المغاربة يعلنون موت الآيدولوجيات ويحرضون الربيع العربي على قتل الأب

أقامت مبادرة "دوزنة" فعالية الطاولة المستديرة "ماذا عن ربيع عربي من نوع آخر؟" التي أدارها الشاب المغربي أيوب المزين بالجناح الخاص بمهرجان "تاء الشباب" الرابع بمجمع السيف التجاري. وتحدثت المغربية لطيفة باقا في بداية الأمسية عن مشاركة المرأة العربية وتعرضها ضمن التشريع المجتمعي إلى التغييب قائلةً: "التجارب في تونس ومصر تثير الهواجس والقلق حول مصائر شعوبها وإن كان قد حققت بعد ثوراتها ما كانت تريد خصوصًا وأن سلطة اللحي قد أدّت إلى تغييرات في بعض القوانين التي أبعدت المرأة عن دورها المجتمعي"، وأشارت: "رغم مساوئ النظام المغربي القديم إلا أنه اشتغل في مدونة الأحوال الشخصية على تحرير المرأة من الفكرة السائدة وسعى لإلغاء التعددية في الزواج، والقضاء على ظاهرة الزواج دون سن 18.. نشأنا في مجتمع يكرس لعنصرية جنسية واستطاع القانون الجديد بعد الاشتغالات السابقة من إصدار قوانين تنصف المرأة". وتساءل مدير الجلسة أيوب المزين مدير الجلسة عن جماليات الواقع وعن دور الثقافة من فنون وموسيقى، مؤكدًا نشأة العديد من الموسيقى بسبب الهاجس الشعبي والتغيرات الطارئة وظهرت من الفنون الهيب هوب والراب وغيرها. قائلاً: "هل نزل الفن والأدب؟ هل تحوّل إلى أداة استهلاكية عادية في يد العامة؟". من جانبه طرح المغربي محمد الخضيري إشكاليات الواقع العربي، مؤكدًا أن هذا الشارع كان بحاجة لكل هذا التوظيف، مشيرًا إلى الجدوى التي يمكن تحدثها الأداة الثقافية في يد الشارع، ومؤكدًا أن التغييرات الدستورية قد تكون ذات علاقة بالتغيير والتبديل الفكري، وطريقة التعامل، ولكن ذلك لا ينفي أن استبداد الأنظمة يحتاج إلى ضغوطات قبل أن تتم الهدنات وعمليات التعديل، مشيرًا إلى أن مسألة القطيع والانقياد المجتمعي لا زالت تخلق العديد من العوائق والتحديات. وأضافت لطيفة باقا: "هذا ما أفرزه الشارع أثناء الربيع، ولا زال يداخل الثقافة بالعديد من الطوارئ. نحن جيلنا والجيل الأسبق كان ينتمي إلى أيديولوجيات معينة. لقد ماتت الأيديولوجيات. هذا الجيل لا يوجد له نموذج أعلى أو مثال يحتذي به. صار يكرس جهوده لرؤيته ومساعيه فصرنا نستشعر ذلك من خلال الكتابة على الجدران، الغناء والرقص في الشوارع، الموسيقى التي بدت غريبة، لكنها بكل بساطة صنيع الشباب ونتيجة جهودهم"، وأشارت إلى ضرورة فكرة قتل الأب قائلة: "نحتاج إلى قتل الأب وإنهاء استبدادية الأجيال السابقة. تحتاج أجيالنا أن تصنع نفسها وتكون ما تريد بعيدًا عن رغبات الآباء، مشيرة إلى ظاهرة خطيرة هي قتل الابن التي يمارسها الآباء الآن"، وقالت: "نحن أمام خيارين إما الماضي أو المستقبل وعلينا أن نختار". وختمت الأمسية بفتح المشاركات بين ضيوف الطاولة والحضور الذين أكدوا على دور الشباب في الطفرة الثقافية القادمة مقدمين ما يسمي بربيع عربي ثقافي ينهض بالدول العربية ويؤكد نماؤها بشكلٍ ما يتناسب مع ثقافاتنا وأطروحاتنا. يذكر أن هذه الفعالية جاءت في مبادرة "دوزنة" كنوع من التبادل الثقافي بين البحرين والمغرب واختير هذا الموضوع كعامل مشترك ما بين الدول العربية عموماً وهاجسها الذي لازالت تتحرك عليها ضمن حركاتها الشعبية.