فعاليات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية
رسالة ليبيا
طرابلس استضافت مدينة طرابلس بليبيا مؤتمرا علميا حول الثقافة الرقمية يبحث سبل مواجهة التحدي المعرفي في ظل الثورة الرقمية في العالم العربي. وذلك بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب العرب وسفراء الدول العربية. فقد انطلقت يوم الأحد 4 آذار/ مارس فعاليات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية والذي نظمه المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر بالعاصمة الليبية طرابلس، بالتعاون مع اتحاد كتاب الإنترنت العرب. وبدأت هالة المصراتي المشرف العام على المؤتمر كلمة الافتتاح مؤكدة أننا "بالأمس البعيد كان الصعود للقمر حلما، ثم تحقق الحلم"، متسائلة "أين نحن الآن من الحلم؟ فحتى لا نكون في وكب الحالمين بامتلاك القمر، دون الوصول إليه، وحتى لا نكون في ذيل القائمة في شتى المجالات والعلوم، كان لابد من عقد هذا المؤتمر وأن ندرك أن العالم من حولنا يتقدم، مستغلاً تقنيات الثقافة الرقمية ومطوراً لها في حين اكتفينا نحن بدور المتلقي". وأضافت "وها نحن اليوم نحط رحالنا على الواقع نتخلى عن أثيرنا لبعض الوقت لنعود له بشيء مثمر دون المساس بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ودون انتهاك لحقوق الآخرين أو التأثير سلباً على مجتمعاتنا من خلال تصرفات غير مسئولة". ثورة الإنترنت هي النموذج التنفيذي للنظرية الجماهيرية ثم ألقى الدكتور محمد مبروك يونس مدير إدارة العلاقات الثقافية باللجنة الشعبية الثقافية في ليبيا كلمة أكد فيها أن ثورة الإنترنت قد تأسست من خلال النموذج التنفيذي للنظرية الجماهيرية، مضيفاً أن قضية الثقافة الرقمية توفر ولأول مرة في التاريخ فرصة للجميع في أن يسهم في نشر الثقافة للجميع، المحترف والهاوي، الحالم وصاحب البرنامج. وقد وجه الدكتور مبروك حديثه للمؤتمر قائلاً "إن مؤتمركم هذا ليس مؤتمراً عابراً يعقد لغرض معد سلفاً، إنما هو مؤتمر أسس على فكرة الجماهير ودورها الرائد من خلال عهد ثقافي خلاق وجديد. وأضاف الدكتور يونس "كما أن هناك تحدياً هائلاً يواجه الإعلام الإلكترونى العربي، فهو ليس مجرد تحد للإعلام الغربي إنما هو تحد لأنفسنا". وأكد مدير إدارة العلاقات الثقافية باللجنة الشعبية الثقافية في ليبيا أهمية استخدام النشر الإلكتروني الهادف والذي يحافظ على الثقافة العربية المستقلة، "رافضين كل ما يضعنا في العبودية الثقافية الحديثة، وهذا لا يعنى أننا نقبل وننبهر بثقافات الآخرين، ولكن علينا أن نؤمن أننا أمة لها مستقبلها الهام، ولذلك تم إنشاء إدارة خاصة للنشر الإلكتروني في اللجنة الشعبية للثقافة والإعلام بليبيا، لتقوم بهذا الدور الهام وتلقي الضوء على التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية الراهنة". التحدي المعرفي الجديد ثم تحدث الدكتور محمد سناجلة رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب قائلاً "أن الثورة الرقمية قد أحدثت تغيرات هائلة على شتى نواحي الحياة، وظهر للوجود مصطلحات جديدة لم تكن موجودة من قبل، بل وطرق حياة وعمل جديدة. فظهر للوجود أسلوب حياة الشبكة وأسلوب عملها، ثم سمعنا عن التجارة الإلكترونية، والاقتصاد الرقمي، والمجتمع الافتراضي، والإنسان الرقمي، حتى أصبح يقال إن العالم بعد شبكة الإنترنت ليس هو العالم قبلها، وقد أنتج كل هذا عالماً جديداَ ومختلفاً عما اعتادت عليه البشرية". وأضاف سناجلة "ولم تكن الثقافة بمنأى عن هذه الثورة. فولدت مصطلحات جديدة كل الجدة على الحضارة الإنسانية من مثل الثقافة الرقمية، والأدب الرقمي، والإعلام الإلكتروني، والتعليم الافتراضي ... وغيرها. لقد تغير العالم ونتيجة لهذا التغير ولدت تحديات جديدة، وأسئلة جديدة تستوجب التوقف عندها، ومحاولة الإجابة عليها، فالتحدي المعرفي الحقيقي هو التحدي الأخطر الذي يواجه المجتمعات الحديثة عموما والمجتمع العربي على وجه الخصوص. ذلك أننا لا نريد أن نضيع علينا فرصة اللحاق بالثورة الرقمية، كما فوتنا