«مهداة الى ابراهيم علوش ومحمد عصمت سيف الدولة»
«في مسرحية (دائرة الطوباشير القوقازية) للكاتب الألماني الكبير بيرتولد بريخت يمنح السلطان راع قطعة أرض شريطة ان يحدد الراعي سعتها بالركض من مطلع الشمس حتى غروبها على ان يقفل الدائرة مع الغروب. غير ان البدوي الطماع يسقط ميتا قبل ان يغلق الدائرة لانه بقى يوسعها جشعا.»
تمهيد: التنويريون الصهاينة
ازعم ان الصهاينة بتنويعاتهم الغربية والعربية وعلى رأسهم أهم الليبراليين الجدد غربيين وعرب يتعينون تباعا على اعادة كتابة التاريخ الذي يطلقون عليه تاريخ البشرية –الانتقائية بالضرورة –و تاريخ العرب والمسلمين بالنتيجة في سياق وعلى ضوء مفهومات غربية-رأسمالية مالية–صهيونية. ويحدث ذلك فى غياب البدائل جراء عجز معظم المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين عن ابداع شئ-او-و كوظيفة للترويع الثقافي والذهنى الغربي لكل من هو غير غربي او ما هو غير مغربن Westernized. فقد بقي اكثر ما تعين عليها بعضنا هو الولوغ فى ترجمة حال العرب والمسلمين وامور الشرق بلغة خصوم الاخيرين فلم يخرجوا بابعد من مسخرة احوالنا النظرية والتطبيقية. فلم ننتج فكرا وتنظيما يخصنا وصولا الى تورطنا فى مواجهة الواقع بالازعان لخندقي الباطل. وحيث لم نخلق لنا خندقا يخص تجربة نضالية عربية واحدة فقد بقى علينا الاختيار بين خندقي الاستبداد أو الخيانة. وللاخيرين اليوم تنويعات مزوقة وماكرة ومتساررة وتملك اموالا طائلة لغواية شعوب مفقرة حتى الموت.
وكان ما يسمى الصواب السياسي Political correctnessواجادل ان الاخير ليس سوى تنويع على التكفير الاسلاموي لكل من عدى الغربي - وكان الصواب السياسي قد فرض شريعة البراديجمات والسيناريوهات الاكاديمية الغربية- باصولية الرأسمالية المالية - الصهيونية العالمية الماثلة. وقد تحلق بنا صقور ثورات مضادة تجيد الانتهاز في زمان اصبح فيه لكل شئ ثمن ولم يعد لشئ قيمة. وفاقم حصارنا ان راح الصهاينة يوسعون دائرة ارض الميعاد والياتها تباعا لتفوق ما هو ابعد من تجربة الغيتو الالماني او البولندي ومعسكرات العمل لتسع ارض ميعاد فلسطين التاريخية الى ما هو فائق لارض فلسطين على غرار راعى بيرتولد بريخت في "دائرة الطباشير القوقازية". فان ادعى الصهاينة ان حدود اسرائيل من النيل الى الفرات بدعي الصهاينة الجدد- متسترين وراء المسيحية اليهودية فوراء العولمة ان اسرائيل من أشور ومن بابل ومن مصر ومن باثوس ومن كوش ومن ايلام ومن شينار ومن هماث ومن الجزائر التي فى البحر. ويقولون ان طرداء بنى اسرائيل سيجتعون في "اطراف الارض الاربع."
ويجأر اعراب الشتات الصهاينة ان يهوا يصيب كل من يعصاه- بمعنى من يختلف مع مشروع اعراب الشتات - سواء دولة اسرائيل او ارض ميعاد بلا حدود كدائرة الطوباشير القوقازية- يصيب يهوا من يعصاه بطوفان او بمصيبة أو كارثة او طاعون اخلاءا للارض من سكانها. فالارض لا تسعنا كلنا. هذا وان تكريس نشوء وارتقاء الصهاينة يصدر منذ القرن الثامن عشر او قبل ذلك بكثير نظريات سكان وبيئة وموارد بادر بها مفكرو وفلاسفة البندقية ونظائرهم المحارقيين امثال البندقي جياماريا اورليسGiammaria Ortes المولود فى 1713. وكان الاخير اول من روج اسطورة "حمولة الارض" Earth Carrying capacity بوصف تعالق محدودية حمولة الارص ب 3 مليارات نسمة(1) . اما في افضل الشروط فان منتهى تحقق نبؤة أو وعد يهوا للصهاينة تجعل غير الاخيرين عبيدا لهم(2) .
سلفية البروتستانت الغربيين والسلفيين الاسلاميويين:
لا املك اخفاء انزعاجي وقلقي للحوار الدائر بين يعض الثوار العرب والليبراليين العرب الجدد والصهاينة العرب حول الاصلاح البروتستانتي ونشأة الديمقراطية الاوربية الغربية من ناحية؛ ومن ناحية اخرى فان اكثر ما يقلق بل ما يخشي هو القياس الملتبس والمشبوه بين البرتستانتية الغربية والاسلام او حتى الاسلام السياسي. ولعل اهم ما يحدث هو ان القياسات تعقد وكأن تلك الظواهر كانت وبقيت على ما هي عليه فلم تتطور او تنشأ صاعدة او تنكص بالأحرى. هذا وحتى الكاثوليكية الغربية التي تستدعي كغريم للبروتستانتية التنويرية تختزل فيما يقوله البروتستانت على طريقة الاخذ عن نشرات الاخبار التي تصدر عن معارضات مشبوهة دون التحقق من التقارير او الاخذ عن جهات محايدة ان وجدت. وكانت الكاثوليكية الغربية قد عاصرت تغييرات كثيرة اهمها مغبة الهجمة المتصلة المنظمة عليها منذ سقوط الامبراطورية الرومانية الشرقية وصولا الى حلول الافانجلية الانجلو ساكسونية فالافانجلية الانجلو امريكية المتطرفة.
