حتى لاننسى

منير بولعيش

عراب طنجة الشاعرة

عبد السلام دخان

يتزامن شهر مارس بالإحتفال باليوم العالمي للشعر(21 مارس) ، وهي مناسبة لنتذكر الشاعر الكبير الذي رحل عنا في 22 مارس 2010  تاركا قصائد بحجم الكون. الصديق الفقيد منير بولعيش لم ينصف في حياته كشاعر استتنائي عرفته مدينة طنجة التي تتنكر لأبناءها باستمرار . وأكيد أنه أصدقاءه الخلص يتذكرونه في سدته بمقهى باريس . واليوم ينبغي أن نجعل من اليوم العالمي للشعر فرصة لنتذكر هذا الرائع ن ونتذكر وفاءه للشعر. رغم ما كان يشعر به من جحود من قبل القائمين على الشأن الثقافي وطنيا وجهويا ومحليا وللتذكير فقد رحل منير بولعيش عن عالمنا بعد معاناة مع المرض، وكان واحداً من أشهر شعراء قصيدة النثر بالمغرب وكانت أخر مشاركة ثقافية له بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان في المبادرة الثقافية المحمودة التي أطلقها الأديب عبد الرحيم جيران تحت عنوان " تجارب إبداعية" والتي خصصت للكاتب المسرحي والشاعر العراقي فاضل السوداني وقد تكفل الراحل منير بولعيش بتقديم صديقه فاضل بأسلوبه الشعري المخلص لجماليات قصيدة النثرن وهو مايمكن تلمسه بشكل واضح في عمله الوحيد التي تكفل بإصداره على نفقته الخاصة  والمعنون ب "لن أصدقك أيتها المدينة" قبل فترة قصيرة وفاته والصادرة عن مطبعة سليكي - إخوان بطنجة، وتتسم هذه المجموعة المكونة من 66 صفحة من القطع المتوسط والمقسمة إلى محورين يضم المحور الأول القصائد التالية: حكمة، نوستالجيا، تعاسة، الرجيم، عولمة، غرق، هكذا إذن، الكيخوطي، شهادة إثبات، ريح الشرقي، الرافظة، إقامة جبرية، هيراقليطس، ذكرى، نخبك أيها الرجيم، أما المحور الثاني فيتكون من القصائد : الشاعر، مفتاح المدينة، خروب المدينة، لم أكن رائيا كما اليوم ، عميل مزدوج ، قبلة سوداء ، طنجافوبيا، حكاية الأميرة التي لا تبدأ ب…، القصيدة خرجت إلى الشارع .وتعكس هذه العناوين الدالة طبيعة المتن الشعري لتجربة منير بولعيش المتسمة بالقطع مع الذاكرة الإيقاعية الكلاسيكية القائمة على شعرية السطر الشعري لصالح شعرية التكثيف والإيجاز وقوة الاستعارة.
من شعره نقرأ؛


أتدخر
ما يكفي من الصفاقة ؟؟
كي تجلس وجها لوجه
أمام كأس الشاي و قطعة المدلين
و تشرع كمثل الروائي 
في افتعال النكوص
معبأ بالتداعي النوستالجي
و قناع ميثولوجي
أتقن مثلك لعبة القفز
فوق السياج...
تتقمصه / يتقمصك
كيما لا تعرف أيكما أنت
(القناع أم أنت ؟ !)
و أيكما
يمنح للآخر ذاكرة ؟
كي يعيش في الزمن الضائع
بسلطة الذكريات
أعرف: التنفس في الأسطورة
أقدر على الخلود
فلتتأسطر...
و لتتذرع بنشيدك الطفولي: قافلة تمر
لست قافلة
أنا آدم كائنا من كان…
آدم ليس إلا...

 

 

http://www.alghawoon.com/pdf/26.pdf