من قبل الثورتين الصناعية والتكنولوجية". وقال رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب "إن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة لأنه الأول من نوعه في الوطن العربي، حيث عقدت في السابق ندوات في بعض الدول العربية مثل مصر وتونس والأردن والإمارات تتناول بعض جوانب الثورة الرقمية لكن حتى الآن لم يشهد الوطن العربي مؤتمراً شمولياً يتناول مختلف جوانب الثورة الرقمية الثقافية والاجتماعية على مدى الأيام الثلاثة التي يستغرقها هذا المؤتمر". وأضاف "كما أن عقد هذا المؤتمر في الجماهيرية الليبية هو سبق حقيقي لها، ويظهر مقدار الأهمية التي توليها الجماهيرية للثقافة عموما والرقمية منها على وجه الخصوص، كما يبين ديناميكية وفعالية القائمين على الشأن الثقافي في الجماهيرية ومركز دراسات وبحوث الكتاب الأخضر على وجه الخصوص ومواكبته لكل جديد ووعيه بأهمية وخطورة التحدي الرقمي، ومما يثلج صدورنا أن نجد في هذا المؤتمر كتاباً ومفكرين وإعلاميين من مختلف أقطار الوطن العربي قد جاءت بهم الهمم للإجابة على أسئلة التحدي الرقمي". تحديات الثورة الرقمية في عالمنا العربي وبعد كلمات الجلسة الافتتاحية بدأت الجلسة الأولى في المحور الأول تحت عنوان الثقافة العربية وتحديات العصر الرقمي ورأسها الأستاذ علي شعيب رئيس تحرير مجلة المرصد، وقد بدأت الجلسة بورقة للدكتور عبد المنعم المحجوب رئيس تحرير مجلة فضاءات بعنوان "الكتابة بوسائط باردة" ثم ورقة أخرى بعنوان "تحديات الثورة الرقمية واستشراف مستقبليات تنمية الثقافة العربية" للدكتورة حنان بيزان من ليبيا. حيث تساءلت "إلى أي مدى يصل استيعاب المجتمعات العربية حالياً إلى الوسائط المعلوماتية؟، فالثورة الرقمية تعد في أولى خطواتها العملية ولا يخفي على المتخصص أنه لا غنى الآن عن استخدام الحواسيب لإصدار المنشورات والمطبوعات كما أن هناك نصوص إلكترونية ظهرت حاليا لا يوجد لها نظير ومتوافرة عن طريق الخط المباشر، وأصبحت هناك حلول بديلة عن الورقة من خلال الأوعية الإلكترونية، بل إن النمط التقليدي تحول، فبعد أن كان هناك حواسيب داخل المكتبة أصبح هناك مكتبة داخل الحواسيب. وتساءلت الدكتورة بيزان هل تفشل الأجيال الجديدة في إبراز دور الحضارة العربية الإسلامية وما قدمته للبشرية في شتى المجالات يوم تنتهي الكتب والمخطوطات فلا تكون الوثائق إلا إلكترونية ولا الصور إلا رقمية؟". ومضت بيزان قائلة "فلا شك أن تحديات الثورة الرقمية تحتم على المجتمعات العربية الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل الأمر الذي يجعلها في منعطف حرج من حيث مدى استعدادها للتعامل مع البيئات الرقمية، وبرغم قلة الاهتمام وضعف البنية التحتية للمعلومات في عالمنا العربي إلا أن هناك مجموعة من المؤثرات التي تبقي بداخلنا الأمل بأن يحل علينا اليوم الذي نجلس فيه على حاسبنا الشخصي ونتمكن من التجول بمكتباتنا العربية في شكلها الرقمي الافتراضي والاطلاع على مختلف أوعية المعلومات ومن ثم تحقيق التنمية الثقافية الفكرية". المخاطر الأميركية على المحتوى العربي ونبه الدكتور طه حسن العنبكي من العراق في ورقته التى ألقاها بعنوان "الثقافة العربية الإسلامية في العصر الرقمي" إلى أن "الثقافة العربية الإسلامية تواجه مخاطر وتحديات إضافية واسعة سواء على مستوى التكوين والإنتاج أو على مستوى الآليات والوسائل والأساليب، فإن الشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية تعانى من الاختراق الثقافي على نطاق واسع، وسيكون لهذا الأمر تأثير بالغ على أفكار الأجيال الحالية والقادمة، فالولايات المتحدة الأميركية وبفعل ما تمتلكه من إمكانيات مادية كبيرة وتقنية عالية المستوى والكفاءة، وفر لها في ظل العصر الرقمي قدرة أكبر على تصدير ثقافتها وفكرها وفلسفتها عن الكون والمجتمع والحياة، وأخطر ما في هذا الإطار أن القوى التي تمتلك إمكانية توظيف العصر الرقمي لصالحها أخذت تنشر أفكاراً وسلوكيات من شأنها تحطيم الولاء للقيم التراثية والدينية الأصيلة والولاء