باحثون: المناهج النقدية الأجنبية تعوق الإبداع العربي

اختتم في العاصمة العمانية مسقط أمس أعمال مؤتمر «اللغة العربية وآدابها.. رؤية معاصرة» الذي نظمه قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس بمشاركة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وعدد من الأكاديميين واللغويين في الوطن العربي. وقال الدكتور هلال الحجري رئيس اللجنة المنظمة ورئيس قسم اللغة العربية في كلمة افتتاحية إن انعقاد المؤتمر يتزامن مع الاقتراب من الثامن عشر من ديسمبر وهو اليوم الذي جعلته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما عالميا للغة العربية بصفتها من اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، مؤكدا أن الاهتمام باللغة العربية واجب مقدس، ومشيرا إلى أن تداخل الحقول المعرفية ينبغي أن تجد طريقها في الدراسات اللغوية والنقدية، وأن حقول السياسة والاجتماع والآثار والإعلام ودراسات الترجمة والأدب المقارن كلها منابع لا غنى عنها..ودعا مختصون في علوم اللغة العربية واللسانيات إلى ضرورة استحداث منهج نقدي عربي معاصر يتيح الفرصة لآليات نقدية أصيلة لمعالجة النص الإبداعي العربي دون أن نسقط عليه مناهج أخرى منبتة الجذور ولا علاقة لها بالذائقة العربية.إضافة إلى المسائل النقدية يناقش المؤتمر الذي تنظمه جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أكثر من أربعين ورقة عمل في الأدب والنحو والصرف والدلالة المعاجم وغيرها.وأكد المشاركون أن المناهج النقدية الحالية كالبنيوية والأسلوبية والتركيبية والتفكيكية وغيرها رغم إسهامها النوعي في تطوير مسيرة الأدب العربي كثيرا ما تعيق من انطلاق المنجز الإبداعي العربي.وألقى كل من رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الدكتور محمد بن مبارك العريمي والدكتور محمد بن سعيد الغامدي من جامعة الملك عبدالعزيز وعميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس كلمات مماثلة حول أهمية انعقاد المؤتمر ودور هذه الفعاليات في تطور اللغة وتقدمها.وتحدث في الجلسة الأولى للمؤتمر كل من الدكتور عبدالله بن محمد الغذامي من المملكة العربية السعودية تحت عنوان «كيف تعمل اللغة» سؤال في ثقافة اللغة والدكتور أحمد المغيض من جامعة الكويت حول تجليات الحداثة ودلالاتها في النقد العربي الحديث والدكتور عبدالغني بارة من جامعة سطيف بالجزائر حول نظرية التأويل بين المعاصرة والتراث، وقدم الدكتور أحمد يوسف ابن قدور من جامعة السلطان قابوس ورقة حول السيميائيات بين العلامة والخطاب وتحدث الدكتور حمزة أشول عبدالرحيم من جامعة ولاية كوارا إلورن بنيجيريا حول قضية اللغة في الأدب الإفريقي: الأدب النيجيري في اللغة العربية نموذجا. أما الجلسة الثانية فناقشت محور النحو والصرف تحدث فيها الدكتور محمد حماسة عبداللطيف من كلية دار العلوم بمصر والدكتور الحواس مسعودي من جامعة الجزائر والذي قدم ورقة بعنوان الوحدات المركبة في اللغة العربية بين الآنية والتعاقبية الزمنية: مقاربة وظيفية، والدكتور سعيد الغامدي من جامعة الملك عبدالعزيز الذي تحدث عن الصرف العربي: طبيعته وإشكالاته، والورقة الأخيرة قدمها سعيد جبر أبو خضر من جامعة السلطان قابوس حول علاقة الجزء بالكل وأثرها في تقعيد نحو العربية