تزامناً مع الاحتفاء باليوم العربي للبيئة وذكرى تدشين برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عامه الأربعين، استضافت وزارة الثقافة ضمن فعاليات المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012 في شهر البيئة (أكتوبر)، محاضرة للدكتور إياد أبو مغلي مدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بعنوان"الإبداع في التنمية المستدامة من أجل تغيير جذري"، وذلك مساء أمس (الأحد) في متحف البحرين الوطني.
قال الدكتور أبومغلي إن مفهوم التنمية المستدامة أخذ يعرف بما هو خاطىء وأحيانا ً يكون من دون قصد، لكن المفهوم الأصح تدوالاً استخدم في بداية التسعينات من القرن الماضي لإدخال البعد البيئي في معادلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ففعناصر البيئة المختلفة من ماء وهواء وتربة هي عناصر أما مستنزفة أي لا يمكن تجددها أو عناصر قابلة للاستنزاف أي تلويثها بحث تصحب غير قابلة للاستخدام".
ويرى أبومغلي أن بعض " التنمويين يستعملون خطأ مفهوم التنمية المستدامة ليعني استدامة التنمية، بمعنى الاستمرار في التنمية الاقتصادية دون الانتباه للآثار السلبية على مصادر التنمية الطبعية، كإستهلاك المياه الجائر لانتاج أكبر كمية من الغذاء بشل فوري دون الوعي بأن هذا الاستنزاف يؤدي إلى تملح المياه ونفاذ الاستثمار في أماكن لا يمكن ريها مستقبلاً".
موضحاً" إن مؤتمر التنمية المستدامة عام 1992 ربط بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية كأرجل ثلاث مهمة لأي تنمية، كما أن أجندة 21 أدخلت مفاهيم أخرى للتنمية المستدامة منها الحفاظ على الثقافة والمعرفة المجتمعية وغيرها كعناصر مهمة في تنمية الشعوب وإزدهارها". وأستدل أبومغلي على مفهوم الإبداع بإستخدامه كمنتج بطرق وأساليب وخدمات وتكنولوجيا وأفكار قد تكون متاحة ووضعها موضع التنفيذ من أجل إحداث تغيير اقتصادي أو اجتماعي أو بيئي أو علمي أو عملي في أي ناحية من نواحي الحياة، بينما يكمن التغيير الجذري والذي نقصد أنه السلوك المجتمعي أو الإدارة المؤسسية الذي يمتد لا ليخدم حاجة آنية فقط، ولكن ليمتد عبر أجيال ليصبح جزء من الحياة اليومية والسلوك الفردي والمجتمعي، فمثلاً تحرر المرأة في المجتمعات الغريبة بعد الحرب العالمية الثانية أحدث تغيراً مجتمعياً في مشاركة المرأة الرجل في بناء المجتمع وتقدمه".
وأكد أبومغلي حاجتنا إلى خلق عشرات الملايين من فرص العمل للمتعلمين وغير المتعلمين، وخلق فرص العمل هنا لا تعني خلق الوظائف الإدارية أو الحكومية ولكن النشاطات الاقتصادية المدرة للدخل والمفيدة للمجتمع وتنميته وتطوره، وهنا يأتي دور الإبداع في عملية التعليم والتعلم حيث ننتقل من مفهوم التلقين إلى مفهوم التفاعل والبحث والتعلم عن طريق بناء المهارات وعن طريق الأقران واستخدام المعرفة كمحرك لعملية التعلم وخلق فرص العمل".
مضيفاً " البحث والتطوير من أهم الأنشطة التي تنمي الابداع وتخلق المناخ المناسب المبني على العلم والمعرفة من أجل إيجاد حلول غير عادية لمشاكل حياتية يومية".