي يستباح كونه اقل ادمية من الغربي بل واقل من الحيوان حسب نظريات العنصرية العلمية وكانت الاخيرة قد تمأسست فوق مفهوم الفصائلية Specism  المذكورة في مكان اخر.

تفزع اليهودية والمسيحية من الدم واسماعيل ذبيح الله:

حرم (بمعنى احرق وساوى بالارض) اعراب الشتات وحلقائهم مدننا منذ مدينة حمور ملك اخيش ما بين الخليل والمجدل الى الفالوجا وسيرت ؟ ويقتلوننا كما تقتل الكلاب الضالة وهم الذين من رقة فؤادهم لا يتحملون ان لا يخرج الجار يمشي كلبه فيسارعون الى استدعاء الشرطة لنجدة الكلب المسكين من الجار الفظ؟ كيف يستعرضون قتلانا على شاشات التلفاز رغم ان قتيلا منهم لم تستعرض لحظات قتله هكذا ابدا . فقد انزلت قوات بلاك ووتر لاعتقال العقيد القذافى الا ان اعدامه بصورة لا انسانية ولا اسلامية ترك لمنوحشين من غير الغربيين فيما حدقت كاميرا غربية كانت جاهزة هناك لتسجل الحدث بتفصيل التفصيل بغاية كل من الاثارة والتشهير. والمجلس الانتقالي الليبي فيما اذا كان العقيد معمر القذافي قد اعدم? وكان العقيد معمر القذافي قد تعرض لعصف جنسي عنيف قبل وقاته بقليل ناهيك عن مقتله الذى استعرض على شاشات التلفاز لايام رغم ان قتيلا غيره مهما كانت قيمته او عدمها لم تستعرض لحظات قتله هكذا ابدا. وهم الذين يأنفون من الدم ويستعررون من البربرية Que Barabridade؟ السؤال كيف يفعلون ذلك بنا فر يقتلوننا وحسب. يقتلوننا كما تقتل الكلاب الضالة وهم الذين من رقة فؤادهم لا يتحملون للا يخرج الجار يمشي كلبه فيسارعون الى استدعاء الشرطة لنجدة الكلب المسكين من صاحبة الفظ؟(2) كيف يجبرون سجنائنا على ما تحرم او تستهجن ثقافتهم اذ يجردون الرجال والنساء فيوقونهم عرايا امام اعين الامريكان رجالا ونساء من الحراس والمحققين الرسمين ومقاولي التحقيق والاستخبارات الخصوصيين الى تكويمهم على غرار الكلاب في  مواسم التعشير Dog Pile الخ ؟ هل كان اي من جماعات التحقيق والازلال غافلا حقا عن معنى ما يفعلون بالعراقيين؟ كيف اغتصب جنود امريكان بقاعدة قرب المحمودية قرب بغداد وتخطيط ستيفن جرين عبير قاسم حمزة الجنابي (16عاما) واحرقوها في 2006؟ وكيف يقطعون اصابع طفل افغانى في  الرابعة عشر ليصنعوا منها قطع شطرنج؟ كيف يمثلون بجثث المدنيين الافغان ويحتفظون باعضاء الافغان تذكارا للحرب war trophies وهم الذين يأنفون من الدم ويستعررون من البربرية؟ فاي بربريةQue Barabridade؟ أم هي ابتزال راض وسعيد بنفسه Happy Vulgarity؟

انهم يدمرون مدننا وكل ما يدل علينا او-و يدعونه منذ مدينة حمور ملك اخيش ما بين الخليل والمجدل الى الفالوجا وسيرت. وما ننفك نشاهد على مر سنيين افلام وثائقية وسينما تشارف الجحيم اليومى بعشرات القتلى وسير القتل والعنف اليومي. الا ان اؤلئك اللذين لا يملكون منا فضائات عربية-لا يرون دماء ولا جثث. فمن اين جاء التطيير من مرآى الدم؟ ودم من ذلك الذى يصيب اراقته بالتطيير؟ ومن ذلك الذى لا يعنى دمه شيئا الا بقدر ما يتعين على من يريقه المغالطة في  اراقته والتستر عليها؟ بل الاهم هو لماذا يتحايل الغرب-امريكا-الصهيونية العالمية-على التستر على سفر تكوين منظومة القيم التي تؤلف ما يدعى انه حضارة تستنكف سفك الدماء؟ وهل بات التستر على سفر تكوين تلك "الحضارة" وظيفة الثورة المعرفاتية وقد غدت المعرفة على قارعة الطريق او نواصى المواقع الاليكترونية بالاحرى؟

وثنية العلاقة بالدم:

كتبت مرة في  علاقة بعض العقائد الوثينة وغير ذلك مما هو غربي او-و مغربن بالترحل فالاستقرار بالتذرع expediently-بالدم وكيف ان اراقة الدم بقيت تفزع الاديان الغربية –المسيحة الغربية تكاذبا- رغم او ربما بسبب أن الاخيرة قد اصدرت عن تنويعات وثنية. وقلت ان احراق الساحرات كان تفاديا لاراقة الدم وان عقوبة اعدام مجرم بحق العرش او الكنيسة كانت غالبا ما توقع بشج الرأس. فقد تحايلت المسيحية الغربية على سفك الدم بالقتل حرقا فاحرق المجدفون والخصوم من العلماء والمفكرون أعداء العرش السياسيين او خصوم الكنيسة من الطوائف المسيحية على الخازوق او-و بشج الرأس في  ضربة واحدة . وقد زوقت الممارسات الاخيرة بمحاكم التفتيش. وتزعم النسووقراط ان محاكم التفتيش وراء احراق الساحرات. وللدم خصوصية معينة في  اليهودية الا ما خلا حالات نادرة. فكيف يتساوق ذلك وقد اوشك ابراهيم ان يذبح اسماعيل ابنه من هاجر الامة المصرية؟

المهم فورا تحدر فزع اليهودية من الدم الى المسيحية التي بقيت تباعد بنفسها عن اليهودية حتى اخترقت اليهودية المسيحية الغربية نهائيا. فالمسيحية الغربية باتت بعد قرن او قرنين اقرب الى اليهودية رغم ان دم المسيح ما برح يتعين على انقاذ او خلاص المسيحين وحدهم. فقد ضحى الرب بابنه فداءا للمؤمنين بابن الرب الخ. وقد ضحى الرب نفسه في  شكل رجل بنفسه من اجل المسيحيين. وبالمقابل تفزع اليهود فكره ان الرب رجلا. فرغم ان يهوا يظهر كرجل ليعقوب وينازله في  الطريق ثم يعفو عن موسى الذى رآى وجه الرب فكرمه الرب بالرسالة الا ان ظهور الرب كرجل يعنى انه يتمثل في  جسد قابل للتخثر فالتحلل. وكان ذلك التطيير ظهر بين عقائد عدة من بعد حيث ظهر مثلا بين الشيعة. على ان الجسد بقى بذلك الوصف كل ما يملكه الفرد فلم تلبث اساله الدم ان باتت رسالة رمزية بالفداء. ويرى كثيرون الدم بوصفه مانح الحياة حيث يتحول الدم الى حيوان منوى والى حيض يخلق النطفة والى حليب في  ثدى الام .

سوى ان اوربا الغربية-و قد ادعت معارف العرب والمسلمين لنفسها وقد تغافلت الكنيسة والعرش عن سرقات فاحشة بلا تحفظ-الا ان اوربا الغربية ادعت ايجابيات المعارف الانسانية وراحت تحورها فتشوهها فيما راحت تسقط سلبيات التجارب الانسانية الحقيقية والمختلقة على من عداها. فقد جاء مصاص الدماء مثلا من الشرق-رومانيا الاوربية الشرقية الغامضة. وبالمقابل لا يمتص مصاص الدماء الغربى الدم وانما يصيب من يعقره بعدوى مص الدماء. وقد بقي القساوسة يقومون بالحجامة-بمعنى استدرار الدم الفاسد بالفصد بالموسى او ما شابه وهم يصدرن عن الوثنيين من قبلهم وكان الاخيرون يعتقدون ان الحجامة تتصل بوجه القمر. وكان الطبيب يسمى العلقى-بفتح العين واللام-من العلق وهو دودة تعيش على امتصاص الدماء وتستخدم حتى اليوم لعلاج ضغط الدم وامراض أخرى وفي التجميل.

وكان النبيذ قد بات تعبيرا عن دم المسيح-الذى بذله مضحيا بنفسه من اجل المؤمنين ثم بات الخبز تزويقا للحم المسيح. فاما ذاك أو التمسك بحرفية وثنية تناول القربان وكأنها تنويعة على اكل لحوم البشر. وقد جأء مفهوم المذبح من كل من الوثنية ومن العشاء الاخير وقد تحور الاخير الى القربان المقدس the Eucharist ولم يتحول الخبز والنبيذ الى دم ولحم المسيح في  العشاء الاخيرة حتى 1215.

