في صحوة للذاكرة والسير على محطات الأنا منذ الطفولة، يخلق الوجود بعلاقة المكان، وتترائى الرحلات عبر الزمن لأشخاص عبروا نطاق أحبتهم وسكنوا فيها، من هناك سيدشن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث كتاب مرابع الطفولة...ذاكرة طفولة شخصية للكاتبة فوزية مطر ضمن إصدارات المركز، وذلك يوم الخميس، عند الساعة السابعة والنصف مساء في المركز، وستوقظ الكاتبة بدورها أحلامها في أسطر حياتها مراودتاً في ذلك محطات تستأنس بها ولاينام به حبرها، إذ تتقهقر إلى عقد الخمسينات لتحتوي ما يكتنف ذهنها من بوح لأرواح تعايشت معهم لحظات، وبأزقة تسكعت بها في طفولتها، ومشاهداتها الأولى للبث التلفزيوني في العام ١٩٥٧، فالذكريات بالنسبة للكاتبة كالموجات التي تشرع بغزارتها ولا تنتهي.
وتسرد الكاتبة فوزية في أسرار طفولتها قائلة" المتجول اليوم في طرقات وساحات الحي من أطفال الخمسينات والستينيات المنصرمة لن يكون بمقدوره تجنب سيل ذكريات تحتضنها وتنطق بها زوايا الطرقات والبيوت ومواقع الحي وأطرافه المشبعة بعبق أناس وأحداث من زمن طفولته وصباه"، وتعرج الكاتبة على بيت الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة والجلسات الأدبية التي كانت تقام آنذاك وحتى اليوم، وعلى البيوت الأخرى التي تروم بالحكايا، ولا تكتفي الكاتبة بالأمكنة بل تشق ذاكرتها سيل الماء من سواحل البحرين، عابرة في ذلك كل أشيائها المحفورة في قلبها.