للوطن والأمن والعمل على إحلال أفكار وولاءات جديدة محلها" وأعطى العنبكى مثالاً بأن أميركا تحتكر 56% من بلوغ المعلومات في العالم، بينما تحتكر دول الاتحاد الأوروبي 27% من هذا المحتوى و12% لليابان فيما يبقى للعالم العربي 1% فقط من هذا المحتوى. وهو ما يبين الفجوة الهائلة التي تزداد اتساعاً بين دول العالم المتقدم والأخرى النامية والمتخلفة. برنامج دسم لجميع جلسات المؤتمر هذا وبدأت الجلسة المسائية الأحد بثلاث ورقات هامة، الأولى بعنوان "جرائم الإنترنت وأهم الإشكاليات التي تطرحها" لهالة مصراتي من ليبيا، والثانية بعنوان "العوامل الفاعلة في انتشار جرائم النشر الإلكتروني والجرائم الأخلاقية على الإنترنت" لمحمد الألفي من مصر، والثالثة حول "حقوق المؤلف في البيئة الرقمية والنشر الإلكتروني" للدكتور غالب شنيكات . ثم ورقتين في الجلسة المسائية الثانية الأولى بعنوان "الهوة الرقمية والإقليم العربي بين ثابت السيوسيولوجي والمتغير الرقمي" لعبد النور إدريس من المغرب، والثانية حول "أخلاقيات التعامل مع شبكة المعلوماتية" لعادل الطلحي من ليبيا. وبدأ اليوم الثاني الاثنين بالمحور الثاني حول "الأدب العربي في ظل الثورة الرقمية" وتحتوى الجلسة الأولى على أربع ورقات الأولى حول "الضاد في مواجهة الصفر والواحد" لفاطمة ناعوت من مصر، والثانية عن "الواقعية الرقمية أدب المستقبل" للدكتور محمد سناجلة من الأردن، والثالثة حول "الأدب والتكنولوجيا .. أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية" للدكتورة أزهار كرام من المغرب، والرابعة حول "من الدفتر إلى الشاشة تحولات الكتابة والقراءة" للدكتور محمد أسليم من المغرب. ثم ثلاث ورقات أخرى في الجلسة المسائية الثانية الأولى بعنوان "الحديث عن النص الرقمي" لرامز النويصري من ليبيا، والثانية عن "النقد الرقمي ومواصفات الناقد الرقمي" للدكتور السيد نجم من مصر، والثالثة عن "المستقبلية والمسرح .. المسرح الرقمي نموذجاًَ" للدكتور محمد حسين حبيب من العراق. أما اليوم الثالث والأخير فاحتوى على جلستين، الأولى تحتوى على أربع ورقات، الورقة الأولى بعنوان "عصر الإعلام الإلكتروني" للدكتور هيثم الزبيدي من العراق، والثانية عن "الإعلام الإلكتروني صحافة جديدة بمقاييس تقليدية" لجلال عثمان من ليبيا، والثالثة عن "الاستخدامات السلبية للإنترنت" للدكتور على الربيعي من ليبيا، والرابعة عن "دور المجتمع المدني في الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية على شبكة الإنترنت" لحسام عبد القادر من مصر. وانتهي المؤتمر بالجلسة الأخيرة في اليوم الثالث والتي تحتوى على أربع ورقات الأولى حول "المنتديات العربية بين الواقع والطموح" للدكتور جمال الطحان من سوريا، والثانية عن "عين بيضاء على مواقع ملونة" لربيع شرير من ليبيا، والثالثة عن "نبذة عن رابطة كتاب وأدباء الإنترنت الليبيين" لهالة مصراتي من ليبيا، والرابعة "نبذة عن اتحاد كتاب الإنترنت العرب" للدكتور محمد سناجلة من الأردن. توصيات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية طرابلس ـ أوصى المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية بإنشاء مركز عربي متخصص بنشر الثقافة الرقمية بالتعاون بين المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر واتحاد كتاب الإنترنت العرب. وأتفق المشاركون في أعمال هذا المؤتمر في ختام فعالياته التي تواصلت بطرابلس من 4 إلى 6 مارس/آذار على أن تكون الجماهيرية الليبية مقرا للمركز المذكور الذي اطلق عليه اسم "المركز العربي للثقافة الرقمية". وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية عقد هذا المؤتمر سنويا لمواكبة المستجدات في مجال الثقافة الرقمية. وأوصوا بربط الصلات والروابط مع المنظمات والجهات الأجنبية ذات العلاقة، بغية جعل المؤتمر عالميا. ودعا المشاركون إلى تكوين مكتبة عربية رقمية تحوي المنتج الثقافي والإبداعي العربي الذي انتقلت ملكيته إلى المجال العمومي، وذلك في أفق إنشاء خزانة في مستوى المكتبات