ولم تكتشف اوربا الغربية الدورة الدموية الا في  القرن الثالث عشر من علماء العباسيين. وكان اكتشاف فالتعرف على فصائل الدم قد تم في  القرن التاسع عشر مع اكتشاف الابرة سوى انه-و رغم عالمية فصائل الدم-الا ان الغرب بقى حتى الان يتحايل على عدم نقل الدم بين مختلف االاحناس وحتى بين الطبقات. ولا علاقة لذلك بظهور الايدز واليرقان مثلا. فلا يقبل فرنسى مثلا ان ينقل اليه دم من غير فرنسى. وما ينفك الامريكى يتطوع بدمه قبل ان تجرى له عملية حتى يعاد نقل دمه اليه بعد العملية.

 وقد اصطف النيويوركيون بعد 11.9 .2001 للتبرع بدمهم رغم ان نيويورك تملك بنوكا هائلة للدم. ذلك ان التبرع بالدم كان شعيرة او تمثلا رمزيا للتضحية. بمعنى انهم يقدمون دمائهم كما لو كان ذلك نوعا من الاضاحى. وتعود خرافة استخدام الدم بصورة شعائرية الى اليهودية. وقد وصف كافكا دما في  مسبح موحيا انه بذلك يفسد رمزيا مياه العالم. ولعل تلك التحورات لا تزيد عن تمثل مجتزء للحالة الانسانية كما في  كل مرة.

العنف والاشمئزاز في  ميثولوجيا البقاء للاصلح(3):

ان ما قد يبدو من اعتذار الرأسمالية ما بعد الصناعية والديمقراطية ما بعد الليبرالية عن فحشهما لا ينى يصدر عما هو اشد فحشا مما يعتذر عنه اذ يكرس الاعتذار الفروق الداروينية المسمطة بينهم وبيننا مهما فعنا او تركنا ومهما كان الامر. وقد يتأفف الغربيون احيانا كمثل من يعطيك من طرف اللسان حلاوة عما اقترفه بعضهم او عما اقترفه اسلافهم وكأنهم هم توقفوا عن اقتراف القبح والابادة. فاذ يتأفف المتحضرون مشمئزين يفتعلون التبرؤ "داروينيا" من كل صلة لهم بالاجرام والمجرم والاتصال باشياء المجرم فيصدر الاعتذار ان تم عن تعال على فكرة ان يجرموا هم وعلى الجريمة والمجرم وليس عما يقترفون بحق الانسانية غير البيضاء جميعا. ذلك ان التعالى على الجريمة والاجرام والمجرم والاشمئزاز منهم جميعا وانكارهم انما هو بمثابة مباعدة النفس عن ذلك جميعا. وكانت "الداروينية"-و قد فلصفت باكرا فعبرت عن نفسها في  الليبرالية الجديدة فلم تعد تصدر عن اصلها العلمى الموضوعى-فقد راحت الداروينة الجديدة بهذا الوصف تجأر من ثم بان الاشمئزاز يحمى الانسان من الاشياء الضارة ضمانا لنشوءه الى أعلى فالاشمئزاز معيار للنشوء فالتحضر. ويحتفظ الغرب الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية-لنفسها بالامتناز فبالسيادة على ما عداها.

ذلك ان عاطفة الاشمئزاز حرية بان تدفع الفرد الى تفادى ما يعرضه للخطر. ويدعى أحد المفكرين انه بقدر ما ترتقى المجتمعات تتزايد الاشياء التي يشمئز اعضاء تلك المجتمعات منها فيجدونها عنيفة أو يرونها مقرفة. فهل ذلك هو السبب وراء تعقيم الاخبار مما يثير قرف المتحضرين؟ وكيف يتسق تعقيم الاخبار مما يثير القرف مع تعريض الناس مع ذلك وبالمقابل وتعريض بعضهم لنفسه بخاطره للقبح والدمامة؟

ثقافة استساغة القبح والدمامة:

كانت ثقافة القبح والفحش والدمامة قد راحت تنشر قيما فنية وادبية ما بعد حداثية تعرض في  المتاحف وتمنح جوائز. فمن رأس بقرة في  محلول الكلوروفوم، الى رسم للعذراء بروث الافيال، الى سرير منفوش تتناثر حوله حفاضات قذره الخ. وتقبل اعداد لا مسبوقة من المتحضرين على استحضار صور الدمامة والقبح والعنف والقرف بالوقوف طوابير وقد دفعت ثمن بطاقات باهظة احيانا لحضور معارض ولمشاهدة صور دمامة وقبح مكثفين في  الادب والفن والشبق في  السينما والتلفيزيون الغربي. فلم يعد الناس يتعاملون مع مواضيع القرف بنفس الصورة السابقة بل يمارس كثيرون العنف الموجه للذات او للاخر-المتراضى Consenting other - ويتعينون خفية-او علنا حسب القنواة وساعات الارسال المتلفز-على ممارسة تجارب العنف وما يثير الاشمئزاز. ويشاع ان ديكارت كانت له ابنة متبناة احبها كثيرا الا انها ماتت في  الخامسة فصنع لها دمية مشابهة واخفاها في  كوخ باخر حديقة بيته وكان يزور الكوخ بصورة دورية لرؤية الدمية ثم ما ينفك يضرب الدمية ضربا مبرحا(4) .

ويعتبر البعض القرف تكييف بيولوجى داروينى مع كل ما يصلنا باصولنا الحيوانية وبنهاياتنا المحتلمة فيعدنا نفسيا لتقبل ما ينتظرنا من التعفن والتخثر فالتحلل Decay. ويقال ان حتى الاطفال يرون العالم عبارة عن اجساد واشياء مادية وقابلة للتخثر او الكسر مما يشجعون احيانا على ممارسته في  سن باكرة باللعب فيكسرون اللعب ويمثلون بها. وتتغاير الثقافات من حيث العنف والاشمئزاز ويتصل العنف فالاشمئزاز بمفاهيم سياسية فيردا الى سياسة حزب او الى فعل وفكرة او حركة بحيث يغدو كل ما يتصل بالاخيرات عنيف ومقرف مثلما يلصق العنف بالمقاومة العربية والاسلامية فتوصم الحركات الاسلامية بالارهاب بلا انتقاء فبما يثير كل ما يتصل بالعرب والمسلمين الاشمئزاز. ويتخذ رد الفعل على صور الدمامة مثلما بابى غريب تعبير عن الاشمئزز فالتباعد بالنفس عن الدمامة سواء كانت بفعل بضعة امريكان فاسدين لا يمثلون امريكا النقية الطاهرة من دماء السكان الاصليين وغيرهم. فقد عقمت الحرب على افغانستان والعراق والبوسنة من قبل وغيرها من صور ضحايا القنابل العنقودية والصواريخ الموجهة "باحكام" وبالفسفور الابيض وغيره -أو بفعل "هجمات الارهابيين" البربرية. وترتيبا يغدو من عدى الاخيرين أرقى ونقيضا لهم معا. ومع ذلك فقد يحق الاشمئزاز من القبح والدمامة والعنف والدم ترفعا على البربرية. فقد قالت امة الشيطان هيلارى كلينتون لقد اتينا وشاهدنا ومات. ويعود ذلك القول الى يوليوس قيصر WE came we saw we conquered الا ان كلينتون احلت كلمة مات يعنى موت القزافى-مكان كلمة انتصرنا ترفعا على كلمة قتلناه

تحور مفهوم الاشمئزاز تزويقا للتعالى على المعصوف به:

تحور تعريف الاشمئزاز عما كان يتصل بالاحساس بالضرر البدنى الى ما يتصل بالتضرر روحيا. وقد بات الاشمئزاز من مرأى صور وافلام تعذيب العراقيين في  سجن ابى غريب تزويق للتعالى والتباعد بالنفس عن مثل تلك الافعال بوصفها ادنى من الامريكان والانجليز وغيرهم من المتحضرين. فلا يحمل اشمئزاز بوش ورمسفيلد وبلير واعتذارهم الاقرار بوحشية التعذيب كما لم يحمل اعتذارهم-ان حدث- أى وزن سياسى او اخلاقى في  المحصلة النهائية. فلم يزد موقف بول وولفوفيتش مثلا اذ تردد الاخير طويلا قبل ان يعتذر امام لجنة التحقيق في  احداث ابى غريب عن التعبير النمطى دون مخاتلة ;كموقف نظائره. ويكرس الاشمئزاز الفرق بينابيابي اللذين يشمئزون من التعذيب بمباعدة ما بين انفسهم وبين من يثيرون الاشمئزاز وبين غيرهم من القوم الدهماء العاجزين بطبيعة تخلفهم بل انحطاطهم عن الاشمئزاز. ذلك ان الاخيرين ان فعلوا فلن يشمئزوا الا من انفسهم.