ولقد كانت الكثوليكية الغربية حرية بان تتأثر بتلك التحورات بحيث يغدو من الصعب تكويم التطورات الحالة فى الكاثوليكية الغربية فى كومة واحدة. وعليه فليس ثمة قياس بين الكاثوليكية التي كانت تبيع صحوك الغفران والاسلام ولا بين البروتستانتية الغربية- الا اذا كنا نقارن الاخيرة بالسلفيين. فان لم يكن ذلك هو المفهوم فليكن المفهوم اذن واضحا والا دخلنا فى احبولة لا متناهية. والواقع فان ثمة خلط خطير بين الاشياء والمسميات والمفاهيم . واخشى ما اخشاه ان يكون بعضهم قد ورط بعضنا فى جدل سيؤدي الى تكريس سردية اعراب الشتات(الخرز خاصة واحفادهم لاشكنازي وربما الصهاينة العرب) الرسمية مجددا. ولعل هذا هو المطلوب.
أن القول بان الإصلاح البروتستانتي كان حركة إصلاح ديني لمجتمع غربي كانت تهيمن عليه الكنيسة الكاثوليكية حيث قل وجود او انعدمت السياسة أو الفكر العلماني أو الديني المتنور المتطور الصاعد الناشئ داروينيا- ان مثل هذا القول ليس سوى ترداد معيب لمزوقات غير قابلة للاثبات. فذلك القول يصدر عن تحليل غير نقدي uncritical analysis وفائق التبسيطيية over simplification في افضل الشروط لما يقوله التنويريون وما يبرحون. ولا خلاص من ربقة التنويرين سوى ادراك ان التنوير لم يكن سوى ثورة مضادة بامتياز. سوى انه ان كتب التنويريون هم انفسهم التاريخ منذ حركة الميناطيي illuminatis في القرن الثامن عشر ان لم يكن باكرا جدا فانهم ما يبرحون حتى اليوم بكتبون التاريخ ويعيدون كتابة الاصحاح القديم والجديد كما فى كل مرة وعليه فلغة ومفردات ذلك التاريخ هي لغة اعراب الشتات الصهاينة الممفصلة المزوقة بمفرداتهم هم المتكاذبة. ذلك ان التاريخ الغربي-الرأسمالي المالي-الصهيوني يتمأسس فوق كذبة كبرى. وقياسا فالقول بان البروتستانتية-كانت تنويرية بمعنى انها كانت معنية بنشر العلمانية خصما على التدين المسيحي بغاية خلق عالم متنور دينيا مثلا ان هذا القول لا يزيد على تزويق ما فعله التنوير وما كان ينوي فعله بالضرورة وما بقي يكرسه بالنتيجة حتى اليوم انتقائيا.
فان ادعت البروتستانتية محاربة ظلامية الكاثويكية الغربية في العالم الغربي فان ذلك لم يزد على قولة حق اريد بها باطل. والحقيقية الموضوعية ان امعنا النظر قليلا وراء المفردات والمفهومات والاستخدامات هى ان طوائف بروتستانتية مثل الهيوجونوتس Hugonauts والكويكرز Quakers واليسوعيين Jesuites وغيرها من الطوائف المتطرفة مثل طائفة الرانتارز-Ranters- معناها الحرفى الثرثارين قد تعينت -باكرا وقبل الافانجلية المتطرفة أو- والمسيحيين الصهاينة -على اجتياح الكاثوليكية الغربية. مما فصله في الجزء الثاني. فقد كانت تلك الطوائف حرية بان تنشر ما هو اسوأ مما يشارف بعض تنويعات الطوائف السلفية التكفيرية ان نحن امعنا النظر قليلا وحسب.
ولعل سلفية التنويريين الجدد او الصهاينة وسلفية الاسلامويين تلتقيان في ان كل منهما بسبيل مشروعي خلاقة تخصه. ولعل الناس يلاحظون بقليل من امعان النظر ان ثمة خلافة عبرية وخلافة اسلاموية تتقاتلان قوق ارض الشرق الاوسط القديم والجديد. ويجند هذان المشروعان عامة العرب والمسلمين كما يغويان بعض المثقفين وانصافهم من الانتهازيين في حروب بالوكالة عن الصهيونية العالمية.