العالمية. كما دعا المشاركون بالمؤتمر في توصياتهم إلى توسيع قاعدة مستخدمي شبكة الإنترنت في الوطن العربي، من خلال عقد دورات تدريبية وورش عمل متخصصة في كافة الدول العربية تنظمها المؤسسات الثقافية المحلية بتنسيق مع اتحاد كتاب الإنترنت العرب. وأكدوا على ضرورة دعم اتحاد كتاب الإنترنت العرب ماديا ومعنويا من خلال المؤسسات الثقافية ذات العلاقة لتمكينه من تحقيق أهدافه المعلنة، وأهمية أن يتمتع القطاع الثقافي الرقمي بحقوق مماثلة لنظيره الورقي من خلال دعم مادي لإنشاء فروع لاتحاد كتاب الإنترنت العرب ونشر الكتب الرقمية وبناء المواقع الإلكترونية وغيرها. ودعت التوصيات أيضا إلى نشر الوعي بحقوق الملكية الفكرية وحمايتها على شبكة الإنترنت والوسائط الرقمية من خلال صياغة قانون عربي موحد يتم إقراره من قبل جامعة الدول العربية وتلتزم بتطبيقه كافة البلدان العربية. كما دعت توصيات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية إلى سن قوانين لرصد ومكافحة كافة أشكال الجرائم المنتشرة في الإنترنت حماية للمستخدمين وضمانا لأمن معلوماتهم على الشبكة. وفيما يلي نص البيان الختامي للمؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية: نص البيان الختامي للمؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية المنعقد بطرابلس / ليبيا بدعوة من المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر وبتنسيق مع اتحاد كتاب الانترنت العرب ( مقره عمان - الأردن ) انعقد المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية، في الفترة الممتدة من يوم الأحد 2 مارس إلى الثلاثاء 6 مارس 2007 . وقد تضمن برنامج المؤتمر مجموعة من المحاور شارك فيها نخبة من الأكاديميين والمبدعين والمثقفين المتخصصين في الحقل الرقمي والمهتمين به من مجموعة من الأقطار العربية عرضوا فيها أبحاثهم وأعقبتها مداخلات في جلسات صباحية ومسائية توجت بالتوصيات التالية: إنشاء مركز عربي متخصص يعنى بنشر الثقافة الرقمية اعتبارا إلى أن الرقمية تشكل رهانا استراتيجيا للتنمية في عالم اليوم، وذلك بالتعاون بين المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر و اتحاد كتاب الانترنت العرب ، يحمل اسم المركز العربي للثقافة الرقمية، ويتخذ من مدينة طرابلس مقرا له؛ العمل على عقد هذا المؤتمر سنوياً لمواكبة المستجدات في مجال الثقافة الرقمية؛ ربط صلات مع المنظمات والجهات الأجنبية ذات العلاقة، بغاية جعل المؤتمر عالميا؛ تكوين مكتبة عربية رقمية تحوي المنتج الثقافي والإبداعي العربي الذي انتقلت ملكيته إلى المجال العمومي، وذلك في أفق إنشاء خزانة في مستوى المكتبات العالمية الموجودة مثل الخزانة الوطنية الفرنسية Gallica وغيرها؛ توسيع قاعدة مستخدمي شبكة الأنترنت في الوطن العربي، من خلال عقد دورات تدريبية وورش عمل متخصصة في كافة الأقطار العربية تقيمها المؤسسات الثقافة المحلية بتنسيق مع اتحاد كتاب الأنترنت العرب؛ ضرورة دعم اتحاد كتاب الانترنت العرب ماديا معنويا من لدن المؤسسات الثقافية ذات العلاقة لتمكينه من تحقيق أهدافه المعلنة. تمتيع القطاع الثقافي الرقمي بحقوق مماثلة لنظيره الورقي في الحصول على دعم مادي ومعنوي لمنتجه الابداعي مع تشجيع إنشاء فروع لاتحاد كتاب الأنترنت العرب في الدول العربية ونشر الكتب الرقمية وبناء المواقع الإلكترونية في هذه الدول. العمل على نشر الوعي بحقوق الملكية الفكرية وحمايتها على شبكة الانترنت والوسائط الرقمية وذلك من خلال صياغة قانون عربي موحد يتم إقراره من قبل جامعة الدول العربية وتلتزم بتطبيقه كافة الأقطار العربية؛ سن قوانين لرصد ومكافحة كافة أشكال الجرائم المنتشرة في الأنترنت حماية للمستخدمين وضمانا لأمن معطياتهم على الشبكة. العمل الجاد والحثيث لتأسيس ثلاث نظرية أدبية ونقدية وإعلامية تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم وتتسق مع روح العصر الرقمي وثورة المعلومات والاتصالية وتؤكد على خصوصية الثقافة العربية والجذر الحضاري للأمة.