فان يثير القبح اشمئزاز الاقوام الراقية المتحضرة فكأن من عداهم عاجز عن الاشمئزاز لكونه منحط لا يرقى داروينيا الى مرحلة القدرة على الاشمئزاز. بل ان القياس الداروينى يجعل من الاخير مدعاة للاشمئزاز فكيف يشمئز الفرد المنحط من شأنه هو. وتغدو محصلة القياس بين الانسان الراقى والمنحط سبيل التفريق بينهما. ويستقطب الرقى والانحطاط الافراد بين القدرة على اشادة انظمة ديمقراطية والعجز عن فالتعين على خلق شرط الانظمة الديكتاتورية. فثمة ثنائيات لا متناهية تسقطب "البشرية" اجتزءا منذ هزيمة قرطاج ونشوء روما ربما ويقينا منذ 500 عاما وقد يسرت تلك الثنائيات الاجتزائية Reductive وقد تسترت طويلا وراء "العلم" و"المعرفة" الغربيين اجتزاء العالم بين الخير والشر وبات من ليس مع الاقوياء ضدهم فعدوهم يستباح دمه.

ديمقراطية الاشمزاز من القبح والتطير من الديكتاتورية تكاذبا:

ييسر التفريق بين الاشمئزاز من القبح بوصفه تعبير عن النشوء الدارويني من ناحية وييسر وصم فقدان القدرة على الاشمئزاز كونها تعبير عن الانحطاط من ناحية اخرى اسقاط فزع الديمقراطية من الديكتاتورية او الاستبداد تخاتلا بالطبع. ذلك ان الديمقراطية الغربية هي التي تخلق شرط نشوء الاستبداد وتكرس الديكتاتوريات. وتخصم الاخيرتان على فضاءات مفقري العالم في  كل مكان بوصف ان الاستبداد بالمفقرين ليس سوى ثمن ديمقراطية الاثرياء المتكاذبة. ولا يزيد التفريق بين الانظمة الديمقراطية والديكتاتورية عن الاصدار عن اصطناع فزع الديمقراطيات من الديكتاتوريات التي تفبركها الديمقراطيات نفسها. فان كان كلاهما يخطئ وبعض ممارسات الديمقراطية تتسم-مثلها مثل الدكتاتورية-بالقبح والدمامة الا ان تمييز الاولى عن الاخيرة يتمثل في  ان الاولى تتعين على "الشفافية" و"تعمل على محاسبة مرتكبى الافعال النابية" في  حين تعجز الديكتاتورية والاستبداد بطبعهما عن الشفافية. ويغدو طبع الاستبداد وقد تمثل في  العجز عن الشفافية مدعاة لقرف الديمقراطيين-و هم اللذين يتعينون على تكميم افواه من عداهم.

و كان نائب رئيس المجلس الاسلامى البريطانى تردد 3 مرات في  الرد ابان اجتياح الفالوجا على ما اذا كان يؤيد المقاومة، وفى النهاية ومع الحاح مذيع البى بى سى ولم يزد الا بان الاحتلال غير مشروع وان العراقيين هم اللذين يقررون كيف يواجهونه. وفيما يقر الغربيون بلا وعى بان الديمقراطية معيار تقاس به الديكتاتورية لا يحشمون-و قد بقيت اسبانيا والبرتغال واليونان ديكتاتوريات حتى منتصف سبعينات القرن العشرين-فلا يخفى الغربيوين وقد جانب الغربيون التواضع-اذ يرغبون عن التنبه على القياسات الماثلة بين الديكتاتورية والديمقراطية ما بعد الليبرالية على الخصوص. فليست كل منهما سوى تنويعات على بعضهما. ولا ينظر المتأففون داخل نفوسهم ولا الى مسئوليتهم هم انفسهم في  انتاج الديكتاتوريات والطغاة والافراد اللذين يستعذبون اهانة العرب والمسلمين في  جوانتانامو وتورا بورا الى ابى غريب وبقية سجون العراق وغيرها من معسكرات الاعتقال الامريكية المعروفة والمخفية على طول وعرض العالم.

و ترتيبا لا يعبر اسف المتأففين-ان اسفوا صادقين-من ثم-عن اكثر من كون بعضهم-تلك التفاحات العطبة-ضبط متلبسا بالفسق والقبح. فحين يعزل الامريكان الجنود اللذين يمارسون التعذيب وقد سجلت في  صور ابى غريب الشهيرة يتفنن الامريكان رجالا ونساءا في  اهانة العراقيين. وقياسا يزيد بوش ورمسفيلد وبلير ووولفوفيتش وشركاهم عن مواصلة خداع الذات بوصف ان افعال اؤلئك الجنود لا تخص الامريكان ولا تدل عليهم وانما تدل على فاعليها وحدهم فاؤلئك الافراد محض حالات شاذة. وقياسا لا يمثل المشاغبون الانجليز-و قد جلبوا العار على بلادهم في  كافة مباريات كرة القدم-لا يمثلون كافة مشجعى الفريق القومى الحقيقيين ولا الشعب الانجليزي بحال.

المهم ازعم ان الاستعرار مما كشفت عنه صور التعذيب المسربة في  الصحف الامريكية ابان شهر مايو 2004 وما تكشف من فظائع المارينز في  الفالوجا والموصل والرمادى وغيرها من المدن العراقية لن يزيد على استهوال امريكا-ليس لاطلاع العالم على جانب من الصورة الحقيقية لتحرير العراق بغاية دقرطته-و انما راح الامريكان العاديون يستهولون الصورة الحقيقة للحقوق المدنية في  امريكا والديمقراطية الامريكية نفسها. ولعل اخطر ما حاق بالمشروع الامريكى في  الشرق الاوسط ان بات الناس على يقين من المعنى الحقيقى للديمقراطية ما بعد الليبرالية والتعريف الموضوعى للحرية والقيمة النهائية للعدل الامريكى. فقد باتت المعرفة والمعلومات على قارعة الطريق وانكشف المستور-فى الوقت الذى تسعى فيه امريكا الى تسريب فيروس نموذجها الثقافى النفسى بين الشعوب سواء المحتلة عسكريا فاقتصاديا او بادواة الاتصال الاكثر شعبية.

تعقيم العنف من كل مغبة:

بقى الغرب يقترف الاثم بحذق وحصافة الا ان امريكا تأثم بفحش معلن. أزعم ان السجون الامريكية حرية بأن-بل هي بحيث تحمى الامريكان من التفكير في  قصور بعضهم المعنوى. ذلك انه ان اسقطت امريكا كل الشر على اقلية من المحكومين بالاعدام فان معظم المجتمع الامريكى يرتاح على براءته من كل عيب. فان حكم بالاعدام على "الشر" فقد سلم الجسم كما الفصد من الدم الفاسد وكما استئصال الاورام الخبيثة. وما ان يستأصل الشر حتى يستغرق المجتمع هانئا سعيدا في  نوم العوافى. ورغم ان العالم كان حريا بان يستهول التعذيب الذى يجرى في  المعسكرات الامريكية المنتشرة في  كل مكان معلوم او مجهول في العالم الا ان ما هال المحافظين الجدد كان في  الواقع افتضاح المسكوت عنه أصلا. فلو لم ينكشف الامر لما تغيير شئ.

وليس ثمة غرابة فالاعلام لم يألوا جهدا في  تمرير كذبة كبرى وقد تواطأ معظم الصحفيين مع الساسة على تزويق الاكاذيب الموازية Collateral un-truths. فحين احتفل العراق باليوم الوطنى ل"خروج" القوات الامريكية الثلاثاء 3- يونيو 2009. فقد جأرت وكالات الانباء بالتقدم العظيم وكأن القوات الامريكية خرجت او ستخرج من العراق وكأن امريكا لم تنشئ اكثر من 50 قاعدة في  العراق واكبر سفارة لها في  العالم. هذا ولم يكن اطلاق وابل الرصاص على ذلك الجريح العراقى الاعزل حادثا فريدا الا ان عين كاميرا متلصصة كانت لما حدث بمرصاد التنافضات السياسية الايديولوجية الامريكية فامريكا ليست متجانسة ولا هي ملكية خاصة لسلطة آل بوش الاسراتية ولا لبربابيهم امثل ريجان التويعات الديقراطية عليه من كلينتون الى اوباما.

وبنفس قدر تناقضات اقوى "ديمقراطية" في  تاريخ البشرية لم يكن التعذيب في  السجون العراقية شيئا استثنائيا. ذلك ان طبيعة السجون الامريكية نفسها-و قد خصخصت باكرا-لا تفضل معسكرات الاعتقال خارج امريكا. ذلك ان اعداد المساجين-و قد تضاعف ثلاث مرات خلال ال 25 عاما الماضية- فقد باتت السجون الامركية تضم 25% من المساجين في  العالم بحيث يصدر اكتظاظ السجون وخصخصة ادارة السجون الامريكية عن قانون العقوبات الامريكى. وتخفى تلك السجون تمثلات القبح والجريمة عن اعين الامريكان "البريئة" او-و الغافلة وقد بات الفرد الامريكى على قابلية محيرة من الغفلة.