الحركات المسيحية السلفية وسفر تكوين اختراق المسيحية الغربية:
من المفيد ملاحظة كيف نشأ ما يمكن قياسه على بعض الحركات السلفية المعاصرة من حيث مناصبة العقيدة الاصلية العداء وصولا الى محاولة القضاء عليها قضاءا حتى لا تعود العقيدة-اي عقيدة من يهودية ومسيحية والاسلامية وكنفيوشية وبوذية وغيرها حتى لا تعود تتعرف علي نفسها اذ تغدو تلك العقيدة تنويع مشوه على نفسها. وتعبر التحولات الحالة فى العقيدة اي عقيدة عن نفسها فى تشويه العقيدة واعلاء وفرض ما هو قمين بمحو الملامح الموضوعية والتاريخية للثقافة والفكر والتقاليد كما يلاحظ الناس فى كل مكان تباعا فى كافة العقائد ومنها اليهودية نفسها وفى الاسلام فى المنطقة المسماة حاليا بالشرق الاوسط الكبير او الجديد. وقياسا يلاحظ الباحث ان اراد كيف نشطت من القرن السادس عشر وصولا الا القرن الثامن عشر حركات مسيحية أعرفها بالسلفية قياسا على نظائرها الاسلامية العربية المعاصرة.
ومن مظاهر تشويه وتحوير العقيدة ان تتعين النظائر المسيحية الغربية المحدثة نسبيا على تدمير الكاثوليكية الغربية تحت الوية الاصلاح الدينى (المضاد طبعا). فقد اتسم الاصلاح الدينى بعنف الخروج على مؤسسية العقيدة الكاثوليكية تحت راية البروتسانتية وطوائفها المتعددة ومنها ماهو مذكور ادناه. وحيث احتكر اعضاء الطوائف المتطرفة تلك لانفسهم اسم المؤمنين فقد راحوا يكفرون كل من عداهم.
الشك فى تنزيل الانجيل وخلق القرآن:
كانت البروتستانتية قد تمأسست فوق التشكك في تنزيل الانجيل وما اذ كان منزلا او كتبه بشر غير منزهين عن الخطأ فانكروا ان الانجيل كلام لله فى تنويع على خلق القرآن كما نكلوا بخصومهم مثلما فعل المعتزلة مع خصومهم. وكان جنود الملك تشارلز الثاني يحطمون الكنائس الكاثوليكية ويتعقبون الكاثوليك ويعقدون حلقات العقاب العلني في الميادين العامة حيث يحرق "الكفرة" على الملأ باشتراك الجماهير. وكانت حركات تحطيم المحاريب والتماثيل الكاثوليكية الغربية قد انتشرت على عهد هنري الثامن 1491-1547 ثم اليزابيث الأولى1533-1603- الى تشارلز الثانى1630-85. فقد كان البروتسانت تستعدون العامة على تدنيس المقدسات الكنسية وهم يجأرون بان تلك المقدسات وثنية وتستح التدير مثلما يقول ويفعل ابتاع بعض الطوائف الاسلاموية اليوم. فقد كان "المؤمنون"-بالبروتستانتية-و معناها العصاة او-والمعارضين-مدنيين وجنود يدمرون رموز الكاثوليك فى كل مكان فى أوربا وصولا الى اعدام رجال الدين وقادة الكاثوليك واقامة المذابح لهم. وقياسا فلعل بعض طوائف الخوارج كانت تنويع باكر على الطوائف الخارجة على الكاثوليكية من حيث حض الناس على عهد الخلافة العباسية الرشيدية على القضاء على كل ما عدى القول بان القرأن مخلوق وتعقب الخصوم مثل احمد ابن حنبل وتكفيرهم وربما استباحة دمهم. وأزعم ان محصلة التنوير تشارف محصلة حركة الخوارج السياسيين من حيث ان كلاهما ادعى تحرير العقل من الدين وزعم بدمقرطة الخطاب الا انه لم يلبث ان حرم على من عداه اي خطاب بديل.
وازعم ان كلاهما كان متطرفا من حيث ان ذلك التطرف كان مدعاة لمصادرة اى جدل والحق فى الاختلاف معهم وكانت مغبة الاختلاف معهم تلقى بصاحبها تحت طائلة تهمة التجديف والهرطقة والتكفير(3) مما قد اناقشه فى الجزء الثاني. فرغم ان الخوارج كانوا ربما أول من زوق ما يشارف الحلم الامريكي حين قالوا بان من حق كل فرد بغض النظر عن لونه او طبقته ان يطمح فى احتلال منصب الخلافة الا ان تنويعات الخوارج والمعتزلة كانت تحرم من عداها مثلما يفعل السلفيون بانواعهم في كل مكان من الافانجليين الامريكان المتطرفين الى السلفيين والجهاديين الاسلامويين.
فمن هم التنويريون الصهاينة؟
من المفيد تذكر ان ثمة حركات تنويرية باكرة لم تسمي بهذا الاسم وانما عبرت عن نفسها فى تحولات حلت بالظواهر العقيدية الدينة الثقافية التاريخية المعينة مما عبر عن نفسه مثلا ابان العصرين الاموي والعباسي وتباعا فى العالم الاسلامي وصولا الى نشوء ونضوج معظم الحركات السلفية المعاصرة. وازعم ان الحركات الاسلامية العربية كانت سفر تكوين نظيرتها الغربية. ذلك ان اعراب الشتات وقفوا وراء النظاءر الاسلامية العربية منذ القرن السابع الهجري فى كل من الخلافة الاموية والعباسية وربما منذ عهد عثمان ولعلهم بادروا بها منذ مجتمع المدينة.
