جناحي تنال جائزة الدانة السنوية لتحريرها المرأة باتجاه الذات
فاطمة عبدعلي
في مشاركتها العربية الأولى وباتجاه تحررها من التقليدي في التشكيل، نالت الفنانة الشابة مريم جناحي المركز الأول بمعرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الثامن والثلاثين، الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزارء الموقر صباح يوم أمس (الاثنين) بمتحف البحرين الوطني، ضمن أول معرض فني بشهر "تشكيل" في "المنامة.. عاصمة الثقافة العربية" للعام 2012م. وقد أجمع أعضاء لجنة التحكيم التي يترأسها الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة على استحقاق العمل الفني الذي تقدمت به الفنانة مريم بالفوز بجائزة الدانة السنوية، لما حمل من مغايرة في التعبير عن موضوع المرأة، والتركيز على إطلاق داخلها والتوغل في ضمنياتها بعيدًا عن التناول السطحي أو الرمزي الاعتيادي.
ويتكوّن العمل التشكيلي الذي قدّمته جناحي من لوحتين منفصلتين، تسردان في تتابعية فنية شرسة ومناوئة الاتجاه الحر للمرأة ومحاولة التمرد أو التخلص من القيود المجتمعية أو رؤية الآخر. حيث تبدو الصورة الأولى لامرأة تحاول جز عنق كائن غريب باستخدام آلة حادة في انعكاس للغضب والرغبة في الانطلاق بعيدًا عن القيد، فيما تبدو في الثانية وكأنها تشق نفسها ليخرج حمام أسود في إشارة للتحرر. هذه الفجائية الصادمة في تناول الفكرة، تصفها جناحي بالقول: "ما حاولت قوله هو فكرة قتل الحب أو الحرية منه. فكرة التضحية في اتجاه تحقيق الذات". وبشيء من التوضيح أكثر، تواصل: "علينا التحرر من الآخر الذي ينمو بداخلنا والتلوث الذي يبديه هذا التراكم من خلال الفروض والعادات والقيود. إن حالة الإلهام لدى الكثيرين ترتبط بالآخر وتسعى لإرضائه أو تمثيل ما تراكم منه، وهذا التأثير السلبي والمعقد الذي يحدّ فضاءات الإنسان هو ما حاولت التخلص منه في اتجاه الوصول إلى حقيقة واحدة تنبع من جوهر الذات والجزء المقدس والنقي من الإنسان".
وأشارت جناحي إلى أن المتلقّي للعمل الفني لا يعتمد على الفنان نفسه فقط، بل أيضًا على عقلية المتأمل، فكل متابع للأعمال سيسقط نفسه ورؤيته الخاصة على اللوحة، وبذلك يكون العمل نوعًا ما الانعكاس للعابرين.
وحول تجربتها عمومًا، تقول جناحي: "علاقتي بالفن بدأت فطرية وطبيعية، واكتشفت هذا الأمر منذ أن كان عمري 7 سنوات حيث كنت لا أستطيع التعبير عن نفسي إلا من خلال الرسم والألوان، ومنذ ذلك الحين لم أتوقف". وقد واصلت جناحي تخصصها في الفن وتكريس نفسها للتشكيل لاحقًا حينما درست في اسكوتلندا، ومن ثم انتقلت إلى أستراليا لتطوير قدراتها، فيما تواصل حاليًا دراستها العليا واشتغالاتها الفنية في ألمانيا. وقد شاركت في معارض عدة حول العالم في فنلندا، ساوث بول، نيوزلندا، أستراليا وبرلين.