و حيث تحل امريكا العرب والمسلمين مكان المحكومين بالاعدام-مجازا- يسقط معظم الامريكيين القبح والجريمة والشر على العرب والمسلمين. فالاخيرين يتربصون بالامريكان البريئين من كل مسئولية الاخيار الغيريين اللذين يخرجون عن طورهم ل "مساعدة" العالم فيما ينفث العالم على الامريكان النعم التي يغدقها عليهم الرب بوصفهم مؤمنين يحبهم الرب بصورة خاصة. فهم أمة مباركة من عند الرب الذى يعرف الامريكان شخصيا فردا فردا. فالامريكان يخاطبون الرب بهذا الوصف في  البيت الابيض وفي كنائس الحزام الجنوبى الخ ويجأرون ببراءة تتقطع لها نياط القلب "لماذا يكرهوننا؟"

التجانس الداروينى وذاتية "المساواة" الانتقائية:The Subjective concept of Selective Equality

اجادل ان اخطر ما في  تاريخ العلم الرأسمالي ومنذ بداياته الاولى ما يتبدى في  استباحة "العلم المحض" للاقوام المهزومة التي غدت باكرا وما برحت فئران مختبرات تجرى علي فصائلها التجاريب المعلمية-منذ "الاكتشافات الجغرافية الكبرى" وبما يسمى بالعنصرية العلمية وفي معسكرات اعتقال البوير والسود في  جنوب افريقيا فالنازية الى التجريب على فيروس الايدز. فان لم تخلخل افريقيا بتجارة الرقيق فبامصال الاطفال الافارقة وبالايدز قبل الحروب اهلية و-او بكلاهما. ذلك ان اخطر ما تمنى به افريقيا اليوم بعد تجارة الرقيق هو انتشار وباء الايدز على نحو يهدد سكان القارة بالانقراض ان استمرت معدلات الوفيات بسبب الايدز. فكيف يقيض ان ينشر الايدز في اغنى المجتمعات الافريقية جنوب الصحراء وفى اكثرها توفرا على اهم السلع الاستراتيجية كالماس واليورانيوم؟(6)

وكانت "العنصرية العلمية" Scientific Racism قد وجدت طريقها عبر "ادب" مستوطني روديسيا وجنوب افريقيا في  كتابات ومذكرات ثم في  نظريات وممارسات الاستعماريين بامتياز امثال ايان سمتس Ian Smuts وايان سميث Ian Smith الى اوربا. وقد اخذت بعض مدارس الفكر الاستيطاني بالتفريق بين ما يسمى بالفصائلية  Speciesism والعنصرية بان قد يصعب تفادى العنصرية الا ان الفصائلية تقول بان الانسان حيوان وقياسا لا ينبغى ان يفرق بين الانسان والحيوان وان لا يستوى التفريق بين الانسان والحيوان فلا بأس بالتفريق بين البشر . اى انه لا بأس بالتفرقة بين البشر في  حين ان التمييز بين الانسان والحيوان يقرق بين البشر بوصف ان كافة الكائنات تنتمى الى فصائل ينبغى التعين على حمايتها. وكانت اليوجينية ونظريات جولتون Sir Francis Galton, -1822-1911- السوسيولوجية قد سبقت فكر المستوطنين البيض وربما كانت قد وجدت طريقها الى نظريات ابن عم الاخير تشالز داروين بعد ان شوهت الدارونيية الاصلية تباعا لحساب اعراب الشتات. وكان جولتون يؤمن بالوراثة والجينات وبان العلم حرى بان "يسرع عمليات "النشوء" و"الارتقاء" بخيث يقيض التعرف على وفرز سمات الانحاط من سمات الرقى والتفرد السلالى-الجينى(7). كان فرانسيس جالتون يؤكد-مثله كمثل لامبروزو Cesare Lombroso-1766-1834-عالم سمات الانحطاط الايطالى الاصل اهم فلاسفة سمات الانحطاط- Atavistic or savage traits واشهر علماء سمات الانحطاط-و ان عملية تعقيم ومن ثم فرز المتصفين بسمات الانحطاط كفيل بان يوقف وراثة سمات الانحاط فيسرع مسارات "الامتياز" العرقى ف"النشوء" الجينى الاجتماعى. وينبغى تذكر ان سمات الانحاج لا تنسب الى الشعوب المقهورة وحسب وانما الى الدهماء-العامة الرعاع-The Mob شعوب المجتمعات الغنية نفسها ولو حتى ما بين الحربين العالميتين علنا وما بعدها تضمينا. وتعبر نظريات الانحطاط عن نفسها في افقار اغلبيات الممنجين وتجويعهم وصولا الى تفريغ الاسلحه المشبوهة ورشهم وحقولهم بمشتقات السموم المحظورة في  الحرب والسلم.و نتتج امركا وحلفاؤها اسلحة من الرضاض المطاطى وهو قاتل مثله مثل غيره والقنابل (المسماة مسيلة للدموع) وهى خانقة وتسبب احتباس النفس والموت والعمى وغير ذلك من وسائل التخلص من الاعدادا الزائدة.

المهم فورا طالب جولتون في 1910 -و كان قد منح وسام الفروسية عام 1909-بتدخل الدولة في  هندسة المجتمع جينيا. وقد سادت فكرة ان الدولة ينبغى ان تأخذ على عاتقها تنظيم التكاثر واعادة انتاج المجتمع على هذا النحو المنظم حرية بان تبقى على الجينات الراقية وتستبعد السمات الاقل رقيا بمشاريع فوقية عبر سياسات رسمية. ويعتبر البعض ان جولتون كان "يوتوبيا يحلم بمجتمع كامل".(8) وحيث يعيد جولتون النظريات العنصرية اليونانية مثله كمثل افلاطون-صاحب الجمهورية او المدينة الفاضلة واليوتوبيا الفاشية حيث السادة والحكام يونان وكل من عداهم نساءا وعبيدا برابرة- غير يونانيين- فقد اطلق علة فرانسيس جولتون لقب "افلاطون الفيكتورى" The Victorian Plato. وقد تأسس مركز بحوث باسم مركز اليوجينيتكس Eugenetics .  وما زال المركز باقيا في  انجلترا الا انه اضطر لتغيير اسمه الى "مركز الابحاث الذهبى" في  مواجهة الاحتجاج على التسمية وحسب. وتأخذ بعض المجتمعات الغربية بنظريات جولتون وعلى رأسها الولايات المتحدة. وتجد الولايات المتحدة في  نظريات جولتون ما يمكن السلطات المختصة من البحث في  والكشف باكرا عن النشاط الجنسى للسود بحيث يقرر من منهم قد يؤلف خطرا جنسيا-اغتصاب النساء او القيام باعمال العنف التي يعتقد انها تتصاحب والفرد المتميز او الملعون بتلك الخواص التشريحية الجينية مع ميل نحو العنف المبكر. وتعتبر المفاهيم الطبية العنصرية البيضاء الاسود في  سن المراهقة حتى نهاية العشرين اكثر خطرا على المجتمع من امثاله البيض . ما برحت المؤسسة الطبية البريطانية تشخص أضعاف اعداد الذكور السود بالاصابة بالشيوزفرانيا قياسا على نظائرهم البيض.(9) وتبلغ نسبة المحتجزين في  مصحات الامراض العصبية والعقلية المستعصية والميؤءس من شفائهم من السود ما بين سن الخامسة عشر الى اواخر الثلاثين 300% من نزلاء المصحات. ولعله من المفيد جدا تذكر كيف عاد العلماء الامريكان يعقمون الشباب السود بوصف انهم يرثون جينات من شأنها ان تجعلهم نشطين جنيسبا على نحو فائق Sexually super active مما يلقى بهم الى حواف نطريات الانحطاط المونتيسكيوية-اللمبروزية-من لمبروز Cesare Lombroso-1766-1834 اى الميل نحو العنف ومن ثم الجريمة.

و كان "العلماء" من مستوطنى شرق وجنوب افريقيا ينسبون الاصابة بامراض المناطق الحارة كالملاريا ومرض النوم الى ضعف البدن الافريقى وقابلية العقل الافريقى "البدائى" للاختلال وبالتالى الاصابة بانواع الذهان Psychosis وكلها وظيفة بربرية وتخلف الافريقى عقليا وعصبيا. وكان الانثروبولجيون والنفسانيون والاداريون يرون ان تلك الامراض لا تعود الى كونها متوطنة ولكن لتخلف الافريقى مما يدفعه الى الاحتجاج على الادارة الاستعمارية والعنف ضدها. ومن امثلة ذلك وصف الماوماو بالجنون مما تذرع النجليز به لانشاء ء "معسكرات تأهيل" الماو ماو"(10)

قابلية غير البيض للعنف والجنون:

فيما انتشرت نظرية ان الافريقى بطبعه متخلف وعنيف وميال للكآبة فقد عزى عنف الافارقة مرة اخرى لاثر وعيوب التعليم الاستعمارى على الافريقى بوصف ان التعليم الاستعماري يتجاوز قدرات الافريقى العقلية وان ذلك يصيب الافريقي بالاضطرابات النفسية والامراض العصبية. واجادل ان تنويعات محصلات "العلم" الغربى المذكورة اعلاه واسقاطها على غير الاوربي-غير الغربى-على الافريقى ثم بالتماس على سواه بقيت راسخة في  اعصاب "العلم" الغربى وفى مسام الخطاب السياسى الغربى فيما يترجع في  المبادرة باتهام غير الغربى- العربى-الاسلامى على نحو ناجز جاهز لا متردد لا متبكت على الاطلاق بتهمة مسبقة بالارهاب-الاسلامى-العربى-كلما حاقت بالغرب حادثة تتسم بالعنف قبل "التحقيق" و"توفر" الادلة على جريمة الارهاب وربما مسبقا او-و حتى بعد "جمع المعلومات والاستخبارات" حيث تبقى وكالات استخبارات الغرب-الانجلو امريكية على الخصوص شاخصة نحو العرب والمسلمين ولا يخطر ببالها ارهابيوها هي ولا الجماعات المتطرفة التي تعيش بين ظهرانيها هى.

