نظمت رابطة أدباء الجنوب مؤخرا بالمركب الثقافي محمد جمال الدرة الملتقى الثاني لأدباء الجنوب احتفاء بالإبداع الطلابي. وقد فاز القاص شكيب أريج بالجائزة الأولى عن قصته الموسومة ب: اللوحة الفارغة، وأوضح رئيس لجنة تحكيم القصة القصيرة الناقد عبد السلام دخان أن قصة شكيب أريج تقدم للمتلقي عوالم سردية نسجت بوعي تشكيلي ن وهو مايبرر حضور ثقافة الألوان والمساحة والضوء، فضلا عن جماليات الوصف، والانفتاح على الطبيعة بمكوناتها النباتية والحياتية. وهذا النص يفصح عن وعي عميق بمكونات العمل القصصي، وبوعي كتابي بأليات الاشتغال النصي على مستوى الشخوص والفضاء، وعلى مستوى تنامي الأحداث وتعقيدها وانفراجها. والكاتب شكيب أريج يمزج في نصه السردي اللغة السردية الواصفة بالاستعارات المؤسسة على الإنزياح الدلالي ليجعل نصه القصصي باذخا بمتنه الحكائي ن وبالأنفتاح الواعي على عوالم الطفل. والنص ككل تجربة سردية قصصية تؤسس بلاغتها انطلاقا من الأبعاد الدلالية والجمالية التي راهن شكيب أريج على نسجها انطلاقا من وعيه القصصي ومن رهانه على الممكن السردي في بعده الجمالي. فيما فاز بالرتبة الثانية القاص محمد تتكي عن قصته المعنونة ب: رحيل. والجائزة الثالثة حصل عليهاالقاص الحسين بشوط عن قصته المعنونة ب على تخوم الحقيقة. وفي مجال الكتابة الشعرية فاز عمر الراجي عن قصيدته" عشرون عاما" التي تنم عن جهد إبداعي -بحسب رئيس لجنة التحكيم الشاعر والباحث محمد العناز - واشتغال شعري يراعي البناء المحكم للقصيدة، ووحدة الموضوع الذي يكشف ما تعانيه الذات الشاعرة من فقدان وإحساس بالخيبة، مع الاشتغال الرصين على التحولات الإيقاعية المرتكزة على التنوع القافوي، وعلى تشكيلات إيقاعية مرتبطة بالتوازي العمودي والأفقي، والتكرار كظاهرة بلاغية مولدة لإيقاع الجملة، وللصور البلاغية المستندة للجناس والطباق، وللانزياح الذي ولد معاني شعرية عذبة. إضافة إلى لغة صاحب القصيدة الرشيقة والبعيدة عن التكلف، ومعجمه الشعري المتنوع والكاشف للدلالات الذي يود الشاعر البوح به. فضلا على الاشتعال على البعد الزمني في القصيدة من خلال العنوان، ومن خلال مكونات القصيدة ككل. في ما حصل عماد استيتو، ويوسف سعداوي، ومينة الراجي على تنويه لجنة التحكيم.