من شمال العراق يطل موقع "الحضر" الأثري الذي بقي من مدينةٍ نمت وازدهرت في القرن الأول ميلادياً واستمرت إلى عام 240 حيث استعمرت من قبل الساسانيين. منذ ذلك العهد لم يقطنها الإنسان وهذا ما يفسّر حالتها الفريدة والتي تكتب التاريخ بحجرٍ قديم يشهد على عصرٍ غنيّ.
يبدأ العرض بلمحة عن الموقع الأثري وتاريخ الحفريات التي أقيمت في "الحضر" في العصور الحديثة، وتتوقّف الباحثة الدكتورة لوسيندا ديرفن القادمة من جامعة أمستردام عند أهمية الموقع الذي يُعدّ استراتيجياً ويتوسّط الامبراطوريات القديمة، كما تتحدّث عن دوره كمركز سياسي وديني للقبائل العربية التي كتبت تاريخها على صفحات الحضر.
مدينة الحضر عُرفت بهندستها المعماريّة المتميّزة وبالصناعات المتطوّرة التي شهدت على تقدّم المدينة هذا بالإضافة لمحكمتها، والعملات المعدنية والتماثيل والفسيفساء التي لها أثرها حتى اليوم.
والمميّز في تاريخ المدينة عبر العصور القديمة هو دور المرأة في تاريخ وحضارة الحضر التي حكمتها عدّة ملكات وجدت تماثيلهنّ، ما يشير إلى المساواة التي عاشها أهلها والمجتمع الحضري القديم.
محاضرة مميّزة يقدّمها متحف قلعة البحرين بالتعاون مع السفارة الفرنسية في مملكة البحرين لمُحبي التراث، يوم غد (الأربعاء) في تمام السابعة مساءً.