 ولا يقف التمييز العرقى حائلا دون الحضارة الاوربية الغربية بل يقف ما يراه الاوربيون الغربيون سمات انحطاط ثقافى دون تجانس البشرية. ذلك ان المساواة والعدل بين البشر نتيجة ما يراه الاوربيون الغربيون-الرأسمالية بتنويعاتها-سمات انحطاط خلقى-عرقى-لونى. وكان الاوربيون يقطعون اطراف السكان الاصليين في  العالم الجديد واستراليا اذ لم يتخلوا عن عقائدهم واسلوب حياتهم فيعتنقون المسيحية الغربية وقيم البيض من اجل تجانس البشرية حتى يعم "العدل" و"المساواة". فان بدى تقطيع اطراف غير النصارى عنف غير مبرر فان تقطيع اطراف غير النصارى يعود فبكرس لا تجانس الكفرة والنصارى روحيا وخلقيا وبدنيا فيعزلوا عن التجانس فالمساواة في  المفهوم الغربى. وربما كان من المفيد تذكر انه اذ يخلص مسيح اوربا الغربية النصارى والعالم النصارانى فان الخلاص المسيحي يتأتى يتنصير الناس وان العالم يخلص بخلاص النصارى وبنصرة مسيح عالم سواسية نصرانية. فالمساواة في  الذهنية الاوربية الغربية لا تعنى العدالة بين البشر قاطبة انما المساواة بين متجانسين.

- أصل الانسان الراقى والانسان القاصر:

تقول النظريات الداروينية الجديدة انه فيما كان الانسان الاول قد تحدر عن نشوء وارتقاء -تطور- اباءه الاوائل -الشمابمانزى-فى افريقيا فان ذلك الانسان الاول امتلك ا"النشوء Evolution " نحو درجة اعلى من التطور فيما يسمى ب الهومو اريكتاس Homo Erectus اى الانسان المنتصب على قدمين او الشامبانزى الحديث بالاتشار في  العالم وقد قيض الانتصاب والمشي لذلك المخلوق ارتقاء اعلى كثيرا حيث كان ذلك "الانسان قد بقى على ما كان عليه في  افريقيا موطنه الاول. فاذ تنتشر فصائل ذلك الانسان من افريقيا الى مواطن غير اوربية-اى سابقة على حلول الاوربى-مثل العالم الجديد واستراليا ونيوزيلندا الا ان الانسان الافريقى في  العالم الجديد واستراليا ونيوزيلندا بقى اقرب الى الانسان الاول -الشامبانزى-خلال مليونين ونصف مليون عام من الزمان قبل ودون ان يتطور الى ما يسمى بالانسان الواقف او الشامبانزى الحديث. وبذلك يفسر إنسان "النيانتال" Neonatal في الجنوب والهوموسابيان Homo Saipan في  الشمال(11). وتعود نفس النظرية الداورنية الجديدة الى تفسير انسان النيانياتال بانه كان قد بقى في  الجنوب على ما كان عليه لزمان اطول لانه لم يحتج الى التأقلم ولا الى التقاتل على الطعام ومن ثم لم يتوفر ذلك الكائن على انتاج وسائل انتاج معقدة لانه غير مدفوع لتوظيف عقله ومن ثم خلق شروط تنمية العقل . وثمة نظريات تقول بان الانسان الاول الذى كان قد نشأ بطبيعة تكوينه الفيزيقى والعقلى متطورا بنحو خصوصيات الانسان المعاصر منذ حوالى مليون ونصف ملبون عام لانه كان قد تعين على التخلص من الانواع الاقل تكافئا مع ذلك الانسان بعمليات ابادة Extinction نتيجة للتكاثر السكانى والتنافس على الموارد بوصف ان تلك العمليات Processes هي وظيفة التكاثر السكانى مع تناقص الموارد مرة مما سرع نشوء الباقين من الافراد اللذين صمدوا في  التقاتل على الموارد مرة اخرى. ومن المفيد ملاحظة تناقض الفرضية نظريا ذللك انها تخلط اوراق التخلف الناشئ عن التأقلم وتوفر الموارد وانتفاء شرط التقاتل على الطعام مرة.و توظف مرة اخرى نظرية مالتوسية-من مالتوس Thomas Robert Malthus 1766 –1834)-عالم السكان المفضل لدى الغرب وسليل البندقي جياماريا اورتيس Giammaria Ortes المولود في  1713. وكان الاخير اول من روج اسطورة "حمولة الارض" Earth Carrying capacity فيما يتصل باعداد البشر ومحدودية حمولة الارض. واورتيس جويمارا اول من مفصل نظرية السكان وارخ تخاتلا لحمولة الارض. وتروج نظرية مالتوس بدورها لاحبولة ان ارقى الاجناس هي التي تترحل فتتنقل بحيث تصل الى اسقاط هذا الافترؤاض على الجماعات التي حطت في  اوربا. ز قياسا تعالق تل المفرضية غير القابلة للاثبات بين الارتقاء الداورينى الجدد وحجم الامخاخ الاوربية او البيضاء وتسقط الاخيرة على حوض المرأة وبظرها معا.

التحزب ضد المرأة غير البيضاء والسوداء خاصة:

تروح نظرية ثالثة تقول ان الفروقات العقلية بين البيض والسود ترجع الى حوض المرأة اليورواسيوية البيضاء والمرأة االسوداء. فاذ تتسم المرأة البيضاء بحوض اوسع فانها تملك انجاب ذرارى بادمغة اكبر فعقول اقدر واذكى في  الوقت الذى يتسم فيه حوض المرأة السوداء بصغر الحجم مما يترتب عليه الا تملك حمل وولادة طفل بدماغ كبير يسع مخا قادرا على كافة عمليات الذكاء (12) من وقياسا ترى تلك النظريات ادناها وتزيد الداروينية الجديدة تدليلا على الملكات الفارقة بين البيض وغير البيض بما كان بعض العلماء قد "اكتشفه"عبر دراسات انثروبوميترية Anthropometric على الانثى السوداء. فقد كانت دراسات- متحزبة علميا بالضرورة- انتقائية اما بعزل الظاهرة في  فراغ او-و بنتيجة فرضيات مسبقة نشأت منذ القرن الثامن والتاسع عشر. فلم تزيد تلك الدراسات "العلمية" سوى ان راحت "تثبت" ان حجم بظر المرأة السوادء- في  شبه الجزيرة الهندية وافريقيا-ضخم بصورة ملحوظة مقارنة مع بظر المرأة البيضاء مما عذوه الى تخلف نشوئى لدى المرأة السوداء. وقد "اثبتت" الداروينية الجديدة ان اعضاء فصائل الذكور والاناث الراقية تميل نحو الاحجام الفارقة بحيث تتميز اعضاء التذكير واعضاء التأنيث على نحو واضح لا يلتبس. الا ان حجم عضو الانثى الافريقية والاسيوية كان بحيث قد يلتبس في بعض الحالات كل من البظر والقضيب مما يقرب المرأة من الكائن الخنثى Androgen وقد يؤدى الى اضطراب عواظفها فلا تعدو تتصرف كمثلى Homosexual لا هو بالذكر ولا بالانثى.(13) وقد تثير تلك المرأة في  الذكر التطير من وضعهما.

وقد راح اكشتاف لا تفاوت احجام اعضاء السود التناسلية وبخاصة بظر المرأة السوداء يبعث بين العلماء قلقا "علميا" حيث أثبت براديجماتهم الداروينية مجددا من حيث نظرة المجتمع الشمال غرب اوربى في  القرن الثامن عشر حتى العصر الفيكتورى-نهاية القرن التاسع عشر ان البظر كان دافع نشاط جنسى مشبوه مسيحيا. وقياسا ثبتت فكرة الكنسية حول تلبس الشيطان للمرأة النشطة جنسيا. ولم يلبث ذلك ان اتخذ ذريعة لختان بعض النساء الانجليزيات من الطبقة العليا وربما الوسطى مما يذكرنا بسفر تكوين عادة الختان في  وادي النيل الاسراتي. وكنا قد ادعيت في  دراسة قديمة ان الختان كان-مثل وأد البنات في  الجزيرة العربية-كان سائدا بين نساء الحكام والموسرين. ينقل الاتى الى حيث عمليات الذكاء اعلاه. وقياسا ترى تلك النظريات ان الطبيعة تعوض اصحاب الادمغة الصغيرة والامخاخ الاقل ذكاء بسيقان اطول تساعدهم على جمع الحطب وجلب الماء عبر مسافات طويلة وعلى الركض هربا في  وجه المخاطر كالوحوش الضارية التي تتافس السود والوحوش على الطرائد بما فيها السود انفسهم. ولا يملك السود مواجهة المخاطر والوحوش بالحيلة التي تفترض عمليات ذهنية مركبة يجد السود اللا ملكه لهم امام المخاطر سوى الهرب ركضا في  وجه المخاطر. وتتجاوز تلك النظرية ان اوربا كانت بدورها تعمر بالوحوش فكيف قيض للاوربى الهرب بسيقان قصيرة في  وجه المخاطر؟