طرابلس
استضافت مدينة طرابلس بليبيا مؤتمرا علميا حول الثقافة الرقمية يبحث سبل مواجهة التحدي المعرفي في ظل الثورة الرقمية في العالم العربي. وذلك بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب العرب وسفراء الدول العربية. فقد انطلقت يوم الأحد 4 آذار/ مارس فعاليات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية والذي نظمه المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر بالعاصمة الليبية طرابلس، بالتعاون مع اتحاد كتاب الإنترنت العرب. وبدأت هالة المصراتي المشرف العام على المؤتمر كلمة الافتتاح مؤكدة أننا "بالأمس البعيد كان الصعود للقمر حلما، ثم تحقق الحلم"، متسائلة "أين نحن الآن من الحلم؟ فحتى لا نكون في وكب الحالمين بامتلاك القمر، دون الوصول إليه، وحتى لا نكون في ذيل القائمة في شتى المجالات والعلوم، كان لابد من عقد هذا المؤتمر وأن ندرك أن العالم من حولنا يتقدم، مستغلاً تقنيات الثقافة الرقمية ومطوراً لها في حين اكتفينا نحن بدور المتلقي". وأضافت "وها نحن اليوم نحط رحالنا على الواقع نتخلى عن أثيرنا لبعض الوقت لنعود له بشيء مثمر دون المساس بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ودون انتهاك لحقوق الآخرين أو التأثير سلباً على مجتمعاتنا من خلال تصرفات غير مسئولة".
ثورة الإنترنت هي النموذج التنفيذي للنظرية الجماهيرية ثم ألقى الدكتور محمد مبروك يونس مدير إدارة العلاقات الثقافية باللجنة الشعبية الثقافية في ليبيا كلمة أكد فيها أن ثورة الإنترنت قد تأسست من خلال النموذج التنفيذي للنظرية الجماهيرية، مضيفاً أن قضية الثقافة الرقمية توفر ولأول مرة في التاريخ فرصة للجميع في أن يسهم في نشر الثقافة للجميع، المحترف والهاوي، الحالم وصاحب البرنامج. وقد وجه الدكتور مبروك حديثه للمؤتمر قائلاً "إن مؤتمركم هذا ليس مؤتمراً عابراً يعقد لغرض معد سلفاً، إنما هو مؤتمر أسس على فكرة الجماهير ودورها الرائد من خلال عهد ثقافي خلاق وجديد. وأضاف الدكتور يونس "كما أن هناك تحدياً هائلاً يواجه الإعلام الإلكترونى العربي، فهو ليس مجرد تحد للإعلام الغربي إنما هو تحد لأنفسنا". وأكد مدير إدارة العلاقات الثقافية باللجنة الشعبية الثقافية في ليبيا أهمية استخدام النشر الإلكتروني الهادف والذي يحافظ على الثقافة العربية المستقلة، "رافضين كل ما يضعنا في العبودية الثقافية الحديثة، وهذا لا يعنى أننا نقبل وننبهر بثقافات الآخرين، ولكن علينا أن نؤمن أننا أمة لها مستقبلها الهام، ولذلك تم إنشاء إدارة خاصة للنشر الإلكتروني في اللجنة الشعبية للثقافة والإعلام بليبيا، لتقوم بهذا الدور الهام وتلقي الضوء على التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية الراهنة".
