تواصل القاصة المغربية ربيعة ريحان رهانها الإبداعي في مجموعتها الجديدة "أجنحة للحكي" التي يكشف الناقد عبد الحق ميفراني هنا عن بلاغة الاسترجاع وسلطة القصة فيها.

أجنحة الحكي" أجنحة الكتابة

عبدالحق ميفراني

إذا اعتبرنا قصص المجموعة "أجنحة" للحكي، فهذا الأخير يمتد لا كتوصيف أجناسي، أو مبدأ عام، بل إن النصوص القصصية بكاملها مسكونة بهذا الفعل سواء كموضوعة أساسية أو كخاصية موازية كثيمات النصوص ، فالساردة لا تتوانى عن الإشارة لهذه المقولة بل واستحضارها في ثنايا المقول. وقد سبق للقاصة ربيعة ريحان أن أجابت عن سؤال لما "أجنحة للحكي" بالقول"اختياري الواعي لصيغة العنوان "أجنحة للحكي" مرده إلى إحساسي بشموليته، فهناك حكي وهناك أجنحة لهذا الحكي آمل أن تكون قد حلقت بعيدا وأن تكون قوية ومفرودة بما يكفي لتحقيق شيء من المتعة". إن هذا التوزيع الأوركسترالي كفيل بتوضيح هذه الصورة التي تفرضها "عنونة" المجموعة، وهي إرادة عالمة واعية لصيغة ما قدم كمجموعة قصصية مليئة بمفارقات المحكي. وتتمثل الساردة هذا الحضور بفعل توالي لمقولات إشارية دالة كفيلة بفهم طبيعة هذا الوعي: < نحكي ـ أحكي ـ تحكي ـ يحكي ـ الحكايا ـ حكايات...> وتتعدد الصور كي ندرك بلاغة سلطة القصة المضمرة في فعل "الحكي" والملتصق هنا بالساردة، وكأن الحكي طبيعة المؤنث في الكتابة وتميزه. وإلى جانب هذا الحضور، يتولد سؤال الكتابة القصصية من رحم الأفعال السردية، وليكشف عن صوت إضافي / عالم بتفاصيل وبناءات القصة كاشفا عن تصور قرائي/ دال في مدى قدرة المجموعة على بلورت عمق وخاصية لعوالم تعبر حارات وأمكنة، شخوصا وأحلاما تشكلت في دهاليز الذاكرة/ المتخيل الجامع للنصوص، إذ تسهب نصوص ربيعة ريحان في تشكل "تاريخ" تخييلي إبداعي للمكان، مكان محدد بجغرافية المنسي. بموازاة هذا الحضور تساهم النصوص "أجنحة للحكي" نموذجا في "أنسنة" تفاصيل أحداث ثاوية في خزان الذاكرة ، خزان الألم: "أمي ..تحكي عن الألم" ص73.