تميز حفل افتتاح الدورة الأولى، من 11 الى 13 يناير 2013، لملتقى سينما الهامش بجرسيف بتكريم مستحق للناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي، 63 سنة، اعترافا بخدماته الجليلة لحقلنا السينمائي الوطني على امتداد أكثر من ربع قرن من داخل حركة الأندية السينمائية بالمغرب وخارجها . وقد تميز هذا التكريم بشهادة صادقة لرئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب الأستاذ عبد الخالق بلعربي في حق هذا الوجه السينيفيلي المعروف عند عشاق السينما ومبدعيها ومنظمي تظاهراتها المختلفة ومتتبعي أخبارها ببلادنا. فيما يلي شهادة الأستاذ بعبد الخالق بلعربي :
" أحمد سيجلماسي ناقد وإعلامي وسينيفيلي منشغل دوما بموضوع التأريخ للسينما المغربية ، هكذا عرفناه عندما كان ينشر مقالاته بالصفحة السينمائية لجريدة " العلم " منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وكذلك في مجلة " دراسات سينمائية " وفي منابر إعلامية عديدة أخرى .
ثم كانت لنا معه بعد ذلك عدة لقاءات مباشرة خصوصا مع الانطلاقة الجديدة للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ، جواسم ، سنة 1992 حيث كان يتحمل المسؤولية كأول رئيس لنادي الركاب للسينما و الثقافة بفاس و الذي كان يعتبر وقتها من أنشط الأندية السينمائية بالمغرب ، كما تحمل المسؤولية بالمكتب المسير للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب من 1994 إلى 1996 فكان وراء تطوير النشرة الداخلية "جواسم" حيث حولها من نشرة تواصلية داخلية لهذا الاطار إلى منبر إعلامي وتثقيفي بأبواب ثابتة لعل أبرزها " وجه" الذي كان يعرف من خلاله ، في كل عدد جديد ، بوجه من وجوه حركة الأندية السينمائية بالمغرب بدءا بجيل الرواد المؤسسين كالأساتذة نور الدين الصايل والمختار آيت عمر وعبد الرزاق غازي فخر ...
لقد سدت هذه النشرة في منتصف التسعينات بعض الفراغ الذي خلفه توقف مجلة " دراسات سينمائية " التي أصدرتها جواسم من 1985 الى مطلع التسعينات ، وللأسف الشديد لم تكتب الاستمرارية حتى لهذه النشرة التواصلية التي توقفت عن الصدور بعد مجيء مكتب جامعي جديد سنة 1996 .
كما اشتغل سيجلماسي ، كمتعاون خارجي ، في إذاعة فاس الجهوية من 1997 إلى2004 حيث أعد ونشط برنامجين أسبوعيين الأول بعنوان " ملفات سينمائية " والثاني بعنوان " المغرب السينمائي " ، حظيا باهتمام من طرف كل المهتمين بالشأن السينمائي ببلادنا ، وأسس أول نادي سينمائي تربوي بمدينة فاس يحمل اسم الفيلسوف ابن رشد ، كما أصدر ضمن منشورات الجيب في سلسلة " شراع " للاعلامي الكبير خالد مشبال سنة 1999 كتابا يحمل عنوان "المغرب السينمائي: معطيات وتساؤلات" نفذت كل نسخه من السوق. كما كان من المؤسسين للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بمدينة فاس وهو المهرجان الذي خصص له سنة 2012 تكريما رائعا رفقة الممثل المبدع محمد عزالعرب الكغاط .
مما يحسب لأحمد سيجلماسي أنه لم يبخل يوما في تقديم المساعدة والدعم لكل الأندية السينمائية والملتقيات والمهرجانات الصغرى حيث عمل على إبلاغ برامجها ومواعيدها وتصوراتها للرأي العام ودافع عن حق بعض المهرجانات الهامشية في التغطية الإعلامية. ومن بين ما يميز شخصية السي أحمد هو تملكه لخصال الالتزام بالمواعيد وتقدير المسؤولية والاحترافية في العمل والتدقيق في المعطيات والمعلومات التي تقدم له والنزاهة الفكرية.
كما أثلجت صدري كثيرا هذه الأيام مبادراته الإنسانية في الكشف اعلاميا عن مآسي بعض الفنانين والمثقفين والفاعلين الجمعويين الذين يعانون في صمت مع المرض والفاقة ، وبفضل مقالاته في مختلف المنابر الإعلامية، الورقية والالكترونية، جعل من قضيتهم قضية رأي عام فتحققت لبعضهم مكاسب ساهمت في الرفع من معنوياتهم وكفكفت دموعهم .
فرحي اليوم عارم جدا لأن تكريم أحمد سيجلماسي هو تكريم مستحق لسينيفيلي وإعلامي شريف وصادق وهو كذلك تكريم لكل المرتبطين بالثقافة السينمائية والإعلام الفني والممارسة الجمعوية السينمائية ببلادنا على حد تعبير صديقنا حميد اتباتو …
شكرا للإخوة المنظمين لملتقى سينما الهامش بجرسيف على هذه الالتفاتة الدالة".
رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب