(003891)
لستُ قاسيًا.
إنّما الماءُ حجرٌ،
يبلّلني بهِ الآخرونَ.
لستُ باردًا.
إنّما الثلجُ جمرةٌ
يخونُها قلبٌ بلاَ ريشٍ
ولسانٌ بلا زغبٍ
يفسّر الصّحراءَ بالشّجرةِ
والجبلَ،
بالجرذانِ واللّصوصِ.
لست مخبولاً.
إنّما الأرقامُ أنشوطةٌ
لقنْصِ ضلوعٍ
ترفرفُ،
كيمياءُ،
لترجمةِ الرّعشةِ
إلى معدنٍ.
والحنطةِ
إلى بولٍ يتبخّرُ،
في ثقُوبِ الفقَراءِ..
لستُ فقيرًا.
فقطْ:
جدّي يؤلمني في يسراهُ
ويمنايَ،
للإيجار دائمًا.
صفاقس الغربية
(007591)
أيُّها الجَدُّ اليائسُ منْ قيدِ الرّغبةِ،
ما تزالُ الحياةُ ضيّقةً
كسروالٍ مبلُولٍ،
وما زلتُ.
أيُّها الجدُّ:
الجُزُرُ، لا تلغِي البحرَ.
الخيانةُ، لا تلغِي المرأةَ
فعلّمني الصّيْدَ.
لكَ السّمكُ.
ولي – دونَكَ،
حرّيةُ الغرقِ في البحرِ..
صفاقس الغربية
(03596283)
هناَ
كلُّما حاوَلتُ أنْ ..
تَرتَدُّ يَدِي.
وعَصَافِيرُ تَفِرُّ بأَقفاصِها،
فأمدُّ ساقي في فخٍّ
لاقتناصِ الأحذيةِ.
هُنا.
هُناكَ.
كم حاولتُ أنْ!
صفاقس الغربية
(4311621)
سأبقَى هكذَا :
فضيحَةً في زغردةٍ.
لسانًا خارج الفمِ.
يتثاءبُ،
من الآجُرِّ في الدّنيَا.
ومن الأَجْرِ في الجنّةِ.
+
سأبقى هكذَا :
عاطِلاً.
متأرجِحًا بينَ قوسينِ فيك:
( شفةٌ تعطشُ.
) شفة تَرْوَى.
=
أنا،
"هكذَا".
القيروان
رصيدٌ إحتياطيٌّ
قَدمي اليُسرى،
(بلا جورَبٍ).
في يدي اليمنى،
(بلا قفّازٍ):
إنّهُ الحنانُ..
البحرُ الميّت
· نُشِر ب"القدس العربي"، مذبوحا من عناوينه الدّاخلية، الجمعة، 7ديسمبر،2012
· شاعرٌ سابقٌ، تونس