من خلال شعرية المكان، يطل بنا الشاعر المغربي على امتداد اغترابه وتشظيه، ليلهم من ذاته سفرا لانهائيا بين ثنايا تواريخ وأمكنة وأعلام..

شَكْوَى الوَرْدِ

محمد العناز

السُّهولُ الْمُعَطَّرَةُ

بِماءِ الشَّرْقِ

 

الـحُقولُ الـمُمْتَدَّةُ

من نَجْدٍ إلى مَكْناسَةَ الزَّيْتونِ

 

تَذْكُرُ حَوافِرَ الأَحْصِنَةِ

وَبَرِيقَ الاِسْتِعاراتِ في الـمُعَلَّقاتِ

رُفْقَةَ صَقْرِ قُرَيْشٍ

شَيَّدْتُ حَضارَةً مِنَ الـمَاءِ

وَلَوَّنْتُ جُدْرانَ الـمَنازِلِ بِعِطْرِي

 

قِيلَ أَنِّي بُرْدَةُ ابْنُ زَيْدُونَ

وَلِسانُ الدِّينِِ ابْنُ الْخَطِيبِ

غَيْرَ أَنِّي فِي الصَّباحاتِ النَّدِيَةِ

كُنْتُ أَعْبُرُ خارِجَ الْقِلاَعِ

فَاعْتَلَيْتُ صَهْوَةَ الْعَرْشِِ

فِي بِلاَدِ الغَجَرِ

فَكَيْفَ انْتَهَى بِي الـمَطافُ

أَسِيرَ الـمُناسَباتِ الرَّسْمِيَةِ

 

هَلْ يَحْتاجُ العُشَّاقُ إِلَى سِيرَةِ ڤَالاَنْتايِن

كَيْ أَنامَ وَحيداً بَيْنَ الأَرْصِفَةِ

هَلْ يَتَحَمَّلُ حُلْمِي

الصُّعُودَ إِلَى الأَعْلَى

فِي رَأْسِ الْمُصَلَّى

لأُطِلَّ عَلَى الْحافَةِ

وَأَرَى كْلِيُوپَاتْرَا تَشْرَبُ مَائِي

بَدَلَ سُمِّ الأَفاعِي

إِخْلاصاً لابْنِ القَيْصَرِ أُنْطُونْيُو

وَحَقِّهِ فِي الْحَياةِ

وَأَرَى مَدامْ بُوڤارِي

تَلْبَسُ قُبَّعَةً بِأَلْوانِي فَتُسْقِطُ عَنْها

تُهَمَ التَّخْريبِ

لاَ أَثَرَ لأَرْضي في سُوسَةَ

وَلاَ في الدَّارِ الْبَيْضَاءَ

فَالإِسْمَنْتُ يَخْنُقُنِي

وَرائِحَةُ الاسْتِنْساخِ أَصابَتْ جِلْدي

بِقُرُوحٍ لَنْ تُشْفَى

………………  

                     أَخْبَرَني وِيكِيلِيكْسْ: بِقِمَّةِ كُوپَنْهاجْنَ

    

تُعِيدُ فَنَّ العَيْشِ بِرُفْقَتي

     فَلاَ يَكْفي ارْتِداءَ

     بَانْطَلُون جُون لِينَن

     لِلإِحْساسِ بِجَدْوى الـحُبِّ وَالسَّلامِ

                      فَأَنا الأَصْلُ وَالامْتِدادُ

                      وَأَثَري وَاضِحٌ لِلْعِيانِ

                      فَهَلْ يُمْكِنُ الْعَيْشُ

                      في أَرْضٍ بِلاَ شَفَتَيْنِ؟

 

شاعر من المغرب