وقد انشأ عالم من جامعة غرب اونتاريو-كندا وجين فيليب روستون Jean Phillipe-Rustin نظرية كاملة فسرا بها اخفاق البيض في  مسابقات العدو الطويل وتفوق السود في  الفوز بميداليات العدو الطويل فعزى ذلك الى طول سيقان السود فيما راح علماء اخرون يجأرون بان قدرة السود على التميز في  المصارعة او في  العدو ترجع الى فتحات انوفهم الواسعة التي تسمح لهم بالتنفس بيسر اكثر: اى يرجع تمييز السود في  الاوليبمياد ونظائرها على البيض في  بعض الالعاب الرياضية الى كل من تكوين السود الجسدى وجماجمهم اكثر منه الى تكوينهم العقلى.و حتى اذا اقر للسود-ولا معدى من الاقرار للاسود بتفوق ما على الابيض-فقد يقر له بالفحولة والسيقان الطويلة. وعليه لا تخرج النظريات العنصرية "العلمية" عن ان "تدور" Recycle نتائج مسبقة تنتهى الى تتيجة واحدة. فحتى ان اقر للاسود بتميز على الابيض يغدو ذلك التنميز محصلة سمات انحطاط وتخلف تكوينيى فلا يزيد التميز عن وظيفة انحاط او "تخلف" نشوئى Superiority becomes a syndrome of inferiority مما يوقف "العلم" على رأسه. فان تقر عنصرية الغرب منذ موتنيسكيو ان الله اضفى على السود فحولة وغريزة جنسية عالية تعود الداروينية الجديدة لتؤكد على ان الانسان "الراقى" نشوئيا بالطبع والتطبع- للون بشرته وعيونه وشعره -حرى بان ينمى خصائص تناسلية فارقة تتناسب عكسيا وملكات وقدرات انسانية "عليا" او الاحرى معلاة انتقائيا تتصل بالملكات العقلية وبالعمليات الذهنية. وكأن الداروينية الجديدة تجأر دون وعى بما يشارف المثل الشعبى المصرى "قصر ذيل يا أزعر". فان أعطت الطبيعة السود ميزة فيسيولوجية لا فضل عقلي او ذهنى لهم فيها فقد اعطت الطبيعة البيض العقل والذكاء. وان الاخير يتصل مجددا وفى كل مرة باطروحة او اخرى مفادها تحديدا وباختصار:

1- ان الانسان الاوربى ارقى الاجناس في  علاقة طردية مع او بسبب المناخ وكأن المناخ الاوربى فريد لا يماثله مناخ على وجه الكرة الارضية.(14)

2- ان الامتياز او التمييز superiority العرقى فرضية تسعى لاثبات نفسها بمعنى ان الجنس الاوربى يتجاوز كافة احتمالات الاختلاط مع اجناس اخرى بحيث يقف الاوربيون-اعراب الشتات- اجناسا خالصة. ولعله من المفيد تذكر كيف ان كافة تلك الترهات تصدر عن اليوم الذى اسلمت فيه اوربا نفسها لاساطير خزر القفقاز ووادي نهر الفولجا تباعا.(15)

3- وبالتالي فان أي حضارة غير أوربية بين اجناس "اقل امتيازا" سابقة على "الحضارة " الاوربية تحتاج لادلة لاثبات وجودها اصلا ومن ثم الاقرار-ان اقر- بنسبتها الى تلك الاقوام المنحطة بالقياسات والمقارنة الاوربية الاجتزائية غير العلمية.

4- ان معظم او كافة ما سبق اوربا جمل اعتراضية وشرح على متون تاريخ اوربا من تعالق الامتياز superiority العرقى واشادة الحضارات

5-  لا تفسر نظريات العنصرية العلمية تلك كيف لم ينشئ الاوربيون-و لا اعراب الشتات-حضارات باقية ولا خلفوا شواهد حجرية تماثل او تشارف ما انشأه العالم القديم على الرغم من عبقرية العقل الاوربى التي لا مثيل لها(16) .

6-  انه ان لم يكن الانسان المعاصر قد وجد في  اوربا وحدها فانه وجد منذ 5000 الف عام في  اسيا الصغرى والرافدين فيما يسمى ب "اللافانت " Levant(بمعنى الشرق الاوسط) الا انه سرعان ما يبادر بتعريف المقصود باللافانت- ليغدو اسرائيل وكأن اسرائيل واليهود وجدوا في  فلسطين او-و في  الشرق الاوسط كأمم وشعوب متجانسة ومستقرة. واذ يستعير الصاينة كل من النظريات الاوربية ووربما وقف بهض علمائهم وعالماتهم ورائها الا ان الصهاينة الجدد ما ينفكون يتغافلون قصدا عن اصلهم البدوى المترحل فينسجون اسطورة قوم مستقرين بمدن ودول مفبركة حتى خارج التوراة نفسها التي يصدرون عنها. وفيما يلفق الصهاينة على مر التاريخ المسكوت عنه تاريخا غير موجود فان كل من عاطفة البداوة والترحل المتأصلة في  بدو الدنيا وضيق الارض الفسلطينية ناهيك عن ميثلوجيا-الخروج والحريق وغيرها ما تنفك تفرز توليفة غاية في  التركيب تزاود على كل تاريخ وعلى كل مقولة من اجل ان ترث تلك الاجناس الممتاز الارض وما عليها من تاريخ وحضارات وثقافات.

وتدعى تلك السردية بقدر ما تملك من قدرة على تدليس الحقيقة كل ارث كفاحى انسانى وتحتكر كل سبق كان سواء في  النظريات القديمة او الحديثة حتى تعقلن تخاتلا وراثتها للارض وماعليها وللتاريخ الخ. فلا تدعى الصهيونية العالمية تباعا اهم احداث التاريخ والشخصيات والمنجزات والابداعات الفردية والجمعية كأن يقول احد العلماء المحدثين "ان مقاومة اليهود للحصار الرومانى في  قلعة مسعدة Masada "ملكة قلاع الصحراء" على مشارف اريحا كانت اول حرب تحرير في  التاريخ الحديث. ومسعدة مثلها مثل مملكة او جمهورية يهوزا المكابي التي الفت في  اقرن الصثانى قبل الميلاد بدورها اول دولة قومية في  التاريخ ليست سوى واحدة من اساطير اعراب الشتات. - هذا وتعزل او-و الاحرى تقصى الصهيونية بتنويعاتها تباعا، الحضارات العظيمة عن تاريخ البشرية، الا بقدر ما تجعل الاخيرة اتصال لتاريخ الصهيونية، او هي تاريخ الصهيونية اصلا او بوصفها شرح على متون تاريخ الصهيونية العالمية مما يغدو معه تاريخ اوربا الغربية-الرأسمالية بتويعاتها-غير قابل للالتقاط بدون الصهيونية العالمية.  ولعل ذلك حريا بان يبرر سفك الدماء التي تتستر الصحافة الاعلام والمدارس الفكرية وكاميرات الصحفيين المرقدين embedied journalists ومجرمى الحرب منهم خاصة عليها. فالرأسمالية المالية تتعين على اعلان الحرب على الشعوب بواسطة الشعوب فتتقاتل الشعوب وتكاد تقضى على بعضها البعض نيابة عن الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية امام اعين وكاميرات الاعلام العالمي والعربى. بل ان اخير يحرض على تلك الحروب وقد اورثت الخيانة بعض العرب كراهية الشعوب عن اعراب الشتات. فان تعين اى تنويع من الاسلام السلفى او حتى السياسي المتطرف على ممارسات وسياسات العنف مجددا فسوف يوفر الاسلام بذلك للرأسمالية المالية الصهيونية العالمية: الجأر بان الشعوب العربية والاسلامية تستحق ما يحيق بها كونها شعوبا بربرية دموية

ذريعة التدخل مجددا لحماية المدنيين

خلق تنويعات على اسرائيل التي ما تنفك تتمثل في  مجتمع ليس عقائدي متطرف وحسب وانما يرفض الديمقراطية ويحارب كل ما يشبه المجتمع الذى بناه الاباء الاوائل من اليهود باعتبار الاخير كان مشروعا وطنيا ديمقراطيا اشتراكيا نموذجي. فاسرائيل بسبيل ان تتحول الى مجتمع اصولي يحرم فيه على غير الصهاينة العيش حتى من اليهود انفسهم. ويبقى السؤال شاخصا أليست المجتمعات-الحضارات اللاغربية- وادى النيل والهند تحديد-حضارات عظيمة قابلة لان تنتج وتستوعب التطور في  اجزاء ثقافية وتعيد انتاجها فيما يؤلف تراكما ثقافيا وحضاريا انسانى؟ اليست حصادا انسانىا جدير بالتأمل والاعجاب كونه يؤلف النسيج الذى يتعين به استمرار "الاشياء" دون الوساطة الجهنمية لاعراب الشتات والصهيونية العالمية ؟

