صدر للباحث السيميائي المغربي عبد المجيد العابد، عن دار النشر النايا بسوريا2013، كتاب بعنوان "السيميائيات البصرية: قضايا العلامة والرسالة البصرية" جاء في الكتاب قول المؤلِّف "تعتبر السيميائيات علما موضوعه دراسة السيرورة التي يشتغل من خلالها شيء ما باعتباره علامة، ولذلك تعددت الخطابات التي اشتغلت عليها السيميائيات مما جعلها علما إمبرياليا، يتجاوز الحدود بين الحقول المعرفية، ويبتلع كثيرا منها في تحديد منهجه في التحليل والسبر. ومنه، فإن أي دراسة سيميائية لا تخلو من التعقيد نظرا لحجم السيميائيات نفسها.
غير أن ذلك لم يعفنا من تحديد التخوم التي تتحرك فيها الدراسة السيميائية لحصر الموضوع، والتفاعل المنهجي الملائم. ومن هذا المنظور ارتأينا في هذه الدراسة أن ننكب على موضوعات السيميائيات البصرية في التحليل والمعالجة، وطرح مختلف القضايا التي تثيرها العلامة من جهة، والرسالة البصرية أو الصورة من جهة ثانية.
يزيد من مشكل تحديد العلامة تعددُ النظر إلى الصورة نفسها بالنظر إلى تعدد مجالات حضورها، مما يجعل السيميائيات البصرية متعددة مختلفة، حيث أمكن الحديث عن سيميائيات وليس سيميائية واحدة. نجد حضورا لسيميائيات الصورة في المسرح، وسيميائيات الصورة في السينما، وسيميائيات الصورة في التشكيل، وهكذا دواليك. إن هذا التعدد يمسي السيميائي حائرا أمام هذا الكم المعرفي الهائل الذي تطرحه الصورة في الوجود وفي الاشتغال.
إن الوظيفة السيميائية التي تبحث فيها السيميائيات عموما جعلتنا نخصص هذا العمل لتفادي مجموعة من المشاكل التي قد تعترض الباحث في هذا الحقل المعرفي الحديث. وهكذا، أمطنا اللثام عن مشكل العلامة الإيقونية في التصور السيميائي، وأكدنا على ضرورة التعليم بالصورة للرقي بالمنهاج التعليمي في منظومتنا التربوية الحديثة. وميزنا طبيعة حضور الصورة في الخطاب التشكيلي على العموم، كما برهنا أخيرا على دور اللغة ضمن حضارة الصورة الحديثة، وإلى أهمية السيميائيات البصرية في قراءة الصورة وتحليلها".
يعتبر هذا الكتاب المؤلَّف الثاني للباحث بعد كتابه الأول "مباحث في السيميائيات"، وستعقبه مؤلفات أخرى للباحث في النقد الأدبي والسيميائيات.