أشارت صحف إسرائيل يوم 25/1/2012 إلى (نجاح) الهاكرز العرب في إبطال صفحة مستشفى (شيبا) في بئر السبع، ومستنشفى (أسوتا) في تل أبيب، ولم ينقضِِ اليوم حتى نجحوا مرة أخرى في اختراق صحيفة هارتس! وبعد أقل من يوم نجح الهاكرز الإسرائيليون في اختراق صفحات عدد من المؤسسات الحكومية والرسمية الإيرانية، وأبرز المواقع المخترقة صفحة التلفزيون الإيراني الناطق باللغة الإنجليزية...!! قبل المقارنة بين هاكرزنا، وهاكرز إسرائيل قرأتُ مقالا للكاتب اليساري الإسرائيلي عدو حكومة نتنياهو الأول غدعون ليفي، وهو أحد أبرز كتاب صحيفة هارتس يقول فيه:
"أسمى وزير العدل المتطرف اليميني يعقوب نئمان صحيفة هارتس بأنها (دير شتريمر) أي أنها صحيفة نازية ، معادية لإسرائيل، وقبل ذلك بيومٍ واحد أجرى نتنياهو لقاءً مع صحيفة الجورسلم بوست ، وقال لمراسلها: إن صحيفة هارتس ونيويورك تايمز ( إرهابيتان) معاديتان لإسرائيل!!" حين نقارن بين قراصنة العرب، وبين قراصنة إسرائيل ، فإننا أولا نُدرك بأن قراصنة العرب لا يحسنون الاختيار، فهم يعملون وفق النظرية العربية التراثية (خبط عشواء) وفق قول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى:
رأيتُ المنايا خبطَ عشواءَ من تُصِبْ
تُمِتْهُ ومن تُخطئ يُمَّر فيُهْرَمِ
أما قراصنة إسرائيل، فهم فرقة منظمة تعرف بالضبط أهدافها، فهي تعمد إلى إبطال صفحة الإعلام الإيراني الموجه للدول الناطقة باللغة الإنجليزية، أما قراصنتنا الأجلاء- حفظهم الله ورعاهم- فقد اخترقوا صفحة مركزين صحيين يقدمان خدماتٍ صحية للفلسطينيين، أكثر مما تقدمه كثيرٌ من مستشفيات العرب، كما أن هاكرزنا العربي، ترك الصحف الحريدية المتزمتة مثل صحيفة هموديع وياتد نئمان ويوم ليوم وصحيفة يشع الاستيطانية، ولم يجدوا سوى صحيفة هارتس!!
كما أنني لا أشك بل إنني على ثقة بأن هذا الهجوم على المراكز الإسرائيلية الثلاثة، نفَّذته ( فرقة هاكرز الجيش الإسرائيلي) لكي تقول لهذه المراكز:
"انظروا ماذا يفعل بكم مَن تُناصرونهم، فلن تجدوا منهم سوى الأذى!!"
وقد أشرتُ في بحث إعلامي سابق إلى فَرقٍٍ آخر بين القرصنة (الاجتهادية) وبين القرصنة (الاستثمارية)، أما القرصنة العربية فهي من النوع الاجتهادي الفردي، الذي لا يُنتج في الغالب مشروعا، لأنه يدخل في الإطار الاجتهادي، أما قرصنة الاستثمار الإسرائيلية فهي قرصنة، من يراكمون التجارب، ليحصلوا في النهاية على مجموعة من الأفكار والبرامج المضادة للفيروسات، والتي تُدِرُّ اليوم دخلا قوميا، أكبر بكثير مما تُدرُهُ الموارد الطبيعية، فسلعةُ اليوم ليست هي المخزونات الطبيعية، بل هي المخزونات العقلية!!
وإليكم هذا المقتطف من البحث:
"أدركت إسرائيل بعد تأسيسها دور الإعلام فقامت باستغلال تجاربها الطويلة في هذا المجال خير استخدام ، وكانت من أوائل الدول التي استغلت اكتشاف شبكة الإنترنت، ووظفت خبراءها في مجالات الاتصالات، ومنحت الإعلام في المؤسسات والدوائر الإسرائيلية الأولوية، وباشرتْ في إعداد الخبراء وتثقيفهم ، وتمكنت من الاستفادة من تكنولوجيا الإعلام ووظَّفت خبراتها فيما يلي:
- أسست فرقة خاصة بالإعلام العسكري، وهو فرقة الإنترنت التابعة للجيش، بعد أن دربتها على تكنلوجيا الاتصالات الحديثة.
- أسست ثاني أكبر محطات الرصد الإعلامي والمتابعة الاستخبارية في العالم ، بعد مرصد (إيكلون) الأمريكي الإعلامي، فقد أنشأت في مستوطنة أوريم محطة الرصد الإعلامي ( أوريم) التي لا نظير لها في منطقة الشرق الأوسط كله.
- اشترت إسرائيل كثيرا من المواقع الإلكترونية بكل لغات العالم ، حتى أن مواقعها على الشبكة أكثر من كل مواقع الدول العربية مجتمعة، ومنذ شهور اشترت إسرائيل ثاني أكبر مواقع التواصل في العالم ( التويتر)"