التحدي المعرفي الجديد ثم تحدث الدكتور محمد سناجلة رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب قائلاً "أن الثورة الرقمية قد أحدثت تغيرات هائلة على شتى نواحي الحياة، وظهر للوجود مصطلحات جديدة لم تكن موجودة من قبل، بل وطرق حياة وعمل جديدة. فظهر للوجود أسلوب حياة الشبكة وأسلوب عملها، ثم سمعنا عن التجارة الإلكترونية، والاقتصاد الرقمي، والمجتمع الافتراضي، والإنسان الرقمي، حتى أصبح يقال إن العالم بعد شبكة الإنترنت ليس هو العالم قبلها، وقد أنتج كل هذا عالماً جديداَ ومختلفاً عما اعتادت عليه البشرية". وأضاف سناجلة "ولم تكن الثقافة بمنأى عن هذه الثورة. فولدت مصطلحات جديدة كل الجدة على الحضارة الإنسانية من مثل الثقافة الرقمية، والأدب الرقمي، والإعلام الإلكتروني، والتعليم الافتراضي ... وغيرها. لقد تغير العالم ونتيجة لهذا التغير ولدت تحديات جديدة، وأسئلة جديدة تستوجب التوقف عندها، ومحاولة الإجابة عليها، فالتحدي المعرفي الحقيقي هو التحدي الأخطر الذي يواجه المجتمعات الحديثة عموما والمجتمع العربي على وجه الخصوص. ذلك أننا لا نريد أن نضيع علينا فرصة اللحاق بالثورة الرقمية، كما فوتنا من قبل الثورتين الصناعية والتكنولوجية". وقال رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب "إن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة لأنه الأول من نوعه في الوطن العربي، حيث عقدت في السابق ندوات في بعض الدول العربية مثل مصر وتونس والأردن والإمارات تتناول بعض جوانب الثورة الرقمية لكن حتى الآن لم يشهد الوطن العربي مؤتمراً شمولياً يتناول مختلف جوانب الثورة الرقمية الثقافية والاجتماعية على مدى الأيام الثلاثة التي يستغرقها هذا المؤتمر". وأضاف "كما أن عقد هذا المؤتمر في الجماهيرية الليبية هو سبق حقيقي لها، ويظهر مقدار الأهمية التي توليها الجماهيرية للثقافة عموما والرقمية منها على وجه الخصوص، كما يبين ديناميكية وفعالية القائمين على الشأن الثقافي في الجماهيرية ومركز دراسات وبحوث الكتاب الأخضر على وجه الخصوص ومواكبته لكل جديد ووعيه بأهمية وخطورة التحدي الرقمي، ومما يثلج صدورنا أن نجد في هذا المؤتمر كتاباً ومفكرين وإعلاميين من مختلف أقطار الوطن العربي قد جاءت بهم الهمم للإجابة على أسئلة التحدي الرقمي".
تحديات الثورة الرقمية في عالمنا العربي وبعد كلمات الجلسة الافتتاحية بدأت الجلسة الأولى في المحور الأول تحت عنوان الثقافة العربية وتحديات العصر الرقمي ورأسها الأستاذ علي شعيب رئيس تحرير مجلة المرصد، وقد بدأت الجلسة بورقة للدكتور عبد المنعم المحجوب رئيس تحرير مجلة فضاءات بعنوان "الكتابة بوسائط باردة" ثم ورقة أخرى بعنوان "تحديات الثورة الرقمية واستشراف مستقبليات تنمية الثقافة العربية" للدكتورة حنان بيزان من ليبيا. حيث تساءلت "إلى أي مدى يصل استيعاب المجتمعات العربية حالياً إلى الوسائط المعلوماتية؟، فالثورة الرقمية تعد في أولى خطواتها العملية ولا يخفي على المتخصص أنه لا غنى الآن عن استخدام الحواسيب لإصدار المنشورات والمطبوعات كما أن هناك نصوص إلكترونية ظهرت حاليا لا يوجد لها نظير ومتوافرة عن طريق الخط المباشر، وأصبحت هناك حلول بديلة عن الورقة من خلال الأوعية الإلكترونية، بل إن النمط التقليدي تحول، فبعد أن كان هناك حواسيب داخل المكتبة أصبح هناك مكتبة داخل الحواسيب. وتساءلت الدكتورة بيزان هل تفشل الأجيال الجديدة في إبراز دور الحضارة العربية الإسلامية وما قدمته للبشرية في شتى المجالات يوم تنتهي الكتب والمخطوطات فلا تكون الوثائق إلا إلكترونية ولا الصور إلا رقمية؟". ومضت بيزان قائلة "فلا شك أن تحديات الثورة الرقمية تحتم على المجتمعات العربية الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل الأمر الذي يجعلها في منعطف حرج من حيث مدى استعدادها للتعامل مع البيئات الرقمية، وبرغم قلة الاهتمام وضعف البنية التحتية للمعلومات في عالمنا العربي إلا أن هناك مجموعة من المؤثرات التي تبقي بداخلنا الأمل بأن يحل علينا اليوم الذي نجلس فيه على حاسبنا الشخصي ونتمكن من التجول بمكتباتنا العربية في شكلها الرقمي الافتراضي والاطلاع على مختلف أوعية المعلومات ومن ثم تحقيق التنمية الثقافية الفكرية".
المخاطر الأميركية على المحتوى العربي ونبه الدكتور طه حسن العنبكي من العراق في ورقته التى ألقاها بعنوان "الثقافة العربية الإسلامية في العصر الرقمي" إلى أن "الثقافة العربية الإسلامية تواجه مخاطر وتحديات إضافية واسعة سواء على مستوى التكوين والإنتاج أو على مستوى الآليات والوسائل والأساليب، فإن الشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية تعانى من الاختراق الثقافي على نطاق واسع، وسيكون لهذا الأمر تأثير بالغ على أفكار الأجيال الحالية والقادمة، فالولايات المتحدة الأميركية وبفعل ما تمتلكه من إمكانيات مادية كبيرة وتقنية عالية المستوى والكفاءة، وفر لها في ظل العصر الرقمي قدرة أكبر على تصدير ثقافتها وفكرها وفلسفتها عن الكون والمجتمع والحياة، وأخطر ما في هذا الإطار أن القوى التي تمتلك إمكانية توظيف العصر الرقمي لصالحها أخذت تنشر أفكاراً وسلوكيات من شأنها تحطيم الولاء للقيم التراثية والدينية الأصيلة والولاء للوطن والأمن والعمل على إحلال أفكار وولاءات جديدة محلها" وأعطى العنبكى مثالاً بأن أميركا تحتكر 56% من بلوغ المعلومات في العالم، بينما تحتكر دول الاتحاد الأوروبي 27% من هذا المحتوى و12% لليابان فيما يبقى للعالم العربي 1% فقط من هذا المحتوى. وهو ما يبين الفجوة الهائلة التي تزداد اتساعاً بين دول العالم المتقدم والأخرى النامية والمتخلفة.
برنامج دسم لجميع جلسات المؤتمر هذا وبدأت الجلسة المسائية الأحد بثلاث ورقات هامة، الأولى بعنوان "جرائم الإنترنت وأهم الإشكاليات التي تطرحها" لهالة مصراتي من ليبيا، والثانية بعنوان "العوامل الفاعلة في انتشار جرائم النشر الإلكتروني والجرائم الأخلاقية على الإنترنت" لمحمد الألفي من مصر، والثالثة حول "حقوق المؤلف في البيئة الرقمية والنشر الإلكتروني" للدكتور غالب شنيكات . ثم ورقتين في الجلسة المسائية الثانية الأولى بعنوان "الهوة الرقمية والإقليم العربي بين ثابت السيوسيولوجي والمتغير الرقمي" لعبد النور إدريس من المغرب، والثانية حول "أخلاقيات التعامل مع شبكة المعلوماتية" لعادل الطلحي من ليبيا. وبدأ اليوم الثاني الاثنين بالمحور الثاني حول "الأدب العربي في ظل الثورة الرقمية" وتحتوى الجلسة الأولى على أربع ورقات الأولى حول "الضاد في مواجهة الصفر والواحد" لفاطمة ناعوت من مصر، والثانية عن "الواقعية الرقمية أدب المستقبل" للدكتور محمد سناجلة من الأردن، والثالثة حول "الأدب والتكنولوجيا .. أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية" للدكتورة أزهار كرام من المغرب، والرابعة حول "من الدفتر إلى الشاشة تحولات الكتابة والقراءة" للدكتور محمد أسليم من المغرب. ثم ثلاث ورقات أخرى في الجلسة المسائية الثانية الأولى بعنوان "الحديث عن النص الرقمي" لرامز النويصري من ليبيا، والثانية عن "النقد الرقمي ومواصفات الناقد الرقمي" للدكتور السيد نجم من مصر، والثالثة عن "المستقبلية والمسرح .. المسرح الرقمي نموذجاًَ" للدكتور محمد حسين حبيب من العراق. أما اليوم الثالث والأخير فاحتوى على جلستين، الأولى تحتوى على أربع ورقات، الورقة الأولى بعنوان "عصر الإعلام الإلكتروني" للدكتور هيثم الزبيدي من العراق، والثانية عن "الإعلام الإلكتروني صحافة جديدة بمقاييس تقليدية" لجلال عثمان من ليبيا، والثالثة عن "الاستخدامات السلبية للإنترنت" للدكتور على الربيعي من ليبيا، والرابعة عن "دور المجتمع المدني في الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية على شبكة الإنترنت" لحسام عبد القادر من مصر. وانتهي المؤتمر بالجلسة الأخيرة في اليوم الثالث والتي تحتوى على أربع ورقات الأولى حول "المنتديات العربية بين الواقع والطموح" للدكتور جمال الطحان من سوريا، والثانية عن "عين بيضاء على مواقع ملونة" لربيع شرير من ليبيا، والثالثة عن "نبذة عن رابطة كتاب وأدباء الإنترنت الليبيين" لهالة مصراتي من ليبيا، والرابعة "نبذة عن اتحاد كتاب الإنترنت العرب" للدكتور محمد سناجلة من الأردن.
