الإسكندرية في 30 مايو– يُصدر مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بمكتبة الإسكندرية موسوعة الجزايرلي لأسماء شوارع الإسكندرية، وذلك في احتفالية الساعة السابعة مساء يوم الخميس الموافق 14 يونية.
ترصد الموسوعة أسماء شوارع الإسكندرية من خلال عرض معلومات موسوعية عن أسماء هذه الشوارع، وهو ما يربط ماضي المدينة بحاضرها، ويعيد عبق الماضي إلى الأذهان. وعكف الجزايرلي على تأليف الموسوعة حوالي ثلاثين عامًا، حتى أكملها في عام 1967.
يتحدث في الاحتفالية كل من الدكتور محمد عوض؛ مدير مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط، والكاتب إبراهيم عبدالمجيد، والدكتور فتحي أبو عيانة؛ أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب.
ويشارك في إطلاق الموسوعة المستشار فريد فهمي الجزايرلي، والدكتور سمير فهمي الجزايرلي؛ أبناء المؤلف، واللذان سمحا بنشر هذه الموسوعة وذلَّلا الكثير من الصعوبات التي واجهت فريق العمل.
الموسوعة عبارة عن 2100 صفحة تقريبًا، مقسمة إلى ثلاثة أجزاء، كما أنها مرتبة حسب اسم الشارع ألفبائيًّا، وتتكون من حوالي 1350 شارع.
وقرر مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط تبني مشروع نشر موسوعة الجزايرلي نظرًا لكونها دليلاً مهمًا لشوارع الإسكندرية، حيث تناول مؤلفها، الذي يعتبر من أهم مؤرخي الإسكندرية في القرن العشرين، ما يقرب من 1350 شخصية من الشخصيات التي تحمل أسماء شوارع المدينة.
يذكر أن يوسف فهمي أحمد الجزايرلي ولد بحي الجمرك في أحد الشوارع المتفرعة من شارع إسماعيل صبري في 4/10/1918 من أب جزائري الجنسية (تحت الحماية الفرنسية) وأم من أصل تونسي.
التحق ببلدية الإسكندرية (محافظة الإسكندرية الآن)، ثم تدرج بعد ذلك في وظائف البلدية حتى وصل إلى درجة مدير عام السكرتارية ببلدية الإسكندرية.
ثم التحق بالحقوق الفرنسية، عن طريق المراسلة، وحصل على ليسانس الحقوق في ذلك الحين، وقد صمم على أخذ الجنسية المصرية له ولأولاده ولزوجته، وكان ذلك في عام 1936 في أثناء عمله ببلدية الإسكندرية. ثم حصل على معاش مبكر من بلدية الإسكندرية، وتم تعيينه كمدير عام للغرفة التجارية بالإسكندرية.
كان أحد المؤسسين لجماعة نشر الثقافة بالإسكندرية عام 1932، التي أصبحت هيئة الفنون والآداب بالإسكندرية، وكان شاعرًا مبدعًا، وله ديوان شعر كامل، وكان ينشر أشعاره في جريدة البلاغ والمقطم. عكف على تأليف موسوعة شوارع الإسكندرية، واستغرقت منه حوالي ثلاثين عامًا بحثًا وتنقيبًا، حتى أكملها في عام 1967، وتم عرضها على المرحوم الأستاذ حمدي عاشور - محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت - ووافق على طبعها، ولكن قامت حرب 1967، فتم تأجيل طبعها حتى تنتهي ظروف الحرب والطوارئ.
جدير بالذكر أن مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط يهدف إلى إحياء مكانة المدينة المحورية في البحر المتوسط والتي لطالما كانت مركزاً ثقافياً مرموقاً لمنطقة أوروبا والبحر المتوسط والشرق الأوسط وهي التي تنشر التفاعل بين الحضارات.
يقوم المركز بالتوثيق والبحث في التراث الملموس وغير الملموس عن الإسكندرية والبحر المتوسط وكذلك يهدف إلى تعزيز الحوار وتبادل الثقافات في المنطقة للحفاظ على تاريخ المدينة المشرّف وتعزيز التنمية المستقبلية. كما يعمل المركز على توفير عدداً من قواعد البيانات المتخصصة بما في ذلك الخرائط والتقارير والمراجع والصور الفوتوغرافية.