يستعد مركز دراسات الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية لإطلاق موقعًا الكترونيًا جديدًا لمشروع "المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط والكتابات"، وذلك في العاشرة والنصف من صباح الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول، في إطار فعاليات المنتدى الدولى الخامس للنقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور، والذى يحمل عنوان "الكتابات والنقوش في مدن وصحاري شمال إفريقيا."
بدأ مشروع المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط والكتابات في عام 2004، وتم إطلاق موقع تجريبي في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2009، وتم نشر حوالي 1500 نقش كمرحلة أولي، تلاها مرحلة مراجعة وتنقيح وترجمة لما هو موجود على قاعدة بيانات برنامج المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط، ثم تبعه زيادة في عدد النقوش حتى بلغ عددها الآن ما يزيد على 3000 نقش منشورة على شبكة المعلومات الدولية ومتاحة بدون مقابل.
ويأتي هذا المشروع على رأس أهداف مركز دراسات الكتابات والخطوط، والذي أخذ على عاتقه نشر النقوش والكتابات المختلفة؛ وعلى وجه الخصوص النقوش التي خلفتها اللغات والكتابات المختلفة التي مرت بمصر وخارجها، وإتاحتها للعلماء والباحثين والهواة في محتوى رقمي مبسط عبر الموقع الإلكتروني.
ويتبنَّى المشروع في الوقت الحالي تسجيل مجموعة من اللغات بخطوطها المتعددة؛ وهي اللغات: المصرية القديمة، والعربية، والفارسية، والتركية، واليونانية القديمة، على أن تُجرَى تباعًا تنمية للنقوش التابعة لكل خط، وكذلك البدء في تسجيل مجموعة جديدة من خطوط اللغات الأخرى. وتُعرض البيانات الأساسية لتلك النقوش، وكذلك الوصف الخاص بها للمستخدم باللغتين العربية والإنجليزية.
وقد حرص القائمون على هذا المشروع على أن يخرج الموقع الإلكتروني للمكتبة الرقمية للنقوش والخطوط في شكل سلس وسهل الاستخدام؛ لتمكين أكبر عدد من الباحثين من الاستفادة بنفائس النقوش الكتابية الأثرية والاستزادة من الصور والمراجع الخاصة بكل نقش على حدة؛ حيث يمكن تصفُح النقوش على المكتبة الرقمية للنقوش بسهولة حسب اللغة التي كُتب بها النقش، أو حسب تصنيفه كالعمارة والفنون والنحت وغيرها، وكذلك بالبحث في نوع الأثر.
ويمكن التوصل إلى نقش محدد باستخدام البحث المتقدم الذي يتيح للمستخدم البحث برقم الأثر، أو مكان الحفظ، أو مكان العثور عليه، وأيضًا بواسطة البحث عن طريق الحقبة الزمنية التي يرجع إليها النقش الكتابي. وعندئذ سيجد الباحث كل ما له علاقة بالأثر من صور عالية الجودة، وتفريغ للنقش الكتابي، ومعلومات ووصف موجز للأثر فضلاً عن ترجمة النقش.
وترتكز خطة العمل المستقبلية لمشروع المكتبة الرقمية والخطوط في الفترة اللاحقة على تحقيق أوسع قدر من الانتشار في المجتمع المصري، وذلك لخدمة الباحثين والطلبة في مجال دراسات الكتابات والخطوط والنقوش، وذلك عن طريق إقامة ندوات للتعريف بمشروع المكتبة الرقمية سواء بداخل مكتبة الإسكندرية، أو من خلال الزيارات الميدانية للجامعات المصرية التي يرتكز مجال الدراسة بها على دراسة الكتابات والنقوش ككليات الآثار والسياحة والفنادق والآداب. كما ستتيح الزيارات الميدانية زيارة الأماكن الأثرية المدون عليها نقوش وكتابات من عصور متنوعة.
ويسعى مركز الخطوط لأن تكون المكتبة الرقمية للنقوش واحدة من أهم المكتبات الرقمية المتخصصة في مجال النقوش والكتابات على شبكة المعلومات الدولية.