رحيل "مالك حزين" الأديب إبراهيم أصلان

توفي الكاتب والأديب إبراهيم أصلان، اليوم السبت، عن عمر يناهز 77 عاماً، بعد فترة مرض قصيرة بمستشفى القصر العيني، ودخل أصلان المستشفى الجمعة قبل الماضية إثر تناوله عقاقير طبية مقاومة لنزلة برد، غير أن هذه العقاقير أثرت سلباً على عضلة القلب وأربكت وظائفه ما دفع الأسرة إلى نقله للمستشفى. وقال الكاتب شعبان يوسف، المقرب من الأسرة، إنه علم قبل دقائق بخبر وفاة أصلان من خلال الكاتب سعيد الكفراوي، وتوجه يوسف إلى منزل أصلان بالمقطم لوضع ترتيبات الجنازة وتشييع الجثمان.

ووُلد إبراهيم أصلان بمحافظة الغربية، ونشأ وتربى في القاهرة وتحديداً في حي إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغي في كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيرة المساء" مروراً بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، حتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل" وكان يقطن في الكيت كات حتى وقت قريب ثم انتقل للوراق، أما في الفترة الأخيرة فكان يقيم في المقطم.

ولم يحقق أصلان تعليماً منتظماً منذ الصغر، فقد التحق بالكتاب، ثم تنقل بين عدة مدارس حتى استقر في مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية.  والتحق إبراهيم أصلان في بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجي ثم في أحد المكاتب المخصصه للبريد، وهي التجربة التي ألهمته مجموعته القصصية "وردية ليل".  وربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقي ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة، ونشر الكثير من الأعمال في مجلة "المجلة" التي كان حقي رئيس تحريرها في ذلك الوقت. وحصل على منحة تفرغ نهاية الستينات بترشيح من الكاتب نجيب محفوظ والناقدة لطيفة الزيات، ولاقت أعماله القصصية ترحيباً كبيراً عندما نشرت في أواخر الستينات وكان أولها مجموعة "بحيرة المساء"، وتوالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة، حتى كانت روايته "مالك الحزين" وهي أولى رواياته التي أدرجت ضمن أفضل 100 رواية في الأدب العربي. والتحق أصلان في أوائل التسعينات كرئيس للقسم الأدبي بجريدة "الحياة" اللندنية، وحققت رواية "مالك الحزين" نجاحاً ملحوظاً على المستوى الجماهيري والنخبوي ورفعت اسم أصلان عالياً بين جمهور لم يكن معتاداً على اسم صاحب الرواية بسبب ندرة أعماله من جهة وهروبه من الظهور الإعلامي من جهة أخرى، حتى قرر المخرج المصري داوود عبدالسيد أن يحول الرواية إلى فيلم تحت عنوان "الكيت كات"، وبالفعل وافق أصلان على إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرواية أثناء نقلها إلى وسيط آخر وهو السينما، وبالفعل عرض الفيلم وحقق نجاحاً كبيراً لكل من شاركوا فيه، وأصبح الفيلم من أبرز علامات السينما المصرية في التسعينات.  كما حولت روايته "عصافير النيل" إلى فيلم سينمائي أخرجه مجدي أحمد علي قبل عامين.  وحصل أصلان على عدد من الجوائز منها: جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن رواية "مالك الحزين" عام 1989، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003–2004. وجائزة كفافيس الدولية عام 2005، وجائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان" عام 2006، ورشح قبل أيام لنيل جائزة النيل وهي أرفع الجوائز المصرية من قبل أكاديمية الفنون.