ماءٌ كَثيرٌ
وَغَديرٌ يَبْحَثُ عَمَّنْ يَكْتَريه
ماءٌ كَثيفٌ يَموتُ
وَالعَيْنُ غائِبَةٌ لا تَرى
يَبيتُ نونُ فُؤادي مُعَلَّقاً بَيْنَ
البُخارِ
وَالثَّرى
لا ذاكَ يَهْوي
وَلا هَذا يَرْوي
يُؤْلِمُني المَطَرُ جَسَداً
وَتَبْكيني الصَّبابَة ذاتاً مِنْ صَقيع
مائي عاكِفٌ لا يَبْرَحُ بَرْدَهُ
وَعَيني يابِسَةٌ سَحَقَتْها عَدْوى البُخارِ
هَيّا... أَفِقْ أَيُّها الإعْصارُ
واحْمِلْ عَلى ذَواتِنا اليابِسَة
المُثْقَلَة بِالعُقْرِ
دَثِّرْها ... دَثِّرْها...
وَلَوْ بِخُبْزٍ يابِسٍ
نُبَلِّلَهُ بِعَرَقِنا المَهْدور
وَلَوْ بِخُبْز فَطير
نُخَمّره بِسُكْرِنا المُجْهَض
وَلَوْ بِخُبْزٍ حافٍ
نُلْبِسُهُ عَرانا المَرْئِيّ
مائي قَدْ نَضَبَ أيَّتُها الصَّبابَةُ !
وَهُوَ آسِنُ
تَجَرَّعَهُ سَيْلٌ غَيْرُ حامِلٍ
عارِضي غَيْرُ مُمْطِرٍ أيَّتُها الصَّبابَةُ !
ها أنا أشْرَبُ ما تَبَقّى مِن الفَراغ
وَها هِيَ غُدْسُ القَفْرِ تَنْسُجُ مِنْ قَطَراتِ الهَباءِ
هَبَلَنا.
بيزوس المحروسة 16 نوفمبر 2012
شاعر من المغرب مقيم في فرنسا