تقرير من الدوحة

«الديكتاتور» تتوج بالجائزة الكبرى لمهرجان المسرح العربي بالدوحة

أعلن عن اختتام فعاليات مهرجان المسرح العربي الخامس الذي احتضنته الدوحة، خلال الفترة ما بين 10 و15 يناير الحالي والذي أقيم تحت شعار "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد". وخلال الحفل الختامي أعلنت لجنة تحكيم جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة عن اسم المسرحية الفائزة حيث عادت هذه الأخيرة للجمهورية اللبنانية من خلال مسرحية «الديكتاتور» لفرقة «بيروت 08:30» والتي ألفها عصام محفوظ وأخرجتها لينا أبضا ولعبت أدوارها كل من جوليا قصار وعايدة صبرا، حيث تقوم فكرة المسرحية التي يرتقب أن تعرض مجددا في حفل افتتاح أيام الشارقة المسرحية شهر مارس القادم، على تعرية صورة الديكتاتور أو فضحه حيث نراه مريضا ومضطربا ويتوهم أنه المنقذ الذي ينتظره العالم وأن ثورته هي التي ستغير العالم حيث يرافقه خادمه سعدون في اللعبة ويعيش معه الوهم كاملا حتى الموت.

وباسم لجنة التحكيم، ألقت المبدعة المسرحية العراقية الدكتورة عواطف نعيم كلمة توقفت فيها عند العمل الذي قامت به اللجنة، مشيرة إلى أنه كان هناك تفاوت بين العرض وما بين من تتبع خيوط الحداثة والابتكار وآخر تقليدي وتجارب لم تنضج بعد، مؤكدة أنه في ظل هذا الواقع أوصت لجنة التحكيم بضرورة خضوع كل العروض المشاركة إلى التقييم من طرف لجان المشاهدة، وكذا الاهتمام باللغة العربية من طرف أصحاب هذه العروض ومنح مساحة زمنية أكبر للعروض لتجهيز عرضها خلال دورات المهرجان قبل عرضه رسميا أمام لجنة التحكيم والدعوة إلى استضافة عروض موازية من البلدان المضيفة للدورات القادمة فضلا عن ضرورة المتابعة الإعلامية والتوثيق اليومي لكل الفعاليات من أجل الإسهام في تكوين أرشيف مسرحي لخدمة الأجيال القادمة.

بعد ذلك حلت لحظة التكريم الخاصة بالمبدعات العربيات حيث تم الاحتفاء بـ16 مبدعة عربية تحت تصفيقات الجمهور الكبير الذي حضر الحفل وهن: أحلام محمد (مملكة البحرين}، أمينة عبدالرسول (سلطنة عمان)، رندا الأسمر (الجمهورية اللبنانية)، سمير بنعمار (الجمهورية التونسية)، سامية قزموز بكري (دولة فلسطين)، سعاد عبدالله (دولة الكويت) سمر محمد (الجمهورية العراقية)، سميرة أحمد (دولة الإمارات العربية المتحدة)، صونيا (الجمهورية الجزائرية)، فايزة عمسيب {جمهورية السودان}، فتحية العسال (جمهورية مصر العربية)، مريم الصالح (دولة الكويت)، مريم سلطان (دولة الإمارات العربية المتحدة)، ملحة عبدالله {المملكة العربية السعودية)، نهاد صليحة (جمهورية مصر العربية) وهدية سعيد {دولة قطر}، علما أن المكرمات تسلمن درع الهيئة العربية للمسرح فيما خصتهن فرقة قطر المسرحية بهدايا تذكارية في لفتة أرادت من خلالها الفرقة الإسهام في تكريم هؤلاء المبدعات، علما أن المكرمة المصرية فتحية العسال ألقت كلمة بالنيابة عن المكرمات توقفت فيها عند مغزى هذا التكريم.

وكان وزير الثقافة والفنون والتراث وقبل الإعلان عن اسم المسرحية الفائزة من طرف عبدالرحمن المناعي رئيس لجنة التحكيم، قد أشرف أيضا على تكريم مخرجي المسرحيات المشاركة في المهرجان ،هذا إلى جانب تكريم أعضاء لجنة تحكيم جائزة المهرجان وهم فضلا عن عبدالرحمن المناعي (قطر) رئيس اللجنة، كل من: عبدالله بيلوت (المغرب)، عواطف نعيم (العراق)، كامل الباشا (فلسطين)، ناصر عبدالمنعم (مصر}.

وانطلق في العاشر من يناير / كانون الثاني 2013 في الدوحة العاصمة القطرية مهرجان المسرح العربي الذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح، حيث شهد الدوحة النسخة الخامسة من هذا المهرجان الذي بات يشكل أهم مهرجان عربي للمسرح في السنوات الخمس الأخيرة لأسباب عديدة منها أن الهيئة باتت محركاً فاعلاً للمشهد المسرحي العربي عامة، و كذلك ما يتضمنه من ندوات و ورش و ملتقيات بالإضافة إلى أنه صار مطمح الفرق المسرحية في السنتين الأخيرتين أي منذ انظلاق جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي، حيث  تنافست 64 فرقة في الدورة الرابعة فيما ازداد عدد هذه الفرق ليصل إلى سبع و تسعين في هذه الدورة ، هذا وقد وصلت تسع فرق إلى المرحلة النهائية من التنافس على نيل جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي في هذه الدورة.

فعاليات المهرجان

على مدى ستة أيام شهد المهرجان الفعاليات التالية:

أولاً : رسالة اليوم العربي للمسرح.

ألقتها الفنانة المغربية الكبيرة ثريا جبران رسالة اليوم العربي للمسرح التي كتبتها بمناسبة اليوم العربي للمسرح و هو التقليد الذي أطلقته الهيئة العربية للمسرح ليكون العاشر من يناير / كانون الثاني من كل عام هو اليوم العربي للمسرح، و ذلك اعتباراً من عام 2008 .

و قد سبق الفنانة ثريا جبران خمسة من الفنانين العرب في القاء الرسالة فقد كان الدكتور يعقوب الشدراوي من لبنان أول من ألقاها عام 2008 ، و تلاه الفنانة سميحة أيوب من مصر لعام 2009 ، و من ثم الكاتب التونسي عز الدين المدني عام 2010، و الرابعة كانت للفنان يوسف العاني من العراق للعام 2011 ، فيما كانت الخامسة للفنانة سعاد عبد الله من الكويت للعام 2012.

ثانياً: تكريم الشخصية المسرحية القطرية.

درجت الهيئة العربية على عادة تكريم شخصية مسرحية عربية من البلد المضيف للمهرجان و كما درجت على أن تترك للجهات المعنية بالمسرح في البلد المضيف اختيار هذه الشخصية ، و قد اختارت الدوحة الدكتور حسن رشيد ليكون الشخصية المسرحية القطرية المكرمة.و قد سبق للهيئة أن كرمت في عام 2009 في مصر الفنانة سميحة أيوب و في عام 2010 في تونس الفنانة منى نور الدين و في عام 2011 في لبنان الفنانين أنطوان و لطيفة ملتقى، و في 2012 في الأردن الفنان ربيع شهاب.

و يمكن أن نورد الكثير عن هذا المكرم و لكننا نكتفي بإيراد موجز لسيرته الذاتية:

السيرة الذاتية للدكتور حسن رشيد

- إعلامي وناقد مسرحي – قطر

- أستاذ النقد وأدب المسرح.

- درس بالمعهد العالي للفنون المسرحية.. القاهرة.

- أول من قال عبر أثير إذاعة دولة قطر ( هنا إذاعة قطر)

- أشتهر برنامجه الإذاعي الذي قدمه آن ذاك وكان يحمل عنوان (مساكم الله بالخير) وقدمه مع زميله الفنان غازي حسين.

- كان برنامجاً يومياً مدته ربع ساعة وكان يقدّم باللهجة المحلية ثم تغير إسمه إلى برنامج ( سوالف مسيان) وأصبحت المدة نصف ساعة.

- قدم البرنامج الكثير من سير الأدباء والشعراء وأحدث الدراسات والكتب المحلية وأحدث الأغاني.

- تسلم العديد من المناصب الإدارية في إذاعة قطر.

- كان مديراً عاماً للبرامج.

- مساعد مدير الإذاعة.

- إنتقل بعدها إلى دائرة الثقافة والفنون.

- قدم العديد من الدراسات والبحوث حول المسرح.

- تم تعينه خبيراً برامجياً في الإذاعة إلى أن تقاعد.

- عمل مع  الأستاذ هاني صنوبر مؤسس المسرح السوري، والأردني والقطري و هو من دفعه لدراسة المسرح كما يقول الدكتور حسن درس النقد متأثراً ( بآرثر ميلر وأدموف) وغيرهم.

- يشير الدكتور حسن رشيد إلى أهمية دراسة المسرح في مناهج المدارس والجامعات وتأسيس مواسم ثابته لأنشطتها المسرحية حتى تتعلم الأجيال ماهية المسرح وتاريخه ولكي يكون واقعاً ملموساً في نسيج التعليم والحركة الفنية في الوطن العربي.

- ويناشد وبقوة في وجود فرقة قومية للمسرح ومقار للعروض.

 - من هواياته القراءة فالقراءة فالقراءة.

- كان لاعب كرة قدم في النادي العربي.

- كما يعشق رياضة الملاكمة وقد جربها حسب مايذكر.

- تتكون أسرته من ولدين وخمس بنات.

- الولدان عشقا الشعر والفن ولهما تجاربهما حول الإخراج والكتابة للأغنية.

- قال  في إحد لقائاته الصحفية أتمنى لو أن يقام حفل شاي لتكريم المبدعين أينما كانوا فقط لتحسيسهم أن عطاءاتهم لم تذهب هدراً  ممن لايذكرون الخير لمن أعطى وهذا دأب أمتنا التي يتناسى أناسها الأمس مع أنهم سيصبحون في الأمس لا محال

- شارك رشيد في الكثير من اللجان التي قدمت للمسرح دراسات وقراءات كما شارك في العديد من لجان التحكيم والمهرجانات الثقافية والفنية.

- قال في أحد مقالاته :

( إن كنت أنانياً في المسرح فإنك ستفشل)

ثالثاً: تكريم المبدعات العربيات بمناسبة اختتام الهيئة لفعاليات عام المرأة في المسرح العربي 2012، و هؤلاء المبدعات حسب التسلسل الأبجدي هن :

أحلام محمد          البحرين.

آمينة عبد الرسول      عًمان.

رندا الأسمر               لبنان.

زهيرة بن عمار           تونس

سامية قزموز البكري    فلسطين.

سعاد عبد الله         الكويت

سمر محمد              العراق.

سميرة أحمد            الإمارات.

صونيا                      الجزائر

فايزة عمسيب        السودان

فتحية العسال       مصر

مريم الصالح        الكويت

مريم سلطان        الإمارات.

ملحة عبد الله        السعودية

نهاد صليحة            مصر

 هدية سعيد            قطر

رابعاً : الندوات الفكرية في المهرجان .

استمرت الندوات الفكرية على مدار ثلاثة أيام وانقسمت الى قسمين:

الأول : همزة وصل - نقد التجربة " وهي الندوة الثانية ضمن سلسلة ندوات بدأت الهيئة بها لدراسة تجارب راسخة ومؤثرة في المشهد المسرحي العربي دراسة نقدية تشكل همزة وصل للتجارب و صناعها مع الأجيال التالية في المسرح و قد كانت الندوة الأولى في المغرب حيث تم دراسة ثماني تجارب لثمانية من المبدعين.

و همزة وصل - نقد التجربة" في قطر تناولت تجارب أسست و تجارب حديثة في المسرح القطري.

أما القسم الثاني فكان تحت عنوان "أي ربيع للمسرح العربي في ظل الربيع العربي؟"

خامساً: الورش المسرحية

أقيمت ضمن فعاليات هذا المهرجان أربع ورش تدريبية هي التالية :

ورشة "الأزياء المسرحية شخصيات دلالية و معرفية" - تأطير المهندسة هالة شهاب / الأردن.في مقر فرقة الدوحة المسرحية.  ورشة " العرائس و العرائسي " - تأطير الأسعد المحواشي / تونس./ مقر فرقة قطر المسرحية. ورشة " النص المسرحي ما بعد التأليف "  للفائزين بتأليف النصوص الموجهة للطفل - تأطير كريم دكروب / لبنان. في مسرح قطر الوطني. ورشة " النص المسرحي ما بعد التأليف "  للفائزين بتأليف النصوص الموجهة للكبار - تأطير خالد جلال / مصر. في مسر ح قطر الوطني .

