يوقع القاص والكاتب هشام البستاني غداً الخميس في جناح دار الآداب في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، كتابه الثالث "أرى المعنى..."، والذي يصنفه كاتبه كعمل "سردي/موسيقي" أو باعتباره "قصصاً على تخوم الشعر" كما يرد على غلاف الكتاب الذي تزيّنه صورة/لوحة من ابداعات الفنان التشكيلي عماد أبو حشيش.
"أرى المعنى.." يأتي استمراراً للتجربة التي عمل عليها البستاني في كتابيه السابقين بطرق مساحات جديدة للقصة العربية من ناحية الثيمات المعاصرة والوجودية التي تستفيد بشكل كبير من الفلسفة والايكولوجيا والعلوم (وخصوصاً القيزياء والبيولوجيا وعلوم الكون)، ومن ناحية الشكل الكتابي الذي يوظّف الشعر والفن التشكيلي والسينما وتقنيات الكتابة الجديدة.
في كتاب "أرى المعنى..." يخوض الكاتب تجربة جديدة ونوعية من حيث توظيف عناصر بصريّة كجزء من النص السردي، فإحدى القصص (وهي إعادة إنتاج معاصرة لحدوتة "ليلى والذئب") تحتوي على عناصر جرافيكية مصوّرة (جرافيك) أنجزتها المخرجة والمصممة عبير الدجاني، فيما يعمد الكاتب في قصص أخرى إلى توظيف حجم أو شدة لون الكلمات المستعملة في السرد لإعطاء الكلمة وزناً بصرياً ووقعاً نفسياً يضيف إلى معناها.
ويعمد البستاني إلى توظيف فن القصة القصيرة جداً في كتابه الجديد الذي يأتي على شكل "متتالية كتابية" حيث تحمل القصص أرقاماً لا عناوين تبدأ من 1 وتنتهي بـ78 وتقرأ بصفتها عملاً متكاملاً رغم تقسيم الكتاب الذي يقع في 160 صفحة الى مجموعة من "الفصول" هي: "القيامة الآن"، "ليلى والذئب"، "سكاي بار"، "كتاب المعنى"، "حوارات قصيرة مع امبرتو أكابال"، "هجاء سريع لنرجسة الكون"، "مرثية لبحر الآرال"، "لعبة الحواس"، "اندلاق المشاعر هذا يثير قيئي"، "غيوم الخيانة الماكرة"، "التاريخ لا يصنع على هذه الكنبة"، و"خَلاص".
يذكر أن "أرى المعنى.." هو الكتاب الثالث لهشام البستاني ويصدر عن دار الآداب البيروتية العريقة بعد كتابيه "عن الحب والموت" (2008) و"الفوضى الرتيبة للوجود" (2010) الصادران عن دار الفارابي واللذان حازا على اشادة كبيرة من حيث الثيمات المبتكرة والجريئة، واللغة الجديدة والمتمكنة. اختارت مجلة "إينامو" الألمانية هشام البستاني ضمن أبرز كتاب "الأدب العربي الجديد"، وترجمت قصصاً له إلى الألمانية ضمن ملف خاص حمل نفس ذلك الاسم في العدد 60/ديسمبر 2009، كما اختيرت قصصه ضمن ملفّات أدبية عديدة تناولت الكتابة العربية الجديدة مثل: ملف "القصة العربية الجديدة: نماذج" (الآداب، العدد 7-8-9/2011) الذي احتوى خمس عشرة قصة لكتاب من اربع عشرة دولة عربية، وملف "الكتابة الجديدة في الأردن: مختارات" (الآداب، العدد 9-10/2010) وملف "أصوات أردنية جديدة في القصة والشعر" (أخبار الأدب، عدد 15 ابريل 2010). كما قدمت مجموعة من قصصه مؤخراً في عرض مسرحي بعنوان "عُزلة" من إخراج جويس الراعي ضمن موسم مسرح الشباب لعام 2011. وسيصار إلى تنظيم حفل توقيع للكتاب الجديد في عمّان قريباً.