توصيات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية طرابلس ـ أوصى المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية بإنشاء مركز عربي متخصص بنشر الثقافة الرقمية بالتعاون بين المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر واتحاد كتاب الإنترنت العرب. وأتفق المشاركون في أعمال هذا المؤتمر في ختام فعالياته التي تواصلت بطرابلس من 4 إلى 6 مارس/آذار على أن تكون الجماهيرية الليبية مقرا للمركز المذكور الذي اطلق عليه اسم "المركز العربي للثقافة الرقمية". وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية عقد هذا المؤتمر سنويا لمواكبة المستجدات في مجال الثقافة الرقمية. وأوصوا بربط الصلات والروابط مع المنظمات والجهات الأجنبية ذات العلاقة، بغية جعل المؤتمر عالميا. ودعا المشاركون إلى تكوين مكتبة عربية رقمية تحوي المنتج الثقافي والإبداعي العربي الذي انتقلت ملكيته إلى المجال العمومي، وذلك في أفق إنشاء خزانة في مستوى المكتبات العالمية. كما دعا المشاركون بالمؤتمر في توصياتهم إلى توسيع قاعدة مستخدمي شبكة الإنترنت في الوطن العربي، من خلال عقد دورات تدريبية وورش عمل متخصصة في كافة الدول العربية تنظمها المؤسسات الثقافية المحلية بتنسيق مع اتحاد كتاب الإنترنت العرب. وأكدوا على ضرورة دعم اتحاد كتاب الإنترنت العرب ماديا ومعنويا من خلال المؤسسات الثقافية ذات العلاقة لتمكينه من تحقيق أهدافه المعلنة، وأهمية أن يتمتع القطاع الثقافي الرقمي بحقوق مماثلة لنظيره الورقي من خلال دعم مادي لإنشاء فروع لاتحاد كتاب الإنترنت العرب ونشر الكتب الرقمية وبناء المواقع الإلكترونية وغيرها. ودعت التوصيات أيضا إلى نشر الوعي بحقوق الملكية الفكرية وحمايتها على شبكة الإنترنت والوسائط الرقمية من خلال صياغة قانون عربي موحد يتم إقراره من قبل جامعة الدول العربية وتلتزم بتطبيقه كافة البلدان العربية.
كما دعت توصيات المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية إلى سن قوانين لرصد ومكافحة كافة أشكال الجرائم المنتشرة في الإنترنت حماية للمستخدمين وضمانا لأمن معلوماتهم على الشبكة. وفيما يلي نص البيان الختامي للمؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية:
نص البيان الختامي للمؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية المنعقد بطرابلس / ليبيا بدعوة من المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر وبتنسيق مع اتحاد كتاب الانترنت العرب ( مقره عمان - الأردن ) انعقد المؤتمر العربي الأول للثقافة الرقمية، في الفترة الممتدة من يوم الأحد 2 مارس إلى الثلاثاء 6 مارس 2007 . وقد تضمن برنامج المؤتمر مجموعة من المحاور شارك فيها نخبة من الأكاديميين والمبدعين والمثقفين المتخصصين في الحقل الرقمي والمهتمين به من مجموعة من الأقطار العربية عرضوا فيها أبحاثهم وأعقبتها مداخلات في جلسات صباحية ومسائية توجت بالتوصيات التالية: