بحضور عدد كبير من المعنيين بالشأن المسرحي ومن ضمنهم ضيوف ملتقى الشارقة العاشر للمسرح العربي افتتحت مؤسسة سلطان بن علي العويس برنامجها للعام الجديد 2013 بعرض مسرحية "صهيل الطين" من إخراج محمد العامري ونص إسماعيل عبد الله. وفي المسرحية نستمع إلى كثير من الأصوات التي ملأت فضاء المسرح نظرا لاحتكاك السلاسل ببعضها البعض مما خلق جوا من التشويق والرهبة لدى الحاضرين. المؤلف اسماعيل عبد الله اعتمد في نص العمل على حوار رفيع بمستوى لغته الفلسفية والقريب من المسرح الإغريقي في مشاركة الجوقة بالحوار بين الحين والآخر. وفد كان لعنصر الطين الذي تشكل حسب رؤية إبداعية توفيقية بين حلم العجوز وطموح الابنة التي شكلت هذه المادة حسي أهوائها ونظرتها للفن، وهي رؤية تترجم إيمانها بالقضايا الراهنة واهتمامها بالواقع المعيش. وقد شدت المسرحية الانتباه لما وفرته من قوة في الإخراج، بالإضافة إلى أداء الممثلين الذين تناغموا مع الأدوار وأعطوا للعرض نفسا متحركا ولاقوا لااستحسان المتابعين. وحمّل المخرج العمل الكثير من الجماليات البصرية والحركية في تشكيل المجموعات والأداء والإيقاع والإضاءة في تناغم وتكامل مع الموسيقى وإكسسوارات العمل التي حملت الكثير من الرمزية مثل السلاسل الحديدية التي تتهاوى لحظة الصهيل والانتصار للحياة في آخر العمل. ويُحسب للمخرج نجاحه في توصيل رؤية النص بأسلوب متجانس. يذكر أن مسرحية "صهيل الطين" تحصلت لدى عرضها في نهاية العام الماضي على مجموعة من الجوائز المحلية والخليجية، ومثلت الإمارات في الدورة الثانية عشرة لمهرجان المسرح الخليجي بسلطنة عمان، وستعرض في الدوحة في إطار مهرجان المسرح العربي. وتعد مسرحية "صهيل الطين" من أبرز الأعمال الإماراتية للعام الماضي، وذلك باختيارها لتمثيل الإمارات في أكثر من تظاهرة إقليمية ودولية. وقد شدّ أداء الممثلين الجمهر الحاضر وخصوصا رمزية السلاسل التي ارتفعت أكثر بالرمز عندما شكلت جزءاً من الإيقاع وولادة الحلم. هذا وكرم محمد عبد الله المطوع عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بعد نهاية العرض فريق عمل مسرحية "صهيل الطين" وقدم درع المؤسسة لمسرح الشارقة الوطني وشكرهم على الجهد الرائع الذي بذله الفريق في تقديم عمل مسرحي ناضج يعزز قيمة المسرح في المجتمع، وبدوره قدم الفنان أحمد الجسمي درع المسرح للمؤسسة وشكر القائمين عليها لدعمهم الحركة المسرحية.