ان في  كل ذلك ينبغى علينا التنبه لاهمية كتابة سردية تخصنا حتى ولو على سبيل رد الفعل على سردية اعراب الشتات اللوامة البكائة. فان لم نفعل فقد لا يق لنا تبرير للبقاء امام ززحف التاريخ الاعرابي المشبوه الذي يكتب كل صباح. ذلك ان اهم ما يحدث هو ان السيناريو الاعرابى الماثل لتدمير العراق وليبيا وغيرهما يمهد تباعا لعودة اعراب الشتات الى ليبيا منذ يونيو الماضى مثلما عادوا الى العراق واكثر يمهد ل"عودتهم" الى كل شبر وطأته بطون اقدامهم مما كان يهوا قد وعدهم به او-و مما كانوا قد مثلجوه مزوقا على مر السنين وغيره من احابيل السردية اللوامة البكاءة تلك. فالرأسمالية المالية لا تعيد كتابة تاريخ الغرب وانما تعيد كتابة الصهيونية العالمية مجددا تيسيرا ليوم قيامة يخص اعراب الشتات هم تنتهي معه عدة سيناريوهات تبدأ بالاوطان العربية عبورا بالافريقية والامريكية اللاتينية والاسيوىة تباعاو وتنهى بارض ميعاد تسع الدنيا وماعليها. فلم يعد العالم يكفينا جميعا.

المراجع:

(1) "الغاز والخرطوش" من مقال للاستاذ محمد عصمت سيف الدولة على موقع ضد الصهيونية بعنوان جمعة ضد الغاز والخرطوش الأربعاء 23 نوفمبر 2011:الساعة 7 مساء:بعد انهيار الهدنة للمرة العاشرة.

(2) لم اطأ ارض رغم الدعوات على مر السنين مثلما لم اطا العراق بعد حسن البكر ولم اؤيد حاكما عريبا او غير عربى الا ما خلا حكومة فراليمو التي جائت بعد ثورة التحرير المسلح لموزانبيق فذهبت وعملت وغيرى معها للمساهمة في  بناء الاساس المادي للاشتراكية. فقد كنت وبقيت في  معارضة كافة الحكومات والانظمة الا اننى عارضت الغزو الامريكى للعراق وكدت افقد اصدقائى ورفاقي الاشتراكيين والشيوعيين العراقيين وغيرهم. ذلك اننا كنا وما نبرح ازاء ما اسميه خندقي الباطل فان تعارض التدخل الخارجي تجدك في  خندق النظام القائم وان دعوت للتدخل الاجنبى وجدتك في  خندق باطل الاباطيل تتنصر لامريكا واعراب الشتات. ولم اكتب كلمة في  الا اننى عارضت واعارض اى تدخل اجنبى في  الوطن العربي مهما كان حكامنا. فان لم نملك ازاحتهم بقوانا فلسنا خدام احد. ولسنا سبيل احد للتشفي فينا من ضغينة لا تشفي كون بعضها يبقي غير قابل للبوح به. فهم يحنقون علينا لكل ما لدينا من ارض وماء وثروات واقوام جميلة نساءا ورحالا فحول وابدع ما يكون حباهم الله بما حرم غيرهم منه فحق عليهم حقد الغربيين. وهذه مقدمة هامة ليست دفاع عن صدام والقذافى حتى لا اتهم. ويعاقب الجار على قسوة فؤاده بحق الحيوان وهو الذى يضرب زوجته ويقتل عشيقته وربما زبونته وقد هم بها اذ ظن انها تراوده ولم تستجب. لكننا في  كل ذلك لا نرى نقطة دم ابدا. فالعنف عندهم معقم من الدم ومن الاشلاء ومن الدليل سوى ارقام مغشوشة يغالط فيها في  عدد الضحايا الموازية الى التورية الفتوغرافية الحذقة. فلا تشاهد من القتلى سوى نعل قديم يظفح فوق بركة ماء يتسرب اليها دم من يروحون ضحايا هم دائما ليسوا سوى المفقرين من التراكمات العددية التي لا وجوه ولا حتى اسماء لها. ويبقى الاهم هو لماذا يتركون لنا استعراض قتلانا بايدينا ورؤية الدم بلا حساب؟ اليس ذلك كوننا برابرة نموت بجريتنا ونقتل بعضنا بعضا فعلا ونغتال بعضنا افتراضيا بوحشية الكواسر؟ بقى معمر القذافى يحكم 42 عاما ولم يتحرك احد ولا شئ رغم انه سند حركات التحرر في اوربا كحركة تحرير ايراندا الشمالية بل راحت الرأسمالية تغازله بامل ان تخترق مشروعه.

و لما هم بتحرير افريقيا اقتصاديا واحلال عملة الذهب بدلا من الدولار الخ وكان لليبا اهم مصرف وطنى لا يتصل بالمصارف الغربية ولا يخضع لصندوق النقد الدولي الخ. انقضوا عليه بليل تيسيرا للتوسع مجددا في  واقتسام افريقيا من بوابة القارة الشمالية. وكانت قوى الظلام الغربية تسللت الى اركان سلطة قذافى بعد ان قبل او اجبر القذافي على تفكيك صناعات ليبا الكيماوية بمغبة توريطه في  جادثة لكربى مثلما فعلوا في  باكستان يعد ان اجبر مشرف على السماح لهم بتفتيش قاعدة الصناعات الذرية وصولا الى ابطال القنبلة الاسلامية. فتسللوا الى اسرار تلك الصناعات وأعملوا فيها تخريبا واختراقا كما فعولوا بصناعة العراق العسكرية المتقدمة تحت راية لجان التفتيش التابعة للامم المتحدة بغاية نزع سلاح العراق باسم الحصار على العراق.

(3) أنظر(ي) اشرف عاشور في  الأربعاء, 23 تشرين2/نوفمبر 2011 02:12 في الامة العربية ايميل عن Naceur Khechini بعنوان "خبر مفرح للحكام العرب:أمريكا (أم الديمقراطية) تستخدم مواد كيميائية في مواجهة المتظاهرين".

(4) أنظر(ى) www.bbc. Co. uk19.7.2004.

(5) الواقع ان معظم العرب والافارقة-و بعض الاوربيين انفسهم–و لم يمر وقت على حرب الخليج الثانية ولا على حرب البوسنة وحرب الصرب-لم يعد ينطلى عليهم ادعاء الغرب-الولايات المتحدة-الصهيونية العالمية ان تلك الحروب كانت من اجل "حماية" الكويت او الالبان المسلمين-كوسوفو. لم يعد يليق على العرب ومسلمي العالم كثيرا او قليلا ادعاء الغرب حماية اعداد منهم او الانتصار لقضية من قضايا المستضعفين. فان انقذ الحلفاء وحلف الاطلنطى البوسنة فلم تنفك القوات الدولية وقوات الامم المتحدة تتواطأت على ما يصار اليه الوضع في  البوسنة من جهة تفاقعم الافقار وغواية الاستلاكية ونشر الانحراف الاجتماعى مما نشأ معه ما يسمى اليوم سوق الرقيق الابيض حيث تباع النساء لقاء اقل من 300 فرنك كأمة لشهر او ستة اشهر تحت سمع وبصر بل بتورط افراد القوات الدولية والامم المتحدة SFOR . واجادل الا غرابة ان يعتقد من عرب وغير عرب ان ضرب بلغراد لم يزد سوى ان فاقم التطهير الدينى والعرقى ولم يغير كثيرا من صورة الغرب-حليف وصديق اسرائيل والمعاند في  فك حصار بغداد وملفق تهمة لوكربى ل الخ بل يتسائل هؤلاء-رغم ادعاء الغرب-الولايات المتحدة-الصهيونية العالمية حول الانتصار للالبان الكسوفيين-عما اقعى بالغرب عن التدخل في  حرب بروندى الاهلية ولا في  الحربالاهلية الكونغولية وقبلها في  الفليبين وكامبوديا وعنف اندونسيا المستمر ضد حركة تحرير تيمور الشرقية-باكثر من تزويد الحكومات بالسلاح او-و تدريب قواتها العسكرية- كمثل ما فعلت بريطانيا بتدريب قوات الخمير الحمر في  الثمانينات- ومتمردى ساحل العاج عام 1998. ولماذا لم يهب الغرب الولايات المتحدة-الصهيونية العالمية- لحماية الالبان الكسوفيين وكان سلوبدان ميسولوفتش يعمل فيهم تشريدا وتعذيبا وابادة منذ 1990 ؟ بل كان الغرب يتعامل مع ميلوسفيتس صديقا ورسول سلام في  حل مشكلة البوسنة. فاذ يتم التساؤل الان عما اقعى بالغرب عن حماية مسلمى البوسنة فيما اصر دوجلاس هيرد Douglas Herd وزير الخارجية البريطانى : "ان تسليح البوسنيين سيرفع اعداد الضحايا- بمعنى ضحايا الصرب- من المدنيين حيث سجلت احصائيات الضحايا من البوسنيين المدنيين 8- 1 ان لم يكن اعلى بمراحل. اى ان دوجلاس هيرد كان يعترض على خلق ساحة معركة متكافئة للقتل A level killing field” " فيما راح ديفيد اوين يخفى الكثير من الحقائق فبقيت خافية حتى انتهت الحرب بمجازر توزلا وسيبرنيتسا والشيشان وغيرها.

