يغور الشاعر السوري بقصيدته عميقا في ثنايا القصيدة، من منفاه العميق وتشظيه واغترابه عن الوطن الى استدعائه لنبض السؤال الجارف اليوم ونحن نرى الصورة في حقيقتها المكتملة.

كهف السؤال

يوسف حسين الحمود

لا صوت إلا حفيف المفردات

على كرّاس دهشتهِ

لا ضوء إلا نُضار الضاد

يلمع في ظلماء وحشتهِ

لا شك إلا يقين الخاسرين

نما في طين حيرته

لا إرث إلا ظلال الغابرين

على جدران عزلته

فرث غروب بلاد

سوف تخرج من فردوسها

بيتيم أو رفات أبِ

لا شيء يذكر

غيلان الفضاء أتت

من كل فج عميق الحقد في الحقبِ

وفي القبيلة من فاضت قرائحهم

مدحاً لرمز سلام الناب والنوبِ

وأنت طفل

بصمت الدمع يصرخ في

حشد يهلل للديباج والقصب

"ألامبراطور عارٍ"

يا خيال أمط ستر الحقيقة

كي لا تستباح

ويا لفظ اخترق حجب المعنى

ويا أربي

لا تلتبس

أي مجد أدعيه أن ابتليت أن "نظر  العميان في أدبي"؟

وأين مأواي إذ منفاي في لغة

لم تكترث لنداء الوقت

هل ترك الماضون لي

طللاً يطفو على الزمنِ؟

والأرض أضيق من سَمّ الخياط؟ 

أرى لما أرى وطني 

طوقاً من النار في عنقي

رأيت غداً ما كان أمساً

وأحقاداً مسلحة

تختال بين بني دنيا

وبين بني أخرى

وبين بني ...

هم في سجون نوايا

شادها وغدا سجانها

حين ساد

السيد العبثُ

أضحوا ضحايا وصايا

ملء أعينهم رمل الخطايا

لهم أعتاب ما ورثوا

من الجنان

لهم في كل نائبة كهف التساؤل: 

كم في نومهم لبثوا