تعريف اجرائي للفكر التنويري او الاليميناطي:
ليس التالي تعريفا مجردا او حتى تاريخيا رسميا لحركة التنوير Enlightenment او ما يسمى بالاليميناطي. ولكل من يريد التعريف المجرد او الرسمى المزوق Euphemized للمفهوم فليرجع الى وكيبيديا التنوير او-و الاليميناطي والى موقع التعريف بادم وايزهوبت Adam Weishaupt مؤسس حركة بافاريا Bavarian Illuminati، an Enlightenment-era secret society founded on May 1، 1776.(4) وليست اليميناطي القرن الثامن عشر اخر ولا اول الحركات القيامية. فقد عبرت تلك الحركات عن نفسها فى مناويل-جمع منوال-ما ينفك يتفجر فى نفسه في كل مرة يلاحظه فيما يسمى بالمحارق. وما يهمنا هو التعريف الاجرائي اي ذلك الذي يتمأسس فوق اعادة مفصلة ويصدر عن تفكيك المفهوم بغاية محاولة سبر كنه تلك الحركة ومغبتها وتداعياتها اللاحقة والماثلة تباعا. وقياسا فقد نشأ ما يسمى التنوير في تعالقه مع حركة ما يعرف بالاليميناطي Eliminate-و يأتي الاخير من الفعل ينورTo illuminate - وانتشر في القرن الثامن عشر. ومن المفيد تذكر ان بعض آباء امريكا الاوائل كان اليوميناطى وماسونى وبعضهم كان من اقارب الاسرة المالكة الانجليزية. وتظهر رموز االيموناطى فوق جملة شواهد الامريكية. وتعبر الاليموناطية عن نفسها في العين الحارسة التي تقف مع رسم الهرم غير المكتمل فوق ورقة العملة الامريكية(5). ويبقي مفهوم العالم الجديد مفهوما اليموناطيا محوريا فيما يستدعي مفهوم النظام العالمي الجديد ويصدر عن مفهوم الحكومة العالمية التي يهيمن عليها الاليموناط وانغالهم من الانتلجينسيا.
الاصلاح الديني والاصلاح المضاد اي التخريب المنظم :
من المفيد تذكر ان الاصلاح الدينى كان يعبر عن صراع الطوائف العاصية للفاتيكان والخارجة على الكاثوليكية. وان النهضة كانت رد فعل الكنيسة على الاصلاح الدينى. وقياسا فقد كان التنوير او الانوار رد فعل مضاد على النهضة المسيحية الكاثوليكية التي تمثلت فى ازدهار الفنون والمعمار والسرديات الفردية لكبار اثرياء اوربا بخاصة البندقية. ومن ثم فليست تلك الاحداث تراتبات متصلة تراجيكتوريا Trajectory اي في سياق افقي متصل. وقياسا اجادل ان الاصلاح الدينى كان دافع ما يسمى النهضة وكان "المبدأ الانسانوي" رد فعل متستر على النهضة.
ومن المفيد تذكر ان النهضة الباكرة Early Renaissance(6) تعاصرت وعشية سقوط غرناطة. ولعل الاصلاح الديني كان سفر تكوين المبدأ الانسانوي. وكان ديزيديرياس ايرازماس Desiderius Erasmus- (1466-1536) سيد الانسانويين الهراطقة- بجأر بانه مسيحى ويحض الناس على نسيان الرب. وحيث يخلط بعضنا بين حقيقة ان النهضة والتنوير تداعيات متواترة لمشروع واحد فانه من المفيد تذكر أن النهضة والتنوير تقفان احداهما فى مواجهة الاخرى وقد تخاصمتا في تمثلات بائنة.
النهضة ومغبة عداوة التنوير والعلم للكاثوليكية:
حيث تزعم هذه الدراسة كما ذكرنا فى مكان اخر أن العقلانية اساس الفكر والسلوك الغربى الرأسمالى فان تلك العقلانية تصدر عن الرأسمالية ما بعد الصناعية المالية على الخصوص. وقد تمأسست الاخيرة فوق التستر على اباحية اساليب المراكمة بالفائدة وبيع المال كسلعة اكثر منها بالربح واعادة التوزيع مهما كان التوزيع فارقا. فاعادة التوزيع متمثلة فى السلع والخدمات مثل التعليم والعلاج والسكن بتوفير فرص العمل تعبر عن نفسها فى الانتاج السلعى. ويتمأسس الانتاج فوق اعادة التوزيع التبادل الاستهلاك الانتاج عائدا الى نفسه مرة اخرى production-distribution-exchange-consumption- production going back to it anew. فالعقلانية المذكورة تصدر فوق كل شئ عن استلاب ثروات ومقدرات المخضعين للنظام الرأسمالى العالمى العولمة مشروع القرن الامريكى الصهينونى الجديد وعلى فائض وخالص العمل الحى فى كل مكان. فتراكم شركة واحدة من اشهر شركات صناعة وبيع الملابس والازياء العالمية (جاب GAP) ما قدر فى 27 اكتوبر 2007 ب 3 مليارات استرلينى سنويا من عمالة الاطفال فى شبه القارة الهندية مثلا. وقد تمثلت العقلانية بالوصف اعلاه وتباعا اكثر ما تمثلت فى الفكر والتنظيم الانجلوساكسونى ووريثه الانجلو امريكى كون الاول كان قد استوعب باكرا وقبل غيره من المجتمعات الاوربية الغربية فى فكر وتنظيم او فوضى فكر وتنظيم اعراب الشتات المهيكلة او المنظمة Structured or Organised Chaos . وأزعم ان كمياء الفوضى المذكورة انتجت مفهومين مختلفين للنهضة والتنوير.