سادساً : إعلان استراتيجية تنمية المسرح العربي.

أطلقت الهيئة كتاباً يحتوي مشروع استراتيجية المسرح العربي الذي يعتبر خلاصة جهد عامين عقدت فيهما الهيئة خمسة ملتقيات شارك في أعمالها حوالي 300 مسرحي عربي، وضعوا خلالها تصوراتهم للواقع و الحلول الاستراتيجية، وقد تناولت تلك الملتقيات مواقع الاخفاق و التعثر و النقد المسرحي والمراة في المسرح العربي و الشباب في المسرح العربي و خلصت إلى مشروع الاستراتيجية التي تطرحه الهيئة خارطة طريق لتنمية المسرح.

سابعاً: النسخة الثانية من جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي للعام 2013.

و قد تنافس على دخول المرحلة النهائية من الجائزة 96 عملاً مسرحياً و قامت لجان الفرز الميدانية ولجنة الفرز النهائية باختيار 8 عروض من بين العروض الـ 96 وتشكل هذه العروض الثمانية بالإضافة إلى العرض الذي ترشحه الدولة المضيفة قطر العروض المتنافسة في المرحلة النهائية للجائزة حيث تشكل العروض المتنافسة على الجائزة عروض المهرجان لهذه الدورة، ومن الجدير بالذكر أن هذه العروض تدخل بالترشيح المباشر باسم الفرقة والعمل دون النظر أو الأخذ بعين الاعتبار لاسم الدولة التي ينتمي لها العمل، و لذا فإن اختيار هذه العروض يتم حسب الجيد فالأجود و لا علاقة لاسم الدولة بالدخول من عدمه، لذا فإن غياب البعض عن المرحلة النهائية من التنافس هو غياب للعروض و ليس للدولة.

أما العروض التسع فهي :

تمارين في التسامح. فرقة نحن نلعب للفنون. تأليف عبد اللطيف اللعبي. إخراج محمود الشاهدي. المغرب

امرأة من ورق.فرقة عز الدين مجوبي- مسرح جهوي عنابة. تأليف واسيني الأعرج .إعداد حر نادر السنوسي.إخراج صونيا . الجزائر.

إنفلات . لفرقة إسبيس للإنتاج .تأليف و إخراج وليد الدغسني. تونس.

والعرض المتوج الديكتاتور . فرقة بيروت 8 ونص تأليف عصام محفوظ . إخراج لينا أبيض. لبنان

يا ما كان . فرقة مسرح البيت.تأليف يارا أبو حيدر. إخراج وحيد العجمي. تونس / لبنان.

باسبورت . الفرقة الوطنية للتمثيل. تأيف حيدر جمعة . إخراج علاء قحطان . العراق.

مندلي . فرقة الجيل الواعي. تأليف جواد الأسدي. إخراج عبد الله التركماني . الكويت

صهيل الطين . مسرح الشارقة الوطني . تأليف اسماعيل عبد الله . إخراج محمد العامري. الإمارات.

 العرض الأخير . تأليف فهد ردة الحارثي. إخراج فالح فايز. قطر.

ثامناً: معرض إصدارات الهيئة

ضمن فعاليات المهرجان تقيم الهيئة معرضاَ للإصداراتها التي بلغت ما يزيد على السبعين عنواناً ما بين دراسات و نصوص و نصوص فازت في المسابقات و ترجمات و تأريخ و توثيق.

و قد أصدرت الهيئة بمناسبة هذه الدورة، كتاب نصوص من المسرح القطري، كتاب نصوص من المسرح العماني، كتاب نصوص من المسرح السعودي، كتاب تذكاري عن الشخصية المسرحية القطرية المكرمة د. حسن رشيد. المتغيرات السياسية و الاجتماعية في الكوميديا القطرية.جاسم أحم الأنصاري.

تاسعاَ : اجتماعات لمجلس أمناء الهيئة و لمجلس مندوبي الهيئة للعام 2012