الإسكندرية في 20 فبراير– استضاف منتدى صالون الانترنت بمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية مساء أمس، الباحث محمود عزت؛ رئيس وحدة ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية، ليتحدث عن ذاكرة مصر المعاصرة التي تعد أكبر مكتبة رقمية لتوثيق تاريخ مصر الحديث والمعاصر على شبكة الإنترنت. وأدار اللقاء الكاتب الصحفي حسام عبد القادر. وقال حسام عبد القادر إن الهدف من الندوة هو تعريف المصريين بذاكرة مصر المعاصرة المتاحة للجميع على شبكة الإنترنت، وكيفية استفادة الجمهور والباحثين منها من أجل الارتقاء بالخلفية الثقافية والتاريخية والمعرفية للمواطن المصري من خلال موقع الكتروني يضم مئات الآلاف من الصور والوثائق والفيديو والصوتيات في كافة مجالات الحياة المصرية.
وتحدث محمود عزت عن ماهية مشروع ذاكرة مصر المعاصرة وفكرته ومحاور المشروع وفريق العمل القائم على المشروع، ثم قام بعمل عرض تفاعلي لتوضيح كيفية تصفح الموقع والبحث فيه وطرق استعراض المواد والتقنيات الحديثة المستخدمة في توثيق تاريخ مصر الحديث والمعاصر بشكل رقمي. وعرض عزت التطور الهائل الذي وصلت إليه محتويات الموقع http://modernegypt.bibalex.org الذي يعد أكبر مكتبة رقمية عربية لتوثيق المائتين عاماً الأخيرة من تاريخ مصر المعاصر من عهد محمد علي باشا وحتى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك من خلال أكثر من 110 ألف وحدة من المواد الفيلمية والوثائق، والصور، وملفات الصوت، والخرائط، والمقالات، وطوابع البريد، والعملات، والمقدمات البحثية، وغيرها، والتي شكلت فهرساً يتضمن 14 صنفاً مختلفاً من مواد التوثيق. وأكد عزت أن الموقع يضم أكثر من 59 ألف صورة، وأكثر من 18 ألف وثيقة، وألف و924 فيلم فيديو نادر، وأكثر من 19 ألف مادة من قصاصات الأرشيف الصحفي، و917 إعلان و 4945 مقدمة بحثية و1061 طابع و1765 خطبة و1127 مقطع صوت وأغنية.
وأعلن عزت عن استعداد ذاكرة مصر المعاصرة لتنظيم أول معرض وحدث ثقافي مصري كبير بدولة ليتوانيا، حيث تستضيف مكتبة جامعة فيلنوس معرض بعنوان "ذاكرة مصر المعاصرة .. اكتشف مصر في القرنين الـ19 والـ20)، مبينًا أن المعرض يعد أولى خطوات ذاكرة مصر المعاصرة للانطلاق على المستوى الدولي، وأن لهذا الحدث أهمية كبرى كونه الحدث الثقافي الأول من نوعه من مصر في ليتوانيا. وأضاف عزت أنه سيقوم بإلقاء عدة محاضرات على هامش المعرض حول ذاكرة مصر المعاصرة، وثورة 25 يناير 2011، والرئيس الراحل محمد أنور السادات، وغيرها من الموضوعات، وذلك في كل من مركز الدراسات الشرقية بجامعة فيلنوس، ومركز المعلومات الأوروبي، وعدة مراكز ثقافية ومدارس ثانوية أخرى. وأوضح أن المحاضرات ستكون عبارة عن عرض لكل موضوع من خلال الوسائط المتعددة، إلى جانب عرض للأفلام الوثائقية التي أنتجتها مكتبة الاسكندرية، مبينًا أن الهدف من تلك الندوات والمحاضرات هو تعريف الباحثين والطلاب والجمهور بليتوانيا بمصر المعاصرة وتاريخ مصر الحديث والمعاصر وكذلك ثورة 25 يناير.
وشهد الجزء الثاني من الندوة عرض للفيلم الوثائقي "ذاكرة مصر المعاصرة"، وهو من إنتاج ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية، وقد لاقى الفيلم إعجابا كبيرا من الحضور وحرص عدد كبير منهم على الحصول على نسخ من الفيلم. وأشار عزت إلى حرص ذاكرة مصر المعاصرة على توثيق الثورات المصرية؛ حيث حظيت الثورات المصرية بجزء كبير من جهد القائمين على توثيق تاريخ مصر الحديث والمعاصر من فريق عمل ذاكرة مصر المعاصرة. وأوضح أن هناك حملة ندوات تعريفية بذاكرة مصر المعاصرة تشمل جميع المدارس بالإسكندرية، وقد بدأ تنفيذها بالفعل منذ بداية الفصل الدراسي الاول عام 2011، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي للندوات هو توضيح كيفية استفادة الطالب من ذاكرة مصر المعاصرة وخاصة طلبة مادة التاريخ بالمرحلة الثانوية، وهو ما سيهدف إلى الارتقاء بالخلفية الثقافية والتاريخية والمعرفية للطالب وتقوية العلاقة بينه وبين المادة الدراسية.
وأضاف عزت بأن ذاكرة مصر المعاصرة ترحب بأي مقترحات تخص الموقع أو إقامة أية فعاليات أو ندوات ثقافية في أي مكان، وأنه يمكن التواصل عبر البريد الالكتروني: Mahmoud.ezzat@bibalex.org أو عبر صفحة ذاكرة مصر المعاصرة على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك. وجاءت مشاركات وأسئلة الحضور حول عملية تصفح الموقع وكيفية الحصول على مطبوعات سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة. وأعرب عدد كبير من الحضور عن سعادتهم الكبيرة لوصول ندوات مكتبة الإسكندرية للجماهير في العديد من الأماكن الثقافية مثل مركز الحرية للإبداع.
يذكر أن الهدف من "صالون الإنترنت" هو الإطلاع على ثقافة الانترنت التي يحتاجها الكثير من المثقفين على مستوى الإسكندرية بصفة خاصة ومصر بصفة عامة، وذلك من خلال إثارة العديد من القضايا المتعلقة بثقافة الإنترنت وتأثيرها على المجتمع في كل المجالات، وأيضًا عرض نماذج من المواقع المتنوعة سواء أدبية أو سينمائية أو علمية، وغيرها، واستضافة صاحب هذا الموقع أو متخصص في الإنترنت ليعرض رأيه وأفكاره حول هذا الموضوع وحول ما يقدمه هذا الموقع مما يعم بالفائدة على مثقفي الإسكندرية من كل الأنواع.