صراع العلمانية والعقيدة وكمياء العقلانية:
كانت النهضة الاوربية الغربية وبخاصة فى موطنها الاول فى جنوبى اوربا قد تأثرت بالاندلس وغيرها من الفضاءات الاسلامية. وثمة التنوير الذى تعين عليه اوليجاكيو بعض المدن الدول الايطالية مثل البندقية وفلورنسا. وقياسا فان ثمة كما ذكرنا فى مكان اخر "النهضة" و"التنوير" اللذان تعينت عليهم اوربا احدهما بريادة البابوية والثاني بريادة اوليجاركييى جمهورية البندقية الحرة فى مواجة النهضة البابوية. وقد انخرط فى كل منهما فى جماعتين متقابلتين وقد تخندقت كل منها فى مواجهة الاخرى بعنف وعصاب منقطعي النظير. وقد تمأسست تنويعة من النهضة يشار اليها بالنهضة الحديثة او العليا على الانسانوية فراحت تصدر عما يسمى الاصلاح الدينى Reformation ويقول التاريخ الرسمى للاصلاح الدينى وقد بدأ فى القرن 16 انه كان محاولة لاصلاح الكنيسة الكاثوليكية. الا ان فى معظمه لم يزد على احبولة تماثل احبولة التحديث Modernisationواصلاح الشرق الاوسط الكبير الخ. فقد انتهى الاصلاح الدينى بالتعيين على حركة معادية للكاثوليكية باتت تعرف بالحركة البروتستانتية فى مواجهة الكنيسة الكاثوليكية. ولم تلبث الاخيرة ان اشرعت حركة اصلاح دينى مضادة Counter-Reformationتمثلت فى رعاية الفنون وانعاش وبناء الكنائس والكاتتدرائيات الكبرى الخ.
وبالمقابل انتشرت البروتستانتية فى شمال غرب اوربا وراحت الطوائف المعادية للبابوية تتهم الكنيسة والمؤسسة الدينية والسياسية بكل من الثراء الفاحش والتراتب المركزى والجمود والتخلف والبعد ان بساطة المسيحية. وكانت النهضة-وكانت ايطالية اكثر منها اى شئ اوربى اخر-قد عرفت بعصر تعقب العلماء واحراق الساحرات جراء المؤامرات والمكائد التي ساقتها جمهورية البندقية ضد المدن الدول الايطالية. فقد كان معظم العلماء والفلاسفة معاد للبابوية. ومن المفيد تذكر ان بعض تنويعات طرق صوفية يهودية كانت قد ظهرت فى القرن الرابع عشر والخامس عشر فى اوربا الشرقية واوربا الجنوبية والشمالية وبخاصة غب سقوط ممالك الاندلس وقد انتشرت البغضاء الدينية وتعقب الغرماء وزاعت محاكم التفتيش. وكانت الاخيرة انتشرت منذ القرن الثاني عشر وبعثت مجددا في القرن السادس عشر جراء طوفان المهاجرين من اسبانيا والبرتغال عشية سقوط غرناطة. وكان بعض المهاجرين الى البندقية فى طريقهم من البرتغال فى 1540 قد تنصر وبقى مع ذلك "يجهل التعاليم المسيحية". وقد "اتضح ان معظمهم لا يعرف معنى ابانا الذى في السماوات" والقت السلطات القبض عليهم الا أن محاكم التفتيش وكانت تصدر عن قوانين ولوائح أقل عنفا من نشاط الكاثوليك المتطرفين الهيستيرى-مما اندلع متساوقا مع تعقب المفكرين والكتاب والساحرات. فقد كانت الكنيسة تنتهج "سياسة متسامحة مع المسيحيين الجدد أى بعض طوائف اليهود الذين أعتنقوا المسيحية وكذلك بعض طوائف اليهود السفارديم(7) .
خصومة الكاثوليكية والعلم:
كان الاوربيون الغربيون في القرن السادس عشر محبطون يتطيرون من كل شئ وأى شئ فى تنويع على حال العرب والمسلمين اليوم. فقد كانت اوربا محاصرة بالاسلام من الشرق والغرب والجنوب. وكان الاسلام مركز الحضارة فى العالم. وأزعم ان نشوء النهضة كان قد تعاصر وحصار اوربا الجنوب غربي والغربية بالاسلام. وكان العلم الغربى بدوره قام فى مناخ خصومة معلنة بين الكاثوليكية والعلم. واجادل ان العلم الغريى غدا "علما انتقائيا" وباتت الانتقائية واحدة من ملامح المعرفة الغربية. وقد نشاء كل من النهضة والعلم الغربيين فى مناخ الاحباط والتطيير. وكان ذلك حريا بان يدفع الاوربيين الغربيين الى اجتزاء التاريخ والحقائق لصالحهم هم وخصما على من عداهم من يومها والى وقت طويل وربما حتى اليوم جراء مثول الخطاب اليبرالى الجديد باجندة المحافظين الجدد.
