ربيب البستان!
يكبر شجرة الرمان بثلاثين عاما
ومع ذلك فهو يرضع من زهورها كلما لسعة الجوع!
ربيب المعطف!
توسط الأحجار التي فصلت بينهما، وإليه ترجلت بكعب غير مكسور..!
ربيب المصباح!
كلما عصر إصابعه
مالت جدائلها على الجدار..
ربيب الملح!
هي عوضته وجبة سمك مشوي، برش المزيد من الفلفل في التنور..!
ربيب الحكمة!
طلب منها أن تتأنى في خلع ثيابها, فالعباءة أغرت الخدر الخاوي!
ربيب الرُّطب!
وحدها تمتلك مفاتيح قدره.. لذا توسل إليها أن ترطب في صحنه فاستجاب القدر..!
ربيب المطر!
لا يهم أن تتلبد الغيوم .. ما دامت ستأتي بصوتها مرتجفا بين يديه!
ربيب الأمانة!
إليه أوصى أن يتزوج بزوجته بعد موته!
ربيب العشق!
انتصر العشق على الشعر.. حين فاق عشقه شهرته الشعرية!
ربيب العذارى!
لم يصدق أحدا عذريتهن الطازجة، لذا زجزوا بهن في تنور القرية ثم تسللوا غطيط نسائهن ليشعلوا بقية ثقابهم مع بغايا السرداب!
لكن تماثيل الطين نحتت من اللهب ثيابا طويلة, إثباتا لبرائتهن..!
ربيب العباءة!
اختفت بين " الدربونات " وبصحبتها فتاة حافية القدمين. نظر إليها وهو يتحسس مكان قلبه، مخفيا نشيجا بلون المشمش ..
ربيب البخور!
ابتدأ موسم صيد الفراشات.
لكن سُرَّة الأرض عديمة الزهور، مثل فم عجوز يتغصَّن فيها الأنين. لذا لم يكن غريبا أن تنأى الفراشات بنفسها وتستقر على صدره البارد..!
ربيب الوسادة!
ينادم شيخوخته بأصوات زرقاء. معتصما بمسامير الشهوة، لتلد فيه فصول من فاكهة محمومة..
ربيب البروق!
رأى يوما في منامه, كيف تتوجع الحقول في خاصرتها اليمنى, وكيف تكابد الأغصان ثقل الكؤوس, والشمس مجروحة من كثر ما أصلحت بين الينابيع المتجاورة! فارتجف ليحنِّط هذا الجمال بزخة مطر!
ربيب الصلاة!
أوحى إليه الله بأنك و صفيَّة قلبك: آية للعالمين! فصلى بها حتى غروب الروح!
ربيب الخلود!
حاول أن يعتق نفسه منها, فأثابه الله بالخلود فيها!
ربيب البارود!
كنست رماد نوافذها المحترقة, بما فيها من زهور بلاستيكةـ واستبدلتها بزهرتين غرست إحداها على قبر ابنها المغدور، والأخرى وضعتها على صدرها المبحوح..!
ربيب الحرب!
يتقن جيدا كيف يعد على رصاصه دموع الأرامل وبكاء الأيتام!
ربيبها!
كل شيء فيه يهتدي إليها. حتى أحلامه التي عزلت الضياء عن هدبها صاهرتها على مرأى من الظلمة والبذرة التي صعَّدت من تنفسها..!
شاعرة وقاصة من السعودية