يقدم الشاعر الليبي هنا ما يشبه سيرة لتشكل القصيدة/ المرأة في لحظاتها الدقيقة، فهل هي القصيدة التي تتشكل حروفها في تأملها لذاتها، أم أن علينا أن نستقرئ في مسارات تشكلها ألق الحب والمحبة، وذوبان الحرف في ذات أبعد ما تكون عن ذات القصيدة أم أنها صنو لها: الحبيبة.

كـما هـي ..

رامز رمضان النويصري

لنتركَ الأشياءَ كما هي/ يَا قلْب

مازالَ في المرجِ مساحةٌ لزهرةٍ جديدةْ

مازال بعضُ رحيق

وفي الشجرةِ أعلى التلِّ، مكانٌ لعش.

في المرةِ الأولى، جرّبتُ النزول وحيداً بلا كلمات/ تركتُ الحروفَ ساكنة

سلكتُ الدَّربَ القصيرَ واحتملتُ مزاجَ الوادي السيّئ،

دفعتُ عربةً أسفل الطريق،

فتحتُ الدربَ لغادةٍ،

علَّقتُ على حذائها علامة استفهامٍ، وطرت.

في الثانية حللتُ مسألةَ الباب

رميتُ عيني خلفَ المواربة،

تسللتُ في خطِّ النور أبيضاً يشطرُ الممر

قريباً، عند حافةِ العَلَن/ وقفتْ

دسستُ، خوفاً من العَسسِ أحجيتي وأسلمتُ نفسي لهم/ ماكان

ما سكنَ حافة القلب، وتشكّلَ على عتبةِ العين نخبَ احتفال

صورةٌ تُظهرني في كاملِ الفجيعةِ،

محدداً بالأزرق، وبخطٍّ دقيق رسمتُ ابتسامةْ.

وحدثَ ونمتْ

مشيتُ حتى بدايةِ الحلم،

تعمشَقتُ خصلةً عندَ جبِينك

مارستُ اليوجا للدخول/ تجاوزت

تحيرتُ

حركتُ السكونَ، رفـعاً

لا كسْرَ، هي الحروفُ ذاتها تتشكلُ

لتعيدَها في كلِّ مرّةٍ/ أبهى.