وقياسا فقد وقف البيورينانيون ازاء الكاثوليكية موقف الخصم وراح البيوريتانيون–التطهريون المتطرفون بطبعهم يدعون-فى خصومتهم مع الكاثوليكية-انهم علمانيين تكاذبا. وكان اوليفر كرومويل سيد البيورتانيين قد انشأ معظم مجموعة الجميعات الملكية الطبية والعلمية الخ. ويجأر العلم اليوم باهمية البحوث على التلقيح الصناعى والاستنساخ والتعديل الجينى وعلى الخلايا الجزعية الى التجريب على زرع خلايا حيوانية فى نظيرتها الادمية بادعاء محاولة الوصول الى علاج لامراض مثل الزاهيمر والباركينسونز الخ. وتتهم الكنيسة الكاثوليكة بالبربرية والتخلف بل بعدم الشفقة حين وقف الكاثوليك موفقا حازما من قصية خلط النطف او الخلايا الآدمية الحيوانية أى خلق نطف مهجنة باسم العلم ويصرح القساوسة الكاثوليك بان ذلك عدوان على الانسانية وسوف يخلق فرانكيستاين قريب فى حين يجأر العلم ان ذلك من شأنه تخفيف الام البشرية. ها ها ها.
من هم التنويريون الصهاينة؟
ازعم ان التنوير تمأسس فوق مفهومات محورية بعينها وكلها صفوي رغم ادعاء تحرير الشعب وفي عين الحركات الشعبية التي اندلعت بتحريض زعامات مشبوهة. فقد كانت تلك الحركات واعددها فى الجزء الثاني في معظمها ادواة لخلق مناخ ثوري يبرر العصف بخصوم من سموا انفسهم بالبروتستانت اي العصاة للبابوية بوصفهم تنويريين. ومن اهم المفهومات التنويرية الاليميناطي والانتلجينسيا وطيقة الشعب وحمولة الارض وغير ذلك مما احاول اعادة تعريفه اجرائيا تباعا. ويأتى من مفردة الاليميناطى تخريج يشير الى او-و يعرف الانتليجينسيا دون اعلان ذلك. وقياسا ازعم انه اذ يصدر مفهوم الانتليجينسيا عن الاليموناطى فان كلاهما مفهوم صفووي. فمفردة اليميناطى تضمر في اصلها مفهوم الصفوات الفكرية الممتازة من الفلاسفة والمبدعين الذين تضيئ عقولهم العالم الغربى بالطبع. ويفترض تعريف مفهوم الاليميناطى اجرائيا مثلما يفترض مفهوم طبقة الشعب the people’s class (مما أعرفه ادناه) خصم او خلق شرط خصم مثول ووجود الاليمانطي وطبقة الشعب على مثول ووجود من عدى الصفوويين-اى على العامة الدهماء الغوغاء والغويم وحيانا الجنتايل والمشركين بيهوا تضيمنا. ذلك ان العامة حسب تصنيفات الاليميناطي وطبقة الشعب-يعتبرون- في افضل الشروط-ضعاف الايمان ويشارفون الكفر بالهة الاليميناطى الصفووية المالية بامتياز. ويؤلف الاخيرون المثل الاعلي لبشرية انتقائية ذات اجندة قيامية. وقد عرف الالميناطي-و كذا الانتليجينسيا- بوصفهم جماعات متسارره تتعين على مشروع كبالي Cabala ما يبرح يثير اليوم كثيرا من التطير والجدل.(8) ومن المفيد تذكر ان مفهوم الانتليجينسيا حري بان يترجع بهذا الوصف فى الذاكرة الشعبية على انه مريب ويدعو للتطير.
التنوير وكراهية الشعوب
لا تزيد الانتلجينسيا مثلها مثل "طبقة الشعب"-عن ان تعبر عن نفسها بصورة منوالية بوصفها من اكبر الكارهين للشعوب. فهى طبقة تعينت منذ بدئ التاريخ على الاستهذاء بعامة الناس واليأس من صلاح البشر حتى الذراية Cynics وان كانت كل من الاليميناطي والانتليجينسيا و"طبقة الشعب"-تتعين غالبا علي اخفاء ذرايتها بالشعوب. وقياسا فالعامة اى ال Plebs ليسوا سوى حثالة البشر رغم وربما بسبب كون الشعوب مصدر الثروة مرة. وقد دفع ذلك اصحاب العمل والاوليجاريكيات المالية الى ادعاه انها هي التي تخلق الثورة خصما على العمل الحي. ومرة فذراية وتطير اللايمناطي والانتلجينسيا وطبقة الشعب بالعامة تصدر عن كون الشعوب ما تنفك تطالب منواليا وعلى مر التاريخ باحقيتها فى عدالة توزيعية وفى الثروة والسلطة اي تشعل ثورات يحرق لها قلب تلك الجماعات الكارهة للشعوب. الا ان الانتليجينسيا-و لم يكن واردا يوما ان تملك بالضرورة او تغدو صاحبة رأس مال مالى قياسا على "طبقة الشعب" صاحبة رأس المال الربوى المعتبر على مر التاريخ ان الانتليجينسيا تبقى اكثر تساررا على تخفيها وما تخفيه اذ قد تدعى تمثيل الشعوب والحديث باسمها فيما تتستر الانتلجينسيا- فى طويتها- على الاستهانة بالشعوب واليأس من صلاح العامة، فالانتلجينسا تنويع على كارهي البشر بل قد يتخرج معظمهم من اكاديميات االرأسمالية والاوليجاركيات الصفووية.