(6) قام عالم امريكى يدعى كابيولسكى في  الخمسينات والستينات باجراء تجربة امصال شلل الاطفال على 1000 طفل في  شرق افريقيا ولم يكن الافريفيون يحتاجون المصل لانهم يتمتعون بحصانة طبيعية من شلل الاطفال. وكانت المؤسسة الطبية الامريكية التي يعمل بها كابيولسكى بالتعاون مع مؤسسات بليجيكية وفرنسية قد اخذت كلى شامبانزى اجريت عليه تجارب فيروس ال HIV وكان الاهالى قد قدموا الشيمبانزى اضاحى واكلوا من لحمها. اخذت كلى الشامبانزى لمختبر امريكي لاستخراج مصل شلل الاطفال فاعيدت تجربة التطعيم بالمصل الجديد على 2000 طفل في  الكونغو ثم حقن مليون افريقى بالمصل ما بين الخسينات والستنيات. وقد اشتركت كل من بلجيكا وفرنسا في  التجارب وفى حملة التطعيم. تواجه مشكلة انتقال الفيروس عبر الفصائل البيولوجية كل من علماء الجينات والمتخصصين في  انساب امصال الوقاية Philologists وقدرتها على تخطى الحواجز النوعي للفصائل الحية Transplantation مما يلقى بتجارب التعديل الجينى في  خانة تهديد النبات والبشرية معا فيما تمنى شركات الكيماويات المتخصصة في  التعديل الجينى للنباتات على الاقل بمواجهات يومية عنيفة. فحيث استخدم الافارقة كحيوات مختبرية فقد بقيت التجارب غير مقيدة ولا يعرف عن تفاصيلها شئ سوى في  الاضابير والتقارير العلمية السرية مرة ومرة اخرى تزعج تلك التجارب علماء الجينات والتعديل والهندسة الجينية وعلماء انساب امصال او شجرة التلاقح بين الفصائل بحيث قد تبقى القضية مخفية او-و مخضعة للجدل بين العلماء لاطول مدة ممكنة حتى يأحد الخطأ مفعوله فلا تخسر شركات الكيماويات الكبرى. ومن الجدير بالذكر ان تجريب العقاقير والامصال الجديدة يجرى في  الولايات المتحدة على السجناء وعلى المعوقين عقليا وعلى المدانين بالموت وعلى الميؤوس من شفائهم وعلى بعض الاقليات.

 (7) يراوح زعر البرجوازية الصناعية مما تسميه سمات انحطاط وغرامها بما تتمثل عليه تلك السمات من ذكورة السود او-و فحولة الطبقة البروليتارية في  هواجس لا تفارق الاولى فتمثل في  الادب والتاريخ وفى "العلم" الغربى. وتخصى الولايات المتحدة الاطفال السود منذ سن الخامسة بحجة ان الاطفال السود اللذين تبدوا عليهم مظاهر العنف منذ الصغر حريون بان ينمون طاقة جنسية تغدو عند البلوغ خطرا على النساء. ويتمثل الاسود والعامل البروليتارى في  الادب في  روايات كمثل تلك التي نيست اسم مؤلفها وتدور حول عشق سيد عبيد امريكى جنوبى لعبد شاب لم يجد ازاء عشقه المحبط اليم سوى ان يحبس العبد في  قبو يزروه كل يوم ويروح يعذبه ولا يريحه سوى ان يفقأ عينى العبد الجميلنين. وتحبس شارلوت برونى في  رواية جين اير Jane Eyre زوجة الرجل الذى تحب التي جلبها من خارج اوربا في  علية بتهمة الجنون والعنف حتى تقضى عليها في  نهاية الرواية بحريق تشعله المرأة المجنونة. وفى رواية ليدى تشاترلى يبدو اللودر تشاترلى قعيد عنين نتيجة اصابة في  الحرب فيما تتخذ زوجته الليدى تشاترلى حارس الضيعة الريفى الفحل عشيقا. ويتخذ طالب ارستقراطى شاب من اكسفورد في  رواية بعنوان حلة مصنوعة من الفانيلا البيضاء The white flannel suit عاملا بسيطا عشيقا له لولا عقلانية اخر لحظة لتخلى عن الدنيا وتنازل عن ثورته من اجله.

(8) لاحظ (ى) التعريف الفاشى ل "اليوتوبيا" والمفهوم العرقى للمجتمع "الكامل". ولعله من المفيد جدا تذكر كيف عاد العلماء الامريكان يعقمون الشباب السود بوصف انهم يميلون الى النشاط الجنسي على نحو فائق مما يلقى بهم في  قائمة سمات الميل نحو العنف ومن ثم الجريمة. وكان "العلماء" من مستوطنى شرق وجنوب افريقيا ينسبون الاصابة بامراض المناطق الحارة كالملاريا ومرض النوم الى ضعف البدن الافريقى وقابلية العقل الافريقى البدائى للاختلال وبالتالى للاصابة بانواع الذهان -الجنون. وكان الانثروبولجيون والنفسانيون والاداريون يرون ان تلك الامراض لا تعود الى كونها متوطنة ولكن لتخلف الافريقى مما يدفع الفرد المتسعمر-بفتح الميم الثثانية- الى الاحتجاج على الادارة الاستعمارية والعنف ضدها. من امثلة ذلك وصف الماوماو بالجنون فقد انشأت معسكرات "تأهيل" الماوماو فيما انتشرت نظرية ان الافريقى بطبعه متخلف وعنيف وميال للكآبة فقد عزي عنف الافارقة مرة اخرى لاثر التعليم الاستعمارى على الافريقى.

(9) انظر(ي) News Night-BBC2 نقرير نشرة اخبار العاشرة والنصف 14.7.2000

 (10) تذكر(ى) ان كينيا-و كانت مستوطنة انجليزية-كانت مطروحة كاحدى خيارات ارض ميعاد لليهود.

 (11) لا يحلل ذلك الاستخلاص الا بقدر ما تشعل السنووقراط حرب الاعضاء التناسلية دون ان تسيقها-Contextualize من السياق من اسفل-أنظر(ى) Siohan Summerville: Scientific (12)Racism and the Invention of the homosexual Body in Roger N. Lancaster & Micaela di Leonardo: the Gender Sexuality: Reader:, Culture, History, Political Economy: 1997: PP; 37-52. .و كان دودلز Doudlesاشهر عنصريي شمال روديسا في  العشرينات من القرن العشرين واكبر المدافعين عن الفصائلية.

(12) انظر(ى) Webster Tarpley in the American Almanac, June 20th. 1994.

(13) أنظر(ى) Siohan Summerville: Scientific (12)Racism and the Invention of the homosexual Body in Roger N. Lancaster & Micaela di Leonardo: the Gender Sexuality: Reader:, Culture, History, Political Economy: 1997: PP; 37-52. .و كان دودلز Doudlesاشهر عنصريي شمال روديسا في  العشرينات من القرن العشرين واكبر المدافعين عن الفصائلية.

(14)ARAM Society for Syro_Mesppotomian Studies15th. International Conference July 17-18-2000--Rhodes House-Oxford.

(15) كان اليونان سمر وما يبرحون حتى الآن وكان بعضهم شديد السمرة مما يلاحظ في  النقوش على الاوانى الفخارية المعروفة وحتى في  بعض التماثيل التي كانت قد بقت فوق سحد الارض. فقد كانت التماثيل اليونانية سمراء في  الاصل لولا انها بقيت مدفونة لمئات النين قبل ان تكتشف مما حولها الى اللون المرمرى ابيض وقد بقى شعرهم شبه أجعد الا ان اوربا الغربية راحت تبييضهم كما لونت عينها هى. فقد كان السكان الاصليون للجزر البريطانية سود او حمر الشعر الا ان الفايكينج جاؤوهم بالشعوب الشقراء فراحوا يحاكون غزاتهم بوصفهم اسيادهم وحكامهم كما يفعل وكان قد فعل معظم الشعوب المهزومة بالغزاة. المهم لونت اوربا الغربية عيون اليونايين والرومان وجعلتهم شقرا كما فعلت بالمسيح وحواريه ومريم العذراء. وازعم ان تبييض اوربا واعراب الشتات بالجوار والتزاوج والنسب كان قد تعالق طرديا ومحورية عقلنة مفهوم النهب بذريعة الامتياز وتسويغ توسع الاجناس "الراقية" في  اراضى من عداهم وخصما على الاجناس "المنحطة" تسويغا لاستعبادها وابادتها اذا لزم.

(16)Prof.Reeve Mashel- Tel Aviv University "The water supply of (14) the Hellenistic -Roman: desert fortress near the Dead Sea":