هذا التشظي الذي يملأ قلب الشاعر الأردني، يجعل الحياة أكثر استحالة ويدفعه لاختيار العدم لعله يعيد للأشياء حقيقتها الملتبسة. ويعيد للحياة تلك الطمأنينة والتي تجعل وجوده سلام.

عدمٌ يملأ اليقين

موسى حوامدة

لو لم تكوني الشرفةَ

والشعاعَ القادمَ من عين الشمس

لو لم تكوني النهار

والسحابَ الهاطلَ والغواية

لو لم تكوني الزمان المنساب في حبات المطر

لكنت التابوت الخشبي

والبلادَ المنسية.

***

عدمٌ يملأ الرئتين

وكلام فارغ عن الحياة

وما بين النور والعتمة

تموت خلايا العمر باكية.

***

كأس وحيد

يشفع للغيّاب

وبيتٌ محمومٌ يصفعني بالموت.

سأموت

لو لم ألتقط حبات الفجر

من بين يديك.

***

سأموت قهرا

وأموت في بلاد الناس

وما كان همي ألا أموت

لكن حزني بلاد

وحياتي سفينة تتلاطمها الرياح.

***

الليلة ... وكما كلّ ليلة

يتمزق قلبي بين الطريقين

وأفتح نافذة الندم

لكل طريق أسلكه.

مالي إذن أدفع موتي بيدي

وأركل كأس سعادتي

بقدمي؟

***

سأموت

إن لم تختطفني إحدى الإلهات

وترفع عن صدري كآبة الوجود.

وأموت .. لو ظل العالم سائراً إلى حتفه المؤكد.

اللعنة

لم يعد للسماء لونها المعتاد

لم يعد ظل الحنين يحجب اللهيب

وأنا موزع بين السماء وبيتي الضرير.

من أنا لأكون المنشقَّ عن ذاته

والملعونَ في حياته

من أنا لتطاردني وحوشُ الظلام

وتقتلني أفكار السوء؟

كنت أويت إلى ذات الرواية...

...

أيتها الشمس ألا تساعدي الأعمى؟

ما نفعك أنتِ يا نسائم الصباح

إن لم تحمليني إلى براءة الكروم

وما نفعك أنت يا غيومَ الحيرة

إن لم تمسكي بيدي التائهتين؟

أتحررني الكلمات

أتمنحني المتاهة درباً ثالثاً لليقين

أم تزيدني غموضا

   تلك الحُجُبُ الملتفة حول ضمير القدر.

سأتوارى قليلا عن عناء الجبال

سأهبط رويدا إلى حضن العشب الطري

لستُ طموحاً لأحطم السلاسل

وأكسر القيود

طموحي أقل بكثير مما يود الفرسان

وترغب الجيوش

طموحي سلام

سلامٌ ....سلام

سلامٌ يظلل الوقت

يغطي التفاصيل

حتى تصير الحياة

في سلاسة النعاس.

 

12/10/2011