وحيث تبادل الانتليجنسيا وبخاصة الصفوات البلاطية منها العامة الشعوب الكراهية فان مفهوم الانتلجينسيا بقي يستدعى بدوره استهجان اعضاء الطبقات الحاكمة المعلنة وريبة الطبقات الشعبية الكامنة. ويعبر كل من التاريخ الرسمي والمسكوت عنه والذاكرة الجمعية الانجلوساكسونية مثلا ووريثتها الانجلو امريكية على الخصوص عن كل من تلك الاستهانة والريبة. ويعكس قيام وسقوط جماعات الانتلجينسيا-المفكرين والمثقفين والاكاديميين تلك الاستهانة مما يلاحظه الناس في احلال جماعات او شرائح او-و "طبقات" وسيطة ومتوسطة منهم منواليا مكان اخرى مما ناقشته فى بحث اخر. فالرأسمالية قد تعشق الطبقات الوسيطة الا انها ما تنفك تخلي بهم ويحل محامنهم نظائر اخرى فى كل مرة مما يسلم تلك الجماعات الى كل من عدم الامان والى هيستيريا التعلق باهداب السلطة والحكام وخدمة الرأسمالية تحت الوية متخاتلة. المهم تعبر كراهية الاخيرين للعامة عن نفسها رأسيا في ثنائيات لا متناهية تستقطب جماعات الانتلجسنيا والشعوب فى تنويعات افقية واسعة مما كتبت فيه واكتب تباعا. على ان المهم فورا هو ان الانتلجينسيا فى سعبها لالحاق نفسها بخدمة طبقة الحكام تتعين على كتابة التاريخ الرسمي خصما على التاريخ الشعبي على مر التاريخ المكتوب.
طبقة الشعب وحقها المطلق فى الارض وما عليها وابلسة الشعوب:
ازعم ان مفهوم "طبقة الشعب" حري بان يكرس باكرا مفهوم امتياز بعض طوائف او قبائل اليهود على من يطلق الاخيرون عليه الجنتايل- اى كل من هو غير يهودى- ويشار الى الجنتايل ايضا بالغوييم والامميين المشركين بيهوا. ومن المفيد تذكر أن الجدوى البحثية في شأن الصهيونية تحتاج التفريق بين ابناء يعقوب الاسباط. ويتصل ذلك فى التفريق بين الاسباط والاسباط والاخيرين وشعب كل من اؤلئك الاسباط. فقد اختلف بعضهم حتى محاولة قتل بعضهم البعض مثلا فعلوا مع يوسف وبنجامين. وكان يعقوب نفسه على خلاف مع اخية عيسو وراح يلاحقه سعيا الى قتله جراء شعوره بالغبن لتصوره ان ابيه قد ظلمه لحساب اخيه عيسو Esau اذن لم يكن أبناء يعقوب جماعة متجانسة بل كان بعض أبناء يعقوب متخاصم وبعنف. ولعل عداوة أبناء يعقوب لبعضهم راجعة الى خلافات يعقوب الدامية مع اخيه غيسو Esau حول ارث ابيهما. لم يتآمر ابناء يعقوب الكبار على اخيهم يوسف فالقوه فى غياهب الجب؟ ثم الم يحاولوا التخلص من بنيامين الاخ الاصغر؟ او لم يخير يوسف-و كان وزير خزانة الفرعون-اخوته بين الخبز والحرية؟ وهل كانوا حقا رقيقا ام معززين فى بيسان-بجوار المنصورة؟
وقياسا ففد فصل الله تعالى لا تجانس بني اسرائيل باكرا حيث قال في اكثر من اية كما في ألاية 160 من سورة الاعراف: "و قطعناهم 12 اسباطا امما واوحينا الى موسى اذ استنقمه قومه ان اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنى عشر عينا". بل جعلهم اناسا يكادون يؤلفون شعوبا منفصلة في الاية 60 من سورة البقرة فقال: "اذا استسقى موسى لقومة فقلنا له اضرب الحجر فانفجرت 12 عينا فقد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعيثوا فى الارض فسادا" وقياسا فقد قام على كل جماعة منهم اعيان وانماط وقضاة وامراء بل ويقال ملوكا تعينوا على قيادة كل شعب منهم وبالتالى باتت لاؤلئك القادة امتيازات على غيرهم. ولقد اطلق بعض مفبركي تاريخ بعض طوائف اعراب الشتات من ابناء يعقوب من تعرف على نفسه منهم بوصفه طبقة الشعب مجازا او تزويقا. وقياسا فان مفهوم اسباط واقماط بعض قبائل اليهود يفترض ان للاخيريين امتيازا معقودا بالنتيجة والضرورة على ما يسمى طبقة الشعب اى على امراء وقضاة واحبار واسباط وتجار اعراب الشتات. اي ان كافة اليهود وبخاصة العامة من الاخيرين لا امتياز لهم مثلما ان ذلك الامتياز كان حريا بان يخصم على شعوب طبقة الشعب وعامة وشعوب الجنتايل-الغويم المشركين بيهوا- ايضا.
