تقرير تشكيلي

معرض «نسيج المشهد» لهاني الحوراني

إستقبلت الأوساط الفنية معرض هاني الحوراني "نسيج المشهد"، والذي يضم سبعين عملاً فنياً بحفاوة وترحيب شديدين، حيث وصف عدد من الفنانين التشكيليين هذا المعرض بأنه "مختلف" وينطوي على جهد "إستثنائي". وأعرب مشاركون في حفل إفتتاح المعرض الذي أُقيم في مركز رؤى32 للفنون أن المعرض شكل مفاجأة سارة لهم، خاصة وأن الحوراني عُرف بأعماله الفوتوغرافية من قبل، ولم يسبق لهم مشاهدة لوحاته التشكيلية من قبل، فآخر معرض لرسومه كان قد أُقيم قبل حوالي عشرين عاماً.

يُذكر أن معرض "نسيج المشهد" أخذ إسمه من أعماله الأخيرة، والتي أنُتجت خلال عامي 2011 و 2012، لكنه يضم أعمالاً تعود لعشرة أعوام سابقة، وقد عكست بمجملها مساراً متنوعاً بالأساليب والموضوعات. ورصد نقاد وتشكيليون في معرض نسيج المشهد خمسة أو ستة "نقلات" أسلوبية، عكست نفسها على شكل مجموعات من الأعمال، يشكل كل منها وحدة أسلوبية متكاملة. أولها إستخدام مفردة موجة البحر كوحدة متكررة في أعماله المبكرة إلى اللجوء إلى النقطة أو الدائرة في مرحلة ثانية إلى إدماج الحروفية والكولاج في بنية الوحة في مرحلة ثالثة، إلى العمل على إدخال مادة الخشب في صلب اللوحة أو رسم المقاطع العرضية لنسيج الخشب في مرحلة رابعة، وصولاً إلى العمل على تشريح المقاطع الصخرية وتحويلها إلى أعمال مجردة، وإنتهاء بتحرير المشهد أو المنظر الطبيعي من واقعيته من خلال إضفاء عنصر الخيال عليه في أعماله الأخيرة.

وتمنى نقاد لو أن الفنان كان أقل نفاذاً للصبر للانتقال من مرحلة إلى أخرى، حيث أن كل مرحلة أو "أسلوبية" تتطلب عدة سنوات من العمل وعدة معارض لاستنفاذ أغراضها، وعزا البعض الآخر هذا التنوع إلى طول المدة التي لم يُقِم فيها الحوراني أية معارض شخصية لأعماله التشكيلية منذ عام 1993. ولاحظ بعض الفنانين صفة متفردة في أعماله، حيث يمكن أن تُرى كيفما وُضِعت على الجدار، وعزا هؤلاء ذلك إلى متانة تكوين اللوحة التي تمكن من رؤيتها من الجهات الأربعة دون أن تفقد من جماليتها.

هذ، وقد تضمن المعرض إلى جانب اللوحات الحائطية أعمالاً نصية على شكل مسلات ومكعبات وأجسام هرمية ما يعزز القوة الاقتراحية لرسالة المعرض، التي تلح على عدم تقييد العمل التشكيلي باللوحة الجدارية، وأهمية الذهاب به إلى أشكال متجددة تخرجه من الروتين والجمود. وأفاد أكاديميون بأن الخيط الرابط ما بين أعمال هاني الحوراني هو الدور الطاغي للملمس على سطوحها وتعدد حساسياتها اللونية، والتي تعود إلى إستخدامه عدة خامات للوصول إلى أعمال مشبعة لونياً وثرية بالتضاريس والملامس.

يُذكر أن هاني الحوراني هو من مواليد الزرقاء، عام 1945، تخرج من الجامعة الأردنية عام 1970، لينقطع عن عرض أعماله طوال عقدي السبعينات والثمانينيات لتفرغه للعمل السياسي والإعلامي والبحثي. لكنه عاد فأولى التصوير الفوتوغرافي جل اهتمامه بعد منتصف التسعينات، حيث أقام أربعة عشر معرضاً شخصياً لصوره الفوتوغرافية في الأردن والبلدان العربية والأجنبية.

ويمكن مشاهدة معرض "نسيج المشهد" في جاليري رؤى للفنون (32 شارع ابن الرومي، ما بين الدوارين الخامس والسادس، عمان) حتى التاسع عشر من نيسان الجاري.