هذه الشذرة للشاعر المغربي {المقيم في فرنسا}، تستعير صوت الحياة كي تنادي بصوتها العميق فينا ذاك الفقدان الكتوم الذي لا ينسى، وتستدعي مفارقة عنوانها الدالة الرغبة في التأمل والتفكير ..

حينَ يَعْطَشُ الماء

عبداللطيف الإدريسي

إلى آسية العلوي

 

عَطِشْتُ أنا الذي بي ظَمَأ الفَلاة             

وَرَبٌّ

غابَ وَماءٍ

وَقَدْ كانَتْ ساعَتُهُ قَريبَةٌ إلى حينٍ

وَالماءُ أَدْنى مِنْ سَرابٍ

 

سَئِمْتُ البُخارَ أنا الّذي رَبَّيْتُ القَطاةَ

لِتَدُلَّني عَلَيْهِما

ربّي والماء

 

امتطيتني

اعتصرت آخر جرعة من عطشي

قطعت الفلاة

سالكا سبل ربّي

 

وَعِنْدَ المَنْبَعِ

أَرَتْني قَطاتي كَيْفَ يَحْتَضِرُ الماءُ

وَيَبْتَعِدُ الرَّبُّ

 

فَاكْتَفَيْتُ بِعَطَشي

وَبَكيتُ دُموعا ناشِفَة عِنْدَ شَجَرَةِ السّدْرِ

مُواسِياً البَيْداءَ في رَحيلِ مَنْبَعِها

وَناعيا ربّي !

 

بيزوس المحروسة 1 نوفمبر 2012