على انه من المفيد تذكر ان التنويع الصهيونى لليهودية بات يصدر عن مفصلة من هو الصهيونى. فقد بات الصيهويى كل من يتماهى مع المشروع الصهيونى الجديد مما اناقشه في مكان اخر. ذلك ان الصهيونية الماثلة وربما نظيرتها السابقة لم تكن يوما سوى مشروعا عالميا لا اقتصاديا يتلفع بعباءة العقيدة مما يلاحظه الناس في كل مكان اليوم، وقد عرفت بعضهم فى بحث اخر بالصهاينة العربو الصهاينة المسيحيين وهكذا وقد صار المفهوم دارجا. فان لم يزد مفهوم طبقة الشعب المسكوت عنه والمزوق وراء طبقات من اقنعة العقلنة سوى ان قيض ما اجادل انه كان حريا بان يغدو سفر تكوين وتنويع باكر جدا على اقليات عولمية فقد قيض ذلك هيمنة تلك الجماعة ونظيراتها على من عداها بلا انتقاء خصما على كافة الشعوب. ليس ذلك وحسب وانما قيض لها ايضا ابلسة الشعوب بوصف الشعوب خصوم واعداء ينبغى شكمهم وتحجيم ارادتهم وسلب ارادتهم وسحقهم كلما رفعوا هاماتهم يتطاولون على حكم الرب فيهم وقد اقام عليهم سادة وانصاف الهة.
وحيث يقف امراء وقضاة واحبار واسباط وتجار اعراب الشتات بوصفهم "طبقة الشعب"People’s class فربما قيضت تلك الاقليات بهذا الوصف تنويعا باكرا على اقليات عولمية تهيمن على من عداها بلا انتقاء خصما على كافة الشعوب. وازعم ان طبقة الشعب فى الواقع لا شعب لها الا انها تدعى تمثيل شعب ما تنفك تخلى به وتقدمه اضاح بشرية فى سبيل مشروع غير قابل للافصاح عنه-كون ذلك الشعب ليس سوى غريم وخصم وربما عدو "طبقة الشعب" او-و موضوع للمساومة حسب الظروف. ذلك ان عامة شعوب "طبقة الشعب" بقيت-و ما تبرح تؤلف كغيرها من الشعوب- تراكمات عددية لاوجوه لها من العامة الدهماء الغوغاء ينظر اليها بوصفها "آخر". وقياسا فتلك التراكمات العددية هى كغيرها قابلة لاستغناء عنها كونها زائدة عن الحاجة الا بقدر ما يتم التقايض بها أو-و عليها مقابل مساومات لحساب امراء وتجار واحبارهم واسباط وقضاة "طبقة الشعب" تلك. وتغدو شعوب خصوم "طبقة الشعب" بل شعوب حلفائهم اقل من عديمة الفائدة بل حرية بان توصم بالدهمائية بل بالشر.
ويلاحظ الناس في كل مكان ان حكام معظم شعوب الارض باتوا اضاح مقابل احتفاظ الحكام بسلطتهم وثروتهم. ويفعل ذلك حكامنا فى كل مكان بصورة غير مسبوقة بتواطؤ اعراب الشتات واثرياء العالم من الاولجاركيات العولمية. هذا وما ان يوسع اعراب الشتات الصهاينة سيطرتهم بالهيمنة على اكبر قوة عسكرية او-و ماكينة قتل على الارض- بالاستباق الفكري تصويغا للتوسع الرأسي وافقيا بالاستباق الدفاعي يوسعون أرض الميعاد فى كل مرة. الا انه كلما وسع اعراب الشتات الصهاينة ارض الميعاد فى كل مرة سقطوا فى محارق من صنع ايديهم هم صرعى فى كل مرة قبل اكمال الدائرة مثلما سقط الراعى البدوي صريعا فى دائرة الطوباشير القوقازية. وحيث لا ينفطم الصهيوني عن اساطير ماض مختلق رغم قيام دولة اسرائيل وربما بسبب كونها مابرحت بهذا الوصف وتباعا ترانزيت، فانه غالبا ما يسقط عجزه عن اكمال دائرة الطباشير من ذاكرته الفردية والجمعية على من عداه. وكأن تجارب الصهيوني تنتهى تكرارا بمصرعه او-و "خروجه" و"شتاته" بجريرة من عداه. ذلك انه فيما قد يخلق الصهيوني شرط "خروج" او-و "محرقة "في كل مرة الا ان "خروج"Exodus الصهيوني في"المحرقة يبقى عنده هو محصلة لا عقلانية فجريرة الكفرة المشركين بيهوا-الجنتايل Gentile الغويم.
الخرطوم
هوامش
(1) - انظر(ى) Webster Tarpley in the American Almanac، June 20th. 1994
(2) من كتاب للمؤلفة بعنوان "من بابل الى الاندلس": انظر(ي) NileOnLine: http://www.NilesOnline.net
(3) انظر(ى) لمزيد من بعض التفاصيل:مازن كم الماز:.25.3.2007: مركز دمشق للدراسات النظرية الحقوقية والمدنية: شبكة المعومات.
(4) انظر(ي) Illuminati: Wikipedia، the free encyclopedia
(5) اانظر(ى) Illuminate - Wikipedia، the free encyclopaedia Illuminate
From Wikipedia، the free encyclopaedia
(6) انظر(ى) Crystal David،(ed.)The Cambridge Biographical Encyclopaedia:
1998: P: 563.
(7) "انظر(ى) رمسيس عوض:2002:محاكم التفتيش فى ايطاليا:دار الهلال: صفحة 153.
In modern times it is also used to refer to a purported conspiratorial organization which acts as a shadowy "power behind the throne"، allegedly controlling world affairs through present day governments and corporations، usually as a modern incarnation or continuation of the Bavarian Illuminati. In this context، the Illuminati are believed to be the masterminds behind events that will lead to the establishment of a New World Order.
(8)انظر(ي) Illuminati: Wikipedia، the free encyclopedia